أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - دور الأقليات غير المسلمة ببناء دولة العراق















المزيد.....

دور الأقليات غير المسلمة ببناء دولة العراق


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمتاز العراق بتركيبة سكانية متنوعة قوميا ودينيا وطائفيا , فطبقا لإحصاءات تعداد سكان العراق لعام 1947 (الذي يعتبر أفضل تعداد سكاني أجري في العراق وأكثرها دقة وشمولا , ودون أية مداخلات سياسية من الحكومة كما حصل في التعددات اللاحقة التي نفذتها الحكومات الجمهورية التي أعقبت الحكم الملكي ), أوضحت أن غالبية سكان العراق هم من المسلمين العرب بنسبة (71.1%) من إجمالي سكان العراق, نسبة الشيعة منهم (51.4.%) ونسبة السنة ( 19.7%) , ونسبة (19%) من الأكراد , و(2%) من التركمان , و(1.2%) من الفرس , و( 3.1%) من المسيحيين , و( 2.6%) من اليهود , و(0.8%) من الأيزيديين , ونسبة ( 0.2%) من الصابئة المندائيين .أما نسبة الشيعة من إجمالي السكان فتبلغ ( 54.1%) , وإجمالي نسبة السنة (39.2%).وعلى الرغم من قلة نسبة العراقيين غير المسلمين , إلاّ أنه كان لهم تأثيرا واضحا في بناء الدولة العراقية في عصورها المختلفة,عبر مشاركتهم الفاعلة في مختلف المجالات , سنستعرض بعضها هنا بإيجاز :
أولا - إسهامات اليهود : ساهم اليهود في بناء دولة العراق الحديث , حيث كان أول وزير مالية في الحكومة العراقية في العهد الملكي عام 1921, يهودياً يدعى ساسون حسقيل, والذي يعد بحق أفضل وزير مالية في تاريخ العراق حتى يومنا هذا . عرف ساسون بالنزاهة والكفاءة العالية والحرص الشديد على المال العام, حتى باتت مضرب الأمثال لدى العراقيين بحرصه الشديد على المال العام. وكان مناحيم دانيال عضوا في مجلس الأعيان في العهد الملكي،الذي توفي عام1940 م,وعين أبنه عزرا مناحيم عضوا في مجلس الأعيان خلفا لوالده.
وفي مجال الثقافة والآداب برز منهم , مير بصري في علوم الاقتصاد ألذي ألف كتباً عديدة, منها كتاب مباحث في الاقتصاد والمجتمع العراقي, والكاتب المعادي للصهيونية نعيم جلعادي,والأديب والشاعر والمحامي أنور شاؤول,ونعيم قطان كاتب روائي وباحث وناقد,والكاتب المسرحي سمير نقاش ,والكاتب والمترجم الشيوعي سامي ميخائيل .وبرز منهم قادة شيوعيون كبار لعبوا دورا مهما في أنشطة الحزب الشيوعي العراقي ,وكان لهم تأثيرا كبيرا في سياسة الحزب , لدرجة قيام الحزب المذكور بتأييد قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الصادر من هيئة الأمم المتحدة عام 1947 ,والذي ما زال موضع جدل في أوساط الشيوعيين العراقيين بين مؤيد ومعارض لهذا القرار حتى يومنا هذا , نذكر من هؤلاء القادة : زكي خيري وسعاد خيري وشاؤول طويق و يهودا إبراهيم صديق و ساسون دلال و حسقيل قوجمان و عميدة المصري ، عادل المصري وغيرهم .
وفي مجال السينما والمسرح والموسيقى برز منهم , الفنانة سليمة مراد أو كما تعرف سليمة باشا وهي أول امرأة تحصل على لقب باشا في العراق, والموسيقار صالح يعقوب عزرا المشهور بصالح الكويتي, والموسيقار داود يعقوب عزرا المشهور بداود الكويتي , والموسيقار عزوري العواد وغيرهم. وفي العام 1948 أسس بعض التجار اليهود الأغنياء أستوديو بغداد السينمائي الذي أنتج أفلاما ناجحة, منها عاليا وعصام وليلى في العراق.كانت اليهودية رينيه دنكور أول ملكة جمال في تاريخ العراق عام 1947.
كان الطلبة اليهود أول الطلبة الذين إلتحقوا بكلية الطب الملكية ببغداد عند تأسيسها عام 1927 , وتخرج منها أطباء يهود أكفاء كثيرون خدموا في مختلف أرجاء العراق, لعل أشهر الأطباء اليهود في الذاكرة العراقية الدكتور جاك عبود شابي المولود بمدينة البصرة عام 1927 والمعروف شعبيا لدى العراقيين بإسم جاكي عبود,المتخرج بتفوق من الكلية الطبية العراقية في دورتها الأولى عام 1932 ,والمبتعث إلى لندن على نفقة الحكومة العراقية لدراسة الطب النفسي ، والعائد إلى بغداد عام 1933 ليتم تعيينه في المستشفى الملكي، ثم أستاذا مساعدا في الكلية الطبية الملكية. ويعد من أوائل الأطباء في العراق ممن افتتحوا مستشفيات خاصة بهم، حيث أسس مستشفى ( مستشفى الدكتور جاك عبودي للأمراض العقلية والعصبية).
وفي المقابل برز من اليهود العراقيين ممن تنكروا لوطنهم العراق وهاجر إلى إسرائيل , وأصبح بعضهم قادة صهاينة عتاة مشبعين بالحقد والكراهية تجاه الفلسطينيين , أبرزهم الزعيم الروحي لحزب شاس لليهود الأرثودكس, الحاخام عوفاديا يوسف من مواليد مدينة البصرة عام 1920,وبنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق, واسحاق موردخاي وزير دفاع إسرائيلي سابق.
- ثانيا- إسهامات المسيحيون : ساهم المسيحيون في مختلف المجالات العلمية والأدبية والسياسية في العراق في عصوره المختلفة , برز منهم العلامة والباحث واللغوي الأب إنستاس الكرملي، والأكاديمي والمربّي الأستاذ الدكتور متّى عقراوي أول رئيس لجامعة بغداد في العهد الملكي، والباحث والاقتصادي يوسف رزق الله غنيمة الذي تولى وزارة المالية, وابنه حارث يوسف غنيمة، وكوركيس عواد وميخائيل عواد في مجال التأليف والكتابة والأبحاث، والراهب المؤرخ ألبير أبونا، والأديب والشاعر يوسف الصائغ.
- خرجت كلية الطب الملكية أعدادا كبيرة من الأطباء المسيحيين رجالا ونساء , وبخاصة الرعيل الأول منهم, تفوق نسبتهم العددية في تركيبة العراق السكانية . كانت الدكتورة ملوك رزق غنام أول فتاة عراقية تتخرج من كلية الطب , تلتها الدكتورة حبيبة بيثون , وإشتهر منهم أطباء كثيرون , منهم الأستاذ الدكتور زهير عبد الله القصير والدكتورة ماركريت فتح الله كساب والدكتور شوارش ماردورسيان وطبيب الأسنان الجراح صبري شكر وغيرهم.
- وفي مجال السياسة , الصحافي روفائيل بطي رئيس تحرير جريدة البلاد الواسعة الإنتشار يومذاك, والذي تولى منصب وزير دولة في العهد الملكي, ويوسف سلمان يوسف المعروف بإسمه الحزبي الرفيق فهد, أحد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي أواسط عقد الثلاثينيات من القرن المنصرم ، وطارق عزيز القيادي في حزب البعث العربي الإشتراكي , الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومناصب قيادية حزبية ورسمية كثيرة طيلة حقبة حكم حزب البعث العربي الإشتراكي حتى العام 2003, والمهندس المعماري معن سرسم الذي تولى منصب وزير الإسكان والتعمير , والمهندس حسام بهنام خضورى رئيس الدائرة الهندسية في ديوان رئاسة الجمهورية , الذي أشرف على بناء جميع القصور الرئاسية. وتولى آخرون مناصب رفيعة المستوى في الدولة العراقية , وكلاء وزارء ومدراء عامون وعمداء كليات ورؤساء أقسام علمية في الجامعات العراقية .
- وفي مجال الفنون والموسيقى ,برزت المطربة المعروفة عفيفة إسكندر، والموسيقاران منير بشير وجميل بشير. وفي مجال الرياضة برز نجما كرة القدم الدوليان اللامعان , عما نوئيل المعروف شعبيا بإسم عموبابا ودوغلاس عزيز.
ثالثا - إسهامات الصابئة المندائيون:
الصابئة المندائيون في مجالات مختلفة , برز منهم في العلوم أسهم
والدكتور عبد العظيم السبتي الدكتور عبد الجبار عبد الله، رئيس جامعة بغداد الأسبق,
, في علوم الفلك , وفي الشعر برز الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
والرسامة والشاعرة سوسن سلمان سيف والشاعرة لميعة عباس عمارة,والدكتور تحسين عيسى والكاتب الشيوعي عزيز سباهي , والفنان التشكيلي يحيى الشيخ والفنان زيدوت تريكو.
أن ما أردنا قوله هنا أن بناء الدولة العراقية الحديثة , إنما هو نتاج جهد جميع العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم , ولا يمكن لأية دولة أن تتقدم وتزدهر بدون تضافر جهود كل أبنائها دون تهميش أحدا منهم, وبخلافه تتردى أحوالها وقد تتقهر الدولة وتضمحل إذا ما تدب الصراع العبثي بين ابنائها, كما هو حال الدولة العراقية اليوم التي باتت مسرحا للصراعات الدولية والإقليمية وساحة لتصفية صراعاتها التي لا تمت بصلة لمصلحة العراق, متخذة من العراقيين وقودا لها.



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المفكرين التنويري
- هل ستغير نتائج الإنتخابات العراقية القادمة.. واقع العراق الم ...
- النظام الصحي العراقي... إهمال وفساد
- إصلاح النظام السياسي العراقي ... إرادة وطنية
- هل الجامعات العراقية .. مؤهلة حقا للإستقلالية.؟
- أنهيار منظومة الأخلاق في العراق ... مقدمة لإنهياره
- يهب الأمير ما لا يملك
- النظام السياسي العراقي الراهن... قراءة موضوعية
- خربشات سياسية
- بعض خصوصيات العراق
- حديث في مفهوم الثورة والإنقلاب العسكري
- عدم الإستقرار... محنة العراق
- متى يتخلص البعض من عقدة مركب النقص والشعور بالدونية؟
- لماذا أخفقت حكومات الإنقلابات العسكرية لعربية بتنمية بلدانها ...
- قراءة موضوعية في تاريخ العراق الحديث
- المصالحة الوطنية , لمن ومع من ؟
- إلى من يهمه أمر التعليم العالي في العراق
- المثقف العربي والتحديات المعاصرة
- المواطنة المزدوجة ... كيف لها أن تكون ؟
- إثارة الكراهية بين الشعوب ... لمصلحة من ؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - دور الأقليات غير المسلمة ببناء دولة العراق