أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذجا














المزيد.....

هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذجا


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((الموت التعذيبي هو فن امساك الحياة في الوجع، وذلك بتقسيمه الى "ألف موتة" مع الحصول قبل ان تتوقف الحياة، على اشد حالات النزع)) ميشيل فوكو.

كان في مصر ابان حكم عبد الناصر، شخص اسمه "اللواء حمزة البسيوني" يعد من أشهر الشخصيات التي مارست التعذيب في سجون مصر، كان مطلق اليد، مات على يديه الكثيرون، كان يتفنن في تعذيب السجناء، يخلق الات ومواد ويستحدث الأفكار في التعذيب، كانت فترته من احلك الفترات التي مرت بها مصر؛ الحكم القومي في مصر واغلب البلدان العربية كان يعطي مجالا واسعا ورحبا لخلق شخصيات كهذه؛ ففي العراق مثلا، أيام حكم البعث، كانت هناك مناطق مشهورة في التعذيب "الامن العام، الشعبة الخامسة، مقر المخابرات، امن بغداد"، لا يذكر اسمها امامك الا وتأتيك آلام البطن؛ وقد انتج لنا البعث أسماء "رنانة" في التعذيب، لا تقل شأنا عن "حمزة البسيوني" منها "ناظم كزار، وطبان إبراهيم، علي حسن المجيد" وغيرهم الكثير.

انتهى الحكم القومي الشوفيني في العراق بواسطة الدبابة الامريكية، رسخ الامريكان هذه المرة سلطة الحكم الديني "الإسلام السياسي"، فكانت المأساة والمعاناة الكبرى، حكم بغيض جدا، تمثل بالسلب والنهب لكل ثروات البلد، وبالقتل والتهجير والحروب الطائفية والقومية والتغييب والاغتيال؛ تأسست الميليشيات والعصابات والمافيات، صار كل حزب لديه قوة مسلحة يحتمي بها، وكل قوة مسلحة لديها سجون ومعتقلات سرية وعلنية، تجري فيها كل ممارسات التعذيب، وجميعهم ينطلقون من منطلق ديني.

في أيام انتفاضة أكتوبر كان قسم من الشباب يختفي، وبعدها يظهر وعليه علامات التعذيب الجسدي، في بعض الأحيان كان ينقل بشكل مباشر تعذيب الناشطين الذين انتقدوا رجل الدين هذا او قائد الميليشيا تلك، بل ان بعض حفلات التعذيب التي تقيمها الميليشيات وقوات السلطة كانت تسرب "قصدا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وما تفعله قوات "حفظ النظام" و "مكافحة الشغب" من عمليات قمع وتعذيب للمتظاهرين يؤكد ان هناك شرعية دينية لهذه الاعمال.

لا فرق بين قوات السلطة والميليشيات، فأحدهما مكمل للآخر، فما جرى لهشام محمد هاشم ذو الخمسة والثلاثين عاما، الاب لأربعة أطفال، والبريء من أية تهمة، والذي اقتيد الى أحد مراكز التعذيب في البصرة، ليموت هناك من شدة وطأة التعذيب، يكشف بوضوح، ان السادية التي عززها ورسخها الحكم الديني، المتمثل بسلطة الإسلام السياسي، هي الوجه الناصع والواضح لهذه السلطة، وبأنها انتشرت بشكل كبير داخل المجتمع، فمظاهر العنف صارت منتشرة بشكل لافت.

مات هشام وهو يتعذب من شدة الألم، مات هشام وهو لم يعرف لماذا هذا التعذيب والمعاناة؟ وهشام ليس الوحيد، فهناك الالاف من الشبيبة المغيبين، القابعين في سجون السلطة وميليشياتها، والذين لا يٌعرف عنهم شيء، وقد يتألمون من شدة التعذيب الان؛ مات هشام وكتب على شاهده "كل من عليها فان"، وهذا صحيح، فكل من على ارض العراق فان، بفضل السلطة الدينية الفاشية.

ان من يقرأ كتاب "تاريخ التعذيب في الإسلام" للمفكر هادي العلوي، يستطيع تلمس تلك العلاقة بين السادية والحكم الديني، فهو يستعرض تاريخ التعذيب ووسائله ورجاله، وفي ختام قسمه الأول يقول متألما:
((أنى كلما خضت في تاريخ هذه الهمجية الكبرى وددت لو ان البشرية لم توجد على الأرض وان الحياة بقيت عند حدود القردة العليا)) هادي العلوي.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة من القلب لجماهير تونس وهي تزيح قوى الظلام والرجعية
- إيران.. احتجاج لا يتوقف
- سمات الوضع الثوري عند لينين
- مذكرات حمقى السلطة في العراق
- مزايدة علنية الموت والانتخابات
- عندما يشكل الفنان إساءة للمجتمع
- احكي يا شهرزاد فأنت في عصر الظلام
- هل وصل الإسلاميون للطور الأعلى من الفاشية؟
- البؤس والسطحية والابتذال (مناظرات الإسلاميين)
- هل يقتلون ام إيهاب كما قتلوا والد علي جاسب؟
- بيد من عصا الأوركسترا الطائفية؟
- انتهت مسرحية أبو رغيف
- صبي الرأسمالية ماكرون يشيد بصبي الميليشيات الكاظمي (دبلوماسي ...
- الخارجية الامريكية والمنطق الميليشياوي
- من سخريات قوى الإسلام السياسي (حب العراق)
- التظاهرات و-العلم الططوة-
- بصدد تظاهرة 25 أيار
- جمهور سلطة الإسلام السياسي
- شروط القوى المنسحبة تدل على العودة
- أجور العمال وعمليات النهب


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذجا