أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس الواغيش - بعد إسبانيا وألمانيا وفرنسا، من يستطيع التجرُّؤ على المغرب...؟














المزيد.....

بعد إسبانيا وألمانيا وفرنسا، من يستطيع التجرُّؤ على المغرب...؟


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: إدريس الواغيش

صحّت نبوءة الحسن الثاني رحمه الله، وكثر حسادنا من العرب والعجم، ومن الدول المتقدمة والمتخلفة والما بين- بين والحمد لله، لأن كل المؤشرات الجيوستراتيجية تقول أن المغرب قد تخلص من الوصاية، وأصبح قوة إقليمية وعسكرية يحسب لها ألف حساب في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وبدأ ينتزع الريادة تدريجيا من عدة دول في إفريقيا، وهذا ما أزعج بعض الأطراف الأوروبية على وجده التحديد التي كشفت عن وجهها الحقيقي وظلت أخرى تناور من وراء حجاب، ولذلك لا عجب أن يتحرك حفدة إيزابيلا من الجيل الاستعماري الأول، هائمون يبحثون هنا أو هناك عن تهمة يوجهونها للمغرب، مرة بترسيم أحادي الجانب للحدود البحرية مع إسبانيا، وفي أخرى بناء على تقارير "أمنيستي" التي تقول بوجود محاكمات قضائية غير عادلة ولا تحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان في محاكم المملكة وآخرها تهمة غريبة قليلا، وهي التجسس التي أتحفتنا بها فرنسا مؤخرا وشاركتها فيها ربيبتها الجزائر، وتناسوا أننا نعيش في عالم يعرف حروبا سيبريانية يومية بعضها سرية وأخرى مكشوفة، فهذه الصين تتجسس عسكريا على روسيا وأمريكا تتجسس تكنولوجيا على الهند وحتى مصر اتهمت بأنها تتجسس على ألمانيا، وهي أمور تحدث وتتقبلها الدول بشكل طبيعي في عالم تحكمه المعلومة، لكن أن يحدث وتجسس المغرب على فرنسا، ولو من باب التهمة والافتراض، فتقوم القيامة وتقلب الدنيا.
وبمعزل عن التوتر المزمن مع الجزائر جارة السوء في الشرق أو دولة الكابرانات، وقد نسميها مرحليا برجل شمال إفريقيا المريض، ما دامت لا تستطيع حتى توفير الماء والسميد والزيت وكثير من المواد الأساسية لمواطنيها في العاصمة، حتى لا نقول في غرداية أو تمنراست بأقصى الجنوب الجزائري.
رأينا سابقا عدة محاولات يائسة للتشويش على المغرب من إسبانيا، ثم بعدها من ألمانيا التي اختلقت مشاكل بالجملة معنا بكل ما تجره وراءها من ثقل مالي واقتصادي، ومع ذلك فشلت في مسعاها فشلا ذريعا، وها هي فرنسا شريكنا التجاري الأول والذراع العسكري القوي للقارة العجوز تجرب حظها، متهمة المغرب بقضية بدت من أولها إلى آخرها مسيسة وباهتة إعلاميا وقانونيا.
وقد لاحظنا طيلة فترة التوتر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا ثم مع ألمانيا لاحقا، كيف كانت فرنسا متلكئة في مواقفها، تنقلب بين الصمت والمراوغة إلى أن طفت على السطح فجأة تهمة التجسس على عدد كبير من الشخصيات الفرنسية من وزراء ورجال أعمال، ولم يسلم حتى هاتف الرئيس ماكرون نفسه من التجسس حسب بعض المنابر الإعلامية الفرنسية، وهي في غالبيتها معادية للمغرب، وذلك باستعمال نظام معلوماتي إسرائيلي جد متطور، كما تقول الرواية، أو ما بات يعرف إعلاميا بقضية "بيغاسوس" ، وهذا النظام المعلوماتي سبق لكثير من الدول العربية والغربية أن اقتنته من إسرائيل.
المغرب وكعادته تصرف بحكمة العقلاء، ورفع القضية إلى القضاء الفرنسي في باريس ليقول كلمته الفصل، والتحقيق الجنائي الرقمي هو وحده الكفيل بإثبات هذه التهمة أو إسقاطها. والقضاء الفرنسي، المعروف باستقلاليته، سيعوم هذه القضية من دون شك، حتى لا يزيد الوضع تأزيما، لأنه يعرف أن التهمة لا تغدو أن تكون كسابقاتها وسيلة من وسائل الضغط على المغرب لأغراض لم تعد تخفى على أحد، خصوصا بعد تلويح المغرب بدعم استقلال جمهورية القبائل عن الجزائر، التي اقتطعت جزءا من ترابها ورسمت مؤخرا حدودها مع "إمارة تندوف" في الجنوب، لتكون بذلك أفقر إمارة في العالم.
وإذا صدقنا بأن المغرب قد تجسس على فرنسا فعلا، فأنا بصفتي مواطنا مغربيا أعتبره فخرا لنا كمغاربة وإنجازا استخباراتيا عظيما، لأنه حتى الأجهزة المخابراتية العالمية التي تعمل بالعلم وبكل المقومات الممكنة مثل(cia) أو(kgb) لا تطبخ الكسكس، وإنما تتجسس على الزعماء والدول وتترصد بكل صغير أو كبير يتوفر على معلومة، وتجمع هذه المعلومات بكل الوسائل لتقدمها للجهات المختصة، والتجسس هو دورها الطبيعي كمخابرات وكل الدول تعمل بهذا، ولكنه غير مسموح به للمغرب...!
ولذلك لا عجب إن صح خبر التهمة، وأنا أستبعد صحتها، أن تكتب جريدة فرنسية بلغة الاستعلاء:
- المغرب يتجسس علينا، يا للعار...!!
وهي ذات الجريدة التي سبق لها أن كتبت في زمن كورونا وبنفس اللغة، حين صدر المغرب الكمامات الوقائية لفرنسا:
- المغرب يصدر لنا الكمامات، يا للعار..!!
وهذا يدل على شيء واحد، هو أن المغرب مستهدف، والخطوات التي يقطعها حاليا في عدة مجالات، وخصوصا في المجال المالي والاقتصادي والسياحي والصناعي بدأت تقلقهم، وأصبح مفعولها يتجلى في سلوكياتهم، لأنه يزعجهم حقا أن يكون المغرب بلد الاستثناء في البحر المتوسط والعالم العربي وإفريقيا، إلى درجة أن اقتصاده لم يتأثر بتأثير كورونا، عكس باقي الاقتصادات الكبرى العالمية، بما فيها الاقتصادات الأكثر تحصينا.
والحصيلة الحقيقية والنهاية، هو أن المغرب بدأ يعيد إلى أذهانهم ملامح الامبراطورية المغربية القديمة والقوية، لأنه أصبح يدرس خطواته جيدا في تعاملاته وعلاقاته الدولية، ويحسن من تموضعه قاريا ودوليا، وتمكن من بناء تحالفات استراتيجية مع دول قوية مثل: بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين وحتى دول إفريقية صديقة وإسرائيل، بما تملكه هذه الدول من ترسانات عسكرية مدمرة واقتصادات قوية وتكنولوجيات جد متطورة في جميع المجالات، وفي نفس الوقت حافظ على علاقات جيدة مع الدب الروسي، كما تحسنت علاقاته مع دول شمال أروبا، ولم يعد البعض منها، كما من قبل، يحشر أنفه فيما هو مغربي لأتفه الأسباب.
فمن يستطيع التجرّؤ على المغرب، بعد الآن، ومعاداته وراء كل من إسبانيا وألمانيا وفرنسا...؟



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري
- نوستالجيا: ذكرياتي مع مدينتي سبتة ومليلية
- نوستالجيا: في الطريق إلى العيون
- الوثائق الملكية تثبت العلاقة الوطيدة بين الفرد والأرض في الص ...
- ألمانيا من الحياد إلى الانحياز للبوليساريو، هل تجرؤ...؟
- مؤسسة مقاربات تحتفي بشهر الشعر
- الإفلاس الإعلامي الجزائري
- منتدى فاس روح العولمة يستعرض الميثاق الإبراهيمي من أجل إنسان ...
- الشاعر محمد يعيش فخرُ الدكتوراه
- ممشى صغير يعبرني
- المغرب ينتقل إلى السرعة القصوى في طيِّ ملف الصحراء
- مَصْيَدَة الكركارات
- المغرب يتّجه بثبات نحو العُمق الإفريقي والجزائر حائرَة...!!
- أبْحَثُ عنّي فيّ...!
- نوستالجيا: الرّباط، بدءا بالإعفاء من الخِدمَة العَسكرية وانت ...
- بين زمَان الشاعر وزَمَن المُغَنّي...!!
- حاملو الشهادات العليا: بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- حاملو الشهادات العليا بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- محمد بوهلال قيدُوم الصَّحفيّين بفاس يُصدرُ -في الضفة الأخرى- ...
- مدن بأسمائها... !!


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس الواغيش - بعد إسبانيا وألمانيا وفرنسا، من يستطيع التجرُّؤ على المغرب...؟