أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - مدن بأسمائها... !!














المزيد.....

مدن بأسمائها... !!


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


ارتبطت كثير من المدن ببعض الأسماء، واسمنا هذه المرة لن يكون لاعبا كرويا شهيرا يداعب الكرة المستديرة على المستطيل الأخضر ويستعرض مهاراته، فتهتف باسمه الجماهير المحتشدة في المدرجات، ولا فنانا تتراقص الكمنجات المبحوحة على ركبتيه في أماسي الصيف، فتتمايل على أنغامها الأجساد والرؤوس الدائخة، لكن الأمر يتعلق الأمر هنا برجل علم أعطى فوفى لأبناء وبنات بلده في مدرجات الجامعة وخارجها، إنه الأكاديمي المغربي عبد الرحيم جيران.
حين قرأت تدوينة له كتبها على جداره الفايسبوكي، يقول فيها: "وداعا الدرس الأكاديمي والمحافل الجامعية...، مرحبا بحياة أخرى"، حضرتني المدينة الصغيرة الهادئة مارتيل واستحضرت كورنيش شاطئها الممتد الجميل وممشاها الليلي الضاجّ بالناس في الصيف والنهاري الهادئ في باقي فصول السنة. لا أنكر أن مشاعري ارتبكت واختلطت علي دفعة واحدة، أحسست بنوع من الدوار الخفيف واكتسحتني حسرة على الدرس الجامعي في المغرب عموما، وعملية إفراغ الجامعة المغربية من أطرها وكفاءاتها القادرة على البذل والعطاء وطرح السؤال بصيغة أخرى في مجال تخصصاتها، عملية بدأت ولازالت مستمرة مع الأسف، وهو أمر يثير الشفقة على مستقبل الجامعة المغربية ومدرجاتها، هناك من رحل عن عالمنا مبكرا وهناك من رحل على عجل منذ أن بدأت حملة المغادرة الطوعية، وهناك من استعجل الرحيل باللجوء إلى التقاعد النسبي حفاظا على ماء الوجه، وهناك من التجأ إلى المغادرة مكرها أو طواعية لمرارة ذاق طعمها ولم يعد يحتمل، وإن كنا هنا لا ندرس نوايا الناس.
مغادرة الدكتور عبد الرحيم جيران للدرس الجامعي والأكاديمي كما حصل لكثير من أمثاله، وإن جاءت عن رضى وقناعة، بعد أن وصل إلى سن المعاش واستوفى الاربعين سنة في الخدمة، كما تنص على ذلك القوانين والتشريعات المعمول بها في الوظيفة العمومية، إلا أن الجامعة المغربية لازالت محتاجة إلى كفاءات مثل هذا الرجل وعطاءاته، كما هي محتاجة إلى أمثاله وما أكثرهم، لكن المؤسف حقا هو أن الجيل الجديد قد لا يمكنه تعويض مغادرة مثل هؤلاء الكبار، مهما اختلفت ظروف المغادرة.
نحن نعرف أن الرجل أديب موسوعي، فهو جامعي، قاص، شاعر، مفكر وناقد لا يشق له غبار في مجال تخصصه، مبرّز في الفضل غزير في العطاء، لا يبخل على طلبته وطالباته وعلى كل من يقصده من مريدي المعرفة، أكاديمي كريم سخي في عطاء العلم كما في الحياة.
الرجال كما النساء عادة ما يحبون الرجل الجهير الصوت، لكن جيران، وإن كان خفيض الصوت وعفوي في أحاديثه حين تجالسه، إلا أنه يفرض عليك بإرادتك أن تستمع إليه، وهذه من خصوصيات الرجل العالم، لأنه يعوض بالعلم ما لا يدرك بالصوت. الدكتور جيران لم يكن يوما أستاذي في الجامعة، لكنني كنت أقتفي أثر جديده في المكتبات الكبرى في الرباط، وظل دائما صديقا ودودا بشوشا مفيدا نصوحا ومستمعا حتى للأفكار والأطاريح التي قد يتعارض معها، لذلك لم يكن ممكنا أن أزور مارتيل دون مجالسة الأكاديمي عبد الرحيم جيران والاستفادة من علمه والاستماع لدرسه الأكاديمي الحرّ في ركن قصي من المقهى، وهو عادة ما يفضل المقاهي المنزوية هروبا من الضجيج المفتعل. ظل جيران طيلة مشواره الأكاديمي والجامعي محافظا على نقاء معدنه، سواء حين كان أستاذا مكونا بالمدرسة العليا للأساتذة بمارتيل أو بعد التحاقه كأستاذ محاضر للأدب العربي بجامعة عبد المالك السعدي، ترك دائما تلك البصمة المتميزة ونفس الانطباع الجميل، مرسخا بذلك ثقافة مختلفة، جادة وهادفة عند الطلبة الأساتذة كما عند الطلبة الباحثين. لم ينحز يوما لممارسة سلطته العلمية أبدا في كلتا الضفتين
شكرا لكم أستاذي عبد الرحيم، أديتم فكفيتم وأعطيتم فأوفيتم وخلصتم فنلتم محبة طلبتكم وأصدقائكم ومعارفكم. اطال الله في عمركم وحفظكم الرحمن لنا ولأسرتكم.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: لا شيء أعجَبني
- تارودانت مَسافة نَأي وحُسن نسَاء
- القراءة والإبداع مع العُزلة الاختيارية وليس مع الحَجر الصّحّ ...
- الزّمَنُ الخِصْبُ في -يوميَات مُعلم في الجَبل-
- عبد الرّحمن اليوسفي، المُستثنى منَ الأصل
- يومَ ضعتُ في واحَة -تُودْغَى-
- الجَمعُ بين السّيناريو والإخراج أضرّ بمُسلسل -سلمَات أبو الب ...
- تولستوي في تَافرَاوت
- وُجُوهٌ عَمَّدَتْهَا شَمْسُ الظّهيرَة
- الحَظّ لُعبَةٌ لا أتْقِنُها
- كورُونا والأرَضَة التي أكَلت عَصَا سيّدنا سُليمان...!!
- عَرّافاتٌ تَعْلِكْنَ الكَلام - Des voyantes qui mâchent des ...
- جائِحَة (covid-19) سيكولوجية التدخُّل والمُواجهة كما يرَاها ...
- آخرُ طّلقات العُثماني: تأجيلُ التّرقيَات وإلغاءُ المُبارَيات
- آثامِي ومَلامِحُ الخَريف
- عَرّافاتٌ تَعْلِكْنَ الكَلام
- الخَوارجُ الجُدُد في طنجة، فاس وسلا
- تنسيقيَة الأساتذة حَامِلي الشّهادَات العُليَا تُساهِمُ في -ص ...
- كورُونا يكشفُ عن مَأزقِنَا الوُجودي
- كورُونا قاتِلٌ في الحَياة، فهَل هُو عَادِلٌ في المَوت...؟


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - مدن بأسمائها... !!