أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري














المزيد.....

رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


قليلون هم الأدباء الذين زاوجوا بين إخلاصهم للأدب وحبهم للأرض، سواء في المشرق أو المغرب، كما حدث مع عبد الرحمن الأبنودي في "أبنود" مصر، هو الذي مثلت الأرض مكونا رئيسيا وتيمة في أعماله النثرية والشعرية، فكتب عن الأرض والنيل شعرا ونثرا، وغنت له شادية وعبد الحليم ونجاة الصغيرة وغيرهم أغاني رومانسية غاية في عذوبة كلماتها وألحانها، ولكنها في الأصل لم تكن إلا شعرا يتغنى بالأرض بيوميات المصري البسيط في حقولها.
وفي المغرب نجد الروائي والناقد إبراهيم الحجري، الذي غادرنا إلى دار البقاء دون وداع، ولا تخلو هو الآخر يومياته وحياته من صور توثق لعشق الأرض في البادية وخدمة ترابها، إلى درجة لم نكن نعرف إن كان مقيما في البادية أم في المدينة، ولم يكن يبالي رحمه الله إن لزق الطين برجليه أو في ثيابه، يشاطره في ذلك العشق الصوفي للأرض صديقه وابن بلدته الأديب والناقد "البنوري" الحبيب الدايم ربي، ولا عجب في ذلك، فهما أبناء منطقة واحدة ولادة للأدباء. رحل عنا "الأسمراني" إبراهيم الحجري من دون وداع تاركا في القلب غصة، بعد معاناة مع غيبوبة عجز الأطباء والمختبرات عن علاجها أو تفسير أسبابها، وينضاف رحيله الموجع المفاجئ إلى رحيل آخر سبقه كان بطعم الجرح والمرارة للناقد والأديب بشير القمري، ويترجل بذلك إبراهيم عن فرسه راحلا إلى حيث النور الحق والبقاء والخلود.
كان رحمه الله أمام النصوص ناقدا محكما وفي مواجهة البياض أديبا روائيا مقتدرا ومفكرا ومنظرا قديرا، نجح في أن يكون عادلا في الحب بين الناس وحزن عليه كل من كان يعرفه منهم.
لم تكن تغريه ربطات عنق ولا ألوان هندام أنيق، ألفته يطل عليّ في صور متنوعة تحمل بين طياتها غنى رهيبا من حقول منشئه الريفي، ويوثق لقطة بلقطة حياة الفلاحين البسطاء في بلدته "البيادرة" بنواحي الجديدة، كل ذلك ببصمة رقيه الفكري والإبداعي وبساطة الفلاح الأصيل، وكأنه واحدا من الفلاحين البسطاء الزاهدين في حب الأرض، يحمل في عينيه عشق دفين للتراب وفي رجليه رائحة الأرض الزكية وبركاتها ووراءه كدياتها وتلالها وأمامه تنوع عطائها وخيراتها. كان يذكرني كل يوم وأنا أراه في صوره يتجول بين الحقول، بشكل ينم عن ارتباطه الكبير بالأرض وتعلقه بترابها إلى درجة أصبحت فيها مكونا رئيسيا في حياته، ولم يكن غريبا عنه أن يعتني بشجر التين والزيتون، ويرعى سنابل القمح حتى تبلغ البيدر ذهبية خالصة اللون.
وقد يكون الأديب إبراهيم الحجري الأديب والناقد الوحيد الذي كان رحمه الله يحرك في مشاعر بدويتي الراقدة في أعماقي، ويرسم في مخيلتي ألوانا زاهية لأزهار برية تركتها ورائي في قريتي، خانتني الآن مخيلتي على استحضار كل أسماؤها وألوانها، بعد أن طال بي الغياب عنها ولم أعد أتذكرها.
رحمه الله إبراهيم الحجري برحمته الواسعة وألهم ذويه الصبر والسلوان، مع تعازينا الصادقة لأسرته الكبيرة والصغيرة.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستالجيا: ذكرياتي مع مدينتي سبتة ومليلية
- نوستالجيا: في الطريق إلى العيون
- الوثائق الملكية تثبت العلاقة الوطيدة بين الفرد والأرض في الص ...
- ألمانيا من الحياد إلى الانحياز للبوليساريو، هل تجرؤ...؟
- مؤسسة مقاربات تحتفي بشهر الشعر
- الإفلاس الإعلامي الجزائري
- منتدى فاس روح العولمة يستعرض الميثاق الإبراهيمي من أجل إنسان ...
- الشاعر محمد يعيش فخرُ الدكتوراه
- ممشى صغير يعبرني
- المغرب ينتقل إلى السرعة القصوى في طيِّ ملف الصحراء
- مَصْيَدَة الكركارات
- المغرب يتّجه بثبات نحو العُمق الإفريقي والجزائر حائرَة...!!
- أبْحَثُ عنّي فيّ...!
- نوستالجيا: الرّباط، بدءا بالإعفاء من الخِدمَة العَسكرية وانت ...
- بين زمَان الشاعر وزَمَن المُغَنّي...!!
- حاملو الشهادات العليا: بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- حاملو الشهادات العليا بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- محمد بوهلال قيدُوم الصَّحفيّين بفاس يُصدرُ -في الضفة الأخرى- ...
- مدن بأسمائها... !!
- قصة قصيرة: لا شيء أعجَبني


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري