أنيس يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قد يكون في هذا العنوان شيء من مظاهر العنصرية .. وقد يجد فيه بعضهم تحريضاً على المزيد من المغالاة والتشدد . أنا لا أقصد أياً من الأمرين . لكن ما يجري من حولنا ، وما نشهده فوق بقاع كثيرة من العالم يبعث على اجتراح حلول تُستخدم فيها المباضع مع ما في ذلك من آلام ووجع .
قد يكون التعميم الذي يحمله العنوان هو أبرز نقاط الضعف فيه ؛ فالمسلمون ليسوا بطبيعة الحال مجمعين على ما يُظهره بعض حملة شعار الاسلام من تخلّّف وإجرام ، وقدرة على معاداة العالم بمؤمنيه وملحديه . والمعاداة أو المخاصمة بين الأفراد أو المجموعات مسألة لن يكون لها نهاية .. على الأقل في مدانا المنظور .إلا أن الأدوات التي يتخذها المسلمون المتشددون سلاحاً يشهرونه في وجه الخصم ، تبقى موضع اشمئزاز ورفض . إذ أنه في الوقت الذي يتجه فيه العالم الذي لم يستطع حتى الآن منع الحروب ، إلى وضع القوانين والأطر بقصد التقليل من ضحاياها ، خاصة من أولئك الذين نعرّفهم بالمدنيين . في هذا الوقت نجد عند تلك التنظيمات الاسلامية البشعة إصراراً على إنزال أقصى أشكال العقاب بهؤلاء المدنيين أتفسهم . وهذا ليس بمستغرب من هذه التنظيمات التي استطاعت عبر استلاب شخصية الفرد المسلم عندما انساق إلى تفجير جسده بين أجساد لا ذنب لها سوى قابليتها للموت عند اقترابه منها .
سمعنا البارحة عن اكتشاف مجموعة من المسلمين في بريطانيا قبل نجاحها في تفجير بعض الطائرات المدنية . وقبل البارحة سمعنا ما شابه . وقبله كذلك . ولولا التعاون الدولي على ملاحقة هذه المجموعات لكنا في كل ساعة نسمع عن جريمة مدوّية في بلد من بلدان العالم . لم ينحصر قيام هذه العمليات على أرض " الكفار " ، فها هم في العراق مثلاً ينتحرون بالمتفجرات وسط مجالس عزاء اسلامية ، أو وسط سوق للفقراء المسلمين ، أو في جامع أو حسينية .
فلنتح فرصةً لهؤلاء المسلمين أن يعيشوا الحياة كما يريدونها هم ، دون ضغط من فرد أو دولة في العالم . فليرفع المجتمع الدولي نداءً إلى هؤلاء أن يختاروا بقعة من العالم ، مسوّرة بحيث لا يدخلها أحد ، ولا يخرج منها أحد كذلك ، وليعش هؤلاء في دار " الايمان " الذي يسعون اليه . فلتكن هذه البقعة التي تتناسب مع أعدادهم ، وحيث توجد كثرتهم بمنأىً عن " همجية " العالم ، وإلا فالعالم بأسره سيبقى درباً للأبالسة الذاهبين إلى السماء .
#أنيس_يحيى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟