أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - جون جوردن: قصف بغداد














المزيد.....

جون جوردن: قصف بغداد


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


ترجمة: عادل صالح الزبيدي

جون جوردن (19636-2002) شاعرة أميركية من مواليد هارلم بمدينة نيويورك عن أبويين مهاجرين من جامايكا. تلقت تعليمها في كلية برنارد وجامعة شيكاغو. نشرت اول مجموعة شعرية لها عام 1969 تحت عنوان ((من ينظر الي)) تبعتها بمجموعات عديدة منها: ((الأشياء التي أفعلها في الظلام)) 1977؛ ((شغف)) 1980 ؛ ((غرفة المعيشة)) 1985؛ ((تسمية مصيرنا: قصائد جديدة ومختارة)) 1989 ؛ ((هاروكو: قصائد حب)) 1994 ؛ و((توديع الرب بقبلة: قصائد 1991-1997 ))1997 . تظهر مؤلفاتها تنوع وتعدد اهتماماتها فقد كتبت المسرحية والرواية وأدب الأطفال والمقالة السياسية والمذكرات وغيرها ومارست التدريس في جامعات عديدة.
(يرد في القصيدة التي نترجمها هنا اسمان لشخصيتين ارتبطتا بالحروب بين المستوطنيين الأميركيين وسكان اميركا الأصليين هما كستر والحصان المجنون: كان جورج واشنطن كستر قائد فوج الفرسان في معركة ليتل بيغ هورن الشهيرة وقد قتل فيها هو واغلب افراد جيشه على يد قبائل الهنود الحمر المتحالفة والتي كان يقودها محارب يعني اسمه بلغة قبيلته ذا الحصان المجنون الى جانب قائد آخر اسمه الثور الجاثم.)


قصف بغداد
1
بدأ ولم ينته لـ 42 يوما
و 42 ليلة بلا رحمة دقيقة بعد دقيقة
اكثر من 110,000 مرة
قصفنا العراق قصفنا بغداد
قصفنا البصرة/قصفنا المنشآت
العسكرية قصفنا المتحف الوطني
قصفنا المدارس قصفنا ملاجئ الغارات الجوية
قصفنا الماء قصفنا الكهرباء
قصفنا المستشفيات قصفنا
الشوارع قصفنا الطرق الخارجية
قصفنا كل شيء يتحرك/قصفنا
كل شيء لم يتحرك قصفنا
بغداد
مدينة فيها 5.5 مليون انسان
قصفنا الأبراج اللاسلكية قصفنا
اعمدة الهواتف وقصفنا المساجد
قصفنا مدارج الطائرات وقصفنا الدبابات
قصفنا الشاحنات قصفنا العربات قصفنا الجسور
قصفنا الظلام قصفنا
ضوء الشمس قصفناهم
وقصفناهم وقصفنا بالقنابل العنقودية
المواطنين العراقيين وقصفنا بالقنابل الكبريتية
المواطنين العراقيين
واكملنا هذا القصف/هذه "الطلعات الجوية"
بصواريخ كروز توماهوك التي اطلقناها
مرارا وتكرار بالآلاف بعد الآلاف
الى داخل العراق
(تعلمون ان صواريخ سكود العرقية
علامة اقتباس غير ذات اهمية عسكريا علامة اقتباس
ونحن لا نضيع الوقت مع ماهو غير ذي اهمية)
لذلك استخدمنا صواريخ كروز على نحو متكرر
اطلقناها على العراق
ولست مسرورة
لست مسرورة جدا
فلا واحدة من هذه تتلائم مع مفهومي عن "الأمور تسير على نحو جيد جدا."

2
قصف بغداد
لم يلغ المسافة او الزمن
بين جسدي
وحياة حبيبي

3
هذه كانت وقفة "كستر" ماقبل الأخيرة
اسمع "الحصان المجنون" يغني وهو يموت
اكرس نفسي لتعلم تلك الأغنية
اسمع تلك الموسيقى في عويل العالم العربي

4
اعتاد "كستر" على القيام بعمله فحسب
مندفعا باتجاه الغرب نحو المجد
عاقدا وعودا
باحثا عن المتوحشين/ مستعمراتهم
المؤقتة الهشة
من اجل تربية الأطفال/الرقص للاستسقاء/والصلاة
من اجل ان يرحموا بقطيع من الثيران
"كستر"/لاحق هؤلاء المتوحشين
هاجم عند الفجر
قتل الرجال/قتل الفتيان
قبض على النساء وحولهن
(انا متأكدة)
الى دينه
اوه، يا لرقة توديعه لخطيبته الحبيبة!
يا لحلاوة النظرة التي رمقت بها عيناها محاربها!
محملا بالبنادق والبارود عانق
الأحشاء والدم لقدر ابيض واضح
اندفع باتجاه الغرب
ليبيد المتوحشين
("اهجموا عند الفجر!")
واستولوا على اراضيهم
استولوا على نسائهم
استولوا على ثرواتهم الطبيعية

5
وانا اهلل للسهام
وللمحاربين الهنود

6
وكل من آمنوا بأن على البعض ان يموتوا
ماتوا مسبقا
وكل الذين يؤمنون فقط انهم يمتلكون
انسانا وبالتالي حقوق الانسان
لم يعودوا من بين من يحتمل ان يكونوا انسانيين
وكل الذين آمنوا بأن الثأر/الانتقام/ الدفاع
مشتقة من الامتيازات التي منحها الرب للبيض
وكل الذين آمنوا بأن شن حرب هو اي شيء
ماعدا ان يكون نشاطا ارهابيا
في المقام الأول والأخير
وكل الذين آمنوا بأن مقاتلات أف -15/أف-16/مروحيات "أباتشي"/
قاصفات بي-52/القنابل الذكية/القنابل الغبية/النابالم/المدفعية/
السفن الحربية الرؤوس النووية لا تعني اي شيء
سوى انها ادوات ارهابية لمشروع ارهابي
وكل من آمنوا بأن الهولوكوست يعني شيئا
يحدث فقط للبيض
وكل من آمنوا بأن عاصفة الصحراء
لا تعني شيئا سوى كونها اطلاق هولوكوست
اميركي ضد شعوب الشرق الأوسط
كل الذين آمنوا بهذه الأشياء
ماتوا مسبقا
لم يعودوا من بين من يحتمل ان يكونوا انسانيين

وهذه من اجل الحصان المجنون وهو يغني لحظة موته
لأنني احيا داخل قبره
وهذه من اجل ضحايا قصف بغداد
لأن العدو سافر من منزلي
لينسف وطنكم
ويحيله قطع اطفال
وقطع رمال

وبعد المذبحة
التي نفذت واديمت باسمي
كيف اجرؤ ان امد لكم يدي
كيف سأتفاوض بما يوحيه
عاري؟

قلبي لا يستطيع
مواجهة هذا الموت العديم الراحة
روحي لن تستطيع
التحكم بنضوح حزني هذا

وهذه من اجل الحصان المجنون وهو يغني لحظة موته
وها هي اغنيتي عن الأحياء
الذين عليهم ان يغنوا ضد الموت
غنوا كي ينظم الأحياء
الى الأموات



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جين هيرشفيلد: في اليوم الخامس
- مارتين ايسبادا: كيف كان بامكاننا ان نحيا او نموت هكذا
- مارك ستراند: الاحتفاظ بالأشياء مجتمعة
- براين بيلستن: امسك بيدي ودعنا نقفز من هذه الحافة الصخرية الش ...
- جوي هارجو: هذا الصباح أصلي من اجل أعدائي
- نعومي شهاب ناي: 300 ماعز
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (4)
- سارة تيزديل: ستأتي أمطار خفيفة
- جوي هارجو: ثلاث قصائد نثر
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (3)
- لوسيل كليفتن: قصيدة في مديح الحيض
- تشارلز سيميك: في المكتبة
- الفرد لورد تنيسون: اقرعي أيتها الأجراس
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (2)
- بول لورنس دنبار: نرتدي القناع
- الشعر البريطاني الحديث والعلم (1)
- جون آشبري: تقاطعات طرق في الماضي
- روبرت بلاي: تحذير الى القارئ
- مارغريت آتوود: جريمة في الظلام
- تشارلز سيميك: الظهور الفخري


المزيد.....




- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - جون جوردن: قصف بغداد