أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -بريق كاذب- عبد المجيد السامرائي














المزيد.....

-بريق كاذب- عبد المجيد السامرائي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


الهم الشخصي والوطني/القومي في قصيدة
"بريق كاذب"
عبد المجيد السامرائي
" لم أجنِ ياقومُ الّا الهمَّ والتَّعبا
واحسرتاهُ على عمري الذي ذهبا
كأنني القدسُ في أذيالِ خيبتِها
نادَتْ مراراً فلم تستنهضِ العرَبا
أونخلةٌ أثمرَتْ شيصاً فليس لها
أنْ تجعلَ الشيصَ مهما حاولَتْ رُطَبا
أوقاطعٌ ظهرَ بيدٍ مسَّهُ ظمَأٌ
ومالديهِ سوى الماءِ الذي انسكبا
لا يرتضي برجوعٍ دون مأربِهِ
ولا يطيقُ الى أن يبلغَ الأرَباَ
ماذا سأنعتُ بعضَ النّاسِ في زمني
ماذا أُكَنّي وماذا أنتقي لقَبا
إنْ كنتُ أسمعُ عمّا قيلَ من عجَبٍ
فهُم أرَوني اموراً فاقَتِ العجَبا
بعتُ السّلالَ رخيصاتٍ بلا عنبٍ
وهم يبيعونَ مِن بستانيَ العنبا
تدرونَ مابيْ وماذا باتَ يُحزنُني ؟
كانوا نحاساً وانّي خِلتُهم ذهَبا
"
يفتتح الشاعر القصيدة بالحديث عن همه الشخصية في الصدر وعجز البيت، لكنه سرعان من يدخلنا إلى الهم القومي والوطني، متحدثا عن فلسطين/القدس والعراق/النخلة، وهذا الجمع بين الواقع والرمز يحسب للشاعر الذي أراد لقصيدته أن تجمع ما هو التناقض، المباشرة في تناوله القدس، والرمزية في تناوله للعراق/النخل، والجميل في هذه القصيدة أن الشاعر يُوصل فكرة السواد/اليأس بأكثر من طريقة، منها الفكرة التي تحملها القصيدة، وأيضا من خلال الألفاظ، فعندما تتحدث عن القدس نجد عدد من الألفاظ السوادء : "أذيال، خيبتها، فلم" وهذه أكثر من عدد الألفاظ البياض التي نجدها في: "نادت، تستنهض" وإذا علمنا أن هناك حرف النفي/فلم يسبق تستنهض نكون أمام لفظ أبيض واحد فقط.
وفي المقطع الثاني الذي يتحدث عن العراق/النخلة نجد تكرار للفظ "شيصا/الشيص" يقابله لفظ أبيض "أثمرت، رطبا" لكن اقرن الثمر بالشيص، ورطبا بحرف النفي "فليس" بمعنى ليس هناك ثمر، وإن وجد فهو لا يصلح للأكل.
في البيت الثالث يتحدث الشاعر عن الماء، الذي يعني الحياة ورمز الطهارة والانتقال من حالة سلبية/متدنية إلى أخرى إيجابية/متقدمة، والجميل في هذا البيت أن الشاعر كثف حالة السواد مستخدما ألفاظا تشير إلى فقدان الماء: "ظمأ، انسكبا" ونلاحظ الحاجة المزدوجة للماء، للطهارة/مسه، وللشرب/انسكبا.
بعد أن تحدث عن الألم المادي/الظمأ يقدمنا من المعاناة النفسية التي يمر بها، فيتحدث عن المتناقضات: "لا يرضى، ولا يطيق" والجميل في هذا البيت الحركة العكسية التي نجدها في "الرجوع، يبلغ" فالألفاظ المجردة توصل فكرة (الحيرة) للقارئ إضافة إلى المعنى العام للبيت.
يعود الشاعر إلى الحديث عن همومه الشخصية ومشاكله مع الناس/المجتمع/الأفراد، مبينا حيرته واستغرابه من خلال تكرار: "عجب/العجبا" وهو يبين تعرضه لضغط في السمع/أسمع، والمشاهدة/أروني، مما يجعل تكرار العجب/العجبا مبررة ومتوازنة مع ما يمر به.
الشاعر يتألق أكثر عندما ينسب لنفسه الشيء قليل القيمة/سلال، وللآخرين كثرة الخير/بستاني، من هنا قال عن نفسه/بعت، وعن الآخرين/يبيعون، فالكثرة لصالهم.
يختم الشاعر القصيدة بحالة التناقض بين الواقع/النحاس، والأمل/الذهب، والتناقض بين هو الشاعر/خلتهم، وبين الآخرين/كانوا، وهذا يأخذنا إلى بعد المسافة بين أنا الشاعر/خلتهم، والواقع الاجتماعي لهم/كانوا، وهذا يعيدنا إلى فاتحة القصيدة وحالة الهم والتعب والحسرة التي يعانيها الشاعر، فكانت الفاتحة والخاتمة منسجمة في خدمة فكرة (اغتراب) التي يمر بها الشاعر.
القصيدة منشورة على موقع رابطة شعراء العرب



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة وجوه غسان كنفاني بعد نصف قرن من استشهاده
- اكتمال جمال الشهيد في قصيدة حضور الشهداء
- عبث الزمن والسواد جروان المعاني
- عندما يكون الكاتب مضحّياً من أجل كتابه
- ترتيب القصدة في -دون السماء الثامنة- كميل أبو حنيش
- المكان في ديوان -أستل عطرا- فهيم أبو ركن
- ديوان -استيقظ كي تحلم- مريد البرغوثي
- .الأدب الكامل في قصيدة -عناة- كميل ابو حنيش
- الحدث ولغة الشخوص في رواية -صهيل مدينة- مصطفى النبيه
- السواد في ديوان -قراءة في نقش صحراوي- مهدي نصير
- التجربة الاعتقالية في رواية -احترق لتضيء- نادية الخياط
- نتصار الفن في مسرحية -ممثل انتحاري- إبراهيم خلايلة
- الكلمة والحرف في قصيدة -خذي- سامح أبو هنود
- زيد الطهراوي قصيدة - نصر من الرحمن -
- رواية تحرير حمدة خلف مساعدة
- مجموعة وحوش مركبة المتوكل طه
- ديوان تقاسيم على وتر القوافي مشرف محمد بشارات
- التعدد والوحدة في رواية -وشهقت القرية بالسر- تبارك الياسين
- الاسطورة والواقع في قصيدة -هنا غزة ... بتوقيت الدماء- هيثم ج ...
- ثنائية الواحدة في قصائد محمد عياف العموض، وجيه مسعود، كميل أ ...


المزيد.....




- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -بريق كاذب- عبد المجيد السامرائي