أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المكان في ديوان -أستل عطرا- فهيم أبو ركن














المزيد.....

المكان في ديوان -أستل عطرا- فهيم أبو ركن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


المكان في ديوان "أستل عطرا"
فهيم أبو ركن
المكان يأخذ أكثر من موضع، منه ما هو خاص، البيت، ومنه ما هو عالم، الوطن، كما أن له أثر على الأشخاص، لهذا لا يمكن أن تكون هناك كتاب خارؤج المكان، بمعنى أن الأديب/الشاعر عندما يكتب يكون موجودا في مكان ما، فحتى لو لم يذكره مباشرة نجده أثره فيما يُكتب، في قصيدة "أصرخ أيها الخير" يتناول الشاعر أكثر من مكان، لكن هناك مكانين كان أثرهما مطلق الإيجابية عليه، أحدهما شرفة البيت، والثاني الطبيعة، يقول عن الشرفة:
"عندما أجلس على الشرفة أغازل القمر
أو أراقب شروق الفجر في السحر
الشمس تسعى تضيء الفضاء
والنحلة تجني العسل
لنقطفه بلسما ودواء
فيه العطر والشفاء
لا أتساءل...
وأعرف أن الخير موجود" ص47،
علاقة الشاعر مع المكان علاقة حميمية، وهذا نجده من خلال البياض المطلق، حيث تجتمع الفكرة البيضاء مع الألفاظ، بحيث يصل القارئ إلى حالة الفرح من خلال الألفاظ ومن خلال المعنى/الفكرة التي يحملها المقطع.
لكن الأمر لم يتوقف على الألفاظ فقط، بل طال أيضا الحروف التي نجدها في: "الشرفة، شروق، الشمس، شفاء" فوجود ألفاظ محددة تحمل حرف الشين يشير إلى تأثر الشاعر بالمكان/بالشرفة، مما جعله يستخدم كلمات تخدم فكرة الشرفة، من هنا وجدنا "شروق، الشمس، شفاء" وكلها تعطي مدلول ناعم وأبيض ومبهج، وهذا يأخذنا إلى أن الشاعر متوحد مع المكان/الشرفة، مما جعله يبدو وكأنه (أسير) له، فنجد انعكاس وجمال الشرفة/المكان وأثره على الألفاظ والحروف.
ونلاحظ أن المكان الخاص "الشرفة" تفضي إلى المكان العام، الطبيعة، فكان هناك "الشمس، فضاء، نحلة" وهذا يجعل الشرفة هي المنطلق نحو أمكان جميلة أخرى، وهذا الانطلاق يحمل بين ثناياه عين المضمون/الفكرة للمكان الأول/الشرفة، فنجد أيضا يُكمل البياض والجمال والبهجة، فإذا كانت الشرفة متعلقة بالمشاهدة البصرية للجمال والأفق الواسع "شمس، شروق، فضاء"، فإن الطبيعة قدمت جمالية أخرى تتمثل في صحة الجسد: "بلسما، وشفاء" وأيضا بالرائحة الزكية: "العطر"، من هنا إذا ما توقفنا عند المكان بشمولية، نجده مكان جميل/هادئ يفضي إلى السعادة والفرح.
الفلسطيني يتعامل مع المكان على أنه جزءا منه ومن كيانه، لهذا غالبية الأباء الفلسطينيين يذكرون المكان في أعمالعم، مؤكدين إلى حضوره، الشاعر "فيهم أبو ركن" يؤكد على هذا الأمر من خلال ما جاء في ديوانه "أستل عطرا"، فهو يذكر أكثر من مكان، يقول في قصيدة "جهابدة القريض":
"تعانق عطر كرمنا وتبني
على أمجادنا مجد الزمان
ومن صخر الجليل عصرت زيتا
تدافع صامدا كالسنديان" ص61، نلاخظ أن هناك "كرمنا/الكرمل، وجليل" لكن قوة حضور المكان لا تكمن في ذكره فقط، أو في تقديمه بصورة فوتوغرافية (ناشفة)، بل في إقناع المتلقي بأن هناك حالة توحد/تماهي بين الشاعر والمكان، وهذا يظهر في ما وراء اتلكلمات، في جمالية المقطع والصيغة الأدبية التني قدمت فيه، واجزم أن هذا المقطع قد صيغة ضمن حالة حلول بين الشاعر والمكان، من هنا نجده يستخدم (التناقض/العكسية) "عصرت زيتا/صامدا كالسنديان" فعصر الزيت يعني تلاشي ثمار الزيتون ومحوها، لكن الشاعر يخرج لنا شجرة جديدة صلبة وقاسية هي "سنديان/صامدا"، وهذا يأخذنا إلى الفكرة الفينيقية التي تتحدث خروج/انبثاق الحياة من الموت.
فبدا الشاعر وكأنه فينيقي/فلسطيني قديم، يحمل فكرة عودة "البعل" من رحلة الغياب/الموت، وخروجه أكثر قوة وصلابة بعد أن صرع الموت/يم، وهذا التلاقي بين فكرة الملحمة الفينيقية/"البعل" وطرح الشاعر، يشير إلى استمرار الثقافة الفلسطينية القديمة وبقائها حاضرة في الفلسطيني رغم مرور آلاف السنين.
وقبل أن نغادر المقطع نتوقف قليلا عند الألفاظ المجردة، لنرى كيف كان أثر المكان في الشاعر، فهناك ألفاظ بيضاء/جميلة نجدها في: " تعانق، عطر، كرمنا، وتبني، أمجادنا، مجد، الزمان، الجليل، زيتا، كالسنديان"، وهناك ألفاظ قاسية/شديدة: "صخر، عصرت، صامدة" وهذا يعود إلى الواقع الذي يعيشه الشاعر، وإلى المكان/الجليل،الكرمل وما يتعرض له من أذية وتهيود، ولكن البياض يغلب على القسوة/الشدة، وهذا يأخذنا إلى فكرة أمل/الفرح التي يحملها الشاعر، والتي تعود إلى بهاء المكان/الجليل/الكرمل وأثره على الشاعر، فرغم وجود صراع وشدة/قسوة "صخرة، عصرت، صامدة"، إلا أن المكان يمنح الشاعر البياض والهدوء، لهذا جاءت رؤيته يغلب عليها الفرح/البياض.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان -استيقظ كي تحلم- مريد البرغوثي
- .الأدب الكامل في قصيدة -عناة- كميل ابو حنيش
- الحدث ولغة الشخوص في رواية -صهيل مدينة- مصطفى النبيه
- السواد في ديوان -قراءة في نقش صحراوي- مهدي نصير
- التجربة الاعتقالية في رواية -احترق لتضيء- نادية الخياط
- نتصار الفن في مسرحية -ممثل انتحاري- إبراهيم خلايلة
- الكلمة والحرف في قصيدة -خذي- سامح أبو هنود
- زيد الطهراوي قصيدة - نصر من الرحمن -
- رواية تحرير حمدة خلف مساعدة
- مجموعة وحوش مركبة المتوكل طه
- ديوان تقاسيم على وتر القوافي مشرف محمد بشارات
- التعدد والوحدة في رواية -وشهقت القرية بالسر- تبارك الياسين
- الاسطورة والواقع في قصيدة -هنا غزة ... بتوقيت الدماء- هيثم ج ...
- ثنائية الواحدة في قصائد محمد عياف العموض، وجيه مسعود، كميل أ ...
- فلسطين العادية والمتمردة في -فلسطين- واثق العبدالله
- التألق في ديوان -أنا نهم- أحمد العارضة
- كيف تم قتلي سعيد يوسف حج علي عودة
- رواية يعقوبيل ناصر قواسمي
- التضحية وجمالية تقديمها أحمد حسيان
- عناصر الفرح في -عبرت الطريق- عبد السلام عطاري


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المكان في ديوان -أستل عطرا- فهيم أبو ركن