أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فلسطين العادية والمتمردة في -فلسطين- واثق العبدالله















المزيد.....

فلسطين العادية والمتمردة في -فلسطين- واثق العبدالله


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


فلسطين العادية والمتمردة في
"فلسطين"
واثق العبدالله
" فلسطين
منذُ مدّة..
أحاولُ الكتابةَ عن فلسطينْ
أحاولُ احتوائها بقصيدةْ
أحاولُ...
أن أرسمَ ثائراً لا يفنى
أن أرسمَ شجرةَ برتقالٍ يافاويّ
تثمرُ داخلَ القصيدةْ
لأُشبعَ منها جوعي
لأصنعَ من أغصانها جسراً يمتدُّ من ضلوعي
نحوَ أرضي البعيدةْ
نحوَ امرأةٍ من القدسِ
تطردُ الغزاةَ بحذائها
وتحبلُ من الهلالِ
لتنجبَ شُهباً ونيازكاً
ثائرينْ
ولكنّي أعودُ خائباً في كلّ مرّةْ
حينَ ترتجفُ أوراقي
وأعودُ منتصراً في كلّ مرّةْ
حينَ تزهرُ أوراقي
حينها أدركُ أن فلسطينْ..
..أكبرُ من أيّة أبجديّةٍ
وأكبرُ من أيّة قصيدةْ
أدركُ حينها أن فلسطين هي الأبجديّة
وأنَ فلسطين هي القصيدةْ"
ليس مهما (بلاغة) اللغة عندما نريد أن نُوصل فكرتنا للآخرين، أو نريد أن نعبر عما نشعر به، البساطة تكفي، وحتى العادية يمكنها أن تقوم به، في هذه النص البسيط (والعادي) يعمل "واثق العبد الله" على تقديم فكرته ومشاعره عما يجري في فلسطين، فرغم أنه يستخدم لغة (عادية) وبسيطة إلا أننا إذا ما توقفنا عندها سنجدها تحمل أكثر مما يظهر على السطح، بمعنى أن هناك بساطة لكنها تحمل وتُحمل أكثر بكثير مما يمكنها أن تتحمل، وهذا الأمر يتماثل مع الفكرة التي يتناولها الكاتب، فهو يتحدث عن نضال ومعاناة الفلسطيني، الذي لا يمتلك سوى أرادته وعدالة قضيته، ويقوم بما تعجز عنه الجيوش العربية المنهكة في مراسم تخريج الدورات واستقبال الرؤساءـ وبهذا يكون شكل تقديم النص ولغته تتماثل مع الفكرة التي يطرحها.
ولتبيان هذا التلاحم بين فكرة النص وشكله ولغته سنحاول التوقف عندما جاء فيه، بداية ننوه إلى أن عناصر التخفيف/الفرح التي يلجأ إليها الأدباء والشعراء تتمثل في المرأة، الكتابة، الطبيعة، التمرد، بعضهم يلجأ إلى بعضها، ومنهم من يستخدموا كلها، في بداية النص يتحدث الأديب بلغة بسيطة معبرا عما يشعر به من حب وانتماء لفلسطين من خلال:
" منذُ مدّة..
أحاولُ الكتابةَ عن فلسطينْ" هذه (العادية) هي اللافتة، التي أظهرت الأديب دون أدواته/تقنية الكتابة، دون أهم أداة يعتمد عليها في تكوينه ككاتب، لكن ما أن نتقدم من المقطع أكثر حتى يظهر شيئا من تكوينه ككاتب:
" أحاولُ احتوائها بقصيدةْ
أحاولُ..."
فستخدمه ل"احتوائها" كشف شينا مما عنده من قدرات أدبية، ونلاحظ توحده مع ما يكتبه من خلال تكرار "أحاول" ومن خلال احتوائها" فكل هذه الألفاظ تتكون من حروف الحاء، والأف والواو، فبدا وكأنه (أسير) لحروف بعينها، لهذا لم يشكل وينوع في الألفاظ التي يستخدمها في نصه.
يعيد استخدام "أحاول" للمرة الثالثة، ونحن تعلم أن هناك دلالات للرقم "ثلاثة" تتمثل في القدسية والكمال والاستمرارية، كحال الرقم سبعة المقدس، فبه أراد إيصال اكتمال فكرة "المحاولة/أحاول" بمعنى أنه يريد الاستمرار في "محاولات" إلى أن يكتمل/يصل إلى هدفه المقدس.
بعدها يدخلها إلى الطريق الذي يفكر/يحلم به للوصول إلى الكمال:
" أن أرسمَ ثائراً لا يفنى
أن أرسمَ شجرةَ برتقالٍ يافاويّ
تثمرُ داخلَ القصيدةْ
لأُشبعَ منها جوعي
لأصنعَ من أغصانها جسراً يمتدُّ من ضلوعي
نحوَ أرضي البعيدةْ
نحوَ امرأةٍ من القدسِ
تطردُ الغزاةَ بحذائها
وتحبلُ من الهلالِ
لتنجبَ شُهباً ونيازكاً
ثائرينْ"
نلاحظ أن هناك اندفاع وزخم في الأهداف التي يسعى إليها الكاتب، وهو يزاوج ويجمع بين المتناقضات: "شجرة تثمر/قصيد، قصيدة/لأشبع، قصيدة أغصانها جسرا، امرة بحذائها/تطرد الغزاة، امرأة تحبل من هلال، تنجب نيازك، إذن نحن أمام صور تتجاوز المألوف، وتأخذنا إلى (الرمز/الفانتازيا)، واللافت في المقطع تكرار "أن أرسم، نحو، الرسم الأول متعلقة بأحد عناصر التخفيف/الفرح التمرد/ثائر، والثاني متعلق بالكتابة/الرسم، و"نحو" الأول متعلق بالطبيعة/أرضي، والثاني متعلق بالمرأة/امرأة وإذا ما توقفنا عند الكتابة/الرسم، والتمرد/ثائرا، وعند الطبيعة/أرضي، المرأة/امرة نجد المقطع متداخل ومتشابك، بحيث لا يمكننا فصله أو تفكيكه، فهو قدم على أنه بنية واحدة، وهذا يأخذنا إلى علاقة فكرة النص مع الشكل الذي قدم به، مع طريقة كتابته، بمعنى أن هناك وحدة وتكامل تجمع كل ما سبق، فصلابة الفكرة والإصرار عليها نجده في تكرار "أن أرسم، نحو" وفي المعنى الذي يحمله المقطع، وفي التداخل والتشابك بين عناصر الفرح، المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، التي تأخذنا إلى تماهي الكاتب مع نصه وتوحده مع ما يكتبه.
قبل أن نغادر المقطع ننوه إلى أنه قدم بطريقة لافتة وليست عادية، فالتداخل والتشابك، وتبادل الأدوار بين القصيدة والشجرة، وبين المرأة والجيوش كلها تجعل المقطع متميز، وهذا يأخذنا إلى (تمرد) الكاتب على الفاتحة (العادية) وكأن:
" منذُ مدّة..
أحاولُ الكتابةَ عن فلسطينْ" العادية/البسيطة تحولت إلى ثورة وثورة جميلة تشارك فيها كل عناصر الفرح.
(يفاجئنا) الكاتب بتراجعه وخفتان توهج الفكرة بقوله:
" ولكنّي أعودُ خائباً في كلّ مرّةْ"
ولكن حين نكمل المقطع نجده يستعيد تألقه من جديد، رافعا من تمرده/ثورته من خلال:
"حينَ ترتجفُ أوراقي
وأعودُ منتصراً في كلّ مرّةْ
حينَ تزهرُ أوراقي
حينها أدركُ أن فلسطينْ..
..أكبرُ من أيّة أبجديّةٍ
وأكبرُ من أيّة قصيدةْ
أدركُ حينها أن فلسطين هي الأبجديّة
وأنَ فلسطين هي القصيدةْ" نلاحظ وكأن هناك هزة في النص من خلال "خائبا، ترتجف" وهذه الألفاظ وما تحمله من معنى يأخذنا إلى ما يواكب الثورة من شدة وقسوة، واقدم وتراجع، فالثورة/التمر فعل قاسي وشديد، لكن الاستمرار فيه يُوصل الثائر إلى هدفه.
وهذا ما فعله واثق العبد الله" حينما جعل نهاية النص (عادية وبسيطة)، فجاءت الخاتمة وكأنها صادرة من شخص عادي، فلسطين أكبر، فلسطين هي القصيدة، فقد انتهت الثورة وما فيها من قسوة وشدة، وما يتعرض له الثائر من تراجع وخوف، ليحصل على الحياة العادية والبسيطة هانئا بما فيها من بساطة وهدوء.
النص منشور على صفحة الكاتب



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التألق في ديوان -أنا نهم- أحمد العارضة
- كيف تم قتلي سعيد يوسف حج علي عودة
- رواية يعقوبيل ناصر قواسمي
- التضحية وجمالية تقديمها أحمد حسيان
- عناصر الفرح في -عبرت الطريق- عبد السلام عطاري
- الأدب والأحداث الميدانية -صاروخ تاه- وجيه مسعود
- الأمنية وأثرها في قصيدة -رُبّما سوفَ نرجِعُ عمّا قريبٍ- كميل ...
- الدهشة في مجموعة -ماذا لو- سمير الشريف
- معضلة السفر في كتاب -حرية مؤقتة- ناصر عطا الله
- الصور والتشكيل في ديوان -منسي على الرف- عامر بدران
- صوت المرأة في رواية -أنثى- ديانا الشناوي
- التناسق في قصيدة - أدرّب القلب - جراح علاونة-
- اللغة في ديوان -صيحة الحنظل- سليمان الحزين
- شجاع الصفدي زلة منام
- قصة -قراءة من وراء الزجاج- نزهة الرملاوي
- عز الدين المناصرة ديوان قمر جرش كان حزينا
- رواية اجتياح أسامة المغربي
- تنظيم الفكرة في قصيدة -في الظلّ نسوني- كميل أبو حنيش
- الروح الأدبية في كتاب -الإصحاح الأول لحرف الفاء-
- وجية مسعود رمل وطريق الحرير


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - فلسطين العادية والمتمردة في -فلسطين- واثق العبدالله