أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ديالكتيك السيد والعبد














المزيد.....

ديالكتيك السيد والعبد


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 13:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٥٢ - ديالكتيك السيد والعبد

من المهم أن نذكر أن القصة السومرية لثورة الآلهة الممثلة للطبقة العاملة الإلهية "الإيجيجي" على الآلهة الكبرى "الأنوناكي" الممثلة للآلهة البرجوازية أو النبيلة إن صح القول، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مجرد أسطورة أو قصة خيالية تكونت بالصدفة وتناولتها المجتمعات المتعاقبة على مرالعصور، إنها تعكس بالضرورة أحداثا حقيقية، وتمردا لطبقة من العبيد على الطبقة التي تستغل قوة عملها وتمتص عرقها ودماءها، أو على الأقل تتنبأ وتنذر الطبقة الغنية الحاكمة بما يمكن أن يحدث لو دام الإستغلال أو كثر الشقاء والعذاب الناتج عن العمل، أو أزداد قهر الطبقة التي تبني السدود وتشيد المعابد وتحفر مجاري الأنهار وتحرث وتزرع الحقول. الأسطورة تستند في الكثير من الأحوال على حوادث سياسية وإجتماعية وظواهر طبيعية حقيقة. وتتركز في هذه الأسطورة كل مكونات ديالكتيك السيد والعبد، والذي يعتبر مفتاحا لقراءة تاريخ البشرية وفهم محتوياته المعقدة. ومن هذا المنظور، ودون مبالغة غير ضرورية، يمكن إعتبار "الإيجيجي" وتمردهم ضد ظروف عملهم القاسية، أول حركة عدمية فكرية، تعكس ولا شك ثورة إجتماعية حقيقية في بلاد الرافدين قبل أربعة آلاف سنة من الحركات السياسية المتتالية التي أدت إلى إلغاء ظاهرة العبودية وتجارة الرقيق في أوروبا وأمريكا وظهور العدمية الثورية في روسيا في القرن التاسع عشر. ويجب أن نذكر أيضا أن إشكالية "العمل" تعتبر مركز هذه الأسطورة والأساس الذي بني عليه صرح ميثولوجيا بداية الخلق السومرية. ذلك أن الحل الذي تفتق عن عقل الآلهة العظام، هو بطبيعة الحال حل من وجهة نظر الآلهة العظام، ولكنه سرعان ما ظهر بأن هذا الحل ليس حلا، ليس فقط من وجهة نظر الإنسان الذي عليه أن يعمل ويتعذب محل الإيجيجي، ولكن من وجهة نظر الآلهة نفسها. حيث بدأت هذه الكائنات البشرية في التكاثر وأصبحت مصدرا دائما للصخب والإزعاج المستمر للآلهة التي لم تعد قادرة على النوم بهدوء في قصورها السماوية، نظرا لمهمتهم الأساسية التي خلقوا من أجلها وهي العمل والإنتاج الدائم والمستمر، مما يسبب في حركات التمرد والثورة مثلهم مثل الإيجيجي على الآلهة الكسولة، مما اضطر هذه الآلهة في لحظة من لحظات الإحباط الكبرى إلى التخلص من هذه المخلوقات الصاخبة عن طريق إغراقها بطوفان مدمر.. وثورة البشر على الآلهة لم تكتمل بعد، ولن تنتهي، فهي تندلع من وقت لآخر، والآلهة العظام يلفقون في كل مرة حلولا مؤقتة لتهدئتهم لفترة قصيرة .. لقد صدرت القوانين لعتق العبيد وتحريم الرق وإعلان المساواة بين كل البشر، غير أن ذلك كان نظريا ومجرد حبر على ورق، فالعبد الذي فقد سلاسله قانونيا وأصبح حرا، عليه الآن أن يشتري سلاسل جديدة ويتضرع لسيده ليقبله كعبد وكعامل.
وقد عبرت نوال السعداوي في مقال لها قبل رحيلها بقليل عن هذه العلاقة الوطيدة بين الآلهة والحكام : "ومثلما يغيب العدل فى الصراع المحلى، الدائر حول حقوق النساء داخل الأسرة، يغيب أيضا العدل فى الصراع الدولى العالمى، حول حق الشعوب فى الاستقلال، والنهضة والتحرر. صراع لم يخمد طوال التار يخ، والذى بدأه العبيد والنساء، ضد نظام الرق أو العبودية. وأدى التراكم المتتالى من هذا الصراع، إلى انتهاء عصور العبودية. لكن مازالت العلاقات فى الأسرة، على المستوى الشخصى، والعلاقات بين الدول على المستوى العام، علاقات بين طرف أدنى، وطرف أعلى، علاقات غير متكافئة، فى جذورها علاقة بين «أسياد»، و«عبيد». ولا بد من الإضافة هنا بأن علاقة العمل، أي العلاقة بين العامل وسيد العمل ما تزال علاقة بين السيد والعبد، ولم تتطور هذه العلاقة حتى في المجتمعات التي تدعي اليموقراطية والعدالة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصندوق الزجاجي
- صناعة الإنسان الفاني
- ثورة الآلهة
- كلمات للنشر
- مغارة الخواء
- فن صناعة الآلهة
- بداية التكوين
- سوليبسيزم
- مجتمع آلهة سومر
- القبائل الإلهية
- الله ظل الإنسان
- الموت بالتقسيط
- طفولة الآلهة
- تتحطم غزة ولا تنهزم
- الإيغريغور أو ميلاد الروح
- إعتراف مهاجر سيء الحظ
- كينونة الحجر
- سفينة السيد نوح
- الدين داء أم دواء ؟
- الثورة .. هي الحل


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ديالكتيك السيد والعبد