أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - صناعة الإنسان الفاني














المزيد.....

صناعة الإنسان الفاني


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6939 - 2021 / 6 / 25 - 11:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٥٠ - صناعة الإنسان الفاني

حاصر "الإيجيجي" قصر "الإيكور" و"إنليل" غافل، غير أن "كلكال" كان يقظا، فأغلق الأبواب وأحكم الرتاج وراح يراقب البوابة، ثم قام بإيقاظ "نوسكو" وراحا ينصتان لضجيج "الإيجيجي"، ثم مضى "نوسكو" وأيقظ سيده إنليل وجعله يقوم من فراشه، وقال له : " يا سيدي إن بيتك محاصر، والتمرد صار عند بابك"، فأمر إنليل بجلب الأسلحة إلى مقره، ثم أرسل في طلب آلهة الأنوناكي الكبرى للتشاور والتداول في الأمر. فقرروا إرسال "نوسكو" لمقابلة المتمردين والتفاوض معهم والتعرف على مطالبهم، وكذلك معرفة المحرضين على الشغب. أخذ "نوسكو" أسلحته معه، وفتح الباب ومضى إلى الآلهة المتمردين وطرح عليهم إستفسارات "الآنوناكي". فأجابوه بقولهم : " نحن الآلهة، كل واحد منا أعلن الحرب .. قررنا وضع نهاية لعملنا الشاق، فعبء العمل ثقيل، إنه يقتلنا. عملنا شاق وعنائنا بالغ، فقررنا جميعا أن نرفع شكوانا إلى إنليل". وعاد نوسكو إلى مجمع الآلهة وقام بنقل ما سمعه من الإيجيجي، فدمعت عينا "إنليل" تأثرا بتقرير نوسكو عن شقاء شعب الآلهة الشغيلة. وواصل الآلهة إجتماعهم الطاريء ومشاوراتهم فيما ينبغي عمله لحل هذه الأزمة. ووقف أيا "إنكي" في وسطهم قائلا : " لماذا نلقي عليهم اللوم ؟ عملهم كان شاقا، وعناؤهم كان عظيما. في كل يوم تضج بهم الأرض، وفي كل يوم نسمع ضوضائهم تحذيرا لنا. إن ربة الرحم "بيليت إيكي" حاضرة بيننا، فلندعها تخلق "لالو" - الإنسان الفاني - لكي يحمل النير، ولندع الإنسان يرفع العبء عن الآلهة .. " ثم دعوا الآلهة المتخصصة في الخلق وتوجهوا إليها بالقول: " أنت آلهة الرحم، خالقة الجنس البشري، إخلقي "لالو" ليحمل النير وليرفع عن الآلهة عبء العمل الشاق .." وهنا قالت "ننتو" للآلهة العظام : " لن يكون لي أن أفعل ذلك بمفردي، وإنما بمساعدة "إنكي" الذي يصنع كل ما هو طاهر، فليعطني طينا وأنا علي أن أعجنه .. "
فقال إنكي : " في اليوم السابع واليوم الخامس عشر من الشهر سأجهز مكانا طاهرا، وهناك سوف نذبح أحد الآلهة، وتتعمد بقية الآلهة بدمائه، وسوف تعجن "ننتو" الطين مع لحمه ودمه، عندها الإله والإنسان سيمتزجان معا في الطين، ولنسمع ضربات الطبول إلى آخر الأيام، ولتوجد الروح البشرية من جسد الإله، ولتعلمه أن الحياة أضحت رمزه، لتوجد الروح البشرية ولا تنسى أصلها .." ووافق مجمع الآلهة على هذا البرنامج وبدءوا في تنفيذه، وعجنت "ننتو" الطين وقسمته إلى أربعة عشرة قطعة، صنعت منها سبعة رجال وسبع نساء، وهي تتلو تعويذة لقنها إياها الإله"إنكي"، وبعد الإنتهاء من مهمتها بمساعدة بقية آلهات الولادة قالت لمجمع الآلهة : " حملتموني مهمة فأديتها بكمال، أرحتكم من عناء عملكم الشاق، وحملت البشر عنائكم، رفعتم النداءلأجل البشر، فأزحت النير والعذاب وأقمت الحرية .. " وتراكض الآلهة وقبلوا قدميها إمتنانا قائلين : " منذ الآن سيكون إسمك سيدة كل الآلهة .."
هذه القصة المثيرة تتواجد بطبيعة الحال في الأدب السومري والبابلي تحت صور وروايات متعددة تختلف في التفاصيل والأسماء، غير أن جوهر الحكاية واحد لا يتغير وهو ثورة "الإيجيجي" على "الأنوناكي" كمبرر لصناعة مخلوق جديد وهو الإنسان الفاني.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الآلهة
- كلمات للنشر
- مغارة الخواء
- فن صناعة الآلهة
- بداية التكوين
- سوليبسيزم
- مجتمع آلهة سومر
- القبائل الإلهية
- الله ظل الإنسان
- الموت بالتقسيط
- طفولة الآلهة
- تتحطم غزة ولا تنهزم
- الإيغريغور أو ميلاد الروح
- إعتراف مهاجر سيء الحظ
- كينونة الحجر
- سفينة السيد نوح
- الدين داء أم دواء ؟
- الثورة .. هي الحل
- الله والفيلسوف
- القاتل والمقتول


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - صناعة الإنسان الفاني