أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - سفينة السيد نوح














المزيد.....

سفينة السيد نوح


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 11:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٤١ - سفينة نوح

لقد احتاج الأمر إلى آلاف السنين من الحياة البدائية للإنسان، يهيم في السهول والوديان في قطعان صغيرة ومنفصلة قبل أن يتمكن من تكوين فكرة الفرد والذات وفصلها عن القطيع. الرحلة طويلة وشاقة وغير مضمونة النتائج، إنها مغامرة أولية تأصيلية لإكتشاف الذات والآخر و"الأنا" والـ "نحن"، وتعالي الجزء عن الكل، والفرد عن المجتمع، مع الإحتفاظ بـ "الآخر" كضرورة أنطولوجية لبقاء الفرد ووعيه بذاته. ذلك أن الذات الفردية هي الجزء الفعال في هذه المعادلة، فهي التي تفعل وتتفاعل وتؤثر وتتأثر، هي التي تفكر وتغني وتبكي وتقلق، ولكن دائما داخل الدائرة المغلقة أو المفتوحة للقطيع. وربما كانت هناك العشرات أو المئات من التجارب البشرية قبل حضارة ما بين النهرين والتي مكنت الإنسان من الوعي بذاته وبناء وتشييد الأساطير والملاحم وخوض معاركه الضارية مع الطبيعة، ولكننا لا نعرف البدايات الحقيقية أو الدقيقة للتاريخ البشري قبل بداية الكتابة فيما بين النهرين، رغم الجهود الكبيرة المبذولة في علوم الأركيولوجيا.
بلاد ما بين النهرين، ميسوبوتاميا باليونانية Μεσοποταμία وهي المنطقة التي أدت السهول الرسوبية واسعة النطاق فيها، إلى ظهور بعض الحضارات الأولى في العالم، بما في ذلك حضارات سومر، والعقاد، وبابل، وآشور، وأصبحت هذه المنطقة الغنية، تشكل جزءاً كبيراً من ما يسمى بالهلال الخصيب. ذكرت التوراة أن سفينة نوح رست في جبل ارارات Le mont Ararat في بلاد الأرمن وأن السيد نوح الذي تعتبره الديانات التوحيدية أبو البشر بعد أن غرق الجميع في الطوفان، وهذا مما يؤمن به اليهود والمسيحيون والمسلمون. رغم أن بعض علماء المسلمين يدعون أن سفينة نوح رست في "الكوفة" وهي قرب بابل. ومن هناك قام أول مجتمع بشري بعد الطوفان ثم انتشر البشر إلى باقي البلدان، وبهذا تكون بلاد الرافدين هي منشأ جميع السلالات البشرية الموجودة حاليًا على سطح الأرض في السرد والميثولوجيا الدينية اليهودية، والتي هي مصدر الديانات اللاحقة. ولكن الحضارات البشرية الأولى ظهرت في بلاد الرافدين وكانت بعد هذه الفترة بمدة ليست بالقصيرة وأنشأتها أقوام مهاجرة من بلاد مختلفة إلى وادي الرافدين وهذه الأقوام هي أولًا من السومريين وهم أقوام مهاجرين من مناطق جبلية يفصلها عن وادي الرافدين البحر كما ورد في الألواح الطينية - ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنا في ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحرًا، وقد اختلف المؤرخون في تحديد الموطن الأصلي لهم وإن كانت النظرية الأكثر قبولا ورواجا ترجعهم إلى أواسط أو جنوب آسيا. ثم أعقبهم الآراميون والعموريون وهم قبائل سامية بدوية هاجرت من الجزيرة العربية بسبب التصحر إلى بلاد وادي الرافدين الغنية بالمياه والأراضي الصالحة للزراعة وليؤسسوا الحضارات الأكدية والبابلية والكلدانية والآشورية، وكانت نهاية السومريين على يد العيلاميين القادمين من إيران والعموريين المهاجرين من الجزيرة العربية.
في حوالي الألف السادسة قبل الميلاد، ساهمت المجتمعات التي تعيش في هذه المنطقة النهرية ذات الخصوبة النادرة في بناء حضارة إجتماعية زراعية زاهرة، وساهمت في إنشاء ثقافة جديدة، دينية وفنية وفكرية، تعتبر من أهم الأسس التي ساهمت في تطور البشرية إلى ما هي عليها الآن. شكلت المجتمعات السومرية في هذه الحقبة البعيدة، وحدات إجتماعية وإقتصادية وسياسية صغيرة ومتناثرة، دون أن تتجه في البداية إلى فكرة التوحيد فيما بينها. النظام السياسي والإجتماعي كان على ما يبدو بسيطا وعقليا، أي نوع من التشاركيات القروية المستقلة وذات الإدارة الذاتية بدون مركزية أو سلطات إدارية عليا. وكانت تمارس نوع من التبادل "التجاري" البدائي فيما بينها، مع غياب وسائل التبادل الإقتصادي اللاحقة كالنقود مثلا، والتي ازدهرت فيما بجد. أما الملكية، فلا شك أنها كانت حيازة جماعية للأرض والمياه وللمنتجات الطبيعية كالأسماك وحيوانات الصيد والخشب والمعادن المتوفرة في هذه المنطقة. الملكية أو الحيازة الخاصة للفرد لا يمكن أن يكون لها معنى في هذا الوقت خارج الملكية الجماعية والمشتركة للموارد الطبيعية كالأرض والأنهار والعيون والغابات أو الحيوانات المستعملة في النقل وفي الزراعة إلخ.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين داء أم دواء ؟
- الثورة .. هي الحل
- الله والفيلسوف
- القاتل والمقتول
- عشتار وموت الله
- الإسلام والإغتيال السياسي
- التضحية بتموز
- عشتار تحت الأرض
- عن البداوة والحضارة
- القديسة العاهرة
- المهرج والساعة
- رأس فارغة للبيع
- عشتار
- فرانكنشتاين
- لولبية العبث
- صخرة سيزيف
- الشيوعية الأناركية
- لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟
- الله والفرن
- من تمنطق فقد تزندق


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - سفينة السيد نوح