أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟














المزيد.....

لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 14:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٢٩ - لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟
هذه النظرة المتشائمة والشديدة السوداوية للحياة والكون والإنسان، ليست فكرة أو ظاهرة جديدة ناتجة عن تطور الصناعة أو توفر النظارات السوداء بأسعار رخيصة، وليست ناتجة عن فكرة عبقرية طرأت على بيكيت أو سارتر تحت تأثير الويسكي، أوفي لحظات الإلهام، ولا وحيا من آلهة الشعر في لحظات التشاؤم الكبرى وفقدان الأمل أو الإحباط والإنهيار النفسي، الإنسان منذ بدأ في التفكير أدرك عبثية العالم ولا ضروريته، ولهذا ابتدع الشعر والأساطير الخيالية لتثبيت هذا العالم وإعطاءه قليل من العقلانية. ففي كتاب قصص الأنبياء لأبي إسحاق الثعلبي يقول في قصة الخلق " الله تعالى لما أراد أن يخلق السموات والأرض خلق جوهرة خضراء أضعاف طباق السموات والأرض ثم نظر إليها نظرة هيبة فصارت ماء ثم نظر إلى الماء فغلى وارتفع منه زبد ودخان بخار وأرعد من خشية الله فمن ذلك يرعد إلى يوم القيامة وخلق الله من ذلك الدخان السماء( .. ) وخلق من ذلك الزبد الأرض فأول ما ظهرمن الأرض على وجه الماء مكة فدحا الله من تحتها فلذلك سميت أم القرى يعني أصلها ( .. ) ولما خلق الله الأرض كانت طبقا واحدا ففتقها وصيرها سبعا " ويعطي فيما بعد تفاصيل أكثر دقة بخصوص الخلق " خلق الله الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والأشجار يوم الإثنين والظلمات يوم الثلاثاء والنور يوم الإربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة " هذا النوع من الأدب الركيك يختلف كليا عن الأساطير والقصص اليونانية لغياب فكرة المهندس والصانع والمدبر عندهم، فمجتمع الآلهة متعدد ولكل مهمته وتخصصه لإدارة العالم والبشر. الفن والأدب والشعر والملاحم والأديان كلها محاولات لعقلنة العالم، رغم اللاعقلانية البارزة في بعض الثقافات وبالذات العربية والإسلامية واليهودية. ذلك أن الخيال البشري والإبداع الإنساني مهما كان بدائيا وطفوليا ومهما كانت سذاجته فإنه تعبير عن هذه الرغبة الملحة في تنظيم فوضى الكينونة والتخلص من العبث الأصلي للوجود، وإعطاء الإنسان والكون صورة أكثر جمالا وأكثر جاذبية وربما أكثر ضرورة. فابتدع الأساطير وملاحم الخلق والتكوين لتفسير ظهور العالم والإنسان، ثم أكتشف فكرة الآلهة والأنبياء والنصوص والكتب والألواح المرسلة مباشرة من الله بواسطة سعاة بريد شديدي القداسة، أبتدع عالما خياليا ممتلىء بالرموز والحكايات والمخلوقات النورانية والنارية والطينية، وعدة أطنان من القوانين والمفاهيم الأخلاقية والإجتماعية ومجموعة من الحدود والخطوط الحمراء تمكنه من إجتياز رحلة الحياة بواسطة هذه الخارطة البدائية التي فصلها حسب تكوينه الإجتماعي والثقافي والسياسي. وحين يقول "النبي" محمد " خُلقت المرأة من ضلع أعوج فإن تقمها تكسرها وإن تتركها تستمتع بها على عوجها " فهو تعبير عن العقلية السائدة في ذلك الوقت، والتي تثبثت في العقول والضمائر واجتازت السنين والقرون لتظل قائمة ومنتشرة في المجتمعات الإسلامية حتى اليوم.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والفرن
- من تمنطق فقد تزندق
- الحصار
- الله عدو الشعب
- وظيفة الله
- بمناسبة الثامن من مارس
- التأويل بدل الحقيقة
- الديموقراطية في فأرستان
- العقل الإرتيابي
- السوبرمان
- الكمبيوتر المصاب بالكورونا
- الله والبق بانق
- ليبيا .. ضرورة رؤية يسارية للمستقبل
- قلق دراكولا
- تمطط الكون
- مطاردة الذئاب
- اللغة - اللوغوس
- صحراء الملح
- الفراغ بين الكلمة والكائن
- اللغة المقعرة


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟