أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الله عدو الشعب















المزيد.....

الله عدو الشعب


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 15:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عودة إلى الله كعدو للبشرية

٥ - إن الإهتمام الذي نوجهه لقضية الله والألوهيه، والمبالغ فيه بعض الشيء، لا يرجع ولا ينبع من عداوتنا الشخصية لله، رغم إعتبارنا له عدوا شخصيا، وإنما يرجع هذا الإهتمام لطبيعة الهدف الذي ننشده من وراء كتابة هذه النصوص ونشرها للقراء، هدفنا المعلن مرارا وتكرارا هو محاولة فك الحصار عن العقل الفلسفي والعقل المفكر عموما، وذلك ليس من أجل الترف الفكري أو التسلية لتمضية الوقت ولا من أجل الدفاع عن الإلحاد ونشر الكفر والزندقة بين عباد الله، وإنما من أجل تمكين هذا العقل المحاصر من التحرر من براثن الدين والأديان وكسر القيود والسلاسل التي تشده إلى الماضي المظلم، والتمكن من تفكيك فكرة الأديان ذاتها والتخلص من نتائجها الكارثية مرة واحدة وإلى الأبد وبالذات في هذا الزمن الذي يشهد تقدما ملحوظا للفكر الديني في كل أنحاء العالم وليس فقط في منطقتنا الموبوءة بآلهة وأنبياء قريش. ورغم أن العديد من الباحثين والمثقفين يرون أن البحث ودراسة قضية الله ووجوده أو عدم وجوده هي مجرد تضييع للوقت الثمين للمواطن في مناقشات بيزنطية أو ميتافيزيقية في أحسن الأحوال بخصوص قضية جانبية وثانوية، بدلا من الإهتمام بالقضية الأساسية المركزية وهي "السلطة الدينبة" ذاتها وتدخلها في الشؤون العامة، السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية وتغلغلها في كل ركن من أركان الحياة العامة والخاصة للمواطن. ورغم إقتناعنا بصحة هذا التحليل، وأن وجود الله أو عدم وجوده والإعلان عن موته أو إغتياله أو بعثه، استقالته أو إنتحاره، لن يغير شيئا في حياتنا اليومية ولن يؤثر على أسعار الخبز أو الحليب أو الدقيق، ورغم ذلك فإنه يبدو لنا واضحا من ناحية أخرى صعوبة وربما إستحالة نقض الأديان وتقليص سلطتها وإخراجها من حقل الحياة الإجتماعية والسياسية والثقافية من دون القضاء على جذورها، أي القضاء على الأسس الفكرية والأيديولوجية الأسطورية التي تقوم عليها هذه المؤسسات الدينية المتسلطة والمتحكمة في كل أمور حياة المواطن. فلو أخذنا الإسلام على سبيل المثال، فإنه من الصعب الوقوف في وجه المؤسسات الدينية التابعة لهذه السلطة المكونة من العلماء والمشايخ والفقهاء ورجال الإفتاء والأوقاف والجامعات والمدارس والمؤسسات الخيرية وكافة أجهزة الدولة التي تساندها، بدون التوجه مباشرة نحو الثوابت والأسس المبني عليها هذه الديانة، وهي خرافة الله والألوهية ومحمد والنبوة والقرآن والرسالة والنص المقدس والأحاديث والسنة. بالإضافة إلى ذلك يجب إعادة كتابة تاريخ هذه الديانة وكيفية إنتشارها في العالم بقوة السيف، وحقيقة ما يسمونه بالفتوحات الإسلامية وتكوين المستعمرات في شمال أفريقيا وآسيا، أي إعادة زيارة هذا التاريخ المزيف الذي نعلمه لأطفالنا في المدارس، ودراسة تاريخ الدولة الإسلامية كتاريخ للحروب الإستعمارية من أجل المصالح الإقتصادية وجني الثروات المادية للطبقة الحاكمة التي كانت تنظم هذه الغزوات.

٦ - ولا شك أن الله لعب دورا كبيرا في تأسيس هذه الأمبراطورية الإلهية، فالعلاقة بين الله والمؤسسات الدينية هي علاقة مزدوجة ويسند أحدهما الآخر، وهما متزامنان في أغلب الأحوال، ونادرا ما يوجد إله بدون مملكة أو ولاية دينية، ونادرا ما توجد ديانة بدون آلهة. ولا شك أنه لتحقيق هذا البرنامج النقدي لفك الحصار عن العقول وتحرير المجتمع، من الضرورة إرجاع هذه الأسس والمباديء التي تقوم عليها الديانات عموما بدورها إلى مصدرها الوحيد وهو الإنسان ذاته، ليس الإنسان الفرد المنعزل، وإنما الإنسان المنصهر في النسيج الإجتماعي والإقتصادي والسياسي. وإذا كان البعض من الشيوخ والفقهاء يعتقدون بإستحالة وجود الإنسان بدون الله، فإنه من المؤكد أيضا إستحالة وجود الله بدون الإنسان، كما يقول هيجل " الله بدون الإنسان ليس أكثر وجودا من الإنسان بدون إله ". ونعرف اليوم أن أغلب الديانات الأولى في تاريخ البشرية كانت نسخة وانعكاسا للأنظمة الإجتماعية السائدة، فالآلهة خلقتها المجتمعات البشرية وأفرزتها وطورتها على صورتها ثم قلبت المعادلة وأكدت أن الله هو الذي خلق الإنسان على صورته، وهي عملية نفسية يمكن تشبيهها بما يسمى الانتقال أو التحويل Le transfert وهي ظاهرة نفسية يقوم فيها "اللاوعي" بإعادة توجيه المشاعر ونقلها من شخص إلى آخر. فالإنسان إذا هو الذي أخترع الآلهة والأديان لحاجته إليها في فترات معينة من تطوره للدفاع عن مصالحه الطبقية.
٧ - كانت في مكة عدة مئات من الآلهة موزعة على عشرات المعابد المسماة بالكعبة، أشهرها اللات، وهي آلهة العرب الكبرى، ورأس الثالوث الإلهي المؤنث الذي يتألف من اللات والعزى ومناة، واللات صخرة بيضاء مربعة مكانها في الطائف، وسدنتها من ثقيف، وقد بنوا لها بيتاً. وقد انتقلت عبادتها من ثقيف إلى قريش وبقية العرب، وأمر محمد أبا سفيان والمغيرة بن شعبة بهدمها بعد فتح مكة. وهذه الآلهة كانت ضرورية للطبقة الحاكمة في مكة في ذلك الوقت، لأنها جعلت من مكة مركزا إقتصاديا وتجاريا يرتاده الناس من كل البقاع، وهو الأمر الذي ما يزال قائما اليوم بعد عشرات القرون بإسم الدين الإسلامي في مكة نفسها، بعد أن تحولت ديانه العرب من عبادة اللات الأنثى إلى عبادة الله الذكر، وذلك في مواسم الحج والعمره التي يرتادها عدة ملايين من المعتوهين والمغرر بهم كل عام. (بلغ عدد الحجاج عام ٢٠١٧ حوالي مليونين ونصف مليون حاجاً وفق ما أعلنت عنه السلطات السعودية، من ١٦٨ دولة من أنحاء العالم. ويعتبر موسم الحج من أهم مصادر الإيرادات للاقتصاد السعودي، لما يدره من مليارات الدولارات على ميزانية شيوخ البلد؛ حيث ينفق كل حاج آلاف الدولارات على السكن والغذاء والهدايا ومصاريف النقل الجوي خلال موسم الحج، وقد بلغ دخل مشايخ السعودية لسنة ٢٠١٧ من الحج حوالي ٢٥ مليار ريال سعودي - حوالي ٦ مليارات دولار، ويعمل في السعودية حوالي ٧٥٧ شركة ومؤسسة في العمرة، وأكثر من ٧٠٠ شركة تعمل في الحج، بينها ١٣١ شركة في جدة وحدها و١٢٥ شركة في مكة و١٠١ شركة في الرياض و٥٠ شركة في المدينة. وقبيلة قريش التي رفضت الإسلام في بداية الدعوة خوفا على مصالحها الإقتصادية، قبلت هذا الإسلام بقوة السلاح وأصبحت بعد ذلك من أشد المدافعين عنه عندما ضمن الإسلام مصالحها التجارية وهيمنتها على مكة، وقريش من القبائل النادرة التي لم ترتد عن الإسلام بعد موت محمد.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة الله
- بمناسبة الثامن من مارس
- التأويل بدل الحقيقة
- الديموقراطية في فأرستان
- العقل الإرتيابي
- السوبرمان
- الكمبيوتر المصاب بالكورونا
- الله والبق بانق
- ليبيا .. ضرورة رؤية يسارية للمستقبل
- قلق دراكولا
- تمطط الكون
- مطاردة الذئاب
- اللغة - اللوغوس
- صحراء الملح
- الفراغ بين الكلمة والكائن
- اللغة المقعرة
- فيض الكينونة
- من الكلام ما يقتل
- ليبيا والإختيار الإجباري
- تجري السمكة من محطة لمحطة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الله عدو الشعب