أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كامل عباس - الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟















المزيد.....

الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6929 - 2021 / 6 / 15 - 15:14
المحور: القضية الكردية
    




مقدمة :
للنوع البشري تاريخ على هذا الكوكب مثله مثل كل الأنواع الحية ولا يختلف عنها الا بامتلاكه مركزا للذاكرة والتفكير تساعده على التكيف مع بيئته, في حين لا تستطيع أرقى الأنواع الأخرى أن تتكيف الا عبر غريزتها المتمثلة بأفعال منعكسة شرطية . والنوع مهمته الحفاظ على استمرار الجنس قدر الإمكان بدلا من انقراضه, ولكل فرد من النوع دورة حياة خاصة – على سبيل المثال لا الحصر - الفرد الانساني ( ولادة , طفولة , مراهقة , نضج , شيخوخة , موت )
تتجسّد تلك الدورة الخاصة للفرد بدورة حياة النوع الى حد كبير وبإمكاننا أن نقول : للنوع البشري طفولة ومراهقة ونضج . لقد ابتعد النوع البشري عن طفولته وهو الآن في مرحلة المراهقة والأدلة على مراهقته لاتحصى ومن أهمها مراهقته في مجال البيئة , هل سيصل النوع الانساني الى مرحلة النضج أم ستقتله مراهقته , لست أدري .
ذاد في الطنبور نغما تعّرف النوع البشري على الملكية الخاصة بعد تحلل مشاعاته الأولى وقطع حبل سرته عن تاريخه السابق الذي كان يعيش فيه حياة أشبه بحياة القطيع الحيواني وما ترّتب على ذلك من انقسام المجتمع الى طبقات وتراجع الصراع بين الانسسان والطبيعة الى المرحلة الثانية, الأمر الذي أدّى الى سيطرة فئة قليلة من النوع على الثروة والسلطة وهي تمتلك الآن كل الوسائل الأيديولوجية والعسكرية لتثبيت امتيازاتها ومصالحها . يهمنا هنا قدرة تلك الفئات على تجيير العلم والأيديولوجيا القومية لخدمة مصالحها .أنا شخصيا أرى ان أمريكا والغرب لعبوا بالمسألة القومية بما يخدم أهدافهم ومصالحهم وتسميتها هيئة الأمم المتحدة بوحي منهم خير دليل على ذلك وأنا اسميها في كتاباتي – هيئة الدول المتحدة – .
بكل الأحوال المفروض ان نركز كديمقراطيين وتقدميين على المستقبل أكثر من الماضي- كما فعل المستعمرون وما زالوا يفعلون – بحيث نولي الأهمية للإنساني على حساب القومي والطبقي . الدول الحالية تحتوي بشرا بغض النظر عن جنسهم وإثنيتهم وقوميتهم .
على هذه الأرضية أريد ان أناقش القضية الكردية
.......................................
لقد شاءت إرادة المنتصرين في الحرب العالمية الأولى أن يشكلوا الدول في منطقتنا بما يتلاءم مع مصالحهم وبمعزل تام عن ارادة شعوبها, وهكذا وزّعوا الأكراد بين أربعة دول هي العراق وتركيا وايران وسوريا . انه لظلم كبير وقع على الأكراد في حرمانهم من تشكيل دولة خاصة بهم وهم من الشعوب العريقة في المنطقة ولهم تراثهم وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم مثلهم مثل الترك والفرس والعرب . لكن هل الكرد هم الشعب الوحيد المظلوم في التاريخ ؟وأيهما يجب أن يكون له الاعتبار الأول عند القوى المناضلة من أجل غد أفضل للانسان ؟: اذا كان النضال القومي او الطبقي ممرا للإنساني فأنا أرحب به, إما اذا كان معرقلا لذلك فأنا ضده. من جهتي أظن انه من شبه المستحيل أن تتشكل دولة قومية كردية من الأكراد الموزعين ضمن اربع دول , بل الأفضل للأكراد النضال مع إخوتهم في الانسانية داخل هذه الدول على قاعدة أولوية الانساني على القومي والطبقي .
حول الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا :
لم يعد خافيا على أحد أن ثورة السوريين التي بدأت في آذار عام 2011 كانت انتفاضة عفوية شملت كل المدن والأرياف السورية باستثناء المناطق العلوية سواء في الساحل السوري او في حمص او في أماكن تجمع هذه الطائفة - لأسباب لسنا بصددها الآن – وكانت مطالبها الحرية والكرامة فواجهها النظام بعنف مفرط أدّى بالنهاية الى مرحلة العسكرة والأسلمة وفَتَحَ بابا للصراعات العالمية والاقليمية على الأرض السورية لتشهد سوريا تواجد خمسة جيوش على ارضها لم يأت أحدا منهم لنصرة هذا الشعب المظلوم بل من اجل مصالح تخص دولته مما أدى الى الوضع الحالي السوري , يهمنا هنا ما يسمى الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا .
إن غالبية السكان في الحسكة والقامشلي تحديدا هي كردية والأكراد في سوريا ظُلِموا من قبل حزب البعث تاريخيا لدرجة منعهم عن الاحتفال بأعيادهم القومية مثل عيد النيروز أو تعّلم لغتهم في المدارس وجاء المزاودون البعثيون بالعروبة وكانت الطامة الكبرى في الحزام العربي الذي طرد فيه حزب البعث السوري كثيرا من الأكراد خارج أراضيهم وأسكنوا عربا فيها من محافظات سورية اخرى . كانت آخر انتفاضة لهم عام 2007 التي أشعل فتيلها مباراة رياضية وقد وقفت المعارضة السورية الى جانبهم , اما بخصوص ثورة السوريين عام 2011 فقد نزلوا الى الشوارع وبكثافة تضامنا مع أهالي درعا ولكن مع كل أسف استّغل الكرد القوميين المتعصبين وعلى رأسهم حزب العمال الكردستاني الثورة فلعبوا على كل الحبال من اجل ان يحققوا مكاسب ولو على جثة السوريين الآخرين . بالطبع لست مع المجلس الوطني الكردي الذي كان وجه العملة الأخرى بانضمامه للائتلاف ومقّره في تركيا , ولكنهم أكثر قربا من الثورة السورية بكثير من الكرد القوميين المتعصبين وعلى رأسهم صالح مسلم وشركاه .
من جهتي انا كنت مثل أوجلان في حزب العمل الشيوعي والحزبان يسار جديد يقفان على الأرضية السياسية للحركة الشيوعية الرسمية - رغم انتقادهما لها - . لي حوارات عديدة مع كوادر حزب العمال داخل سجن صيدنايا حول قائدهم (آبو) وحول القائد الضرورة وأهمية التخلص من ذلك الوهم لنربط سياستنا بالبرنامج وليس بالقائد ولنلتقي مع تطور الحضارة التي ستجعل مستقبلا الجماهير أساس التغيير. لكن اوجلان والحق يقال مناضل صمد في السجن وغيّر كثيرا من أفكاره وقد أهداني احدهم من حزب العمال بعد خروجنا من السجن كتابا له قرأته عدة مرات وهو أمامي الآن ومن جزأين وعدد صفحاته 627 صفحة من القطع الكبير وبأحرف ناعمة وعنوانه – من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية – وتحت العنوان كتب ما يلي : المرافعات المقدمة الى محكمة حقوق الانسان الأوروبية , أنهاه حرفيا كما يلي : سيهزم النظام الذي يعتمد على الكذب والعنجهية وسينتصر النظام المعتمد على الحرية والعدالة. التوقيع عبد الله اوجلان , جزيرة ايمرلي . السجن المغلق ذات الغرفة الواحدة من 11نيسان الى 28 أب 2001.
الكتاب كله تناقضات من محاولته الدفاع عن الترسيمة الستالينية الى تبّني آراء الفوضوي موراي لكتشين القائلة : الأمّة الديمقراطيّة هي مشروعٌ عابرٌ للحدود، تحتاجها الدول القوميّة ,إن الأمة الديمقراطية تصلح لتكون مشروعاً لشعوب الجوار (عرب، تُرك، فُرس) ويمكن لهم الإفادة منها، وتصبح الأمة الديمقراطية نموذجاً لهم، وقد تؤدي إلى تعاون لتأسيس تجمع الأمم الديمقراطية!
بناء على هذه الفلسفة تشكّلت الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وأقاليمها المعروفة, ولكن مع كل أسف كانوا أكثر ديكتاتورية من النظام أو مثله على الأقل.
تناقضات حزب العمال وفرعه السوري أكثر من ان تحصى وهذا غيض من فيض
1- يحلو لي ان اصف حزب العمال الكردستاني انه حزب البعث الكردي فهو يشبه حزب البعث السوري في كثير من الوجوه وخاصة بالنسبة للديمقراطية , فهو مثله يتغنى بها. كل فروع وأقاليم الإدارة الذاتية تفرض نتائج انتخاباتها بالتزوير من قبل قيادة حزب العمال كما تفرض في سوريا من قبل قيادة البعث .
2- غريب عجيب موقف حزب العمال من أمريكا مثله مثل حزب البعث , فهو يعتبرها حتى اللحظة زعيمة الأمبريالية ولكنه يتحالف معها الآن وينفذ إرادتها حول الإرهاب ,والإرهاب أساسه إرهاب الدولة وهو الذي ولّد داعش والتحالف التي تقوده امريكا يدير الارهاب بما يخدم مصالح راس المال العالمي في حين كان من الفروض انسجاما مع اطروحاته أن يطرح فلسفة للارهاب مخالفة لفلسفة إدارة أمريكا الحالية لأنها عاجزة حتى الآن عن تجفيف منابع الارهاب خوفا من أن يقلل ذلك من معدل أرباحهم .
3- هذه الفلسفة الفوضوية عن ألأمة الديمقراطية كلام فاض والصحيح هو طرح جديد من قبل الأكراد في ما يسمونه إدارتهم الذاتية يُحجّمون فيه حزب العمال وينسجمون مع أخوتهم السوريين من اجل عقد اجتماعي جديد .
3- بالنسبة لي شخصيا انا مع أطروحاتهم حول الحكم الذاتي أو الفيدرالي وهو جدير بالاحترام والنقاش , هل طرح الفيدرالية في مناطق الأكراد سيساعد على إنهاء الاستبداد وإقامة دولة مدنية ديمقراطية في سوريا تتعاون مكوناتها عربا وكردا وآىشوريين وكلدانيين ويزيديي ومسيحيين وسنة وشيعة وعلويين ليكون هذا التنوع والتعدد في صالح سوريا الجديدة وليس عبئا عليها .
كل هذه المسائل اذا آخذها الأكراد بعين الاعتبار في الشمال ئؤهلهم لأن يكونوا على رأس معارضة سورية جديدة تضغط للبدء بمرحلة انتقالية تنتهي بدستور سوري يوضع من قبلهم بدلا من وضعه من قبل روسيا .
باختصار الادارة ذاتية الحالية من وجهة نظري هي مشروع فوضوي لا يصلح لعصرنا .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون بالا صحفية موهوبة أكثر منها كروائية
- كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟
- قراءة ثانية في كتاب – الدولة القومية خلافا لإرادتها –
- صدمتني مذكرات نيلسون مانديلا
- هل انهزمت الثورة السورية (2)
- هل انهزمت الثورة السورية ؟
- عن الدولة والعقد الاجتماعي والهوية. رد وتعقيب
- رد وتعقيب على مقال رستم محمود – عفرين صورة عارية لسوريا وثور ...
- شعبان المهاجر
- التقرير السنوي * كلما جاءت سنة لعنت أختها
- المعارضة السورية في طور النهوض
- الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه ...
- الكرد والثورة في سوريا
- هيئة الأمم المتحدة والمستقبل
- دفاعا عن نصر الحريري
- الثورة التونسية رائدة الثورات العربية
- عطب الذات أم عطب الموضوع ؟
- مهجرو الشعب السوري يهزّون كوكبنا الأرضي
- العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا
- المسار السوري بين الإصلاح والثورة *


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كامل عباس - الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟