أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح














المزيد.....

أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعُد في بئر الدولة الأردنيّة العميق، ولا حتى في خزّأن المواطن الأُردني أيّة قُدرة على استيعاب منح الثقة لمَن لا يستحقّونها، ولمن كانوا سببًا رئيسيًا في وصول الأردن إلى ما هو عليه اليوم مِن خرابٍ ودمارٍ داخليّ وخارجيّ ؛ فالسرديّة التاريخيّة لأكثر مِن ثُلثي الشخصيات التي ضمّتها " اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية" المُشكّلة بإرادةٍ ملكيّة، تُشير إلى أنّهُ مِن الاستحالة أن يكونَ هُناك إصلاح، وخاصةً، أن ترأس اللجنة كان مِن نصيب شخصيّة غير قادرة على إقناع الشّعب بأنّها قادرة على الإصلاح، وأنّ ترأسها لهذه اللجنة، سيقودنا إلى الإصلاح، وأنّها قادِرة على أن تنتَشل الوطن ممّا أسقطتّه هي به، وأن تُنجيهِ مِن الغرَق بعد أن رمتهُ في بحارٍ عميقة وهو لا يُجيد السباحة، فأصبحَت كُلّ محاولاتها لإنقاذ ما تبقى مِن الوطن، مٌحاولات غير مُجدية، بل على العكس من ذلك، فقد سهامَت في تهميشهِ أكثر، على المستويين الداخلي والخارجي . وحقيقةً، فإنّني قد قمتُ ببحثٍ واسع عن أيّ منفذٍ أخرُج منهُ ؛ كي لا أحمِّل النظام السياسي النتائج التي ستأتي بها مثل هذه اللجان وقياداتها، لكنّني لَم أجِد، إذ أنّ كُلّ الأدلّة والوقائع، لا تُثبت إلّا على أنّ النظام السياسي، هو بذاته، كان وما زالَ هو الراعي الأوّل لتفرُّد هذه النوعيّات، ممّن يسمّون أنفُسهم بسياسيّي الأردن، بمؤسسات الدولة، والقضاء عليها، وإسكان آخر الرصاصات القاتِلة في رحمها.

إنَّ وضع الثقة بمن هو ليس أهلًا لها، وعدم التنازُل عن النّهج القديم الذي نشّف الحليب مِن أثداء الوطن، والإصرار على تجريبِ المُجرَّب الذي أتى بالخراب إلى لُبّ البلاد، هو أكبر إثباتٍ على أنَّ هُناك مُحاولات جادّة للقضاء على آخر معاقِل الدولة الأردنيّة . وعلى ذلك، وعلى الآطلاق، فإنَّ الكثيرَ ممّن نالَوا الثقة الملكيّة الإصلاحيّة، وفي مُقدّمتهم رئيس اللجنة، لم ولن يكونوا في يومٍ من الأيّام مُصلحين، أو دُعاةَ إصلاح، أو مِن ضمّن مجموعات السائرينَ في أيّ عمليةٍ تضع في مُقدمة أولويّاتها الإصلاح، الإصلاح بكُلّ أشكاله، وتسعى لجعلِ الأردن وطنًا لكُلّ مواطنيه وليسَ لعائلاتٍ جثَت على رقبة الوطن من عشرينَ عامًا أو ما يزيد قليلًا .

نعم، هُناك أحاديث داخل أعتى المطابخ السياسيّة تبحث عن أفضل الطُرق، وتسعى لتسخيرِ كافة إمكانيّاتها في سبيلِ التسويق الجيّد لهذه اللجنة ؛ وذلك مِن خلال محاولاتها لرمي بذارها في كُلّ حقولِ الوطن، تحتَ حُجّة أنّ هذه المرّة المسألة مُختلفة، وأنّ هُناك جديّة في عمليّة الإصلاح، وإن صدّقنا هذا القول وتعاطينا مع كُلّ هذه الحملات التسويقيّة، إلّا أنّني أرى بأنّ هذا الإصلاح ليسَ إصلاحًا يحمِل الديمومة بقدرِ ما هو إصلاح مرحليّ . ففضلًا عن أنّه مُتطلَب أميركي، كي يكون هُناك قبول بايدني لتحرُّكات النظام السياسي، والتي ستُمهد الطريق أمام النظام للقاء ببايدن، فإنّهُ أيضًا، مطلَب تطّلبه أهمّ دول الإقليم التي وضعَت خنجرها في خاصِرة الوطن، منذ أحداث الربيع العربي، وبدأت تنحوا نحو إضعافهِ - وأقصُد الجُغرافيا- وإسقاطه عن الخارطة السياسية في المنطقة، وتهميش أدواره المفصلية في أهمّ قضايا الإقليم، لا سيّما القضيّة الفلسطينيّة، ولربما هذا ما بدا واضحًا، مِن خلال التحركات الأخيرة لوزير خارجية أميركا، والتي أعطَت كافة التعليمات لأرباب هذه الدول التي يسكنها هاجِس "الأردن"، والتي لم توفّر جُهدًا لوضع النظام السياسي على الرفوف الصفراء المُتآكلة .

ترأس الرفاعي -صاحب العلاقات الأخطبوطيّة مع الإمارات- لهذه اللجنة، و وجود بعض الأشخاص الذين ما هُم إلّا أذرُع لتلكَ الدول التي تفرّ إلى الظلام حينما يُذكَر اسم "الأردن" أمامها، ما هو إلّا مؤشر واضح على أنّ هُناكَ طبخة سياسية إقليمية تُطبخ على نارٍ هادئة، والمُراد منها، جعل الأردن جسر عبورٍ سياسي واقتصادي لتلك الدول .

وبناءً على ما سبق أقول، فإن كُنّا حقًا نريد أن نُقنِع أنفسنا بأنَّ هُناك إصلاح، وإن كُنّا نُريد أن نُصدِّقهُ - لا سمحَ الله-، فإنّه وبكُلّ تأكيد، لن يكونَ هذا الإصلاح مِن أجلنا أو من أجل وضع حد لكُلّ التخبّطات السياسية الداخلية وإعادة الدّور الهام للأردُن خارجيًا، وإنّما سيكون مِن أجل حماية النظام السياسي مِن الأمواج التي بدأت تعصِف بالعالَم وبالمنطقة مِن جديد، خاصةً، في ظلّ التحرّكات المكوكيّة التي تقوم بها الرئاسة الأميركيّة، والأحاديث عن مُحاولات مكثفة تتضمّن عودة العلاقات ما بين النظام السياسيّ الأردنيّ مع نظام الأسد، إلى مستوى المتوسط، وخاصةً بعد أن حُسم أمر بقاء الأسد على عرشِ الرئاسة لسنوات قادمات، إضافةً إلى الأخذ بعينِ الاعتبار مسألتينِ مُهمّتين، وهُما ؛ الإنتخابات الإيرانية القادمة، والتحوّلات المُترتبة عليها في الأراضي العراقية التي لا أرى أيًّا من الساسة يُعطيها أيّة اهتمام، وكأنّها أحداث تجري في حوارٍ تنقضّ على نفسها .

الإقليم مُلتهِب، وكُلّ الأنظمة السياسية تسّعى للحفاظ على نفسها، وليسَ هناكَ مِن يهمّه الأوطان التي يحكمها ولا حتى إصلاحها.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح