أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قصة يأسي وبأسي وألمي وحزني...














المزيد.....

قصة يأسي وبأسي وألمي وحزني...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قــصــة يأسي وبأسي وألمي وحزني...
كنت أعتقد ببدايات فتوتي وشبابي.. لأنني أفكر.. أنا حــر.. حـر بالاختيار... والآن وبعد سنين وسنين من التجارب الاجتماعية والبشرية والسياسية.. أنني لم أختر.. ما أشاء.. إنما كنت أختار وأشتري.. ما يباع في مطابخ الحياة.. وأستهلك ما يباع.. وأن حرية اختياري.. كانت محدودة بما يباع... ومن يملكون المطابخ العالمية.. يعني تجار السياسة والإعلام والمطابخ بالعالم... وهم اليوم من يملكون الحكومة العالمية المافياوية الموروثة من أجدادهم.. وحتى ما يسمى بالأنتليجنسيا العالمية.. الجامعية وغيرها.. عبارة عن كراكوزات عالمية كرتونية.. تعمل اليوم كلها.. بمطابخ هذه الحكومة المافياوية العالمية.. والتي يبقى أعضاؤها أشباح وهمية.. رمزية محمية بوسائل التواصل الاجتماعي.. روبوتيا.. ميكانيكيا.. حسب اللوغاريتم المبرمج لها.. لا يتغير .. طالما تحمي طاقات توليد المنافع الراٍسمالية.. والتي تقرر من يعيش.. ومن يموت.. لخدمة مصالح وديمومة هذه الطاقة... دون الاهتمام على لإطلاق... من يعيش أو يموت.. وكم من الشعوب والأوطان.. تمحى من الخارطة.. مع السنين حسب هذا اللوغاريتم..
مما يعني أن حرية الفرد.. حرية الإنسان.. لم تتبق الأولية والأهم.. كما كنا نقرأ بجميع كتب الفلاسفة.. منذ اكتشاف الفلسفة والفلاسفة.. حتى أحدثهم بأيامنا هذا... وجميع كتبهم.. وأسواق ندوات كلامهم.. تباع مرخصة.. مهضومة.. كجميع المساعي لترخيص بيع المخدرات الممنوعة... حتى يتم تحويلنا إلى عبيد روبوتيين.. كاملين.. أرخص من حيوانات وبشر العمالة والإنتاج الغير مسعرة...
اليوم.. اليوم أشعر بعد كل هذه السنوات.. من الكتابة والسعي لإزالة المظالم الحياتية.. أو حتى تخفيفها.. وإثارة حياة النضال مع جاري أو صديقي.. أو من كانوا يعملون معي.. أو بواسطة النقابات.. أو الأحزاب السياسية.. وكيف أرى كل هذا يمرض ويموت ويتلاشى.. أو يركع أمام هذه الروبويات بلا روح.. كيف أصبحت الأحزاب وموظفوها.. حاملة طبول فارغة.. تبيعنا انتخابات.. بأوقات متفرقة.. كساحات Disneyland ومهرجاناتها وألعابها.. تلهيات وهمية.. حتى تغيب عن واقعنا المصيري الحيواني الحزين... محيطين منابر خطباء وسياسيين كراكوزيين... يعلنون كل صباح ومساء.. انهم يسعون لنا بمستقبل أفضل... وعندما أرى اليوم وأتذكر كل السياسيين الذين آمنت بهم أيام فتوتي وشبابي.. هناك في سوريا.. او هنا بــفــرنــســا... بلد الثورات والديمقراطية والحريات الإنسانية.. والتي درست قواعدها وكتبها ومبادئها سنوات وسنوات... وكيف تحولت هذه المبادئ كلها سنة بعد سنة.. إلى جنازير ثقيلة.. حولت الإنسان إلى آلة رخيصة... بلا حياة.. ولا فكر... وأن كل كتاباتي.. لم تغير أي شيء.. من اتجاهات هذه البوصلة المفصلة.. لتزيد قوة الأقوياء.. وتعويد الفقراء البسطاء.. أن هذه هي طبيعة الحياة.. وأن معيشتهم اليومية الهزيلة.. شــيء طبيعي... لا ولن يتغير...
صحيح أنني قابلت سياسيين وفلاسفة وكتابا.. ومعلمي فكر.. تعلمت منهم صلابة الواقع.. والنقد والاعتراض.. ولكنهم انحنوا كالقصبة تجاه العاصفة.. وتغيروا... ولكنني لم أتغير... ولكن الواقع السياسي والاجتماعي.. بهذا البلد.. تغير.. وتغير.. وغرق بتناقضات سلبية رهيبة.. بعيدا.. بعيدا عن غالب المبادئ الإنسانية والنضالية التي تعلمتها بأيام شبابي ورجولتي.. ودراساتي واطلاعاتي الإيجابية والفلسفية والإنسانية...
أتساءل... أتساءل بأيامي المتعبة اليومية.. كلما طالعت وشاهدت أخبار العالم المتعبة... هــنــا... وهـــنـــاك.. وخاصة هناك... لماذا أتابع الكتابة... وكتاباتي ضائعة بوادي الطرشان... أعتقد أنها فشات خلق... توفر لي آخر نفحات الأوكسيجين.. وأنني أفـكـر.. وأنني ما زلت أحــيــا....
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ شــجــاعــة نــادرة...
نشر موقع Mediapart الفرنسي المعروف.. هذا الصباح عريضة تحمل ألاف التواقيع من جنسيات مختلفة عالمية.. من بينها عديد من اليسار الإسرائيلي...ومحبي العدالة والسلام... معترضة على نظام الأبارتايد َApartheid العنصري الذي يمارسه الاستعمار الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.. والتعديات العديدة ضد الفلسطينيين بكل من غزة والقدس.. بالشهر الماضي.. بصمت مــخــز من رؤساء الدول الأوروبية والأمريكية.. ومسؤولي الأمم المتحدة...
ميديابارت اليوم.. يبقى الموقع العالمي الوحيد الذي تــجــرأ بنشر هذه العريضة...
بصبوص أمل إنساني.. ونفحة أوكسيجين.. نادرة.. عابرة...
هـل من يــســمـــع.. أو يــفــهــم؟؟؟...
نقطة على السطر... انتهى.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوارد زين.. كاتب أمريكي... وهامش سوري...
- الفرق بينهم.. وبيننا...
- فخر.. وعشق.. وذكريات...
- والمهجرون السوريون... انتخبوا... آخر صرخة...
- وعن الانتخابات الرئاسية السورية...
- وعن شاهدرت دجافان... وهامش حدثي آخر...
- فلسطين... الف...ألف مرة...
- مباحثات وتبادلات.. اقتصادية!!!...
- َضحايا...
- إلى أين يعودون؟؟؟!!!...
- نزار صابور... يا صديقي الطيب... رسالة...
- لا تهزجي.. ولا تفرحي بسرعة.. يا صديقتي سارة...
- كفا... كفا... كفا...
- سياسيون وتجار سوريون... والعمرة...
- صديقتي... صديقتي ساره...
- الدانمارك... الدانمارك ترحل اللاجئين السوريين...
- وعن أخبار البعث ... ببلد البعث...
- الرئيس آردوغان... وكركباته الديبلوماسية...
- أبكي على لبنان... كأنه موت عشيقتي... رسالة...
- عودة إلى مؤسسة اللاجئين NRWA... هامشان حدثيان


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - قصة يأسي وبأسي وألمي وحزني...