منحوتات الحكاية

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 08:35
المحور: الادب والفن
    

بعض القلوب كالحجارة أو أشد قسوةً.. لا ادري لماذا رددت هذه الاية الكريمة:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ)
وأنا اتأملُ نحاتاً يستحضر كل صبره وهو ينقّر في صخرة ٍ ليستخرج راعيا
ثم يهب كفيّ الراعي نايا.. ها أنا أسمع ُ عزفا أطربني

من الحجر
يسترجع المعنى
النحات.


هذا هايكو كتبته بحثاً عن المعنى في حكايات الصخرة والحجر


يقال أن سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطئ بحر , فرأى نملة ً تحمل حبة قمح.. نحو البحر ,
فراح سليمان يراقبها حتى بلغت الماء فإذا بضفدع قد أخرج رأسه من الماء وفتح فمه، دخلته النملة وغاص الضفدع في البحر مدة طويلة
وسليمان يتفكر في ذلك متعجباً. ثم خرج الضفدع من الماء وفتح فمه فخرجت النملة. دعاها سليمان عليه السلام وسألها: أين كنتِ؟
قالت : يا نبي الله إن في قعر البحر صخرة مجوفة وفيها دودة عمياء, فلا تقدر أن تخرج..,
وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخر الله هذا الضفدع ليحملني فلا يضرني الماء في فمه
ويضع فمه على ثقب الصخرة وأدخلها , ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فم الضفدع فيخرجني من البحر.
فقال سليمان: وهل سمعت لها من تسبيحة!!! ؟
قالت نعم ,
إنها تقول: (يا من لا تنساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة، برزقك، لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك.).


تلك منحوتة حكاية كما لو ان الصخرة كائن قلبه نملة عمياء لم نرها
نقلت لنا صورتها حكائيا.. منحوتة كائن بقلب أعمى في عمق البحار.


يختار الرسول (صلى الله عليه وسلّم ) صخرة ً ويجعلها مشغلَ عملٍ لا يُرى من يعمل فيها،
فالصخرة لا باب فيها ولا فتحة بحجم ثقب إبرة كما في صخرة حكاية النبي سليمان عليه السلام.
لكن قوة العمل الصالح ستكون بابا مفتوحا ً تجعل الكافة والخاصة تثني وتغبط العمل وصاحب العمل.
أن الغاية من هذا الحديث النبوي الشريف الحث على العمل النافع الذي سيفوح عطوره في الامكنة وبين الناس .

(لو أن ّ أحدكم يعمل في صخرةٍ صماءٍ ليس لها بابٌ ولا كُوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان / صدق الرسول الأكرم).


سيزيف لم يكن أعمى داخل صخرة..
ولم يشتغل داخل الصخرة، لقد كانت منحوتة حكايته تختبر صبراً في النحات..
الصخرة أداة عقوبة على سيزيف، وكان عرضة لمرأى الآلهة كلها – حسب الأساطير اليونانية-
أعني ما يفعله سيزيف كان مرئيا. وعمل سيزيف، أن يدحرج صخرة َ العقوبة من أسفل إلى القمة ،
وما يكاد أن يثبتّها على القمة، حتى تدحرجها الآلهة
لماذا هذه القسوة من آلهة اليونان ؟
ربما لأن الآلهة لا تريد خلودا لسواها
وما علاقة سيزيف ..؟
كان سيزيف من أكثر الشخصيات الأسطورية مكرا،
وبمكره خدع إله الموت (تاناتوس).. وأصبح سيزيف من الخالدين،
لذا قررت الإلهة أن تجعل خلوده صخرة ً عليه..

من هذا النسق الثلاثي للصخرةِ تأكد لنا
أن الاشياء قيمتها بفهمنا لها وكما قال السيد المسيح عليه السلام:
الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية.

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات