أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الكارثه المائيه المحدقه تتكشف فصولا ومراحلا















المزيد.....

الكارثه المائيه المحدقه تتكشف فصولا ومراحلا


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطورة تصريح سفاح اثيوبيا الخاص بال 100 سد , كونه يأتي قبيل دعوة بايدن للاستمرار في التفاوض من خلال الاتحاد , وفي ظل الجولات الافريقيه المكوكيه لوزراء الخارجيه في مصر والسودان, وفي ظل المناورات المصريه السودانيه التي لا يخفي مغزي ما تشير اليه من بديل وحيد امام النظامين المصري والسوداني حال استمرار التعنت الاثيوبي.
انه تصريح بالاصرار علي عدم الالتزام باي شئ سوي بناء هذه السدود بكل ما تحتاجها خزاناتها امامها من مياه , والتي لا يخفي علي المطلعين علي الجغرافيا الاثيوبيه ان معظمها سيكون في احواض النيل الازرق ( الآباي الكبير ) الثلاثه الكبيره , باعتباره اكبر الانهارالاثيوبيه واطولها, كما لا يخفي ان اكبر هذه السدود محل الانشاء بالفعل , سد كارادوبي وميبل ومندايا علي نهر النيل الازرق.
انه تصريح يفصح عن ما سبق لنا توقعه في احدي مقالاتنا بالحوار المتمدن ,من ان مخزون سد النهضه لا يخص هذا السد الا مؤقتا , حيث سيجري توزيعه امام السدود الثلاثه الكبري المشار اليها علي الازرق , وطرح حجز هذا المخزون ثم الحاقه بالحديث عن الحصص المائيه واقتسام مياه النيل الازرق لتسيطر اثيوبيا علي قرابة نصف تصريفه , ما هي الا الجوله الاولي الصادمه التي قدر الاثيوبي خوضها علي هذا النحو التدريجي الخادع وصولا لفرض الامر كله علي مصر والسودان ومن خلال حرب سد النهضه الطويله , لتتحول بعد ذلك عملية الحجز الي حجز المياه كلها واعادة توزيع معظمها خلف السدود كأمر اثيوبي داخلي, امر لن يترك اصلا اي مياه تصل الي سد النهضه الا ما يحدده وزير الري الاثيوبي , ولينتهي معه امر النيل الازرق كنهر عابر للحدود الاثيوبيه!
اما مسألة الكهرباء التي بدأ بها السد المشئوم فعنوان (سلمي وتنموي يبدو مشروعا ), ليليه حديث الحصص!!, فانه سيتقلص بداية الي مجرد التوليد بما هو خلف السد النهضه الاصلي المقام علي الازرق والذي لا يمكنه حجز اكثر من 14 مليار متر مربع , اما سد السرج وبحيرته الواسعه فانه سيذهب الي خبر كان خلال عام او عامين , وتحديدا بمجرد بناء السدود الثلاثه علي الازرق , فسد السرج مؤقت جدا, خصوصا مع تقلص بل نهاية خدعة اعتماد السودان وجيبوتي علي هذه الكهرباء الموعوده!
هل هذه خيالات وقد حددناها من سنوات , وهل يعني تصريح السفاح شيئا سواها
ومن هنا فان الاقرار من جانب اي كان في مصر والسودان ببناء سد النهضه في حدود ال 14 مليار لا يساوي الا ما سيصل اليه الموقف الاثيوبي قريبا , فالمخزون سيعاد توزيعه خلف سدود الازرق الثلاثه الكبيره ايضا.
ان هذا التصريح وتوقيته في متتهي الخطوره بما يشي به من حقيقة وحدود الاطماع الاثيوبيه, والكره الآن في ملعب حكم السيسي تحديدا وخطه الاحمر, فالعواقب وخيمه وتتعلق بكل مياه النيل المصري والسوداني ,اي بحياة الشعبين المصري والسوداني, وهي عواقب كفيله بالدفع المشروع والمنطقي بالشعبين الي ثوره شعبيه عارمه لن تترك حجرا علي حجر.
فهذا التصريح الملغم يشي ايضا بامكانية بناء السدود علي نهري البارو والبيبور اللذين يغذيان السوباط الذي يمد النيل السوداني بثلث مياهه - 26 مليار تقريبا, كما انه يهدد بانشاء السدود علي العطبره الذي يصب 12 مليار في النيل السوداني بعد الخرطوم ب 20 كيلو متركما يهدد بانشائهاعلي نهري الرهد والدندر اللذين يصبان حوالي 5 مليار في مجري الازرق بعد خزان الروصيرص.
وهو ما يعني ان الاطماع الاثيوبيه لن تقتصر علي النيل الازرق المقام عليه سد الموت والخراب , بل ستمتد وخلال العام المقبل كما حدد السفاح الي كل المياه النابعه من اثيوبيا سواء في حوض النيل الشرقي او الغربي, اي الي حوالي 80 مليار متر مكعب تشكل قرابة ال 85 % من اجمالي مياه النيل المصري والسوداني.
وهي 80 مليار , يمتلك الاثيوبيين غيرها حوالي 100 مليار اخري هي تصاريف 11 نهر اثيوبي داخلي, اضافة الي حوالي 20 مليار هي مقدار الخزان الجوفي الاثيوبي الكبير المتجدد سنويا بسهوله, اي حوالي 200 مليار من المياه العذبه , تهدف اثيوبيا - وخلفها جوقه كامله من غيلان رأس المال العالمي , من الصين الي اوروبا العجوز الي الخلايجه الي الصهاينه - من خلالها طرح مشروع عولمي كبير يستجيب لازمة المياه العذبه المتفاقمه بمعدلات متسارعه في العقود الاخيره في ظل مستويات الاحترار العالمي وتزايد سكان الكوكب لزراعة ما لا يقل عن 100 مليون فدان باساليب حديثه ونظم ري مؤتمته قد لا يستهلك الفدان مع استخدامها وفي اراضي اثيوبيا البركانيه ما لا يتعدي 2000متر مكعب , وهو مشروع يشكل الآن احد ثلاثة مشاريع افريقيه كبري في هذا السياق المستهدف لكل فدان افريقي وكل نقطة مياه عذبه, حيث مشروع نهر الزمبيزي والنيجر والكونغو التي تقام عليها حاليا سدود ومشاريع سدود من نوع السد الاثيوبي , كانجا الثلاثي علي نهر الكونغو الذي تزيد تكلفته عن سد اثيوبيا بحوالي 10 مرات !
ان اخطر جوانب توقيت هذا التصريح كونه يأتي والملء الثاني قد صار مضمونا , ولا يستطيع ان يوقفه حتي آبي احمد نفسه وفق التصميم العدواني لسد الخراب الذي لا يسمح بمرور اي مياه الا عندما تتجاوز ارتفاعه الجاري علي قدم وساق.
واذا كان الحكمين في مصر والسودان يحلمان باتفاق ملزم يضع حدودا للاطماع الاثيوبيه كي يقران بالملء الثاني ويمنحانه موافقتهما امتدادا ومحصله لاقرارهما بحق اثيوبيا في انشاء سد النهضه , وتسليمهما للقط مفتاح الجرار والتفريط في حقنا المطلق في حصتنا المائيه الطبيعيه التاريخيه , فان رد السفاح جاء صادما بمضمونه المسعور الذي لا يعني الا :
انها البدايه لالتهام معظم مياه النيل كله تدريجيا وخلال سنوات قليله.
صدمه لاوهام اساسيه حاولت تخفيض سقف الكارثه, مني بها النظامين نفسيهما واهمين في (الشرعيه الدوليه) وتصرفوا علي اساس امكانية احتمال الحد الادني منها شرط الالتزام بالتوقف عنده, من خلال ما اسموه الاتفاق الملزم !
مدفوعين في هذه الاوهام بوضع مصالح الطبقه الحاكمه في كلا البلدين قبل اي اعتبار , وهي مصالح مهما بلغ عدائها وتناقضها مع مصالح الاغلبيه الشعبيه لا يمكن لها ان تنسجم وتتفق مع حجز معظم مياه النهر , ولقد جري هذا العبث الذي احتمي بالغموض والتفاوض المستدام الفلسطيني الطابع, في مواجهة الشعبين رغم ان طبيعة الاطماع وطبيعة الكارثه لم تكن تحتاج ابدا لكشفها تصريح هذا العميل الامبريالي , بعد كل هذا الانتشار الواسع للشركات الاحتكاريه الخليجيه والاوروبيه والصينيه والصهيونيه الزراعيه في اثيوبيا خلال العقد المنصرم.
ان التأخير ولو يوما واحدا في هدم سد الموت سندفع ثمنه غاليا
مع كل الاستعداد لهدم اي سد يعترض اي مياه تنبع من اثيوبيا لتغذي النيل المصري والسوداني ,فاي ثمن لذلك لن يكون اغلي من فناء مصر واغلبية شعبها ,ولن يكون اغلي من اسر السودان وتهديد شعبه بالفناء , وكفي اوهاما وتمني واستغراقا في محاولة تكييف وقع كارثه كبري محدقه بنيلنا مع الاحتياجات السياسيه والاقتصاديه المؤقته للنظام ورأسه, علي حساب حياة معظم الشعب بالمعني الحرفي ,وحساب الوجود الاجتماعي للوطن باسره ,فمصردون نيلها ليست سوي واحة جرداء قاحله.
الكارثه المائيه المحدقه تتكشف مراحلا وفصولا.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اسرائيل في مأزق ؟
- الاطماع الاثيوبيه تفرض هدم سد النهضه فرضا
- مفاوضات سد النهضه تتجه للشلل والنيل في خطر
- التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي
- انتفاضة سبتمبر الظافره تدشن افق ثوري جديد
- الانتفاضه الشعبيه المصريه الراهنه عماليه وفلاحيه بامتياز
- الابعاد الخطره للتطبيع الخليجي الصهيوني
- لا ترقصوا مع الذئاب
- فوائد لاثيوبيا ومصائب لمصر والسودان
- حكم السيسي يواجه اطماعا اثيوبيه ارتفع بها الي عنان السماء
- الهروب الي الامام في مواجهة كورونا كارثي
- جائحة كورونا تفاقم الكارثه المائيه الوشيكه
- هل ستدافع الانظمه العربيه فعلا عن النيل؟
- مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير
- ثوراتنا العربيه لن تعرف التوقف الا قليلا
- الثوره السودانيه وخطر الانقلاب العسكري
- الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي
- اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده
- معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه
- الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الكارثه المائيه المحدقه تتكشف فصولا ومراحلا