أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير














المزيد.....

مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جسد حضورجنازة المخلوع, من كهنة آمون الي صبية الجنرال صوره حيه وناطقه بالدلاله للنظام الذي شهد كهنته ثلاث من رؤسائه حتي صعقتهم ثورة يناير المجيده, التي ازاحتهم من تصدرمشهد الحكم الطبقي , وحولتهم الي مجرد (هاف تون ) او خلفيه باهته لحكم السيسي.فحضورهم الذي طغي منطقيا في الجنازه والذي شكل لحظة عارضه بطبيعة الحال , لم يكن اقل من سخريه مريره من السيد التاريخ!
فاجئت الوجوه المقيته شعب الثوره فاثارت كل اشمئزاز,ووجدت مصر نفسها انها ما زالت تتذكر بوضوح , هذا وزير الداخليه , وهذا وزير الخارجيه وهذا رئيس الوزراء الاخير وهذا فلان وذاك علان الخ , بينما لا تعرف اغلبية الشعب الآن اسماء وزراء الجنرال.
هذه المفارقه تحدد فارق هام بين حكم هؤلاء القدماء والحكم الراهن للمنسيين!
وهو فارق يكشف عن ما هو جوهري في الاختلاف بين حكم المخلوع وحكم المكروه, هنا حكم معبرعن النظام كله مع اقل واوهي تعارض بين مكوناته الطبقيه الحاكمه, تشكل العائله اللصه المقهوره عاموده الفقري ومبدأه ومنتهاه, استطال زمن سيطرتها فتمكنت من صياغه للنظام ,بطيئه محكمه علي صورتها , وصورة تطلعات وريثها , واطماع الابن الكبير النظام , وطبعا توجهاتها الخارجيه العربيه والاقليميه , وتمكنت من الامساك التام بناصية هذا النظام مع اعادة الهيكله العولميه وما رافقها من خصخصه, وزعت خلالها ثروات الوطن ومقدراته وبنيته الاساسيه علي محاسيبها علي طريقة توزيع محمد علي للجفالك والابعاديات والعطايا في سياق تبلور طبقة ملاك ارض تشكل قاعدة للحكم الاقطاعي الشرقي للباشا الكبير.
وهنا حكم يعبرعن لحظه تمكن فيها مجرد مكون واحد هوالمكون البيروقراطي العسكري من الامساك بتلابيب النظام الذي تحاصره اشباح الثوره ,امساك هش تتباين فيه المسافات بين المكونات ,يطفح بالسيطره العسكريه المكشوفه علي اجهزة البيروقراطيه المدنيه ودولتها ,وذلك بحكم الدور الوظيفي النوعي للجيش في حماية النظام, الذي تعرض لثوره شعبيه كبيره لا يقل زخمها عن زخم الثورات التاريخيه التي عرفها التاريخ ,
اضافة الي حاله شبه احتكاريه, تصل سيطرتها لدرجة دفع عمولات علي الرأسماليين التقليديين!
لا يسمح استمراراحتقان التناقضات الطبقيه لحكم السيسي الذي يدير كوارث من الناحيه الفعليه لا تقتصرعلي كارثة النيل,واستمرارغضب ثورة يناير المكبوح باعادة الامور الي نصابها القديم, بل يحرم هذا الاحتقان حكم رأس المال حتي من برلمان , يسمح بتجسيد تعارضات المصالح بين الاوغاد.
ان اقصي ما يسمح به الوضع الراهن فيما يتعلق بالعلاقات البينيه بين مكونات النظام هو السماح لكهنة أمون القدماء , ومعهم عائلة المخلوع ان ينصبوا له جنازه بائسه لا اكثر ولا اقل ,جنازه اثارت اشمئزاز معظم شعب يناير الذي خسروا قلبه للابد , وللدرجة التي بدا بؤسها وكأنها لا جنازة المخلوع بل جنازة اي نوع من رد الاعتبارالمستحيل , فكأنها جنازة لكهنة أمون أجمعين.
جنازه اختصرت حقيقتها علي وجه الوريث الكئيب, الذي ارتسمت علي سيماهه مأساة حكم ابيه الذي حولته الثوره الشعبيه الي عدو لدود.
اما من جهة حكم السيسي فقد شكلت عملا اضطراريا لا يمكن تجاهل اعباءه الجماهيريه بحال, وهو المحاصر اصلا بغضب عميم عظيم, ولكن كما يقولون فان للضرورة احكام , فبعد ان زال ابهار بدايته في مواجهة الاخوان والارهاب ,صارت حقيقة احواله لا تظهر لدي طبقته المالكه الحاكمه الا كنقطة الضعف الراهنه لكل النظام , كمصدر اساسي لما صار يبدو كانقسام تطفو علي سطحه باستفزاز المصالح الطبقيه لاحدي فئاته .
كما صار يظهر مجرد استمراره كحكم ضروره ,مرادفا لاستمرار حرب باتت عبثيه وزائده عن الحاجه,بعد ان تحقق انتصارها الفعلي علي (الاخوه الاعداء) الاخوان.
اما من جهة الشعب , فقد بدا للاغلبيه الشعبيه وكأن الجنازه هي جنازة النظام الذي مات مخلوعه فعليا منذ تسع سنوات , تأخرها ارتسم وكأنه عملا قصديا من جانب كل النظام الذي انتظر حتي "اخذ الثأر".
فالجنازه المباغته بدت وكأنها تتويج لاعتداء السيسي الجسيم علي الفقراء والكادحين الذي شهده عام تعويم الجنيه, ومضاعفة كل الاسعار ,وما ترتب علي هذا الاعتداء من تجويع استثنائي للجماهير الشعبيه.
الجنازه بدت وثيقة الصله كعمل استعراضي استفزازي يؤكد فيه كل النظام ومعه كل الحلفاء انتصارهم علي الثوره ,ساهمت في ذلك الشعور حالة الترحم التلقائي المحدود ,والذي ضاعفت من نطاقه لجان شبكات التواصل المـأجوره من عائله تمكنت من خطف عشرات المليارت من الدولارات .
ازالت الجنازه بلا جدال, وفي سويعات اي غشاوات كانت باقيه لدي اي جماهير, عن الحقيقه الطبقيه السياسيه الصارمه لحكم السيسي , كاعادة انتاج للنظام في ظل تداعيات اطاحة ثورة يناير برأسه القديم , الذي واخيرا واره التراب.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوراتنا العربيه لن تعرف التوقف الا قليلا
- الثوره السودانيه وخطر الانقلاب العسكري
- الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي
- اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده
- معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه
- الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه
- نفور جماهيري من محاولات هيمنة الاخوان علي تحركاتها الثوريه
- الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها
- فلتكن مليونية اليوم يا سودان الثوره اشد وابلغ
- وما ذبحوه وما فضوه ولكن شبه لهم
- الاتفاق السوداني يتوقف بالثوره في منتصف الطريق
- مات مرسي فمتي تموت اوهام الاخوان ؟
- حكم السيسي يصدر فرمانا بفرض الكارثة المائية على الشعب
- الكارثة المائية تطرق الابواب
- انتخابات الجنرال تهددها المقاطعه الشعبيه بالاهوال
- حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة
- كارثتان تهددان مصر بالاضمحلال
- قرار مجنون وسياق اشد جنونا
- قرار مجنون و سياق اشد جنونا
- انتخابات رئاسية على بركان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير