أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه















المزيد.....

الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد سد النهضه الاثيوبي , ومنذ بداية اكتوبر تدفق مياه النيل من الفتحه العليا في وسط السد الي مصر والسودان, مشكلا في اللحظه بحيره متزايده من المياه بطول 10كم , وبما قيمته مليارونصف من المياه حتي هذا التاريخ المشار اليه , وهي كمية المياه التي لا ينتظر زيادتها هذا العام المائي الذي سينتهي في ديسمبر المقبل الا في حدود ال 12 مليار متر مكعب, وهي قيمة تصريف النيل الازرق خلال شهور اكتوبر7468 ونوفمبر2426 وديسمبر 1282متر مكعب (وفقا لدراسات شملت الفتره من 1912وحتي 1982---كان قد قام بها الدكتور رشدي سعيد.
وهو ما يعني بصوره قاطعه ان النقص الذي ستتعرض له الحصه المصريه التاريخيه هذا العام المائي لا تتعدي 5, 13 مليار متر مكعب .
وهي كميه من المياه لا تصل حتي لحد التخزين الميت الذي تبدأ بعده امكانية التوليد الكهربائي او صرف المياه للزراعه, فالمعروف ان حد التخزين الميت فيما يخص سد الموت والعار يبلغ 20 مليارمتر مكعب من المياه.
وهي الكميه التي لن تستطيع اثيوبيا حجز اكثر منها , مع التأخر في تركيب اول توربينين لا يمكن البدء في التخزين الا بعد تركيبهما مؤخرا بالفعل .
واذا كانت هذه الكميه لا تكفي للتوليد , فانها يمكن ان تستخدمها اثيوبيا لتحقيق اختبار عملي (امبريقي )اكثر دقه لحالة البخر المتوقع, وايضا لحالة التسريب بعد كل ما شاع وذاع عن تشققات قاع البحيره لدرجه تصل الي مستوي الكهوف المائيه في منطقه تعتبر ضمن الفالق الافريقي.
ومن ناحية اخري فان هذا المقدار من المياه مقدار يقل قليلا عن المقدار الذي يري حكم السيسي ان من الممكن له قبوله سنويا, والمتعلق بما يسمونه (سنوات ملء الخزان)
وهكذا يبدو (التفاوض) العاصف الجاري حاليا بين النظامين المصري والاثيوبي شيئا متعلق بالعام المائي القادم, والذي يبدأ في يونيو 2020, وهو العام المائي الرهيب الذي سيواجه مصر, حيث ستكون التوربينات ال 16 قد جثمت فعليا فوق جسد سد الموت والعارككوابيس مرعبه تعوي بامكانية الفناء الفعلي لمعظم الشعب الذي لا يوجد لديه اي مصدر آخر للمياه يعتد به.
ولكن لماذا يطرح حكم السيسي التفاوض منذ الآن وبهذه الحده التي استدعت اعلان ان التفاوض قد وصل الي طريق مسدود, كما استدعت طلب اللجؤ لمشاركة طرف رابع في المفاوضات, وهو ما رفضه الاثيوبيين والسودانيين علي الفور, رغم مسارعة الاداره الامريكيه بانها يمكن ان تقوم بهذا الدور ؟
الامر الواضح ان الجنرال يستخدم ورقه وحيده يتيمه في تفاوضه مع النظام الاثيوبي, يعتمد مضمونها علي ما يسببه الرفض المصري لاثيوبيا من عراقيل امام توقيع عقود بيع وشراء اراضي زراعيه و قابله للزراعه مع البلدان والشركات العالميه , تستهدف اثيوبيا ريها بمياه النيل لزراعات المحاصيل المستنزفه للمياه او زراعات الوقود الحيوي التي توفر انظف الطاقات الكهربيه واكثرها استدامه , وهو المضمون الذي اضعف من تأثيره بشده توقيع وثيقة التفريط في حصتنا التاريخيه في مارس 2015, حيث تحاول حدة الموقف المصري الآن والمتعارضه مع مضمون ونصوص اتفاقية الخرطوم التخفيف من هذا الاضعاف بقدر الامكان, خلال الفتره المقبله وحتي بداية الفيضان المقبل في يونيو 2020 والتي تعتبر الفتره الحيويه لتوقيع مثل هذه العقود.
الحل العسكري غير مرجح بالمره من جانب حكم السيسي , ليس فقط لأن الصهاينه من يحمون سد النهضه الآن , بل لأن ذلك الحل سيعني وضع حكم السيسي في حرب مع عالم العولمه بمجمله تقريبا , وهو ما تجنبته مواقف الجنرال منذ اللحظه الاولي في التعامل مع كارثة سد الموت والعار, اضافة الي ما ضارت تشكله المليارات المحتجزه هذا العام من قيود علي اللجؤ للحرب .
حكم السيسي يشل الخيار العسكري
فجريمة حكم السيسي الاخطر من توقيع اتفاقية انهاء حقنا قانونيا في حصتنا التاريخيه المائيه الطبيعيه, هي موافقته الضمنيه الساريه منذ اسبوعين تقريبا علي بدء تخزين المياه خلف سد الموت والعار, دون التوصل لحسم نصيبنا من المياه وفقا حتي لاتفاقية العار(عدم الاضرار الجسيم) والذي يري حكم السيسي انه لا يمكن ان يقل عن 40 مليار.
ان الضجيج الدبلوماسي والهرتله الاعلاميه , لا يمكن لها ان تعمي عيون الشعب عن ان تمرير بدء التخزين خلف السد لا يعني الا انهاء السيسي للامكانيه الجديه الوحيده او حتي التهديد بها من اجل فرض ما نراه الحد الادني الذي يمكن ان تتعرض له مصر كلها من دونه للضياع التاريخي, واقصد بها العمل العسكري.
فمهما كانت كمية المياه الجاري حجزها - حتي نهاية الفيضان في ديسمبر- محدوده , (حوالي 13 مليار مترمكعب )الا انها ستشكل قيد علي ايدي الجيش ان فكر في اي لحظه في اللجوء لدوره الوظيفي المعتاد في جميع بلدان الدنيا في مثل هذه الاحوال بل واقل منها.
قيد دون تجاهله دمار سوداني كبير قد يمحي الخرطوم وما قبلها حتي الروصيرص , انه يدخل بمصر في طريق مسدود لتلاقي مصيرها الذي صاغه مع اعدائها علي ارض الواقع منذ سيطرعلي سدة الحكم.
والامر اللافت ان حكم السيسي يضع الان وفقا لهذه التوجهات الصارمه , ذات القيد علي يديه فالخيار العسكري في مواجهة استراتيجيات حلفاءه في اثيوبيا التي لا يتعدي دورها مخلب القط , خيار منتهي امره تماما , رغم ان ذلك سيغري اثيوبيا بالطبع بالتمسك بموقفها من كمية المياه التي اري انها لا يمكن ان تحصل علي اقل منها, وهو الامر الذي سيعرض الجنرال حتما لمواجهات كبيره مع عمال مصانع السكر وفلاحين زراعة القصب وغيره, فهذه الكميه لن تترك لنا عند اسوان الا 30 مليار متر مكعب اي ان ثلاثة ارباع الزراعه المصريه سيتعرض للجفاف التام, ماذا يعني استعداد حكم السيسي لملاقاة هذه المواجهات التي لا تقل عن حرب اهليه في مقابل عدم استعداده للحل العسكري حتي لو ضاع معظم مياه الزراعه؟
, هو يتفاوض ويولول لاصدقائه الخلايجه والصهاينه والامريكان انقذوني من اجل حجز اثيوبيا ل 15مليار فقط, حتي يتجنب شبح الحرب الاهليه مع اغلبية الشعب, والذي يعتبر امرا حتميا في ظل الاصرار الاثيوبي علي ال 25 مليار, ولكنها مجرد ولوله لا تملك من امر نيلها شيئا!
من يتصور في ظل هذه البشاعه ان مياه مخزون البحيره الذي حوله الي سرعسكري علي المصريين, قد يحمينا ولو لعامين , واهم او مجرم يعي ما يفعل , فاثيوبيا تبني الآن ثلاثة سدود وعلي النيل الازرق ذاته في مشروع متكامل مع سد النهضه اسماه الامريكان لهم منذ منصف الستينات "مشروع النيل الازرق" يشمل سدود النهضه ومندايا ومابيل وكارادوبي, حيث تبلغ السعه التخزينيه للسدود الثلاثه الاخيره الجاري بناءها حوالي38مليار متر مكعب, اي اننا ووفقا لخطة الجنرال سنقف بعد عامين امام بحيرة ناصر فارغه , وسد عالي احيل الي الاستيداع, واربعة سدود اثيوبيه متوحشه تودع مصر التي نعرفها كهبه نيليه الي شتات حتمي لاكثر من مائة مليون مصري, فالامر المؤكد ان جميع بلدان حوض النيل الشرقي والغربي ستحذو حذو اثيوبيا , بعد هذه الغنيمه المائيه الوافره في زمن ندرة المياه العذبه.
ولكن لماذا يواصل حكم السيسي التفاوض ؟
لانه يدرك بوضوح ان تأجيل التفاوض حتي قبيل بدء حجز المياه من الفيضان المقبل , سيضعه في مواجهه مع البلدان التي وقعت عقود مباشرة باعتبارها طرفا صار متعرضا للتضرر من اي تأجيل لحجز المياه , ناهيك ان الحجز من عدمه سيكون قد صار امرا واقعا مفاتيحه بالكامل في يد بلد المنبع.
يتصور حكم السيسي علي ما اعتقد انه بهذه الطريقه يمكن له الحصول علي اكبر مقدار سنوي من المياه, يمكن تعويض نقصه من مخزون البحيره التي لا يعرف احد كم يحتوي من المياه رغم ان الوزير السوداني للري يتحدث عن 160مليار, وهو ما لا اعتقده بالمره رغم كل تقتير حكم السيسي في صرف المياه عبر السد العالي.
وفي حقيقة الامر فان تصور حكم السيسي, علي هذا النحو سيخضع مسألة المعركه مع اثيوبيا علي عامل خارجي, هو مدي الاقبال علي توقيع العقود, وهو ما يحاول اعاقته او تخفيضه بقدر الامكان, ولكن هذا العامل يتأثر اكثر ما يتأثر لا بمدي رضا الجنرال , بل بحالة اسعار النفط التي ان تعرضت للارتفاع فلا شئ سيعوق سيل من العقود التي يمكن لها ان تنهال علي اديس ابابا, وايضا بمدي وطبيعة اللحظه الراهنه في الازمه الاقتصاديه العالميه, ومدي تأثيرها علي اسعار المحاصيل المستنزفه للمياه كالقمح والارز والقصب الخ

وفي كل الاحوال , فان عشرة شهور صارت تفصلنا الآن عن ملاقاة الكارثه المائيه وقد اكتملت فصولا, بما يمكن العصابه الاثيوبيه الحاكمه من الاعلان بكل بساطه عما تراه حينئذ ملائما لها من مياه ,والتي اعلنت منذ الآن انه لن يقل عن 25 مليار.
وايضا ملاقاة الجريمه الاشنع لحكم السيسي والتي لا تعني الا المجازفه بتقديم فقراء البلاد ومعهم القاعده الاقتصاديه التاريخيه للبلاد ككبش فداء,يتحمل الاعباء الكامله للجريمه الاثيوبيه التي اقرها حكم السيسي ومنحها كل شرعيه مهدرا حصتنا المائيه التاريخيه ومعرضا النيل كله شرقا وغربا للجفاف التام .
وذلك من اجل استمرارحكم السيسي ( الذي سيبذل اقصي جهد في التفاوض حتي يضمن الحد الادني الضروري وجود عبيد مأجورين لدي طبقته الحاكمه), في مصر اخري جديده بعاصمه جديده ومفاعلات نوويه تحلي المياه من البحار!, اخذت تطل علينا مؤخرا بقصورها الشاهقه الباذخه, ككابوس فظيع.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفور جماهيري من محاولات هيمنة الاخوان علي تحركاتها الثوريه
- الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها
- فلتكن مليونية اليوم يا سودان الثوره اشد وابلغ
- وما ذبحوه وما فضوه ولكن شبه لهم
- الاتفاق السوداني يتوقف بالثوره في منتصف الطريق
- مات مرسي فمتي تموت اوهام الاخوان ؟
- حكم السيسي يصدر فرمانا بفرض الكارثة المائية على الشعب
- الكارثة المائية تطرق الابواب
- انتخابات الجنرال تهددها المقاطعه الشعبيه بالاهوال
- حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة
- كارثتان تهددان مصر بالاضمحلال
- قرار مجنون وسياق اشد جنونا
- قرار مجنون و سياق اشد جنونا
- انتخابات رئاسية على بركان
- التشدد الاثيوبي يطيح باوهام حكم السيسي
- لن يحمي النيل الا الشعب
- سدود اثيوبيا الثلاثه الجديده تستكمل الكارثه المائيه
- شمال سيناء فى خطر جسيم
- هل هناك في ثورتنا مؤامره
- الثوره الاثيوبيه تقطع الطريق علي سد النهضه


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه