أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة















المزيد.....

حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يستطيع ان يتعامي الا جاحد عن الدور الوطني لايران , والذي بدا وكأنه هديه هبطت من السماء علي المنطقه العربيه , في لحظه كانت فيها وطنية راسماليات الدوله العربيه قد عرفت طريقها للتراجع بل للخيانه والتفريط في القضايا الوطنيه والتخلص من اعبائها , وطبعا كانت الضحيه الاشهر هي الثوره الفلسطينيه , التي تعرضت بفعل هذا التراجع للغزو الصهيوني للبنان وتشتيت منظمة التحرير الفلسطينيه ,وتصفية يسارها والوصول بيمينها الي ماخور اوسلو , وحيث يمكن القول ان الجمهوريه الايرانيه البرجوازيه بالتأكيد والتي نجحت في استيعاب وصرف الثوره الشعبيه الايرانيه الكبيره , قد نجحت خلال سنوات قصيره في وراثة , الدور الوطني لرأسماليات الدوله الوطنيه .
فبعيدا عن "صيغة الشيطان الاكبر " الدينيه , شكل مضمون هذا الدور الموروث اداه اساسيه في استيعاب ثوره شعبيه وطنيه معاديه لعمالة حكم الشاه للغرب الاستعماري ,وقد كان يمكن ان يكون موقفا مؤقتا يتواري مع التخلص من اشباح الثوره الشعبيه , ولكن التعالي والغرور الامريكي شكل له استفزاز خطير , التراجع في مواجهته لن يمكن من استيعاب اي ثورات وهو نفس المنطلق الذي احاط بتبلور وتنامي وطنية الدوله الناصريه حيث كانت الحركه الشعبيه المصريه التي كان علي الضباط التخلص منها , متمحوره حول رفض الاحلاف الاستعماريه , مما اصطدم بسياسة ملء الفراغ الامريكيه والتي كانت تهدف ايضا لتعبئة حلفاؤها في مواجهة الاتحاد السوفيتي عبر حلف بغداد وغيره .
ان تعنت الموقف الامريكي في مواجهة عبدالناصر شبيه الي حد كبير بتعنتهم مع دولة الخوميني , وهو ما انتقدته لاحقا هيلاري كلينتون وغيرها , واللافت ان الدوله الايرانيه صمدت بقوه في مواجهة خصومها رغم افتقادها الي ظروف الحرب البارده وبالاحري افتقادها لوجود الاتحاد السوفيتي ذاته الذي انهار مع نهاية الثمانينات , باعتبارها الظروف التي وفرت للراسماليات العربيه الوطنيه تحالفها الابتزازي الاضطراري مع الاتحاد السوفيتي , لقد كانت القضيه بالنسبه الي الخومينيه في علاقتها بجماهير الثوره قضية حياه او موت
واعتقد ان الثروه النفطيه لعبت دورا في استمرار هذا الصمود , كما لعب دورا لا يمكن انكاره دخول الشعب الفلسطيني علي خط المواجهه عبر انتفاضاته الباسله المتتاليه , وانخراط جماهير الجنوب اللبناني في مقاومة الاطماع الصهيونيه في اراضيه ومياهه , ومن ثم تبلور حزب الله والمقاومه اللبنانيه في اعقاب تشتيت منظمة التحرير.
ولا جدال ان تركيع سلطة يوليو في مصر عبر هزيمة سبعه وستين شكل درسا لم تستهين به الدوله الايرانيه , ولقد نجحت بلا شك في الافلات مما كان يشبهه في تصديها لقادسية صدام المدفوعه خليجيا وامريكيا .
ولكن الدرس الآخر الذي اعتقد انه يلقي بظلاله علي احداث زوبعة الفنجان الاخيره , هو ما يمكن ان نسميه الدرس السوفيتي ,وهو المتعلق بما شكله الاستنزاف في التصنيع العسكري من ضغوط حاده علي الموازنه العامه السوفيتيه , لعبت دورا لا يمكن انكاره في مفاقمة تدهور حتمي لراسمالية الدوله الروسيه.واذا كانت التجارب الوطنيه البرجوازيه القديمه قد تأثرت بالنموذج السوفيي والصيني الموسوم ب الاشتراكي , فانه يصعب القول بذلك فيما يخص التجربه الوطنيه الايرانيه التي تواكب صمودها مع الانهيارات التي شهدتها ساحة هذه التجارب , فقد شقت الخومينيه طريقها في اعقاب كامب ديفيد بالرغم من ارتفاع رايات استسلام انظمة هذه التجارب
لقد لعب هذا الاستنزاف العسكري دورا مؤثرا ايضا علي الموازنه العامه الايرانيه , التي تعاني اصلا من آثار الحصار الطويل , ومن تأثير الازمه الاقتصاديه الراسماليه العالميه , ومن التهبيط الامبريالي القصدي لسعر النفط من اجل صد الازمه , وايضا الضغط القصدي علي ايران وروسيا بوتين وكذا الخلايجه , حبث تحملت الدول النفطيه عبئا اكبر في تحمل اعباء الازمه.
ففي الحقيقه كان لحرص الدوله الايرانيه التي جاءت في سياق الثوره علي استمرار مصداقيتها ان تحرص علي هذه الوطنيه حرصها علي روحها بل ان تعض عليها بالنواجذ, بعد ان صارت مصدر رئيسي لاستمرار وجودها السياسي واستمرار ما نجم عنها اجتماعيا , من فئه برجوازيه بيروقراطيه تسيطر علي السلطه في ايران , ذراعها العسكري او قسمها العسكري بالاحري هو الحرس الثوري , وقسمها المدني تكنوقراطي ويعتمد بلا شك علي اهل الثقه.
واذا كان النظام الايراني قد نجح حتي الان في صموده امام الآله السياسيه والاقتصاديه الجهنميه لامريكا والصهيونيه , وواصل دعمه للمقاومتين الفلسطينيه واللبنانيه , وكذا مساعدته المؤكده للحوثيين وفقراء اليمن الذين تضرروا من حكم الاخوان وهادي - في مواجهة العدوان السعودي الصهيوني البربري , بالاضافه الي دوره الحاسم في مواجهة دواعش حلب والرقه وارهابيي المخطط الامريكي الذي استهدف توظيف الثوره السوريه في الاطاحه بحكم بشار الاسد بكل ما يعنيه ذلك من اضعاف لحزب الله والمقاومه اللبنانيه, اضافة الي العصف بدواعش العراق , كما واصل في سياق هذا الصمود تطوير الاسلحه الضروريه للصمود بما فيها تطوير الصواريخ والنووي
فان فقراء ايران قد تحملوا اكبر الاعباء , خصوصا مع توجهات روحاني الاخيره التي حاول فيها ان يعالج عجز الموازنه علي حساب دعم السلع والخدمات الضروريه للجماهير الكادحه , في لحظه تتالت فيها قضايا الفساد داخل اوساط النخبه الحاكمه , وعلي الاخص في لحظه انتظرت فيها الجماهير ان يعود عليها اقرار الاتفاق النووي مع الغرب ولو ببعض الفوائد
وعلي اي حال فان الاحداث الاخيره كشفت بوضوح عن حدود معاناة الجماهير , وكيف انها لا تتسع لملايين كبيره , او بالاحري فان الملايين المتأثره تدرك قيمة صمودها ايضا في مواجهة الشيطان الاكبر, علي الاقل في الاسابيع الاخيره التي تعالي فيها نباح الهجمه الامريكيه الصهيونيه علي القدس وفلسطين وشعبها وقضيتها .
فمستوي الاحتجاج الاقتصادي كما اشارت الاحداث , لايتميز كثيرا عن غضب واستياء الجماهير الشعبيه في كل الدول العربيه بما فيها شعوب الخليج التي تتضاعف لها اسعار البنزين , اما الاحتجاج علي المواقف الوطنيه للدوله الايرانيه فهو شديد المحدوديه ولم يتخطي مظاهرة مشهد, وما ان رفع صوته الرجعي الانعزالي المشبوه حتي ظهر مدي الغربه, خصوصا عندما تداخل مع صيحات حرب مريم رجوي وفلول مجاهدي خلق .
لا يري احد الان في ايران احداث بزخم الحسيمه المغربيه او جراده , ولا الزخم الشعبي المتقطع في تونس , ناهيك عن الحديث الشعبوي الذي يحاول تشبيه ما حدث بالثورات العربيه الشعبيه الكبيره , وهو حديث لا يستطيع ان ينفي انه يرقص علي قرع طبول الحرب الترامبيه الرجويه السعوديه الصهيونيه بكل حسن نيه وطبعا دوغمائيه لا يربطها رابط باي جدليه ماركسيه , عليها ان تعالج تناقضات الظواهر بما يمكن من الامساك بالحلقه الرئيسيه , بالتناقض الرئيسي , في السياق الكلي لظاهره تناقضها الاساسي مع الامبرياليه, لا مع الحجاب الايراني الشكلي الاسلامي , ولا حتي مع اعمق الجوانب الرجعيه في الصيغه الدينيه للسلطه الايرانيه التي تخوض صمودا له ما بعده في مواجهة الصهيونيه والامبرياليه , علي الاقل وفي اهون الاحوال مع ما صار هذا الصمود يشكله من حفاظ علي عدم انقطاع المواجهه , من الاصرار المدفوع الثمن غاليا علي استمرار القبضه الفلسطينيه مشهره في وجه الصهاينه , الذين يتضح الان للقاصي والداني انهم يستعدون لتحقيق شعارهم المحفور علي بوابة الكنيست وقبر الشعب الفلسطيني في رمال سيناء
ان اختصار ظاهره بحجم الصمود الايراني , في مجرد لوك حديث فارغ عن ما يسميه البعض بسلطة الملالي , لا يليق الا باعداء شعوبنا العربيه المعرضه لا لمجرد الاستغلال الراسمالي بل للاباده , فالملالي هم رجال دين كبار ملاك ارض باكستان وافغانستان لا ايران , من نوعية الملا محمد عمر الارهابي او الملا المودودي
اما الحديث عن اطماع وتوسع ايران في المنطقه بهدف ان توفر لها الامبرياليه الامريبكيه او تعمل لها حساب في نهب الشعوب , فهو لا يقل عن انخراط في الترهات الامريكيه السعوديه حول الخطر الايراني المزعوم, فايران الخوميني لم تكن دائما الا دوله تحت الحصار وضغط الحروب والتهديد , ومواقعها الصديقه الان ذهبت تستنجد بها دفاعا عن تطلعات شعوبها ومصالحها ولم تكن نتيجه لتوسعيه مزعومه للدوله الايرانيه التي لا يهمها ولا يعنيها الا توسيع طوق النار حول مدي استقرار الامساك الامبريالي الصهيوني بشئون المنطقه الملتهبه , لا لفرط وطنيه بل انها تدرك تماما انها ستكون احدي الوجبات الدسمه المستهدفه من جانب امريكا واسرائيل باعتبارها الذي حولها فعليا الي شوكه حاده في زور اعداء شعوبنا التاريخيين.
وحتي تستريح الحداثه وتهجع ها هو خامئني يسمح بخلع الحجاب , وحتي التظاهر , انما العماله فليس لها الا المقاصل في لحظة صفقة القرن وضم القدس والضفه ونزع اقامة المقدسيين , وقانون اعدام المقاومين.
ومهما يكن من شئ , يستطيع النظام الايراني بسهوله اعادة النظر في اوجه انفاقه للموازنه العامه لصالح تخفيف حدة الانجرار خلف التصنيع العسكري , يستطيع تشديد القبضه ضد الفساد , يستطيع بالتالي التخلص من التوجهات اللليبراليه الجديده عند حكومة ر وحاني , ولكن الامر المهم هنا والذي يميز الوضع الايراني , ان الاقتصاد لا يدار لصالح تراكم ملياري للدوله ومحاسيبها , كما في جميع اقتصاديات العولمه الفاسده , فالفساد هنا فردي لا منطق عام وتوجه اقتصادي , بل يدار في سياق مواجهه مع الغرب الاسيتعماري والصهاينه ولصالح دعم حقيقي للمقاومه العربيه في كل مكان , دعم فرض عليه زمانه ان يكون مختلفا عن الاستخدام السياسي للمقاومه الفلسطينيه من جانب انظمة رأسماليات الدوله الوطنيه القديمه.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثتان تهددان مصر بالاضمحلال
- قرار مجنون وسياق اشد جنونا
- قرار مجنون و سياق اشد جنونا
- انتخابات رئاسية على بركان
- التشدد الاثيوبي يطيح باوهام حكم السيسي
- لن يحمي النيل الا الشعب
- سدود اثيوبيا الثلاثه الجديده تستكمل الكارثه المائيه
- شمال سيناء فى خطر جسيم
- هل هناك في ثورتنا مؤامره
- الثوره الاثيوبيه تقطع الطريق علي سد النهضه
- الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل
- المسار الشرعي معادي للثوره
- البديل الثوري ضروره ملحه
- الفاشيه الدينيه التركيه تهدد المنطقه كما تهدد حياة الاتراك
- هل تجاوزت الثوره المصريه احتمال التدخل العسكري للمره الثالثه ...
- تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير
- بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل
- النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور
- اوهام فى اوهام
- كارثة مائية وكارثة وطنية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة