أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - كارثة مائية وكارثة وطنية















المزيد.....

كارثة مائية وكارثة وطنية


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زيارة العار الوشيكه من جانب الصهيوني نتنياهو التي تعبر عن مدي احتفال اعدائنا التاريخيين بالروح الساداتي المنحط الذي تلبس جنرال الثوره المضاده بصوره غير مفاجئه في الحقيقه , فهي تشكل توجه منهجي من جانب نفايات نظام مبارك للاحتماء بالصهاينه من الاشباح المرعبه لثوره مهدده للوجود الاجتماعي المعهود للطبقه الحاكمه علي مدار القرن المنصرم.
توجه يقدم حكم السيسي في سياقه الكئيب , استعداده للعب دور استثنائي من اجل تعميق العلاقه بالكيان الصهيوني وتوسيع محيطه العربي كتابع صهيوني , عبر ما اطلق عليه الجنرال منذ شهور توسيع كامب ديفيد وترسيخها في مواجهة رفض الشعوب العربيه بما اسماه السلام الدافئ.
توجه يتوزع عار الحاقه بالنضال العربي ضد هذا الكيان الغاصب , علي حكم الجنرال وحكم ال سعود وملك الاردن.
تستدعيه الرجفه من الثورات العربيه ومخاطرها علي هذه العروش المتهالكه , وتلح في تحقيقه لدي الجنرال المحاصر بالغضب الشعبي كارثه مائيه لم يشهد لها تاريخ الامه مثيلا , منذ غادر المصري القديم مناطق السافانا في الصحراء الغربيه تحت وطأة كارثه الجفاف المشابهه منذ قبل التاريخ, مستنجدا بالنيل الذي يجري انتزاعه الان من الجسد المصري الذي تشكل حوله بالمعني الحرفي للكلمه , من جانب الراسماليه العالميه التي تتعرض بعد ان دمرت الكوكب او اوشكت الي ازمة نهايه مختلفه نوعيا عن كل ما مرت به من ازمات دوريه معتاده , ازمه تندمج في سياقها الازمه الاقتصاديه مع الازمه الماليه مع الازمه الهيكليه مع ازمة موارد تاريخيه..
يتصور الجنرال ان الصهاينه كاعداء الداء للشعب المصري وشعوبنا العربيه يمكن ان يساعدوه في مواجهة الكارثه المائيه التي تهدد الشعب بالفناء لانقاذ الراسماليه المصريه من جحيم تصاعد الثوره الشعبيه التي ستدفع بها هذه الكارثه الي ابعاد جباره.
وخصوصا بيروقراطيتها العسكريه التي تحولت مع تحولات العولمه الهيكليه والتي دفعت بها متطلبات تصفية ثورة يناير الي الفئه القائده المسيطره علي مصير الطبقه الحاكمه , وعلي الاخص ان هذه الفئه البرجوازيه النوعيه لا تتيح لها علاقات العولمه , ولا للبيروقراطيه المدنيه التي تلاصقت معها بعد الثوره ان تهرب من البلاد للاستثمار في الاسواق العالميه الا اذا انتفت صفتها الطبقيه , وتحولت الي مجرد افراد وغادرت دست الحكم وهو ما يعني التوقف بالتراكم البيروقرطي العسكري والمدني عن النهب المنظم , وغير المنظم لفائض قيمه استثنائي متحقق باسم الخدمه الاجباريه , ولاراضي البلاد الشاسعه التي تسيطر علي معظمها و وعلي كنوزها من الثروات المعدنيه وحتي آثارها التي لا يتوقف تهريبها.
مضمون توجهات السيسي الصهيونيه يعبر عن محاوله اجراميه خطيره و اخيره يستعين بها قبيل انفضاح تفريطه في نهر مصر الوحيد امام الشعب كله بصوره لا تدفع بالطبقه المالكه الحاكمه الا للتعرض لحرب اهليه طاحنه حاولت تحاشيها , والتهرب من اشباحها في اعقاب جمعة الغضب ونتائجها الخطيره , وهي حرب اهليه ما زالت تهدد بالمخاطر نظرا لنتائجها غير المضمونه بصوره مرجحه , وفي احسن الاحوال , واكثرالتوقعات تفاؤلا فانها يمكن ان تسفر عن تحولات سياسيه و اجتماعيه تؤثر علي الوجود المتحقق بالفعل للطبقه المالكه الحاكمه.
ومهما يكن من شئ , فان اندفاعة الجنرال قد مهد لها وقدم عربونها بالتفريط في مضايقنا المصريه البحريه التاريخيه والاستراتيجيه , بكل ما يعنيه ذلك من تحويل مقولة السادات المؤسسه لكامب ديفيد : حرب اكتوبر هي آخر الحروب , والتي وفرت لها سياسته الخيانيه والتي حافظ عليها المخلوع مبارك الكثير من الوقائع , ومفردات الواقع الكافيه للانتقال بها من الوعد الشفوي الكلامي الي وضع الحقيقه المؤكده التي يطرح السيسي الان الاستعداد الفعلي لاحاطتها وضماناتها بما لا يمكن للمصريين في اي لحظه من تخطيها بسهوله مع التفريط في المضايق , بالاضافه بالطبع الي استعداده لتحقيق المشروع الصهيوني القديم المتجدد الساعي الي الانتقال باهل غزه الي شمال صحراء سيناء.
ان الجنرال يستهدف توظيف الرصيد الصهيوني والنفوذ الصهيوني لدي الراسماليه العالميه , ولدي ال - سعود المدفوعين بتوجهات مشابهه وقبل ذلك لدي العصابه الاثيوبيه الحاكمه من اجل اي كميه من مياه نيلنا , يمكن لها ان توفر تحاشي غضب شعبي هائل سيدفع حتما بالفلاحين الفقراء وفقراء الريف الي صدارة الثوره المستمره مع العمال وفقراء المدن , يمكن لها ان تضيف شيئا يعتد به الي مياه النيل الابيض القادم من منطقة البحيرات في حوض النيل الغربي , وعبر السودان وقبل ذلك اضعاف التوجهات الحتميه المتوقعه من جانب سودان البشير لالتهام مياه النيل الابيض وفق الوثيقه التي وقع عليها السيسي , والتي منحت السودان ما منحته لاثيوبيا بعد ان اقرت بالتفريط في الحصه المائيه التاريخيه لمصر والسودان كما حددتها اتفاقية 1929.
وكما يبدو من التطورات الاخيره , فان كل شئ مرتب ومتفق عليه بين اطراف كامب ديفيد الموسعه المتجدده , والملاحظ ان جميع الفرقاء يدركون جيدا مدي خطورة وقع كل ذلك علي شعوب المنطقه وعلي الشعب المصري تحديدا فما نستنتجه ان الاعلان عن بيع تيران للسعوديه كان شرطا ضروريا لقياس مستويات غضب المصريين التي جاءت فاكدت التخوفات بصوره اكثر مما كانوا يتوقعون , وما نستنتجه ان الهجمه المباغته علي مياه الري تستهدف الشروع في ابتزاز الفلاحين والمصريين علي وجه العموم فاما هذه التوجهات الخيانيه الجديده واما الموت عطشا وهي هجمه كانت حتميه وضروريه في سياقها الاصلي المتعلق بالوضع المائي فلا مانع من التبكير بها قليلا مع احاطة تأثيرها بضمانات تحافظ علي محدودية الغضب الذي سيستتبعها عبر حصرعنوانها في صعوبة زراعة الارز وكذا قصب السكر , وكأننا يمكن ان نواصل زراعة باقي المحاصيل اكثر من عام ايضا.
ان الجنرال وهو يحاول توسيع كامب ديفيد سائرا علي خطي السادات , يحاول ان يقلد السادات ايضا في تمرير الجريمه , عندما لجأ للمبالغه في وعد الشعب بما يمكن ان يعود عليه حال التخلص من القضيه الوطنيه وتوقيع معاهدة العار مع الصهاينه بهدف محاصرة الغضب الوطني في نطاق النخبه الحزبيه والسياسيه المتحققه انئذ خصوصا في الحركه الطلابيه الوطنيه الديموقراطيه.
السيسي سيسعي مستكملا ما دفع عكاشه للاعلان عنه , متوهما امكانية
توفير حياد فلاحي تجاه توسيع كامب ديفيد معتمدا علي التهديد الضمني للفلاحين بالموت والفناء.
الدرامي في توجهات حكم السيسي , ان التاريخ كما هي عادته سيفرض تكراره كماساه بل مأ ساه مروعه هذه المره اقل ما يمكن ان نوصفها به انها ستضيف الي الكارثه المائيه كارثه وطنيه.
وكما تكشفت معظم خطط ومشاريع الثوره المضاده وجنرالها عن فناكيش واحلام يقظه , وضعت البلاد في وضع اسوأ من سابقه , فان مشروع الخيانه الجديد لا يعد الا بتوفير عنوان دامغ لموقفهم المتعوس امام الشعب كله كخونه وعملاء صريحين قبل ان يكونوا مجرد ممثلين لراسماليه تابعه تتعارض مصالحها مع اي موقف راديكالي للدفاع عن نهر البلاد الوحيد.
فما هي الضمانات التي يملكها هذا الرجل الموضوع فعليا تحت الحراسه المشدده علي كل الاصعده حتي يحقق للامبرياليه والصهيونيه مصالحهما بالصوره المحدده من جانبهما لا بمايحاول به التوفيق بين ذلك , وبين متطلبات استمراره وطغمته في الحكم ؟
ففي افضل الاحوال يمكن الضغط علي اثيوبيا من اجل 10 مليار متر مكعب من المياه خلال عام واحد يكون قد حقق فيه المطلوب بصوره نهائيه لا تستدعي بالمره اي ضغط علي اي احد بعد ذلك.
وهو ما يتعرض له المتعوس السعودي ايضا , الذي سيسلم السياده الرسميه التي يحلم بهاعلي الجزر لاسياده دون اي ضجه ليخضع البحر الاحمر وباب المندب للسيطره الصهيونيه الامريكيه المطلقه , اما ما بعد ذلك فللامبرياليه في خدمها تصاريف وشئون !
ان الشعب المصري الان علي ابواب التحقق الرهيب لابشع كارثتين تتعرض لهما البلاد في تاريخها المديد , الكارثه المائيه التي دخلت طور التحقق بالفعل والكارثه الوطنيه المحدقه والتي لا تمثل فيها جريمة تيران سوي قمة جبل جليد ما ابشعه.
يسابق الجنرال الريح , فالفيضان الاثيوبي سيبدأ خلال الاسبوعين القادمين , فيمنح اعدائنا التاريخيين فرصة عمرهم من اجل فرض فصل جديد وشامل في التوسع الصهيوني في المنطقه التي تعتبر مصر رغم كل شئ مفتاحها ,دون ان بقترب من اي ابعاد ولو مؤقت لاشباح الكارثه المائيه فلن يجني سوي قبض الريح بعد ان يكون قد الحق بمصر وبالمنطقه العربيه افدح الكوارث فما يتصوره قبلة حياه سيتكشف عن لدغه جديده من الثعبان الصهيوني ستحيط حكم طبقته التابعه برياح السموم الثوريه.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعوديه تقود عملية اغتصاب نهر النيل
- جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل
- سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية
- قانون الخدمة المدنية فى جملة مفيدة
- 3000 جنية حد ادنى للاجور
- حقوق الانسان بين الثورة والاخوان


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - كارثة مائية وكارثة وطنية