وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية

عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 06:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان التحركات الثوريه الراهنه لجماهيرالشعب اليمني والعراقي والسوري والتونسي والفلسطيني واللبناني , والتحركات الوشيكه المزمجره للثوره المصريه , والاستمرار المتوقع لثورة البحرين , والغضب الليبي والانفجارات المنتظره في الاردن والمغرب والجزائر تواجه نفس الاعداء , وتطرح ذات الاهداف , وتحلم نفس الحلم المشروع بحياه كريمه , يستحيل كما برهنت اعوام ان تجد اي بصيص امل في تحققها من خلال المجتمعات الراسماليه التابعه.
تناقضها الاساسي مع التبعيه الاستعماريه وادواتها وشروطها وطرائقها المعاديه لجميع فقراء المعموره.
وهو تناقض وثيق الصله بالتناقض مع الصهيونيه.
وتناقضها الرئيسي مع هذه الانظمه المتربعه ممالكا وجمهوريات علي العروش , تحرسها وتحميها ديكتاتوريات بوليسيه متنوعة الاشكال ومضمونها المعادي للجماهير الشعبيه واحد.
وهذه الوقائع الميدانيه العتيده العنيده , تطرح الان بالحاح علي شعوبنا العربيه وثوراتها ان تشق طرقها بكل ثقه لاوثق العلاقات بين هذه الثورات التي تستعصي علي الهزيمه الساحقه كما برهنت تجربه نضاليه عظيمه لكل منها علي مدار السنوات الخمس العاصفه , كما تستعصي علي الانصراف عبر مسارات شرعيه فضحتها الجماهير وكشفت الغطاء عن نتائجها ومضامينها المعاديه للثوره من رئاسات وبرلمانات واحزاب سياسيه رجعيه , ولا عبر عسكرة الاجواء في مواجهتها من خلال استخدام الدواعش والمنظمات الارهابيه.
علاقات تتوجه وفي مقدورها الي امميه عربيه ثوريه.
علي ان يندمج توثيق هذه العلاقات بين الثورات العربيه في سياق وحده عربيه شعبيه وديموقراطيه, وفيدراليه , وغيراندماجيه , تضع مقدرات هذه الشعوب العربيه وامكانياتها وثرواتها المتحققه والكامنه في خدمة اهدافها الثوريه العادله ضد التبعيه والراسماليه متطلعه الي افاق تجربه اشتراكيه علينا جمبعا ابتكارها مستفيدين من كل التجربه الابجابيه والسلبيه للثورات العالميه التي توجهت في ذات الوجهه.
فثوراتنا العربيه تتميز عن كل ما يلحق بها من ثورات شعبيه وعماليه عالميه بما يربطها من روابط قوميه عميقه من لغه مشتركه وتاريخ نضالي ومعيشي عريق , وتكوينات سيكولوجيه متقاربه علي ارض فعليا واحده لم تقسمها الا الطبقات المستغله المتعدده التي لم يتاح لها تاريخيا التوحد كطبقه استغلاليه واحده.
فليتوحد في كل ثوره عربيه كل رافضي ما يسموه لنا دول مدنيه , من اجل الاطاحه الثوريه الجماهيريه بسلطات الدول العربيه التابعه الراسماليه و علي ان تصبح اي ثوره منتصره مرتكز رئيسي و قاعدة انطلاق لجميع الثورات العربيه ومناره ثوريه لجميع الثورات والاحتجاجات العماليه والشعبيه العالميه.
ولنتوحد جميعا تحت راية اشهر الشعارات واكثرها الحاحا من الزاويه الجماهيريه وفي مقدمتها القصاص من قتلة شهداء الثورات العربيه والنضال المشترك مع الشعبين الفلسطيني واللبناني من اجل ازاحة الصهيونيه وتحرير فلسطين من النهر الي البحر واقامة ديموقرطيه شعبيه ثوريه فلسطينيه علي جثة الصهيونيه وجميع الطبقات الاستعلاليه في اوساط اليهود او المسلمين او المسيحيين, ومصادرة اموال جميع اللصوص والفاسدين والنهابين علي مدار العقود القليله الماضيه , وتأميم الصناعات الاستراتيجيه , وتوقيف برامج الخصخصه لاملاك الشعوب وشركاتها ومصانعها , ومن اجل حد ادني عربي للاجور وحد اقصي مع تأميم المصارف المركزيه وتوحيد صرف العملات وصولا لعمله عربيه واحده ومن اجل هدم سد النهضه الاثيوبي وسد اتاتورك التركي وتنسيق الزراعه العربيه عبر دوره واحده وتوحيد الصناعات المتشابهه في كارتل عربي واحد وتطوير غير المتشابه لتغطية جميع احتياجات الشعوب العربيه ومن اجل تحقيق ديموقراطيه قوميه تتيح التعدد وتعمل علي اثراء توجهنا القومي الواحد عبر اقصي اذهار للخصائص القوميه لجميع الاقليات العربيه ومن اجل تجريم التمييز الديني او المذهبي بين جميع شعوبنا العربيه وغير العربيه.
سيبدو ذلك للبعض بمثابة حلم , ولكن ما الذي يحرم علينا الاحلام طالما انها بعيده عن الخيال ولها كل الارتباط بالواقع المتقدم الراهن للثورات العربيه , الذي يجعل كل عربي مع كل خبر نضال عربي في اي من البلاد العربيه يشعر وكأنه في ثوره واحده , فما الفرق بين تعطيل الرواتب في شركه مصريه لعدة اشهر ومنعها في العراق عن شركات والتهديد بها في لبنان , وما معني التملص من تحقيق القصاص في جميع الثورات العربيه وما معني لاستمرار النهب والسرقات في العراق وبينه في مصر او تونس , وما معني اعتماد امريكا وال سيعود علي الاخوان والدواعش في مواجهة جميع الثورات العربيه الخ
فلنحلم شرط ان نكون علي صله بالواقع ودافعين له للامام ومستعدين نفسيا وعقليا ان نكون عند حسن ظن شعوبنا العربيه.

#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات