أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود















المزيد.....

حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكل الانسحاب الروسي الرمزي المحدود قبل كل شئ , اجراءأ سياسيا استهدف الاعلان عن نهاية فصل معين في تحقيق الاهداف التي استدعاها هذا التدخل من وجهة النظر الروسيه , فصل يشهد بوضوح علي تمكن التدخل الروسي من فك الحصارمن حول النظام , كما يشهد علي تمكنه من تحقيق اضعاف ملحوظ لمعظم الفرقاء الارهابيين علي غير هوي امريكا وحلفاؤها ,وللدرجه التي ازعجت تركيا اردوغان التي حاولت اعاقته بقدر الامكان عبر ( حرب ) الطائرات الروسيه التي جري زعم اختراقها للمجال التركي الجوي , كما سارعت السعوديه بقطع الطريق عليه خوفا من وصوله الي محطة استقواء لحكم بشار يصعب معها ازاحته , عبر توفيق مواقف ( معارضة الرياض ) .
ولقد تواطئ اوباما علي هذه التوجهات وعلي ما اندفعت اليه من تشكيل تحالف السعوديه تركيا الذي عشم نفسه في امكانية استغلال حكم السيسي في الدفع بقوات مصريه تشكل نواه لتحالف عسكري واسع تحت شعار مواجهة الارهاب الداعشي الذي كان راية التدخل الروسي مع العمل فعليا من اجل ازالة آثار العدوان الروسي علي فرقاء معارضة الرياض بالاضافه الي جبهة النصره ومعادلة تقدم جيش الاسد الذي احتمي بالطيران الروسي , من اجل فرض الشروط الغربيه الخليجيه التركيه علي معادلة المرحله الانتقاليه المزعومه.
وهكذا فان واشنطن حاولت حصر الفائده الوحيده للتدخل الروسي في الاضعاف النسبي المحدود لداعش الذي سيوظفه الامريكان في فرض شروطهم وتصوراتهم للانتقال علي الجميع , وعلي الصوره التي تمكنهم من مواصلة اضعاف داعش واخضاع النظام السوري التي لن يكون التخلص من شخص بشار الا مقدمته.
ولا يبدو ان هذا التوجه السعودي الاصل قد تفرمل الا مع التهديدات الروسيه بالمواجهه واعلان حزب الله انه سيتصدي لذلك مع الجيش السوري بكل امكانياته وهي الامور التي اثرت علي موقف حكم السيسي المتردد اصلا بالمزيد من التردد باعتبار ان شاغله الرئيسي هو الاستعداد للانفجار الجماهيري المتوقع من الجميع.
ان الانسحاب الروسي الرمزي المحدود يشكل من هذه الناحيه معالجه لهذا التصعيد الذي جرت محاولة فرضه علي الروس , فهو لا يقل عن استجابه مهدئه لانزعاج السعوديه ومطمئنه لامريكا وممهده للارض امام معارضة الرياض التي جري اضعافها علي الارض بالفعل , من اجل انجاز جنيف 3 دون عصبيه متشدده لا تريد ان تتقدم خطوه قبل ازاحة بشار خصوصا وان اضعاف داعش الذي صار ممكنا ان يواصله جميع فرقاء الثوره المضاده السوريه يمكن له ان يصب في طواحين الجميع , شرط ان تبرهن علي مدي اعتدالها خصوصا ازاء الروس الذين هاهم يقدمون عربون المحبه عبر الانسحاب الذي يشير في نفس اللحظه الي مدي الحذر الروسي في تحركه عبر الاوحال السوريه التي صارت ثقيله فهو يرفع رجل قبل ان ينزل بالاخري علي اي ارض بعد ان صار السيرعلي طرق الحرب كامتداد للسياسه لا يقل تعثرا , ويهدد باشباح افغانستان وعلي اي حال فان الانسحاب الروسي المحدود لا يشكل الا انعكاس لانجاز عسكري ما زال غير مكتمل بل قد يكون متعادلا من زاوية انعكاسه علي امكانية التسويه فهو ان يكن قد اضغف فرقاء المعارضه المؤهلين من وجهة النظر الامبرياليه فانه قد قوي حكم بشار ووفر له ضمانات تحول دون امكانية تكرارالحصارالمشدد المهدد الذي استدعي التدخل العسكري الروسي.
ومهما يكن من شئ فان ما يحيط به وما ترافق معه وما سيترتب علي التراجع عنه لا يقل تأثيرا عنه , فرد فعل الاتحاد الديموقراطي الكردي علي استبعاده من مفاوضات جنيف والذي يبدو انه اشتراطا تركيا تؤيده السعوديه , باعلانه الاداره الذاتيه من طرف واحد و بغض النظر عن مدي علاقة الروس به رغم الرفض الرسمي له ,وبغض النظر عن واقعيته من عدمها, فانه يستحضر اشباح التقسيم كبديل يمكن ان تندفع اليه الاوضاع في سوريا في حالة استمرار التشدد , حرص الروس علي جذب تحالف القاهره الي موائد المؤتمر يساعد ايضا علي محاصرة المتشددين. اجواء احتدام الازمه الاقتصاديه تؤثر لا جدال علي الاتراك والسعوديين وكذلك علي روسيا التي تغازلها الامارات والسعوديه بامكانية تثبيت او تخفيض ضخ النفط , الانتخابات الامريكيه وكذا الروسيه لها حضورها بلا جدال , اغراء اجواء الهدنه يدغدغ اعصاب جميع المرهقين , ورطة حرب اليمن تختلط مع اتهام اوباما لسلمان بدعم الارهاب في حوار اتلانتيك ترهق نفسية ال سعود , وضوح الهدف يوفر فرصه غير مسبوقه تسهل الحساب - حكومه موسعه وانتخابات تحت اشراف الامم المتحده وبعد 18 شهر تسمح بالاستعداد , وقبل كل ذلك فان عودة القاذفات الروسيه لمواصلة القصف تشكل اكبر تهديد.
وقبل كل ذلك فان معركة تدمرالتي لا تأتي صدفه متواكبه مع موعد جنيف 3 , لها طابع رمزي حاسم بالنسبه لكل من يدعي رفض الارهاب من فرقاء المعارضه او من يقف خلفهم باعتبار ما لتدمر من طبيعه لوجسيتيه استراتيجيه في الحرب ضد داعش باعتبارها بوابة الباديه السوريه الممتده شرقا الي الميادين وشمالا الي الرقه التي تمثل وكر الافعي .
ان لسان حال الروس يقول من يلتحق بنا لمواصلة الحرب واستكمال المعارك المفتوحه نعتبره حليفا ضد الارهاب , ومن يعطلنا عن قطع يد آلة الشر يدعم الدواعش
ان معركة تدمر الجاريه و التي تدعمها 30 طلعه جويه روسيه و والتي يتصدي لها لوائين سوريين مدرعين وثالث من المشاه تشكل فلتر علي الارض لجميع الفرقاء يتيح استخلاص جميع المعارضين الحاسمين ضد الدواعش.
والاهم تقييد الاتراك واشغال اردوغان في حربه مع حزب العمال واصابته بدوار البحر مع اعلان الاتحاد الديموقراطي الكردي الاداره الذاتيه ولو علي سبيل الارباك.
ويمكن لنا في هذا السياق ان ندمج حتي اطلاق الصواريخ البالستيه الكوريه الشماليه بموازاة الشواطئ الامريكيه في تحركات روسيا بوتين التي لا يبدو انها قد اتت لسوريا للتخديم علي خطة واشنطن المرتبكه في سوريا وغيرها في مواجهتها للثورات العربيه عبر استخدام التيار الرجعي.
ان السياسه الروسيه لن تخدم الثورات ولن تتردد عن تصفيتها بل ستسعي الي ذلك حثيثا
مثلها مثل كل فرقاء الثوره المضاده , ولكنها ستعمل علي تحقيق ذلك دون ان تسمح بقدر الامكان لان تصب النتائج في حجر الامريكان وحلفاؤهم ودون ان تسمح بتغيير جوهري في النظام.
وهكذا فان احاطة الروس لتسويه سوريه محتمله بين فرقاء الثوره المضاده من كل صنف ولون لاول مره بهذه الشروط والضغوط , يشكل الانجاز الروسي العتيد الذي اسفر عنه التدخل العسكري ويتبلور الان كخطوه كبيره الي الامام , نحو تسويه صارت اكثر احتمالا.
وتحقيق هذه التسويه الان قد يشكل اقوي الاوراق في المطارده الحتميه لتنظيم الدوله الذي بدا مع تردد الناتو المعبر عن استمرار الرغبه في استخدام هذا التنظيم مستعصيا علي التصفيه السهله , او حتي التطويع الفعال داخل سوريا و الذي تمادي الامريكان في الاستناد اليه للدرجة التي حولته هو ذاته الي اخطرتهديد , ليس في سوريا وحدها بل في العراق ومصر اليمن وليبيا وحتي تونس والجزائر , في تكرار مأساوي للاعتماد المطلق علي اقصي متطرفي هذا التيارالارهابي في مواجهة الاتحاد السوفيتي في افغانستان.
وهكذا فان الانسحاب الروسي الرمزي المواكب لشن حكم بشار لمعركة تدمر , يستهدف تدشين فرض توجه جديد عبر فصل جديد في مواجهة داعش يهدف تصفيته , فصل يشمل كل من يدعي انه ضد الارهاب وهو توجه سيأتي دون جدال علي حساب جوهر التاكتيك الامريكي في مواجهة الثوره السوريه.
فصل يمكن ان يكون له تأثير لا يقل عن تأثير 30-6 في مصر , ولكن في مواجهة الدواعش .
فصل سيعتمد علي ترسيخ سياسة الخطوه خطوه , كمسار يتسع للتخلص من الارهاب المتجاوز للحدود الامبرياليه العالميه علي وجه العموم.
ومهما يكن من شئ فان كل هذه التطورات تشير الي مصير اللجؤ الامبريالي للعسكره في مواجهة الثورات بهدف ابعاد الجماهير عن مسارح العمليات في الشوارع والميادين , حيث تشير الاحداث والحوادث الي المخاطر التي من الممكن ان تترتب علي ذلك التاكتيك ايضا علي جانب الثوره المضاده , فلا مهرب من الخضوع للاهداف المشروعه للشعوب سواء من جانب الحلف الامريكي او من جانب حلف روسيا مع النظام.
ورغم ان التدخل الروسي العسكري في سوريا استهدف في المحل الاول انقاذ النظام الطبقي السوري الذي ثار الشعب السوري عليه , الا انه وعلي الاقل حتي الان لم يحاول انقاذه من الثوره بل من الد اعداء الثوره واكثر ما بحمل النظام الراسمالي من عفن قديم متجدد برهنت سيرورته علي قدرته علي تحطيم المجتمعات بهدف اخضاع الثورات للتوجهات الامريكيه.
ولكن ادراكنا لذلك لا بتيح علي اي نحو التغاضي عن الطبيعه الامبرياليه للدوله الروسيه التي تساهم بفاعليه الان في اخضاع الثوره السوريه لمسار شرعي يسمح باستيعاب الاخوان والليبراليين في محاولة اعادة انتاج النظام المعادي للشعب , فالخلاف الامريكي الغربي الخليجي يتمحور حول التحالفات السياسيه للنظام السوري بعد اعادة الانتاج.
ان ثقتنا بل حدود في قدرة الجماهير الشعبيه السوريه التي حمت ثورتها من الهزيمه العسكريه المميته المعجزه , تناقضات الد اعدائها الذين اندفعوا الي صراعات العسكره مطمئنين الي انصراف الجماهير العزلاء, من استمرار انفضاضها من حول الديكتاتور السوري والمسار الشرعي الذي تدعمه كافة اقسام الثوره المضاده , وفرض سلطتها الثوريه من الشوارع والميادين.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية
- قانون الخدمة المدنية فى جملة مفيدة
- 3000 جنية حد ادنى للاجور
- حقوق الانسان بين الثورة والاخوان
- ثورة مضادة مرتبكة
- لم تفشل ثورة يناير بالتأكيد
- حرب اهلية مصرية واحتمالان
- خطر الاخوان ما زال قائما
- السؤال المركزى لثورة 25 يناير
- اصعب ايام سيناء لم تأتى بعد
- هل اصبحت سيناء تحت رحمة الدواعش ؟


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود