أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - هل هناك في ثورتنا مؤامره















المزيد.....

هل هناك في ثورتنا مؤامره


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 05:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبه لحديث المؤامره الخارجيه , الذي تبتز الثوره المضاده به الثوره , فهو حديث لا يخلو من حقيقه , فلا توجد ثوره في التاريخ تخلو من المؤمرات , فالمؤامرات في الثوره شأن العنف الذي يصعب ان لا تلجأ اليه اي ثوره مضاده , والمؤامره في نهاية الامر شكل من اشكال العنف المخابراتي .
ولكن السؤال فيما يتعلق بالثوره .... هو مين بيتآمر علي مين ؟!
وفي الحقيقه فان المؤامره الكبري , هي مؤامرة جميع اطراف الثوره المضاده علي الثوره من عبر محاولة حصرها ووأدها وصرفها بالمسار الشرعي , ألذي يشكل الوجه الآخر للوعي الاصلاحي السائد والمتكرس علي مدار عقود طويله في اوساط الجماهير
ودور الامريكان المعتمد علي دور الاخوان وتيارهم الديني الرجعي , كان منسجما تماما مع موقف المجلس العسكري.
فحديث المؤامره لم يتصاعد ويظهر علي سطح اعلام الثوره المضاده بوضوح , الا بعد 30-6 , ولقد شكل هذا الحديث من الناحيه الاساسيه , رد فعل علي اتهام الامريكي الاخواني الغربي الموجه الثوريه التي فرضت علي الجنرالات الاطاحه بحكم الاخوان , بانها مجرد انقلاب.
فلقد حاول حكم السيسي توصيف اعتراض امريكا علي خضوع الجنرالات للموقف الجماهيري الثوري علي انه ضد الثوره , والحق به كامل الحرب الارهابيه الاخوانيه التي جري شنها ضد حكم السيسي في اعقاب 30-6 .
وفي الحقيقه هو ضد الثوره من هذه الناحيه وهذا هو الجزء الحقيقي في حديث المؤامره والذي منحه بعض المصداقيه والتأثير لدي قطاعات جماهيريه واسعه
ولكن من ناحية اخري فان هذه التوصيف السيساوي الرسمي , يطمس وهو يعي تماما انه يطمس , خلافا جوهريا بين الاداره الامريكيه وحلفها وبين الجنرالات , فالامريكان ضد استبدال عسكر مبارك بمبارك , لان الجيش في مواجهة هذه الثوره التي تبدو كبيره بالفعل , يجب الا يستسهل تصدر المشهد السياسي ويحافظ علي وضعه الطبيعي كجدار اخير لحماية النظام , خصوصا وان وجوده علي هذا النحو في الصداره في علاقته المشهره بالمذابح التي شنها ضد الثوره , يمكن ان يستعجل هذه الصدام بينه وبين الجماهير , وعلي الاخص ان الامبرياليه ليس لديها في استراتيجيتها لهذه الثورات الا التحايل والمؤامرات والمسار الشرعي والقمع والعسكره عبر استخدام الدواعش, وان الدعم والاسناد الخليجي مهما بدا ملهما الا ان عمره قصير في ظل احتدام الازمه الاقتصاديه العالميه.
لقد رأي الامريكان في تراجع الجنرالات عن مضمون وثيقة تمرد الانتخابات الرئاسيه المبكره, والخضوع لموقف الشعب , ام الكبائر , التي ستحفها الشياطين من كل جهه , ولقد اثر مرآها الفعلي كل الغضب وكل الحنق وكل التآمر, مع العصف بالاخوان لا بمجرد حكمهم , ورغم انه فرض نفسه علي الجنرال فرضا مع رد الفعل الارهابي المجنون من جانب الاخوان علي الاطاحه بحكمهم المدعوم غربيا وامريكيا.
وفي الحقيقه فان مضمون موقف امريكا في ظل غضب جماهيري هائل , لم يكن تداخل موقف النظام معه لا فقط العسكر لا يتعدي المجاراه والبحث في سياقه عن موضع قدم للثوره المضاده , لم يكن يعني الا شن الحرب الاهليه علي الجماهير , وهو ما حاول جنرالات مبارك تحاشيه وما زالوا بدرجه , منذ مطلع الثوره, فالحرب الاهليه وكما هو معروف عنها يمكن ان تطيح فعليا بسيطرة الطبقه المالكه المتحققه فعليا والمتواجده علي رأس المشهد الراسمالي اقتصاديا وسياسيا , ولكن هذا ليس شأن امريكا وغربها , فما يهمهما هو استمرار المحافظه علي مصالحهما الاستراتيجيه , حتي لو استدعي ذلك استبدال بتوع ربنا , بالمحاسيب والكاكي.
ان حديث المؤامره لدي النظام لا يساوي الا تعبير "بالمتغطي" عن هذا الافتراق النسبي بين اطراف الثوره المضاده , التي بعثرت 30-6 كرامة وحدة صفها ووحدة موقفها , وفرضت عليها تعارضات حاده صارت مصدرا ورافدا تتغذي عليه الثوره.
ان الرفض الساخر لحديث حكم الجنرال عن المؤامره , والداعي فعليا للشطب عليه , رفض مغرض او جاهل , وفي الحالتين يحاول" الطلسقه " علي اخطر جروح الثوره المضاده.
ومهما يكن من شئ , فاننا الان امام اهم لحظات حديث المؤامره , مع التصاعد الاستثنائي في الغضب الجماهيري ضد حكم السيسي , فامريكا تجد في هذا الغضب الذي يمكن له ان ينتقل الي دائرة الفعل فجأه, ما يؤكد علي صحة قرائتها الاولي لخطورة تصدر الجنرالات للمشهد السياسي الثوره المضاده , فالغضب سينفجر الان لا ضد المخلوع او حكم الاخوان المعزول بل ضد راسمالية الكاكي ورئيسها , الامر الذي لا يعني الا الصدام بين الجيش والجماهير التي تعودت علي تحقيق ارادتها في خلع الرؤساء وعزلهم ,وهو ما يعني الا مجال امام الجيش الا الخضوع لارادة الجماهير وعزل السيسي , ولكن الصعوبه ووجه الخطوره لا يتوقف عند ذلك , حيث تكمن فيما يمكن له ان يعود بهذه الجماهير للبيوت من جديد ؟ وقد كان الجيش هو الذي يتكفل في الموجتين السابقتين ويطرح مايسمح بمغادرة هذه الجماهيرللميادين , خصوصا بعد افتضاح المؤسسه العسكريه وتكويشها علي الحياه الاقتصاديه والسياسيه , وانفضاح المسار الشرعي الي حدود جد بعيده.
يبدو حديث اصدقاء امريكا عن المسار الشرعي من جديد متأثرا بذلك , فهو باهت ومتراخي ويائس وبائس الي ابعد مدي.
ويبدو السعي للعسكره واطلاق جرينوف الدواعش في مواجهة الجيش , بما يمكن من صرف الجماهير ايضا خطه واهيه , مع كل اليقظه التي صارت عليها الناس تجاه اي امكانيه لاستخدام هذا السلاح في مواجهة الثوره المصريه , بل يمكن القول ان تحذيرات حكم السيسي المتواصله للجماهير بالرضي بحالها حتي لا تذهب الامور هذا المذهب السوري العراقي الطابع , العب الان دورا ايجابيا تجاه هؤلاء الدواعش , فالجماهير ستتصدي باجسادها لاي محاوله في هذا الاتجاه.
ولكن يبدو ان افتقاد البدائل يحرر العقول فعلا , فامريكا وحلفها الامبريالي الذي يدرك جيدا خطورة الثوره المصريه وأثار انتصارها , مع طرحهم المتشدد للتعويم شرطأ لقرض صندوق النقد وبعض المؤامرات الصغيره المدعمه الاخري , ينتوون التوجه في هذه الوجهه الداعشيه , فتحويل الارض تحت اقدام كل الشعب الي ارض محروقه , لا هدف له الا اعلان الحرب الاهليه , عبر صيغتها المعسكره بين الجيش والدواعش وحلفهم الاخواني السلفي
لا يظهر من دعوة 11-11 الا هذه النيه , باعتبارها تاريخا لاحقا للموعد التقريبي للقرض, واي تأجيل من جانب حكم الجنرال لقرضه المحتوم بعد ضياع الكنز الخليجي , لا يتعدي تأجيل المعركه المحتومه , الا اذا قررت المؤسسه العسكريه تسليم الجمل بما حمل لاسيادها الفعليين , وانتظار الاوامر تماما كما كما كان يسلك طنطاوي , بعد ان صارت رقبة النظام الراسمالي التابع حرفيا في ايدي واشنطن , والاوامر لن تتعدي الحرب الاهليه المتقطعه طويلة الامد , بهدف اخضاع الجماهير واجبارها لا علي مغادرة الميادين ان خرجت , بل الوصول بقهرها حد قبول برنامج التقشف الامريكي الذي بدأ الجنرال في تحقيقه فعليا .
تبدو الحرب الاهليه المتقطعه هنا , نقطة التقاء بين الساعيين للعسكره والراغبين في تحاشي الحرب الاهليه الواسعه الشامله التي يمكن ان تشرد الطبقه المتحققه فعليا .
وهل يمكن لعاقل مع هذه المسارات المعقده المرجحه , ان يشطب لنا علي حديث المؤامره
اننا امام مرحلة في الثوره لن يعلو فيها الا صوت المؤامره , ولكن لا علي جنرالات المخلوع وطبقتهم , ولكن علي الجماهير الشعبيه والثوره المصريه المستمره.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوره الاثيوبيه تقطع الطريق علي سد النهضه
- الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل
- المسار الشرعي معادي للثوره
- البديل الثوري ضروره ملحه
- الفاشيه الدينيه التركيه تهدد المنطقه كما تهدد حياة الاتراك
- هل تجاوزت الثوره المصريه احتمال التدخل العسكري للمره الثالثه ...
- تقرير سياسي مكثف عن رؤي ثورة يناير
- بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل
- النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور
- اوهام فى اوهام
- كارثة مائية وكارثة وطنية
- السعوديه تقود عملية اغتصاب نهر النيل
- جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل
- سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - هل هناك في ثورتنا مؤامره