أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل















المزيد.....

بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم ان فكرة سد النهضه , بل اول تصميم هندسي له باسم سد الحدود قام به مكتب استصلاح الاراضي الامريكي في عام 1964 , مع دراسات متعلقه بامكانية بناء اثيوبيا ل 31 سد علي اراضيها ,في سياق التحريض الامريكي لهيلاسياسي ضد عبد الناصر ورغم ان زعيق زيناوي بسد النهضه لم نعرفه الا في التسعينات , وبعد ان قرر البنك الدولي جواز بيع المياه
الا ان الشروع في بناء سد النهضه من جانب اثيوبيا , جاء فعليا خلال ذروة الاذدهار الذي شهدته زراعة محاصيل الوقود الحيوي خلال الفتره من 2007 - 2013 , باعتباره استراتجيه لحفظ امن الطاقه كما اطلق عليه القانون الامريكي الذي دشنه الكونجرس في اواخر العام 2007 , والذي باركه الاتحاد الاوروبي علي الفور, وهي الاستراتيجيه التي اطلقت معها وفي سياقها الظاهره التي لم تقل خطوره والتي عرفت ب الاستيلاء علي الاراضي او احتكارها في بعض الترجمات
ولقد فرض التراجع النسبي في زراعة محاصيل الوقود الحيوي , بعد ان اتضحت مدي خطورتها مع ارتفاعها الرهيب باسعارالغذاء , لدرجة المساهمه في تفجير احداث جماهيريه ومواجهات بل, وثورات في اكثر من 20 بلد منها ثوراتنا العربيه وثورة هاييتي , فلقد قادت الفاو والاوكسفام والمنظمات التنمويه الامم المتحده توجها مغايرا معبرا عن مناهضه قويه لتحويل زراعة المحاصيل السكريه كالذره والقمح وقصب السكر من الغذاء الي انتاج الايثانول , ولقد التقت هذه التوجهات في نفس اللحظه بتوجهات في السياسيه الامريكيه لاستخدام تهبيط سعر النفط في اخضاع خصومها السياسين كروسيا وايران من ناحيه ومن ناحيه اخري في توفير نفط رخيص لماكينة الاقصاد الراسمالي العالمي بهدف محاولة توليد انتعاش يمكن له ان يسمح بتجاوز للازمه الاققصاديه العالميه , التي برهنت علي استعصاء تعجز عن مواجهته زراعات الوقود التي كان يعول عليها ايضا من هذه الزاويه بلا جدال , رغم ان الهدف الرئيسي منها هو العمل علي اطالة عمر بركة النفط الاحفوريه الآخذه في النضوب
لقد فرض هذا التراجع النسبي نفسه وظلاله علي الشروع الاثيوبي في بناء سد النهضه في ابريل 2011 , من زاوية التمويل ومن زاوية عقود تأجير وشراء الاراضي الاثيوبيه المطروحه للزراعه
ولقد اثر ذلك علي اطالة المدي الزمني لبناء السد المشئوم , الذي كان مقدرا له الافتتاح وبدءالتخزين في 2014
كما اثرعلي مضمون نشاط العقود الاستثماريه , الذي تغلبت فيها الزراعه التقليديه للمحاصيل المستنزفه للمياه , وحتي غير المستنزفه من جانب البلدان التي تعاني من ازمة مياه عذيه اكثر حده كبلدان الخليج , كما اثر التراجع النسبي لمحاصيل الوقود في ظاهرة احتكار الاراضي عالميا , في التوسع الذي صار ممكنا في الاستثمار الزراعي الاحتكاري من جانب رؤؤس اموال وفرت لها الارتفاعات في اسعار الغذاء اغراء غير مسبوق , ويبدو ان ذلك التوجه سرعان ما اصطدم بالمنافسه الشرسه من جانب المزارعين التقليديين الاصليين كامريكا وروسيا وكندا الخ , كما اصطدم بانكماش الازمه العامه المتواصله , رغم ان ما صار مستمرا في زراعة وصناعة وتوزيع ونقل الوقود الحيوي , صار يلعب طوق امان يمكن راس المال من المناوره مع احتمالات اسعار بورصات المحاصيل ,سواء ببيع المحصول لمصانع الوقود الحيوي او السوق العالمي التقليدي لمحاصيل الغذاء او حتي للتحول في حالة استمرار تراجع الاسعار الي زراعة ما هو اكثر طلبا في الاسواق من محاصيل
لقد فرض واقع آخرنفسه وظلاله علي المشروع الاثيوبي العدواني , الذي دفعت به للوجود الفعلي ظاهرة زراعة الوقود الحيوي , من زاوية ان عرض الاراضي الاثيوبي الكبير الذي سيتيحه سد النهضه الذي سيوفر مياه - 50 مليار متر مكعب - تكفي لزراعة 25 مليون فدان ,لم يتعرض لتراجع زراعات الوقود فقط بل لشمول الهجمه الايثانوليه من مبدأها لجميع الاحواض النهريه في افريقيا فاثيوبيا لا تشكل احتكار , لا في الجاهز من اراضي ولا فيما تعد به السدود وهنا تجدر الاشاره الي سدود متعدده انشأت في هذا السياق , وجري افتتاحها قبل سد النهضه بكثير كانجا 1 وانجا 2 علي الكونغو وعديد من السدود في حوض الزمبيزي والنيجر
وهي امور اثرت علي امكانية توفر العروض المناسيه للاراضي التي سيتيحها سد النهضه , وهو الامر الذي فتح الان باب واسع للاستجابه له من جانب اديس ابابا عبرالبيع المباشر للمياه الخام ونقلها خارج الحدود , وهو ما سيتم في حدود ما هو متسرب من اخبار مع السعوديه وغيرها من بلدان الخليج ,عبر ميناء نور في جيبوتي مرورا بالبحر الاحمر من خلال خط انابيب او من بورسودان الذي ستمده اثيوبيا بخط انابيب وهو ما يمكن ان تلجأ اليه اسرائيل رغم ما وفرته لها ظاهرة تاجير الاراضي في افريقيا واثيوبيا علي الاخص من تجاوز لحدة ازمتها المائيه , ولكن تظل زيادة الخير خير , طالما ان مصر مشغوله في الاحلام, ولكن يظل ذلك له شأنه المحدود فهو لن يتعدي مليار او اثنين, وتظل الزراعه خارج الحدود هي محل التركيز, ويكفي ان نذكر هنا بان الصهاينه صار لهم من اراضي في افرقيا يتعدي 15 مره مساحة فلسطين التاريخيه منذ العام 2012 , فالدور الخطير للصهاينه في اغتصاب النيل لا يجب اختصاره في ما ستشتريه اسرائيل من اثيوبيا من مياه علي خطورة ذلك , بل علي الوزن القيادي الصهيوني في المشاريع الافريقيه ككل والمتعلقه باغتصاب مياه النيل
ان النهب الصهيوني للمياه مع نهب بلدان الخليج سيوفر للمصريين استفزاز اضافي خصوصا , عندما يفكر حكم السيسي في الاستعانه بالصهاينه في مساعدته علي شراء ولو القليل من مياه نهر النيل . الذي فرط فيه وسلم مياهه لاعداء شعبنا من كل نوع.
كما سيوفر هذا اللجؤ الاثيوبي لبيع المياه من ناحيه اخري الي فتح ابواب جهنم , ستشمل جميع بلدان حوض نهر النيل حبث ساعتبر كل دوله ان المياه التي تخرج من حدودها لرفد النيل يجب ان تدفع الدوله المستقبله لها ثمنها والا فانها ستسعي الي قطعها كما فعل الاثيوبيين, وهو الامر الذي وجد انعكاسه علي الزياره الصهيونيه التي ركزت علي بلدان حوض نهر النيل الغربي , خصوصا كينيا التي تخرج منها او تمر بها 8 انهار لتصب مياهها في بحيرة فيكتوريا , والتي سبقت حتي اثيوبيا في الصراخ ضد مصر والسودان وحصتهم التاريخيه التي شطب عليها السيسي عندما وقع مع اثيوبيا والسودان وثيقة العار, وهو التوقيع الذي سيندم علي المشاركه فيه مستعجلا عمر البشير لانه يهدد الان لا باستكمال نهب الباقي من مياه الانهار النابعه من اثيوبيا ,كالعطبره والبارو, بل اي مياه قادمه من منطقة البحيرات الاستوائيه في نهر النيل الابيض.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور
- اوهام فى اوهام
- كارثة مائية وكارثة وطنية
- السعوديه تقود عملية اغتصاب نهر النيل
- جفاف اثيوبي حاد ام مبالغه لتمريراغتصاب النيل
- سودان البشير يستعد لالتهام النيل الابيض
- من الذي خطف الطائره المصريه ؟
- وحدة الثورات العربية ضرورة لهزيمة معسكر الامبريالية العالمية
- المصالحه مع الاخوان ستحول الثوره الي بركان
- حول الانسحاب الروسي العسكري المحدود
- حول الوضع الراهن للثوره المصريه
- هل تتوجه الثورات العربيه لمقاطعة شركات ام للاطاحه بالكيان ال ...
- عكاشه الصهيونى يتحسس الطريق للجنرال
- حدود الخيانة
- استصلاح زراعي ام خيانه للنيل.
- تمرير الكارثه المائيه .... كارثه اخري
- زراعة القصب وصناعة السكر في مهب رياح كارثة سد النهضه
- احتدام ازمة حكم السيسي يستثير غضب العمال*
- * حكم السيسي يشيع النيل الي مثواه الاخير.*
- برلمان هدفه قمع الموجة الثورية الحتمية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - بيع المياه يزيد النار اشتعالا في حوض النيل