أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي















المزيد.....

التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكل تأكيد فان ترامب مع بناء سد النهضه الذي يحقق لحلفائه الخلايجه والصهاينه حلا استراتيجيا لازمة المياه العذبه في الداخل, من خلال الزراعه بمياه نيلنا علي الاراضي الاثيوبيه, رغم ان الاستفاده الصينيه علي قلب ترامب وعلي عقله, الا ان للضرورة احكام.
فترامب لا يعنيه الشعب المصري الذي يتعرض لهذه الكارثه المخيفه طالما ان حكامه قادرين علي قمع غضبه واحتجاجه وتمرير الكارثه, فهذه هي حدود الموقف الامريكي الاوروبي عامة.
ولكن ترامب كان يأمل الا يتشدد الاثيوبيين الي درجة التمرد علي مقترحات واشنطن التي جري التوصل اليها بعد عدة جلسات فيما يخص التفاوض مع حكم السيسي ,طالما ان هذه المقترحات تحافظ علي المصالح الاثيوبيه من الناحيه الفعليه فلا جدال في ان التشدد الاثيوبي حرم ترامب من توقيع اتفاق بين فرقاءسد النهضه تحت رعايته وهو ما كان يمكن ان يكون له عائدا انتخابيا يصعب اغفاله.
بل ان ما اوجع ترامب ان ما يتحقق الآن بالضبط مع عجز اثيوبيا عن استكمال ارتفاع يد النهضه, هو ما اقترحته واشنطن من تخزين اثيوبيا لل 9, 4مليار متر مكعب هذا العام وتأجيل تخزين ال 5, 13مليار الاضافيه التي تريدها اثيوبيا للبدء في توليد الكهرباء الي العام المائي المقبل .
ورغم ان ترامب يدرك ان حدة تصريحاته وحتي لو ضاعفها , لن تحرك شعره لدي حكم السيسي لمحاولة الاستفاده منها, فهو يدرك ان ترامب يتجمل وان المفاتيح بيد غيره .
الا ان هذه التصريحات تدعم بدرجه او باخري وجهة نظر هدم سد النهضه ,كما تساهم شاء ام ابي في احياء اهتمام المصريين بالكارثه والتنبيه لحدودها ومخاطرها القاتله خصوصا عندما يقول"سينتهي بهم الأمر بتفجير السد. وقد قلتها وأقولها بصوت عال وواضح - سيفجرون ذلك السد. وعليهم فعل شيء ما". , فهي تصريحات لا تقل عن تهديد امريكي لاثيوبيا بهدم سد النهضه بايادي مصريه.
وفي الحد الادني فهي تصريحات تغذي محاصرة موقف اثيوبيا في اي تفاوض بدرجه لا يمكن اغفالها, كما انها توجه رساله للصينيين ما زال لدينا تأثير ممكن علي حدود استفادتكم من الزراعه في اثيوبيا!, كما انها لا تخلو من فائده انتخابيه فعلي الاقل ها هو ترامب قد انتزع السودان من اي تأثير اثيوبي , والحقه بموقف "ديكتاتوره المفضل" الجاهز دوما لتحقيق رؤية ترامب والصهاينه.
علي ان الاهم من كل ما سبق هو مدي تعلق تصريحات ترامب بما قيل انه من شروط التطبيع مع حكم حمدوك والتي تعدت ال 47 شرطا ,والمتعلق بتوطين فلسطينيين في السودان ,حيث يحتاج ذلك الي المياه قبل الاراضي, الامر الذي ساهم في استعجال ترامب لتصريحاته المطالبه لاثيوبيا بضرورة تمريرها ما يكفي من المياه لذلك الهدف الصهيوني !!
ان هذا العنصر الاخير تحديدا هو مايفسر الحده العالية المستوي من ناحيه , و"عدم مراعاة" الموقف الاسرائيلي الحليف العتيد للنظام الاثيوبي فهو هنا مع هذه الحده واكثر منها خصوصا عندما لا تأتي علي لسانه.
وهو ما يمكن ان يقول بوضوح ان قصة الوزن المحوري لسيناء في صفقة القرن التي ما زالت مزمعه قد ولي في ظل البديل السوداني الاكثر امنا من وجهة نظر اهل الصفقه , حيث سيشكل اي وجود فلسطيني في سيناء علي الحدود مع فلسطين المحتله , قلقا دائما للصهاينه وخطرا محتملا في ظل احتنمالات مؤكده بتصاعد جديد للثوره الشعبيه في مصر
ولكن ما تسرب ايضا حول نقل الافريكوم ( القياده العسكريه الامريكيه الافريقيه)الي السودان يشير الي ما ابعد مدي في ما تراه امريكا والصهاينه في التطبيع الشامل مع السودان , باعتباره الدوله البحريه التي تتيح شواطئها علي البحر الاحمر توفير القواعد العسكريه والضمانات اللوجستيه الكامله الاستراتيجيه لخطة نقل النفط والغاز من الخليج الي اوروبا عبر ميناء عسقلان في فلسطين المحتله, علي حساب قناة السويس .
بل يمكن القول ان ما يمكن قراءته في موقف ترامب الزاعق بصوره تتخطي العوائد الانتخابيه التي فات موعدها, ان ترامب ومعه الصهاينه والخلايجه يقومون الآن بتحويل وجهه كامل نحو السودان علي حساب التركيز علي اثيوبيا, بما في ذلك الزراعه علي الاراضي السودانيه عوضا عن اثيوبيا, وهو مايفسر تصريح نتنياهو حول التطبيع الذي سيركز علي الزراعه بعد لوازمها طبعا من طيران وتجاره.
وهي قراءه تعني ان ترامب وحلفائه قد صاروا وفقا لهذه التوجهات الجديده ضد التصورات الاثيوبيه لسد النهضه, التي لن يسمح لها هذا المخطط الجديد الا بحجز اقل القليل لصالح اثيوبيا, فهذا المخطط قد اضاف فعليا اطماع اطرافه الي الاطماع الاثيوبيه في نهب النيل المصري , وتفريغ معظمه في السودان من خلال عدة سدود سودانيه, كانت السعوديه متوجهه لانشائها فعليا علي الاراضي السودانيه وبالتعاون مع حكم البشير المخلوع, بعد انتفاضة الاورمو في اثيوبيا والتي اقتحمت جماهيرها المزارع السعوديه كمزرعة العمودي وغيره.
وهو ما يضاعف من الاخطارالمحدقه بنيلنا, حيث لن يقتصر الخطر علي مياه نهر النيل الازرق , بل يمتد الي مياه النيل الابيض القادم من منطقة البحيرات الاستوائيه والذي يزوده نهر السوباط الاثيوبي بقرابة نصف مياهه (حوالي 12 مليار متر مكعب ) البالغه حوالي ثلث مياه النيل , واسخف ما في الامر ان يحاول ترامب التعميه عن ذلك عبر مغازلة غضب الشعب المصري ضد اثيوبيا, بل محاولة استثمار هذا الغضب في تحقيق مراده الامبريالي الصهيوني الخليجي عبر تهديد اثيوبيا بهذا الغضب المصري, وكأن المصريين سينتزعون النهر من براثن اثيوبيا ليواصل مروره التاريخي الي اسوان, ولا يتعرض للسطو من اجل هلوسات ترامب ونتنياهو والعسكر السوداني.
ومهما يكن من شئ , فان التطبيع مع السودان لا يأتي كمجرد اسعاف انتخابي لنتنياهو وترامب ,بقدر ما يأتي مكملا لمخطط استراتيجي امريكي صهيوني شامل دشنه التطبيع الاماراتي الاسود..
وكما شكل التطبيع الاماراتي خطرا فادحا لايقتصر علي توجيه ضربة كبيره للشعب الفلسطيني, بل دشن مخططا رهيبا لنقل لنفط والغاز الخليجي الي اوروبا عبر عسقلان , ومرورا بام الرشراش, فان التطبيع مع السودان لا يعني الا تكريس السودان الشقيق ضلعا مكملا في هذا المخطط , وخصوصا شقه الفلسطيني المتعلق بصفقة القرن ,وركيزه امريكيه استراتيجيه للوجود الامريكي بكامل اشكاله في القاره الام, وخصوصا شرقها.
وهو تطور يضع الطبقه المالكه الحاكمه في السودان امام تطور نوعي جديد في تبعيتها للغرب ويلحقها وعسكرها , شأن القاهره ودبي بمشاريع صهيونيه خطيره ساعيه بكل وضوح نحو "اسرائيل الكبري" الموعوده, ويضعها بحده لم يعرفها التاريخ في مواجهة شعبهاايضا شأنها شأن القاهره, حيث ستساهم وتشارك في توفير نهر النيل للمصالح الاستراتيجيه للصهيونيه الامريكيه, فالزراعه التي يتحدث عنها نتنياهو والتي سيتوسع فيها الخلايجه , هي زراعه حديثه مؤتمته مغلقه علي اصحابها , ستسعي من اجل الحصول علي اخصب الاراضي باقل الاسعار الممكنه,وايضا علي مياه السودانيين الفقراء ومياه المصريين ,بكل ما يعنيه ذلك من وضع الشعبين الشقيقين في مواجهة بعضهما , وبكل ما يتطلبه من نضال شعبي مصري سوداني واثيوبي ايضا ضد هذه التوجهات الاستعماريه الصهيونيه التي تأمل ان تدفن قضية تحرير فلسطين في هذا السياق المجنون الموحش.
انها زراعه لا علاقة للشعب السوداني بها , بل هو وبناءا علي خبرة انتفاضة الاورومو والتي لها كل الاعتبار بالطبع في ظل الثوره السودانيه الجاريه, لايقل عن اخطر اعداءها, فلسنا سوي امام مجالا لتوسع الطبقه الحاكمه السودانيه افقيا ورأسيا وعلي رأسها الجنرالات من اجل خدمة المشروع الامريكي الصهيوني الاخطر.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة سبتمبر الظافره تدشن افق ثوري جديد
- الانتفاضه الشعبيه المصريه الراهنه عماليه وفلاحيه بامتياز
- الابعاد الخطره للتطبيع الخليجي الصهيوني
- لا ترقصوا مع الذئاب
- فوائد لاثيوبيا ومصائب لمصر والسودان
- حكم السيسي يواجه اطماعا اثيوبيه ارتفع بها الي عنان السماء
- الهروب الي الامام في مواجهة كورونا كارثي
- جائحة كورونا تفاقم الكارثه المائيه الوشيكه
- هل ستدافع الانظمه العربيه فعلا عن النيل؟
- مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير
- ثوراتنا العربيه لن تعرف التوقف الا قليلا
- الثوره السودانيه وخطر الانقلاب العسكري
- الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي
- اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده
- معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه
- الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه
- نفور جماهيري من محاولات هيمنة الاخوان علي تحركاتها الثوريه
- الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها
- فلتكن مليونية اليوم يا سودان الثوره اشد وابلغ
- وما ذبحوه وما فضوه ولكن شبه لهم


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي