أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الاطماع الاثيوبيه تفرض هدم سد النهضه فرضا















المزيد.....

الاطماع الاثيوبيه تفرض هدم سد النهضه فرضا


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتوجه الخائن السادات الي حرب اكتوبر الا تحت ضغط الغضب الشعبي الوطني الذي تجسد في حركه طلابيه وطنيه عارمه , وعندما انتصر الجيش في تحطيم خط بارليف وانجز العبور للضفه الاخري من قناتنا , حاصر تمدد هذا الانتصار وضبطه علي مقاس مصالح النظام وطبقته الحاكمه , وفاوض الصهاينه محتميا بدخان هذه الحرب الكبيره حتي فرض علي شعبنا كامب ديفيد والمعاهده , بعد ان خان دماء الآلاف من شهدائنا.
هل يفرض غضب النيل علي حكم السيسي ما يجعل الليله شبيهه بالبارحه ؟, لا يجب استبعاد ذلك بالمره , ولا السخريه منه كاحتمال وارد صار يفرضه تصاعد الاطماع الاثيوبيه , وللدرجه التي قد تفرض علي حكم السيسي توجيه ضربه عسكريه لسد النهضه من اجل فرض و تمرير رؤيته المنسجمه مع مصالح طبقته الحاكمه التابعه وعلاقاتها وتحالفاتها ,والمنحصره في حد ادني مائي من حصتنا التاريخيه - يتراوح بين 45مليار متر مكعب وبين40 مليار- كما كشفت اتفاقية واشنطن, حد ادني يسمح باحتياجات اقتصاديات النظام في حدها الادني المحتمل,ويتيح في نفس اللحظه احتواء ,وتضييق نطاق هذا الغضب الشعبي المتزايد والذي سيتزايد اكثر فاكثر , الي الحد الذي يمكن له مواجهته , واستيعابه دون الانجرار الي حرب اهليه مهلكه للطبقه الاستغلاليه المتحققه بالفعل , نجح النظام في تحاشيها في سياق تخلصه المؤقت من ثورة يناير واشباحها.
فاذا كان حكم السيسي قد حاول خلال السنوات القليله المنصرمه اعداد نفسه علي صعيد الزراعه والمحافظات الشاطئيه ,ومن خلال تحلية مياه واستصلاح اراضي وتبطين ترع وتخفيض زراعات الارز والقصب والموز, ومحاصرة استهلاك الفلاحين للمياه في الزراعه من خلال العقوبات وتكلفة فواتير الري , لاستيعاب نقص المياه المؤكد.
فان تصاعد الاطماع الاثيوبيه بهذا الشكل المسعور في ظل تهاون حكم السيسي الذي وقع اتفاق العار , يهدده الآن وفي غضون العام المقبل بمقدار نقص كبير لم يكن في حسبانه, وهو نقص يقول الاثيوبيين نهارا جهارا انه لن يقل عن 20 مليار متر مكعب , وهو ما يصعب ان لم يكن من المستحيل استيعابه علي صعيد التكلفه الاقتصاديه , خصوصا في ظل اعباء الديون الرهيبه التي صار اقتصاده مكبلا بها , ونتيجته الوحيده المؤكده بوار نصف الزراعه المصريه المعتمده في ريها علي مياه النيل والتي لا تقل عن 5 مليون فدان, بكل ما يعنيه ذلك من تشريد ما لا يقل عن 20مليون عامل زراعي وفلاح فقير ومتوسط, وتصفية صناعاتنا الغذائيه المعتمده علي هذه الزراعه وفي مقدمتها مصانع سكر القصب في الصعيد وتشريد ما لا يقل 60الف عامل.
وما يضاعف من خطورة الوضع برمته ,ان الاطماع الاثيوبيه المدعومه من الاحتكارات الدوليه العامله في مجال الزراعه والدول التي تعاني من ازمة المياه العذبه كدول الخليج والكيان الصهيوني والصين, او الدول الاوروبيه التي تتجه للتوسع في الاعتماد علي الطاقات المتجدده من وقود حيوي او كهراء مائيه , لا تقول بالتوقف عند هذا النقص الفادح بل يمكن لها ان تلتهم كامل مياه النيل الازرق - 49 مليار مترمكعب - وتترك السودان ومصر للتعارك حول قرابة 40 مليار اخري ينبع منها من اثيوبيا حوالي 28 مليار والباقي من البحيرات الاستوائيه, وهو ما تمهد له تصريحات الوزراء الاثيوبيين حول ان النيل الازرق قد صار بحيره اثيوبيه او ان 86%من مياه كل النيل هي مياه( اثيوبيه ) تنبع من اثيوبيا!
وما يفاقم من شدة الازمه ان اهم حلفاء حكم السيسي اقتصاديا خصوصا في مشروعاته الجاريه كالصين والامارات و"اسرائيل" يدعمون اثيوبيا ,وان امريكا لا تولي الامر انتباها كافيا رغم محاولة الوساطه الجديده في عهد بايدن , كما ان توقيعه علي اتفاقية العار صار يشل موقفه ازاء اي وساطه بما يقدمه من مبرر مغرض للميل للموقف الاثيوبي الطامع .
وما يحول الامر الي معضله امام حكم السيسي, ان تكتمه علي ما كان يدور في كواليس الكارثه المائيه علي مدار السنوات الماضيه عن الشعب, آخذ في التفكك في ظل ارتفاع صوت "خناقته" الزاعقه الصوت او معركته التفاوضيه مع حكم آبي احمد, مما يرفع الآن من غضب الشعب كله نحو الاخير , ويحيط بموقف السيسي لدرجة تجعل من عودته الي الحاله القديمه ( كل شئ تحت السيطره )امرا مستحيلا, فقد صارت ملايين واسعه تتابع المعركه عن كثب وبقلق مشروع تصعب مراوغته وخداعه ,فالي حد ملحوظ فان ماردا قد صار يطل من القمقم.
قد تشكل في هذا السياق ضربه عسكريه معطله او حتي ضربات متكرره ( طائرات مسيره مثلا ) علي الاقل لاستمرار اثيوبيا في الارتفاع بجسم السد وممره الاوسط وتوربيناته, امرا ضروريا كمغامره محسوبه تماما كما كانت حرب اكتوبر , يبرهن حكم السيسي من خلالها لاخوته الاعداء جميعا ان للصبر حدود , وان موقف اثيوبيا من المستحيل لا قبوله ولا تمريره ,ويتمكن بحرارتها ونيرانها من فرض الحد الادني الذي يحتاجه , كما يتمكن محتميا بدخانها من تخفيض اعباء مواجهة واستيعاب الكارثه علي الصعيد الجماهيري الذي لم يعد يقبل استسهالا.
ولكن قد يفسد الطبخه رد فعل اثيوبي حاد , فتتحول الضربه الي مبرر صارخ للاطماع الاثيوبيه وعنصر طارئ لصالح آبي احمد داخليا وهو الذي يواجه ما لا يقل عن حرب اهليه متقطعه , بما يحول الضربه ورد فعلها الاثيوبي الي ملهاه يعمي الانشغال بوقائعها ولو مؤقتا , عيون الشعبيين المصري والسوداني عن وقع تحقق كارثه ضاريه كلما ارتفع السد مترا.
وكما قال ماركس فان التاريخ فعلا لا يعيد نفسه الا علي صورة ملهاه في المره الاولي , وعلي صورة تراجيدا مأساويه في المره الثانيه , عندما لا يكون امام الشعب والجيش الا هدم السد الكارثي الذي سيكون قد انتصب عاليا, حاجزا كميات كبيره من المياه تعرض السودان للاباده.
ان الافلات من هذا المأزق يكمن فقط ,في توجيه ضربه ناجزه من اول مره لا تستهدف الا سحق سد الموت والعار ,فمهما تكن اعبائها فانها لن تكون ابدا بضراوة ومأساوية الضربه الثانيه المحتمه ,ان حاول حكم السيسي فقط المناوشه ,واستمر سد الموت في الارتفاع لدرجة حجز الملء الثاني, الذي سيتحول مع تحققه تحويل السودان الي رهينه مهدده بالذبح فورا , يحتمي حكم آبي احمد بها من اجل الاستكمال المميت التام لسد الموت والعار في مواجهة شعبي وادي النيل.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات سد النهضه تتجه للشلل والنيل في خطر
- التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي
- انتفاضة سبتمبر الظافره تدشن افق ثوري جديد
- الانتفاضه الشعبيه المصريه الراهنه عماليه وفلاحيه بامتياز
- الابعاد الخطره للتطبيع الخليجي الصهيوني
- لا ترقصوا مع الذئاب
- فوائد لاثيوبيا ومصائب لمصر والسودان
- حكم السيسي يواجه اطماعا اثيوبيه ارتفع بها الي عنان السماء
- الهروب الي الامام في مواجهة كورونا كارثي
- جائحة كورونا تفاقم الكارثه المائيه الوشيكه
- هل ستدافع الانظمه العربيه فعلا عن النيل؟
- مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير
- ثوراتنا العربيه لن تعرف التوقف الا قليلا
- الثوره السودانيه وخطر الانقلاب العسكري
- الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي
- اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده
- معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه
- الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه
- نفور جماهيري من محاولات هيمنة الاخوان علي تحركاتها الثوريه
- الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الاطماع الاثيوبيه تفرض هدم سد النهضه فرضا