أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - مفاوضات سد النهضه تتجه للشلل والنيل في خطر















المزيد.....

مفاوضات سد النهضه تتجه للشلل والنيل في خطر


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فوجئ الشعبين المصري والسوداني, مع الفشل الاخير لمفاوضات سد الموت والعار , ان مصر حكم السيسي تقف مع اثيوبيا في مواجهة الموقف السوداني, حيث اصر السودان علي شمول الاتفاق الملزم لكل ما يتعلق بقضايا الخلاف ,وقبل اي شئ آخر شمولها لما سيترتب علي نقص مستهدف من اثيوبيا لمياه النيل الازرق من اضطراب بل وخلل في الوضع المستقر منذ عقود للتوليد الكهربائي, ولكميات المياه المنصرفه بصوره يوميه الي خلف سد الروصيرص نحو الشمال , فالروصيرص مضبوط انشائيا وتصميميا توليدا وتصريفا وتخزينا علي اساس انه يعترض مياه النهر بعد هبوطها من اثيوبيا ومرور فيضان النهر البالغ قرابة ال 50مليار متر مكعب , والتي صار يعترضها الآن اولا سد النهضه الذي سينقص التصريف المائي للنيل الازرق في ظل تشغيله في يوليو المقبل بمقدار 5, 13مليار متر مكعب, وهو المقدارالذي اعلن وزير الري الاثيوبي مؤخرا عن حجزه هذا العام بغض النظر عن توقيع اتفاق من عدمه.
وما يزيدالطين بله,ان التصريف المائي للنهر متفاوت وفقا لغزارة الفيضان , فهو يبلغ مثلا في يوليو الذي اعلنت اثيوبيا انه ستبدا الحجز خلاله يبلغ تصريفه المائي 4, 4مليارمتر مكعب, وحجز هذه الكميه المتعود عليها السودان مياها وكهرباء وزراعه , تعني في الحقيقه خساره فادحه وجسيمه, واذا كان تصريف اغسطس مرتفعا ويصل حوالي7, 17متر مكعب فان حجز ال 5, 13 مليار المعلن عنها خلاله لا تبقي للسودان الا حوالي 4 مليارات, واذا توزع الحجز المزعوم بين اغسطس وسبتمبر فانه لن يمرر الا قرابة نصف احتياجات السودان ,وغير ذلك يعرض السودان للجفاف حال انخفاض الفيضان , والخلاصه ان الامر جدلا هزل فيه ولا تصيد من جانب السودان لاثيوبيا, فهو لا يعتمد علي مخزون قرني في الروصيرص يصلح كمخزون بحيرة ناصر للمساهمه في ضبط الامور.
واذا كانت اثيوبيا قد حاولت طمأنةالسودان الي لجؤها لاهون صيغه, رغم ما سينجم عنها من اضرار مؤكده مهما تكن اقل من الحجز السداح مداح , ورغم الوعد باطلاعه علي معدلات التصريف اليومي بعد حجزها لما قررته, الا ان السودان ومن خلال تجربه مره في الفيضان الماضي لم يجد في ذلك التطمين الاثيوبي ما يمكن الاعتداد به , فقد يغير الاثيوبي رأيه لاي سبب , او يستخدم ذلك دوما كاصبع موجوع للسودان , ومن هنا الاصرار علي تضمين معدلات التصريف اليوميه في اتفاق مدروس وفقا لما يتطلبه تشغيل سد الروصيرس, علي ان يكون هذا الاتفاق جزءا اساسيا في الاتفاق الملزم الذي ينشده وحكم السيسي مع الاثيوبيين.
في الفيضان المنصرم فاجئ الاثيوبيين السودان ومصر في الحقيقه وحتي يخطفوا اصرارهم علي الحجز خطفا , بما اسموه الملء الاول والذي كان في حدود 5, 4مليار متر مكعب, والذي خفف من غلواء تأثيره السوداني , ارتفاع الفيضان لدرجة اغراقه لشواطئ النيل وقراها بل ومدنها, وهو ما اثر رغم ذلك علي معدلات سحب مأخذ محطات الكهرباء السودانيه , وكذا علي معدلات محطات تنقية المياه, فالحق بالسودان اضرار كبيره غير مسبوقه , نبهت السودانيين الي خطر جديد لتشغيل سد النهضه , يضرب حياة السودان علي الاقل بين الروصرص والخرطوم صناعة وزراعة ومياه نقيه في مقتل.
ولقد اثرت مستويات التوتر الحدودي الجديده في منطقة الفقشه , خصوصا بعد تمرد التيجريين ولجؤ عشرات الآلاف منهم للسودان, علي علاقات السودان بحكم آبي احمد !
مما صار يحيط اي اتفاق بين السودان واثيوبيا الآن بعدم ثقه مناقض لتحالفهم السابق في زمن المقلوع البشير, ولدرجة توقيعه لاتفاق تعاون عسكري مع اثيوبيا لم يكن خافيا انه ضد مصر.
كما يؤثر مجئ بايدن علي مدي الثقه بين السودان والاداره الامريكيه الجديده , ليس فقط باعتبار التطور في علاقة السودان بامريكا والصهاينه يعتبر"انجازا" ترامبيا و مرتبط بالاغلبيه الجمهوريه في الكونجرس, بل لأن علاقة الديموقراطيين باثيوبيا اوثق في سياق الاستراتيجه الامريكيه الديموقراطيه في القرن الافريقي ,المختلفه عن توجهات ترامب التي وصلت لتحريض المصريين علنا علي ضرب السد الذي كان قد باركه اوباما بكل قوه .
واذا كان السودان قد فضل مزيدا من تدخل الاتحاد الافريقي كضمانه, اضافة لشمول الاتفاق لقضيته الاكثر الحاحا, معتمدا بالطبع علي بعض اصدقاءالسودان الافارقه, فان هذا الاتحاد معروف عنه انه اقرب للديموقراطيين,
وهكذا وجد حكم السيسي المتلهف علي اي اتفاق , حتي لو نص علي حجز اثيوبيا لل 5, 13مليار الذي تنتويه واعلنت عنه بالفعل, في موقف السودان تعارضا مع لهفته, ومع استنجاد السودان بالاتحاد الافريقي والدعوه للمزيد من تدخل الاتحاد, ما يفتح الباب امام مماطلات جديده, رغم اتفاقه التام بالطبع مع السودان في ضرورة الالزام , فهو من اقترحه اصلا , وهو ما صار اكثر الحاحا بعد مجئ بايدن ايضا , حيث يهدد مستوي الضغوط الامريكيه الديموقراطيه المتوقعه عل حكم السيسي باستخدام الديموقراطي لورقة النيل وسد النهضه وهو ما سيشكل للاثيوبيين هديه هبطت من السماءالسابعه, لتستمر في اطماعها كما تهوي, وهو ما سيدعمه الاتحاد الافريقي من كل بد.
والنتيجه ان مصر واثيوبيا صارتا في مواجهة السودان لاول مره منذ بدء بناء هذا السد الاجرامي, مع ان انضمام مصر السيسي الي الموقف السوداني كان سيشكل ردعا غير مسبوق لاثيوبيا , في امكانه وضع خطوط حمراء امام جميع دول العالم ان حاولت الاستثمار في الزراعه الاثيوبيه بمياه نيلنا, وكان يمكن ان يطور موقفنا العسكري بصوره حاسمه , ولكن حكم السيسي الذي لا يعارض السد, ومنح توقيعه علي التفريط في حصتنا التاريخيه في اتفاق اعلان الخرطوم , والذي لا ينوي علي ما هو واضح اي تصدي فعلي لاثيوبيا خارج مائدة التفاوض , والذي تقوم خطته علي ما يبدو من عدة دلائل علي الاستعداد لتحمل نقص مياه النيل حتي لو كان هذا النقص فادح, ويمكن ان يشرد ملايين الفلاحين والعمال الزراعيين في مصر, ويضعف من تنافسية الصناعه ويحاصر توسعها بالتالي , طالما ان ارباح الراسماليه الحاكمه لن تتأثر , ويمكن تعويض اي نقص فيها بسبب السد من خلال التجاره في الكارثه ذاتها !
وفي ظل كل ذلك , فان حكم السيسي في الحقيقه يوفر للنظام الاثيوبي فرصة عمره, حيث سيحجز كل ما يحتاجه بدءا من العام المائي المقبل في يوليو 2021 , وسيمرر للسودان ما يسمح هو فقط بتمريره , وبالشروط التي تلائمه, و"يفلفص" من اي اتفاق ملزم بصوره نهائيه بحجة ان السودان غائب عن الاتفاق الثلاثي المهدد بان يحل محله اتفاق ثنائي يقر حجز هذا العام المائي المنشود اثيوبيا مهما بلغ مقداره وقد صرنا منفردين امامه ( ككامب ديفيد ), وينتهي بالنص المأساوي الانشائي الفارغ تماما والذي جربه السيسي : علي الا تعمل اثيوبيا علي اي اضرار بمصالح مصر.
الخطير ان اثيوبيا وحتي يوليو ستكون قد اخذت فرصه كافيه لتركيب اكثر من توربينين, وقد تصل لتركيب ثمانيه علي الاقل, فاذا كان مقدار الحجز 5, 13مليار المزعوم جري تحديده علي اساس عدم قدرتها علي حجز اكثر منه بسبب تأخرها في بناء توربينات اكثر وصولا لل 16 توربين المعلن عنها, فما كان متوقعا ان يكون متاحا خلال 2020لم يكن يتعدي توربينين, وكان امل الاثيوبيين ان ينتهوا منهما في اكتوبر الماضي ويحجزوا المقدار المعلن الذي يسمحوا به, ثم جري التأجيل حتي يناير, وهو ما قد يكون قد حدث ولكن الفيضان انتهي منذ ديسمبر الماضي, وهكذا فان ثمانية اشهر اخري امامهم لينتهوا منها وغيرها ويعلنوا عن حجز ما تسمح به التوربينات كلها والذي قد يصل الي رقم مرعب , اخطر ما فيه انهم لن ينتظروا مشورة احد ولا الاتفاق مع شركاء , فالامر قد صار واقع عتيدا لا قبل لاحد بمواجهته الا بدمار السودان تماما وقد يصل الامر لدمار السد العالي ذاته ان فكرت مصر في ظل حكم السيسي او غيره في توجيه ضربه عسكريه لسد الموت والعار.
وحتي ان تقوم اثيوبيا بحجز ما تستطيع حجزه فعليا هذا العام , فانها ستكون قد حازت القدره عليذلك في العام المقبل ,, ويديها حره تماما الا في الحدود التي ستفرض نصها علي حكم السيسي , الذي ان فكر في الصراخ انئذ فلن يسمع الارجع الصدي , مع خزان صار يخزن قرابة العشرين مليار متر مكعب , وتكون مصر والسودان علي ابواب هلاك نيلهما وقاعدتهما الاقتصاديه وبنيتهما التحتيه السدوديه , بصوره دراميه لم يمر بها احد من شعوب المعموره عليهذا النحو المأساوي
ولن يخلو الامر بالطبع من لغوصه اماراتيه وصهيونيه وقطريه, مما يهدد بالمزيد من التعطيل والشلل, وفرض ارادة النظام الاثيوبي وشركائه الخلايجه والصهاينه والاوربيين والصينيين الخ, في نهب النيل المصري السوداني ونهب اراضي فقراء اثيوبيا , الذي سيستخدم قهره وبطشه بالتمرد التيجيري وبالتمردات العسكريه في الجيش , لارهابهم وتشريدهم وتشغيلهم خدم للساده القدامي والجدد.
وهكذا فان مفاوضات سد الموت والعار قد انتقلت من العبث,الي الشلل الممهد لفرض الخطربصوره لم تخطر علي بال الديكتاتور الاثيوبي.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع السوداني الصهيوني خطير وكارثي
- انتفاضة سبتمبر الظافره تدشن افق ثوري جديد
- الانتفاضه الشعبيه المصريه الراهنه عماليه وفلاحيه بامتياز
- الابعاد الخطره للتطبيع الخليجي الصهيوني
- لا ترقصوا مع الذئاب
- فوائد لاثيوبيا ومصائب لمصر والسودان
- حكم السيسي يواجه اطماعا اثيوبيه ارتفع بها الي عنان السماء
- الهروب الي الامام في مواجهة كورونا كارثي
- جائحة كورونا تفاقم الكارثه المائيه الوشيكه
- هل ستدافع الانظمه العربيه فعلا عن النيل؟
- مبارك واره التراب ولا عزاء للجماهير
- ثوراتنا العربيه لن تعرف التوقف الا قليلا
- الثوره السودانيه وخطر الانقلاب العسكري
- الخضوع للضغوط الامريكيه حقق الموقف الاثيوبي
- اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده
- معاداة الثورات الشعبيه التحاق فعلي بالامبرياليه
- الكارثه المائيه في لحظتها الراهنه
- نفور جماهيري من محاولات هيمنة الاخوان علي تحركاتها الثوريه
- الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها
- فلتكن مليونية اليوم يا سودان الثوره اشد وابلغ


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - مفاوضات سد النهضه تتجه للشلل والنيل في خطر