أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟














المزيد.....

الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن التواصل والاتصالات السريعة المعاصر وضمن مجتمعات ازدادت حساسيتها، وبالترابط عضويا مع زيادة التخصصات وتنوع المهن، نلاحظ طغيان للمصطلحات المهنية، بل ثمة مبالغة في استعراض المسميات المرتبطة بالمهن، بعضها مستجد وبعضها الآخر قديم يتم اعادة احيائه، وليس ثمة عيب في تقمص الصفة المهنية، سوى الاستخدام غير المناسب في المكان والزمان غير الضروريين. فما المصطلحات الجديدة الطاغية كالمحلل الاستراتيجي أو السياسي، أو الباحث الاقتصادي، أو الأكاديمي... وحتى آخر القائمة، الا أمثلة تؤكد كل لحظة على الجنوح الى نوع من التباهي بالمرتبة أو درجة التحصيل العلمي… ما شجعني على التذكير بمثالب هذه الظاهرة هو العتب الذي وصلني من بعض الأصدقاء لعدم مشاركتهم في الندوة الحوارية التي نظمها مركز آسو للدراسات الاستراتيجية في عامودا. لقد عقدت الندوة تحت عنوان :"دور الأكاديميين في الحوارات وتعزيز الثقة بين الفاعلين المحليين". الحقيقة عندما تم استشارتي لتوصيف الأكاديميين، لجأت لتصنيف علمي مهني بسيط ومعاصر، يكمن في اعتبار كل من يحمل درجتي الماستر والدكتوراه خريجا أكاديميا، كما يعد كل من عمل في مهنة التدريس في المعاهد والجامعات أكاديميا حتى لو حمل درجة البكالوريوس فقط، كون التعليم الأكاديمي هي مهنته. من جانب آخر يعد كل من يشتغل في حقل البحث العلمي المواز للمعاهد العليا والكليات في إطار مناهج البحث العلمي هو عامل في الحقل الأكاديمي وان لم يدخل قاعة التدريس، وفي المحصلة تصنيف الأكاديمي يستند الى شروط ثلاثة، أولا الشهادة العليا، ثانيا العمل في الحقل الأكاديمي تدريسا أو بحثا، وثالثا وهو الأهم أن يكون له منتج أكاديمي، بمعنى أبحاث علمية سواء على شكل دراسات مختزلة، أو كتب مفصلة.
إن إعطاء بعض الأرجحية للشخصية الأكاديمية في عدد من المحافل والندوات كالتي نظمها مركز آسو للدراسات بمدينة عامودا، أي دعوة الأكاديميين لإبداء الرأي في مواضيع ضمن حقل الشأن العام. ومع ذلك يفترض أن يتم اختيار من يهتم بحقل الشأن العام في المقام الأول، فلم يتم دعوة من يهتم بتخصصه العلمي فقط... ان ظاهرة وجوهر ترجيح وزن الأكاديمي يمكن احالته إلى أن الأكاديمي يفترض أن يمتلك منهجا علميا وله مقاربته وتناوله العلمي المنهجي الدقيق للمسألة العامة موضوع البحث والنقاش، ولذلك تم تجميعهم في جلسة خاصة لرفع سوية المعالجة.
وبهذه المناسبة، ولأن عدم معرفة حدود مصطلح الأكاديمي من قبل الكثيرين، سنذكر بأصل المصطلح ونشأته التاريخية، إذ أن صفة أكاديمي مشتقة من مجمع تعليمي (أكاديمية)، والتي تأسست في اليونان القديمة، حيث اشتق المصطلح في جذره من اسم البطل الأسطوري (أكاديموس)، الذي كان بطلا وإلها للمعرفة، فجذر أكاديمي مقدس مبجل بصيغة ما، لأن اليونان كانوا يقدسون الحكمة، وتم تأسيس أكاديمية أولى في القرن الرابع ق. م، تنسب إلى أفلاطون، الذي جعل الأكاديمية محاطة بالجدران وتحتوي على بساتين مقدسة من شجر الزيتون مخصصة لأثينا إلهة الحكمة. استمرت الحياة الأكاديمية اليونانية التي اسسها أفلاطون حتى سنة 529 ميلادية اذ قام الإمبراطور الروماني جوستنيان بإغلاق الأكاديمية معتبرا إياها من المعاهد الوثنية. وبذلك باتت الحياة الأكاديمية في بمواجهة السلطتين الدينية والدنيوية. لذلك وبصرف النظر عن تحولات الفكر الأكاديمي والعلوم الحديثة، تبقى روح الرفض وعدم الاستسلام للترهات من مكونات الشخصية الأكاديمية. الشخصية التي تلتزم بمنهاج للبحث العلمي التابع لإحدى الجامعات الرسمية، علما أن قواعد هذه الأبحاث الصارمة باتت محل انتقاد من قبل الكثيرين من العلماء والباحثين الذين يفترضون بأن قواعد البحث الأكاديمي تبتعد كثيرا عن البحث العلمي الموضوعي، إذ يعتبرون أن أساتذة الجامعات هم أبعد ما يكون عن التجرد التام والالتزام الدقيق بالمعرفة العلمية، كذلك يعد هؤلاء المنتقدون للحياة الأكاديمية أن آليات البحث الأكاديمي تقلل من رأي الباحث وحرية الرأي، وتمجد من المصادر وترفع من قدسيتها وتغالي في التوثيق على حساب متن البحث نفسه. وأشد المنتقدين لسلبية الأكاديميين كان عبد الوهاب المسيري، لدرجة أن كتب: "كلمة أكاديمي قد فقدت معناها، وأصبحت تشير إلى أي شخص عديم الخيال، يلحق ببحثه قائمة طويلة بالمراجع، ويشرح أطروحته بطريقة مملة، ولا يبدي أي رأي ... والهدف عادة من مثل هذه الكتابات التي يقال لها أبحاث رغم أنها والكلام مازال للمسيري لا تنبع من أي معاناة حقيقية ولا تشكل :بحثا عن أي شيء هو زيادة عدد الدراسات التي تضمها السيرة العلمية للأكاديمي صاحب الدراسة، فتتم ترقيته.. قد تقوم الدنيا ثم تقعد، وقد يقتل الأبرياء وينتصر الظلم وينتشر الظلام، وصاحب (البحث) لا يزال يكتب ويوثق ويعنعن وينشر، ثم يكتب ويوثق ويعنعن وينشر".
ما أردت توضيحه في هذه العجالة أنه مهما ظهرت قوة الألقاب وارتفع رنين معدنها، فهي في المحصلة مؤشر على المهن وليست تكريما أو تشريفا لحاملها، سوى التقدير الموضوعي لتعبه في التحصيل العلمي، واعطاء صفة أكاديمي لشخص لا تتجاوز في جوهرها دلالة حقل عمله وطبيعة مهنته، ومن يفكر خارج ذلك أو يتوهم بقيمة مضافة ومرتبة أعلى من سويات باقي أفراد المجتمع فهو مخطئ والمشكلة ستكون عندئذ في منظومة تفكيره التي ستخرج بالضرورة من الحقل الأكاديمي. وبشكل خاص ثمة من يود اقحام الأكاديميين في صلب الحياة الحزبية، بل ثمة من يود منافسة قادة الكتل السياسية والأحزاب في مواقعهم، داعين الى زحزحتهم لصالح الأكاديميين. أفترض أن أبعد شريحة عن حقل المنافسات الحزبية هي حقا شريحة العلماء والأكاديميين الغارقين في تخصصات علومهم وعوالم معارفهم. وما تصدر شخصيات ضحلة علميا قيادة كبريات دول العالم كترامب وبوتين وأردوغان سوى اشارت ذات مغزى لمن يقرأ المشهد المعاصر.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الكناس
- رسائل معدنية متبادلة: العراق وكوردستان هما الضحية
- أصل نظام التفاهة
- معركة كوباني: أسست لأممية ناعمة في مواجهة إرهاب متوحش
- استثمار التطرف التركي – الايراني؟
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (2)
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (1)
- ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي
- الحاجة للخديعة والحنين للحماقات
- عبثية الحروب في رواية كهرمان
- غرق مدينة أم تدمير حضارة
- الشركات تضع يدها على عمارة الفقراء
- متى تستغني الجبال عن السلاح؟
- نحو رسم ملامح المدرسة المعمارية السورية
- دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين
- مقاربة جديدة لمسألة الهوية والخصوصية في العمارة السورية
- هل ولد الكتاب المقدس في بابل؟
- لماذا تنعطف أمريكا نحو اليسار؟
- الحرب الأمريكية الإيرانية المؤجلة
- بعد سبعين سنة من تأسيس الناتو: الثوابت والمتغيرات


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟