أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - الديمفراطية














المزيد.....

الديمفراطية


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعلَّ ولع المجتمعات العربية بالتحرر والخروج من ربقة المحتل، والاستعباد السياسي والاقتصادي جعلته يتبنى أي فكر دعى إليه الداعي أو نادى به، دون تمحيص أو تفكير، فأصبحت أفكار الأعداء أفكار تتبنى كأفكار وطنية هادفة إلى تحقيق الحلم المنشود بوطن حر خالٍ من المحتل، ووصلت في البعض إلى التفريط بالحقوق والثوابت تحت دواعي تحقيق المصلحة الوطنية، وقد أمسى هذا التيار مسيطراً ويدير دفة الأمور خاصة في وطننا المكلوم، وقد تم الدعوة إلى ذلك تحت مسميات كثيرة منها حكم الأغلبية والديموقراطية والمكروه اللابد منه وغيره من المصطلحات التي يحاول أصحابها إعطاء بُعد أخلاقي وقانوني لأفعال لا تمت للأخلاق أو القانون او الثوابت الوطنية بصلة، وأخطر تلك المصطلحات أكذوبة تفويض الشعب التي يتشدق بها من لم يحصل عليها ويحاول من خلال اعلامه البائس وديكتاتوريته المجحفة الايحاء بها، من هنا جاء نحتنا لهذا المصطلح من كلمتين تجمعان أمرين متمايزان وتوظيفهما لتحقيق مآرب سياسية لمصالح ذاتية ضيقة، خدمة للمحتل بالتفريط بحقوق من يتولون أمره زوراً وبهتاناً وتحقيق مكاسب خاصة من خلال هذا التفريط، إذن مصطلحنا أتى من الديموقراطية والتي تعني بأبسط صورها: شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة؛ إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطية، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية. ومصطلح ديمقراطية مشتق من المصطلح الإغريقي δημοκρατία باللاتينية: (dēmokratía) ويعني: حكم الشعب لنفسه، وهو مصطلح تمت صياغته من شقين δῆμος (ديموس) الشعب و κράτος (كراتوس) السلطة أو الحكم في القرن الخامس قبل الميلاد للدلالة على النظم السياسية الموجودة آنذاك في ولايات المدن اليونانية، وخاصة أثينا. وفي جميع الحكومات الديمقراطية على مر التاريخ القديم والحديث، تشكلت الممارسة الديمقراطية من فئة النخبة حتى مُنح حق العتق الكامل من العبودية لجميع المواطنين البالغين في معظم الديمقراطيات الحديثة من خلال حركات الاقتراع في القرنين التاسع عشر والعشرين. اذن هذا أبسط تعريف للديموقراطية وأكثرها تداولاً من ناحية لغوية وتاريخية وسياسية وأمّا التفريط فيمكن تعريفه بالمثل: فهو مصدر قولهم: فرط في الأمر يفرط بمعنى قصر، وهو مأخوذ من مادة (ف ر ط) التي تدل على إزالة شيء عن مكانه، وتنحيته عنه. يقال: فرطت عنه ما كرهه، أي نحيته، هذا هو الأصل، ثم يقال: أفرط. ويؤخذ منه أن التفريط: هو التقصير والوقوف دون الحد في الأمور. وبمعنى آخر تقديم العجز على القدرة، ونخرج من هاذين التعريفين بتعريف لمصطلحنا، فالديمفراطية: ادعاء الحصول على تفويض من الشعب لسياسة أموره عامة والتقصير بها بادعاء الحفاظ عليها تحقيقاً لمآرب خاصة بالتفريط بحقوق العامة. ولو أردنا إيقاع هذا المصطلح على نظام سياسي لوجدنا أن معظم الأنظمة العربية تصلح للتوصيف الإجرائي لهذا المصطلح وتعطي صورة شديدة الوضوح له، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وخلو الساحة السياسية عمداً أو سهواً أو جهلاً من النخب السياسية الفاعلة، ونحن نرزح تحت عبء أنظمة فاسدة تدعي وصولها للحكم عن طريق الديمقراطية -وهي منها براء- وتمارس التفريط بالحقوق العامة لحصد مصالح خاصة.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تعريفية لدور المفوضية السامية لحقوق الإنسان
- يوميات الحجر الصحي في العصر الكوروني
- جرائم حرب تُرتكب في غزة
- المصالحة الفلسطينية على أُسس منهارة
- فيروس كورونا؛ كوفيد-19 ومناعة القطيع بين المنطق الطبي والاقت ...
- مشروع مقترح لمقاضاة المملكة المتحدة لجرائمها ضد الشعب الفلسط ...
- القهوة؛ الخمر الحلال
- مَيَا خليفة والخليفة البغدادي
- المغربي الذي خدع اسرائيل
- هل سيمسي الكون في جوف ثقب أسود عملاق؟
- نشأة اﻹله، فرضية منطقية للتطور
- الأسس الفلسفية للرب
- قوم مدين؛ أول من فرض الضرائب في التاريخ
- المتلازمات وأنواعها وإمكانية التوظيف السياسي والاجتماعي والث ...
- الذهب الحي
- الصهيونية العربية
- كُنْهُ الله
- بناء منهجية بحثية تدمج بين العلم والدين والفلسفة...
- ما بين: ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً؛ ومبرهنة جودل لعدم الا ...
- مبرهنة جودل على وجود إله...


المزيد.....




- أمريكا ودول أوروبية تجلي رعاياها من إسرائيل وسط استمرارالتصع ...
- وزير دفاع أمريكا: لدينا خطط لكل شيء حتى لليوم التالي لضرب إي ...
- كيف سترد إيران على أمريكا إذا تدخلت عسكريًا في الحرب؟ مسؤول ...
- هدوء مشوب بالحذر في طهران: شوارع فارغة في ظل استمرار التصعيد ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الهجمات الإسرائيلية على ...
- عرض مشاهد لحطام صاروخ إيراني سقط على الأراضي الإسرائيلية
- المتحدث باسم عملية -الوعد الصادق 3-: الصواريخ المدوية لن تسم ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي سفيرة سويسرا بصفتها ممثلة للمصالح ...
- غوتيريش يدعو إلى تجنب تدويل الصراع الإسرائيلي الإيراني
- حرب وجود.. خامنئي يتحدى ترامب ونتنياهو


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - الديمفراطية