أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الأسس الفلسفية للرب














المزيد.....

الأسس الفلسفية للرب


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5762 - 2018 / 1 / 19 - 13:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأسس الفلسفية للرب
هل هناك حيثيات تنبؤنا بها أسس إمعان النظر الفلسفي بما يجعل الرب واجب الوجود؟ هذا سنحاول مناقشته عبر السطور الآتية...
فالمتفحص لإرجاء الكون عبر آداة القياس المتاحة (العقل) يجد أن كل شيء قائم على مبدأ السببية أو العلائقية، ولعل مرد نظرتنا لهذه الأمور على هذا النحو أن آداة القياس المتاحة مبنية على مبدأ السببية على الرغم من محاولات العقل في تطوراته الأخيرة النزوح إلى إلغاء السببية واللجوء إلى عدم الحاجة إلى وجود سبب أو محرك معين لحدوث الشيء، عبر أفكار ظهرت هنا وهناك مثل: طاقة كازمير وإزاحة لامبدا وغيرها، وهذا يحيلنا مباشرة وعن غير قصد ممّن وضع هذه الأفكار إلى العودة إلى مربع القوة الفائقة أو المحرك الكوني (الله)، الذي يجعل من لا شيءٍ ، شيء عبر المقولة الثيوقراطية بكافة الأديان (كن فيكون) فلو أمعنا النظر لوجدنا أنه لا فرق بين كن فيكون وبين طاقة كازمير فالاثنتين قائمتين على نفس الركيزة (إيجاد الشيء من العدم)، ولكن هذا الامر قد يصلح عند الأنة الأولى وفيما بعد نرى أن كل شيء يتوالد عبر السببية الحركية والتغيرات الحاصلة على طبيعة الطاقة والمواد والتحولات البينية فيما بينهما مخُلقتين كافة موجودات الكون الأخرى المرئية للعين والمجهرية منها، ولو عدنا القهقرى قليلاً لوجدنا أن نظرة العقل الأولى لما هو خارج هناك تحيله مباشرة إلى مبدأ السببية المعتاد للعين المجردة، نتيجة عدم تطور العلم إلى الدرجة التي سمحت لنا برؤية مظاهرة جديدة للكون عبر فيزياء الكم وفيزياء الطاقة العالية أو الجسيمات والنظريات المتلاحقة لنشأة الكون وفرضياتها المختلفة والتي يصب بعضها اتجاه كون السببية ليست ذات ضرورة لنشأة الكون، وبالتالي نشأة الأشياء التابعة، ومع ذلك سواء كانت السببية الحاكمة في العالم الجهري أو الغائبة في النشأة الأولى وفي بعض صور المادة فائقة الصغر كل ذلك يجعلنا نتنبئ بأن هناك من قاد هذا المشروع العظيم نحو البزوغ والظهور لنا، ولنا في مقال آخر تصور لعملية النشأة الأولى وتطور الكون ومخلوقاته عبر فكرة الأنتروبيا وتوزع الطاقة كمطلب حتمي للنظام القائم على الرغم من ظهور أبحاث خجلة في نهاية العام 2017م أظهرت عملية عكسية للأنتروبي القائم في الطبيعة، والفلاسفة في طريقهم لمناقشة فكرة العلة الأولى شهدوا ما تبعهم عليه المتأخرين من فكرة السببية والعلية لقصر المنظار المتاح لهم في وقته وقد استمرت هذه الرؤية ردحاً طويلاً من الزمن استغرق فترة المراهقة العقلية الأولى للبشرية امتداداً لبداية القرن العشرين، حينما تجرأ الفكر البشري على الخروج من عباءة تلك الفلسفات وحتمية نيوتن ومن سبقه من العلماء إلى لا حتمية الكم واللايقين وما تبعها من تطورات دراماتيكية استغرقت جلَّ القرن العشرين وما زالت آثاره تدرس وتبحث عبر عقول وآلات عملاقة تبذل الجهد والوقت للإجابة على الأسئلة المصيرية من أين أتينا ؟ وكيف أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
وفي كل يوم نصل إلى عمق جديد نحسبه الأرض الصلبة للمعرفة لنتفاجأ بصباح اليوم التالي بأننا نقف على أرض رخوة سرعان ما تذهب بنا إلى عمق جديد وكأننا أمام معرفة لا قرار لها، وبرأي أن هذا كله ناتج عن ضحالة المعرفة البشرية على الرغم من اعتقاد البعض أنهم امتلكوا زمام الامر بمعارفهم تلك، فلو نظرنا إلى عمر الكون الممتد إلى أكثر من 13.8 مليار عام والفترة التي نشأة فيها الحضارات البشرية الذكية لعلمنا أننا ما زلنا بذرة في ظهور آبائنا في المعرفة، والجانب الآخر الذي يدعونا إلى التواضع والتريث بأقصاء الرب أو إعلان موته بعد قيامه بهذه العمل الفني العظيم أو اتحاده بما صنع، هو أن معرفتنا مازالت تدور حول أقل من 4% من حجم الكون، ومن ألــ4% لم نكتشف إلا النذر اليسير، لذا علينا التواضع والقبول بفرضية الإله أسوة بباقي الفرضيات الأخرى بدل من أن ندفن رأسنا كالنعامة بالتراب لا لشيء سوى للظلم الذي أتت به الكنيسة للعلماء في القرون السالفة من الزمن. على الرغم من أخطاء تلك الكنيسة لم تعم باقي الأديان، وأن النصوص التي احتكمت إليها الكنيسة لم تنزل من الخالق ولم تكن أكثر من إضافات قام بها بعض رجال الدين دون احتكام لرب أو آثارة من علم، لذا وجب علينا ألا نستهجن أو نستبعد فكرة الرب هكذا اعتباطاً، وإلاّ أصبح العلم في العصر الحديث يقوم مقام الكنيسة في العصور الوسطى في قمع المخالفين.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوم مدين؛ أول من فرض الضرائب في التاريخ
- المتلازمات وأنواعها وإمكانية التوظيف السياسي والاجتماعي والث ...
- الذهب الحي
- الصهيونية العربية
- كُنْهُ الله
- بناء منهجية بحثية تدمج بين العلم والدين والفلسفة...
- ما بين: ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً؛ ومبرهنة جودل لعدم الا ...
- مبرهنة جودل على وجود إله...
- تاريخ الماء
- قانون رقم (0)؛ الخاص برواتب أعضاء المجلس التشريعي؛ والفئة ال ...
- قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...
- قراءة في أُسس التنمية والتقدم...
- استرجاع الصوت والصورة من الماضي
- البندقية؛ رومانسية الزمن الجميل...
- بخارى؛ سمرقند، حلم الطفولة...
- هل يقيم حديث استخراج ذرية آدم من ظهره الحجة على البشر؟ أو أن ...
- استخدام الرسوم البيضاء وشراء المشاريع المنهارة والمفلسة بدول ...
- هل الروح أداة الاتصال بين الله والبشر؟
- صمت الإله
- حمورابي وتعاليم السماء


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - الأسس الفلسفية للرب