أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - قراءة في أُسس التنمية والتقدم...















المزيد.....

قراءة في أُسس التنمية والتقدم...


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في أُسس التنمية والتقدم...
هناك أسس لا بد منها لكل من أراد أن يسلك سبيل التنمية والتقدم والتحكم على مستوى الإقليم أو العالم أو الكون أن يعتمدها، وهي بمثابة الأركان للبنيان، ودونها يصبح الحديث عمّا ذكرناه سابقاً محض هراء وحرث في الماء، وهذه الأُسس هي: الفكرة (العقيدة)؛ والتدبير والإدارة؛ والقوة؛ والمال؛ والعلوم والتكنولوجيا(المعرفة)؛ والطاقة؛ والإعلام، وقد يتساءل مُتساءل عن حصر الأسس بسبعة فقط؟ نقول له أن ما تبقى من أُسس لا يتجاوز أن يكون فِرع من أحد الأصول، وسنستبين سبيل تلك الأسس عِبر مقالتنا -الموجزة- هذه:
الفكرة (العقيدة): وهي ما ولدت من إعمال العقل في نفسه؛ وفي حاضنته (الإنسان)؛ وفي بيئته الخارجية(الكون)، وما ينتج عن هذا الإعمال من فرضيات؛ يمَيزُِها بآتون التجربة العملية؛ وما يتولد عنها من نظريات يختبرها الواقع مرة بعد مرة، حتى تصبح قانوناً لا حياد عنه، إلاّ بما يحل أواصره من عين الفعل الأول، وبما يفرض واقع جديد له نفس الخطوات والإجراءات دون حياد عن السبيل الذي يقبله العقل المبني على قواعد المنطق العلمي السليم، ويتبع ذلك بأن يصبح هذا القانون عقيدة يتبناها القائمون عليها كبرنامج عمل الهدف منه الوصول إلى غاية عليا تختلف باختلاف البناء الفكري والاجتماعي والثقافي لذلك المجتمع، ومن ثم العمل على تشريب أفراد المجتمع هذه العقيدة المبنية على العقل منذ الطفولة المبكرة عبر السلوك الواعي من المؤسسة الحاكمة والعائلة الحاضنة، ممّا ينتج عنه مجتمع عقائدي بالفطرة العقلية لا الفطرة النقلية، بحيث يصبح هذا المجتمع قادر على الدفاع عن مصالحه حتى الرمق الأخير، وقد يندرج تحت هذا الأساس -وبقوة- منظومة الأخلاق والقواعد الطبيعية، وللوصول إلى هذا المستوى يجب العمل على إظهار الغاية وتوضيحها للمجتمع، وإيجاد مجموعة من المنظرين الفرديين والجماعيين؛ الذين تنبتهم خصوبة التربة المتاحة للتفكير والابداع، بالإضافة لإتاحة الفرصة للغير لاكتشاف السبيل، وتبيان الغاية المرجوة كغاية عامة لا تتعارض مع التغيؤ الفردي لأفراد المجتمع، ولابد أن ينتج هذا الفكر الجمعي مجتمع موحد يحمل فكر متقارب لا يتنازعه إلا همّ تطور الوطن وتقدمه، وهذا السبيل قد اختطته الكثير من المجتمعات في سبيلها للترقي وسيادة الكون.
التدبير والإدارة: هو القدرة على معرفة الموارد المتاحة وتوظيفها ضمن أعلا درجات الكفاءة والرشدانية بما يحقق للمجتمع غايته وأمانيه، وهذا التعريف يتطلب من المؤسسة الحاكمة الحرص على بناء منظومة إدارية كفؤة مؤمنة بعقيدة الدولة، والأصل العمل على اختيار تلك الفئة ضمن مسابقات قومية يتم عقدها كل حين، وتكون تحت وصاية لجان منتخبة من الشعب، وليست معينة من قبل الحكومة، وأن يتم وضع إجراءات واضحة وشفافة لعمل هذه اللجان، مع إعطاء الشعب الحق في الطعن بأي عضو ليس ذو كفاءة أو يكتنفه الفساد، وأن يتبع هذا الاختيار فترة دراسية نظرية تنشأ من أجلها مدارس متخصصة في الإدارة العامة على أن يكون التدريب العملي في نفس دوائر صنع القرار الرسمي للدولة، وهنا نؤكد أن الاختيار يكون بعيد عن العرق واللون على قاعدة التولي للكفؤ القوي الأمين.
القوة: هي تلك القُدْرة الذاتيَّة، سواء كانت سياسيَّة أَو صِناعيَّة أو ثَقَافِية أَو عَسْكَريِة على الحُكْم وبَسْط السِّيادة والنُّفوذ، وهي بهذه الصفة تحفظ للمجتمع حقوقه وتبني المهابة في نفس أعداءه، وتكون بمثابة الدرع من الجسد، والأصل العمل على بناء ذاتيتها وتنميتها في وجدان أفراد المجتمع بتوفير البنية الفكرية سابقة الذكر -كأداة حاثّة-وبتطويع المال والعلم والتكنولوجيا، وهذا يتطلب توفير البنية التحتية للصناعات الدفاعية وبناء نظام لوجستي كفؤ يشمل إقليم الدولة بأكمله على أن تتنوع وسائلة من نقل بري وبحري وجوي؛ ومخزون استراتيجي؛ وخطط بديلة، هذا فيما يتعلق بالقوة العسكرية، امّا القوة السياسية فتعتمد على إيجاد نظام شوري ديموقراطي يتيح تولي الأكفأ، بالإضافة لضرورة إيجاد المعاهد التي تخرج سياسيين على نفس القواعد التي أشرنا إليها بأساس الفكر أو العقيدة، أمّا بالنسبة للقوة الثقافية فيجب العمل إبراز جوانب التفوق والعراقة الثقافية والحضارية للإقليم؛ بحيث يعطي قيمة مضافة لقوة الدولة وهيبتها، أمّا الصناعة فهي الهيكل الذي تقوم عليه قوة البلاد ونهضتها وتطورها وريادتها، والصناعة هي ناتج لعدة أسس أخرى منها توفر الأمن والحرية والديموقراطية والقانون ومراكز البحث العلمي والجامعات المتميزة والبنية التحتية المتطورة والاتصالات وغيرها.
المال: وهنا لسنا بصدد تعريف بدهي للمال، ولكن القصد هو تلك الميزة للحصول على أي شيء دون عائق بامتلاك تلك القدرة التي يخولنا إياها المال، وبهذه الصفة يصبح المارد بمصباح علاء الدين، وفرك هذا المصباح يعطي لصاحبه الكثير...ولا يغيب عن ذهننا ما يبنى على هذا الأساس من الأُسس الفرعية التي لا تعد ولا تحصى، لذا نجد المجتمعات -الواعية السليمة من آفة الفساد- تحرص على تنمية محفظتها الادخارية كوسيلة لتحقيق غايتها المرجوة، وهذا بحاجة إلى تطوير حس الادخار الفردي في المجتمع؛ الذي يتبعه استثمار لتلك المدخرات لصالح المجتمع والفرد سواء بصيغة تكافلية أو أي صيغة أخرى يتوافق عليها المجتمع، أيضاً العمل على الاستفادة من ثروات الإقليم بحيث تكون رافد فعّال للخطط والمشاريع التي ترسم بوحي من الغاية المُراد الوصول إليها.
العلم والتكنولوجيا؛ (المعرفة): هومجموعة المعارف التي تَمكّن الإنسانُ من الوصول إليها، وتعلمها، والتعرف عليها، والاستفادَة منها في المجالات المخصصة لها، ويعرف أيضاً؛ بأنه: الملاحظة الدقيقة للعوامل المحيطة بالبيئة، والقيام بتطبيق التجارب العملية؛ والواقعية من أجل التعرف على حقائق جديدة؛ أو تطوير معلومات كانت معروفة مسبقاً، أمّا التكنولوجيا فهي: مجموعة الطُرق العملية، والعلمية التي تساعد على تطوير شيء ما، بالاعتماد على الوسائل المتاحة لذلك، كالأدوات، والمعدات، والمهارات، وتعرف أيضاً، بأنها: القدرة البشرية المكتسبة من العلم، والتي تساهم في ابتكار، واختراع أشياء جديدة لم تكن معروفة مسبقاً، أو تساعد في الوصول إلى نتائج إيجابية، وهما بهذه الصفة بمثابة الولد من الوالد، لذا تحرص المجتمعات صاحبة الغاية والرسالة أن تنميهما معاً، بتطويع المال والفكرة والقوة إذا لزم الأمر، وبحال امتلاكهما يصبحان مصدراً أساسياً لبعض الأسس الأخرى ( المال؛ القوة)، ونرى هنا أن العلاقة بين بين القوة والمال والعلم والتكنولوجيا علاقة تداخلية توالدية تكاملية، لا غنى لأحدهما عن الأخر، وبنفس الوقت، فهم بمثابة الحامي الأمين للأساس الأول (العقيدة)، والذي عمل على إيجادهم وتطويرهم، وهذا لا يكون إلا بتطوير شبكة قومية من المدارس بالتوازي مع تطوير منهج تعليمي يمتاز بالحيوية والقابلية للتغيير والتعديل المستمرين بما يضمن توفير أحدث المعلومات العلمية والتكنولوجية، كذلك ضرورة أن يواكب ذلك شبكة من الجامعات الحديثة ومراكز البحث العلمي المتخصصة، وأن يؤخذ بالحسبان تواءم مخرجات التعليم مع حاجة المجتمع وبما يلبي حاجة القطاعات المختلفة للكفاءات المدربة المسلحة بالعلم والتدريب السليم، ولا بد للتعليم المهني والتكنولوجي أن يكون له دور محوري وجوهري ضمن مفاصل تطوير البنية التحتية للعلم والعرفة ذات الغاية الموسومة والمرجوة.
الموارد الطبيعية والطاقة: وهي ما تجود علينا به خاصية الإقليم من مقومات يختص بها: مثل المعادن والبترول والغاز وغيرها، وتستلزمها ضرورة تكوين حضارة الإنسان وسيطرته، وبحال عدم توفرها يجب العمل على توفير احتياطي استراتيجي منها، فهي بمثابة الدم للإنسان، ودونها نفقد أحد المقومات الرئيسة للتنمية والتقدم، وقد أدرجت هذا الأساس بشكل منفرد، على الرغم من أنه قد يكون متولد عن أساس آخر وهو المال، إلاّ أن تمتع إقليم الدولة به يجعل منه أساس يحمل صفة الفردية والتميز. ولا بد هنا من وجود خطة قومية للتنقيب والبحث عن الطاقة والموارد الطبيعية ووضع الخطط الملاءمة لاستغلالها بطريقة تضمن الاستفادة القصوى منها دون استنفاذ مقومات البقاء للأجيال القادمة، كذلك العمل على إيجاد مصادر غير تقليدية مما تجود به خصوصية الإقليم مثل الطاقة المتجددة والأحفورية والانصهار النووي الذي يحمل آفاقاً واسعة ومبشرة ، أيضاً العمل على الحصول على امتيازات بدول أخرى خاصة في مجال الطاقة والمعادن والثروة الطبيعية؛ بما يشكل مخزون استراتيجي إضافي بحال حصول أي اعتداء أو نقص بالموارد المحلية، ولمنع الهيمنة الخارجية على القرار السيادي للدولة.
الإعلام: هو تلك الوسيلة باختلاف مساربها التي تعمل على إيصال رؤيتنا للغير، وتعمل على الدفاع عن مصالحنا وتبرير مواقفنا بمخاطبة المجتمعات المحلية والدولية على حدٍ سواء، ولا يخفى على أحد أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه، أصبح يشكل فيها سلطة تتدافع مع السلطات الأخرى على التربع على عرش التأثير والتغيير المحلي والعالمي، وهذا الأمر لا يحتاج لأمثلة توضيحية عليه ،ولجعل الإعلام فاعلاً من الضروري توفير البنية التحتية المناسبة له من كوادر بشرية وتقنية، ويشمل هذا القطاع العالم الافتراضي (الانترنت ومنتجاتها) والاذاعي والمرئي والمطبوع.
ونزعم هنا أن وضع الخطط المناسبة لبناء وترسيخ تلك الأُسس، سيجعل الطريق معبدة لأي مجتمع أن يكون في مربع الريادة والسيادة العالميين، لذا من الضرورة بمكان؛ المبادرة والخروج من دائرة النظر إلى دائرة الفعل والتأثير..



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استرجاع الصوت والصورة من الماضي
- البندقية؛ رومانسية الزمن الجميل...
- بخارى؛ سمرقند، حلم الطفولة...
- هل يقيم حديث استخراج ذرية آدم من ظهره الحجة على البشر؟ أو أن ...
- استخدام الرسوم البيضاء وشراء المشاريع المنهارة والمفلسة بدول ...
- هل الروح أداة الاتصال بين الله والبشر؟
- صمت الإله
- حمورابي وتعاليم السماء
- عروة بن الورد؛ أبو الاشتراكية المغبون...
- كرة القدم؛ إله يُعبد من دون الله
- هل أشار القرآن الكريم إلى العالم دون الذري؟
- ما بين الخطيئة والشيطان
- هل الزمن مكتوب مُسبقاً؟
- ضريبة توبين أو روبن هود؛ هل تضبط سوق الاستيراد الفلسطيني؟
- إله
- نظرية الأسم
- أثر اللون الأحمر على البشر
- كان يا ما كان
- جمهورية الريف المغربية
- قراءة تاريخية لمشكلة الصحراء المغربية...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - قراءة في أُسس التنمية والتقدم...