أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - ما بين الخطيئة والشيطان














المزيد.....

ما بين الخطيئة والشيطان


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5528 - 2017 / 5 / 22 - 20:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما بين الخطيئة والشيطان
ما الخطيئة؟ ومن الشيطان؟ هل الخطيئة من الشيطان؟ هل الإنسان مجبراً على الخطيئة؟ هل يتخذ الإنسان الشيطان وليجة لتبرير خطيئته؟ هل للشيطان القدرة على إيقاع الإنسان بالخطيئة؟
الخطيئة أي عمل يخالف فيه الإنسان القواعد الطبيعية المتآلف عليها بين البشر سواء تم نزول تعليمات سماوية فيها، أو تم تدوينها وأصبحت قوانين، أو حفظت شفاهةً على نمط العادات والأعراف والتقاليد، أمّا الشيطان فهو مخلوق تحدث عنه الموروث الديني والفلسفي والشعبي على أنه يمثل جانب الشر والعدو اللدود للإنسان، وقد أخبرت عنه الكتب السماوية الكثير بوصفه عابد تقي أحاله الغرور والكبر إلى ضال شقي، وما أسمه (الشيطان) إلا صفة لما حلَّ به، فهو أسم من شطء وهو أول ما يخرج من الزرع؛ وفي معنى آخر جانب البحر وبهذا المعنى فهو مبتدئ الشر ،فهو المخلوق الأول الذي بدأ بالعصيان والخروج على أوامر الإله، وعند الجمع بين الخطيئة والشيطان يبدو الأمر مغرياً من قبل البشر لإيجاد من يحمل وزرهم بالنيابة عنهم، ظانيّن خلو مسؤوليتهم عمّا اقترفت أيديهم وألسنتهم، فالشيطان يوسوس بالشر ولكنه لا يجُبر على فعله، ولو أردنا أن نفصل أكثر فالإنسان يمتلك من الأدوات المغرية على فعل الشر ما يعادل أو يزيد عمّا يمتلكه الشيطان، فهو صاحب الأنفس المتعددة التي تعمل على توجيهه لمبتغاها -حتى ولو أضر بنفسه- فنرى النفس الأمارة بالسوء ونرى النفس اللوامة والنفس المطمئنة ، فالنفس الأمارة بالسوء لا يهدئ لها بال ولا تطفئ لها نار إلا بعد يخنع صاحبها لأمرها؛ منفذاً لمشورتها واردة به كل مهلك، وأمّا النفس اللوامة فلا هم لها ولا مبتغى إلا إلباس صاحبها ثوب الحسرة والندامة، ولو فعلت كذا لكان كذا؛ ولو قلت كذا لكان كذا؛ مضرمة به نار لا يهدئ أوارها، وأختهم الأخيرة (المطمئنة) فطمأنينتها تنبع من مراد صاحبها إن خير ركنت إليه؛ وإن شر مالت إليه، وأمّا شهوته فهي عن جدارة شيطانه المريد فهي تأخذ به كل مأخذ لتحقق له ما قد يندم عليه، وتجد هوى النفس التي وصفها رب العزة بوصف بديع قائلاً:" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ" ، فماذا بعد هذه الوصف وصف، فإذا هي بمنزلة إله فهل هناك أكثر من شر منها، وتاج الأمر وأداة الحل والعقد (العقل)؛ وما أدراك ما العقل؟ فهو القائد بلا قائد وهو المقدم ولا يتقدم وهو المدبر ، وهنا مربط الفرس ومحط الجمل؛ فإذا صلح هذا صلح الأمر كله وإذا فسد فلن يصلح ما فسد، وبعد هذا هل ما زلنا نرى أن الشيطان أبو الخطيئة؟ نجيب بلا كبيرة، فالإنسان لديه من القدرة على إتيان ما يريد بحضور الشيطان أو غيابه، وما ربط الخطيئة بالشيطان إلا لتبرير أفعال نحن المسؤولين عنها، والأصل أن تكون التسمية ما بين الخطيئة والإنسان لا ما بين الخطيئة والشيطان ، فالشماعة انكسرت وعاد ما تحمله على من حمّلها إياه.



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الزمن مكتوب مُسبقاً؟
- ضريبة توبين أو روبن هود؛ هل تضبط سوق الاستيراد الفلسطيني؟
- إله
- نظرية الأسم
- أثر اللون الأحمر على البشر
- كان يا ما كان
- جمهورية الريف المغربية
- قراءة تاريخية لمشكلة الصحراء المغربية...
- محاولةٌ لكتابة شيء
- للمسلم في الحرب طريقين؛ نصرٌ أو شهادة.
- -الولايات المتحدة الأمريكية،إسرائيل،الإتحاد الأوروبي،روسيا، ...
- ماذا يعني أن تكون فلسطينياً؟
- سألتني بنتي مِسك
- سأبقى أُحبك
- هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا ؟
- لا مساس
- تحطيم اللغة
- ءامين أم آمين
- سلسلة نثريات السجن(30)، والأخيرة، دمعة حزينة
- هل أشار القرآن الكريم إلى وجود مخلوقات عاقلة غيرنا في الكون؟


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبد الرحمن تكروري - ما بين الخطيئة والشيطان