أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - مَيَا خليفة والخليفة البغدادي














المزيد.....

مَيَا خليفة والخليفة البغدادي


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَيَا خليفة والخليفة البغدادي
لعلَّ من أكثر الأسماء المؤثرة في المشهد الاجتماعي والثقافي والسياسي العربي في السنوات الخمس الماضية هما عنوان مقالتنا هذه التي كُتبت على عجالة من الزمن، فالرائي لما يدور في قلب الوطن العربي يجد الناس على دينيْ هذين العلمين؛ ما بين أقصى اليسار (مَيَا خليفة) وأقصى اليمين (الخليفة البغدادي)، وهذه الرمزية تعكس صورة واضحة لما حلَّ بمجتمعنا العربي؛ فإمّا تدين بئيس جهول، وإمّا انحلال خلقي بلا رقيب ولا عتيد، وهذا بدوره جعل الناس يمتازون براديكالية منحوتة من طرفي المشهد العام- وأقول هنا المشهد العام لأن في تفاصيل المجتمع بعض صور ناصعة والم يكن لها تأثير ظاهر- أصبحت تولد عنف يكتوي بناره المجتمع، بل الأخطر من ذلك ولادة مخلوق مشوه وهجين يحمل جينات الطرفين معاً، فأصبحنا نرى النكاح الداعشي؛ والغلمة الجنسية العارمة التي تصلّت على عقول وقلوب الكثيرين، فأصبحنا نرى خراتيت نكاح همهم الفرج وما يقرب إليه من عمل ، ووحوش نكاح داعشي وما قرّب إليه من دم وقتل، وهذه الظواهر كانت في الماضي القريب غريبة عن مجتمعنا العربي وبعيدة كل البعد عنه، ولكنا بدأت تأخذ مكاناً في المجتمع، ولعلّ قائلاً يقول: أن هذا نِتاج الهجمة الغربية على مجتمعنا العربي، إرادة منه لتفتيت المُفَتَتْ والقضاء ما تبقى من عروبة وإسلام وجعل هذا المجتمع بقايا أثر بعد عين لا تسمن ولا تغني من جوع، مما يسهّل إعادة تشكيلها من جديد على الصورة التي تتراءى لنا الأن، وهذا الطرح قد يكون له باب من الحق؛ والم يكن هو الحق كله، فعندما نعزو كل مصيبة أو خراب يحل بمجتمعنا العربي لأيدي الغرب وأعوانهم، فنحن في نفس الوقت ننزع عن انفسنا صفة العقل وإرادة العمل، فما نحياه جزء كبير منه مما زرعته أيدينا، وها نحن نحصد ما نزرع، فالفساد السياسي الذي أنجب الفساد الاقتصادي والأخلاقي كنتيجة محتومة لتربع طغمة فاسدة على مجريات العمل الوطني هو أيضاً ابن شرعي لمجتمع فاسد خرج من رحمه نخبة فاسدة لها الملامح الجينية نفسها، فالقاعدة الربانية تقول:" كما تكونوا يُوَلَّ عليكم"، والقاعدة الاقتصادية تقول:" المُخرجات تعتمد على المُدخلات"، والمثل الشعبي يقول:" سوس القمح منه وفيه"، فلو نظرنا إلى تركيبة المجتمع العربي لرأينا أنه قد أصيب بتغيير جذري نتيجة عوامل كثيرة له اليد في كثير منها جعلت منه مجتمع مُنتج للفساد ، والتغيير في هكذا حال لا يكتفي بالمقال فحسب ولكن وجب العمل على إعادة بناء وهندسة المجتمع على أُسس قديمة جديدة تستوحي القيم العربية والإسلامية الأصيلة فيما يتعلق في البناء الأخلاقي والتربوي والحضاري، وعلى الأُسس العلمية فيما يتعلق في البناء المعرفي والتكنولوجي للمجتمع، وهذا لن يكون بدون اقصاء النخبة الفاسدة عن إدارة الوطن، والعودة إلى لبنة المجتمع الأولى (الأسرة) والعمل على بنائها من جديد ومن ثم الخروج إلى الحي والبلدة والمدينة بأكملها، وهذا الامر يتطلب أيضاً تحرك الجماهير، فالتغير يكمن في حركو الجماهير، والمقصود هنا الجماهير الواعية المستندة على ركن شديد من التربية والعلم والوعي والادراك والانتماء ومحبة الوطن، وبدون هذا ستبقى كفتي ميزان الوطن تتأرجح ما بين خليفة والخليفة .
د. هاشم عبد الرحمن تكروري
الخميس؛19-7-2018م



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغربي الذي خدع اسرائيل
- هل سيمسي الكون في جوف ثقب أسود عملاق؟
- نشأة اﻹله، فرضية منطقية للتطور
- الأسس الفلسفية للرب
- قوم مدين؛ أول من فرض الضرائب في التاريخ
- المتلازمات وأنواعها وإمكانية التوظيف السياسي والاجتماعي والث ...
- الذهب الحي
- الصهيونية العربية
- كُنْهُ الله
- بناء منهجية بحثية تدمج بين العلم والدين والفلسفة...
- ما بين: ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً؛ ومبرهنة جودل لعدم الا ...
- مبرهنة جودل على وجود إله...
- تاريخ الماء
- قانون رقم (0)؛ الخاص برواتب أعضاء المجلس التشريعي؛ والفئة ال ...
- قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...
- قراءة في أُسس التنمية والتقدم...
- استرجاع الصوت والصورة من الماضي
- البندقية؛ رومانسية الزمن الجميل...
- بخارى؛ سمرقند، حلم الطفولة...
- هل يقيم حديث استخراج ذرية آدم من ظهره الحجة على البشر؟ أو أن ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - مَيَا خليفة والخليفة البغدادي