أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس خليل نصرالله - الولوج الى العتبات الحياتية في قواني امورابي (حمورابي)















المزيد.....

الولوج الى العتبات الحياتية في قواني امورابي (حمورابي)


الياس خليل نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 11:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن دراسة حدث تاريخي تتطلب تحليله والحكم عليه بمنطق عصره، وربطه بالبيئة التي شكلته، أي بحثه من منظور حقبته، كي تتوفر الفرصة لفهمه بكل مكوناته، لتحديد دوره ومساهمته في دفع وتحريك مسيرة تطور الحضارة الانسانية. تتطلب الامانة والدقة في دراسة وتمحيص مادة تاريخية، الحذر من اتخاذ قرار مسبق لترتيب النصوص والمستندات التي تصب في خدمة مواقفنا أو تصوراتنا، وأن نملك القدرة والاستعداد لكشف ونبذ الكتابات المتحيزة والمؤدلجة في الموضوع الذي نحلله.
وتشدونا الأمانة والدقة في تقصي وتمحيص مادة تاريخية وتحليلها ونقدها وتقويمها، كما كانت عليه في مكانها وزمانها، وهذا لن يتحقق إلا إذا طبقنا أساليب البحث العلمية والتي من قواعدها وركائزها، الدراسة الشاملة والمتعمقة والنقدية للمعلومات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر ببحثنا. وإخضاعها لعمليات التحليل والاستدلال والاستنباط والقياس، لنتمكن من التعمق في دراسة الماضي، تتبعه وتفسير تكوينه وتطبيقه، من خلال سياقه التاريخي، لنضمن عدم الانزلاق في تشويهه وتزييفه وتقويمه بمعايير وقيم عصرنا (بحث الماضي من خلال مقاييس زمانه).
إن التاريخ هو الحوار المستمر بين الحاضر والماضي، من منطلق الاستفادة من تجارب وأخطاء ونكسات وإيجابيات الماضي، وسيساهم هذا التوجه في إقناعنا، نبذ مجرد التفكير لعودة سراب الماضي، لكونه حصل في زمان أصبح خلفنا، مما أفقده مقومات بقائه وإمكانيات عودته، لان كل ما فات مات.
أكد لنا ديالكتيك الحياة أن رؤية وتقويم الماضي قابل للتغيير، استجابة لكشف حقائق ومعلومات كنّا نجهلها لأسباب لا تتوفر الامكانية لذكرها هنا. والباحث الرصين يدرك ويبصر ليس كل ما نُقِل إلينا عن الماضي وحتى الحاضر، ليس حقيقة مطلقة وسرمدية وغير قابلة للتغيير، وخاصة أن التاريخ يكتبه المُنْتَصِر. ولقد صدق روچر بيكون في مقولته: "لا توجد حدود تقف عندها معرفة الحقيقة، إنها في صيرورة التغيير المستمر".
إن قوانين أمورابي (حمورابي) من القرن الثامن عشر ق.م، لم تكن أول تشريع في تاريخ بابل (سبقه تشريعات كل من اورانامو واوركغينا ولبت عشتار)، إلا أنه كان وسيبقى أشهر وأشمل مدونة قوانين متكاملة وصلتنا من الشرق القديم. وكتقدير لدوره في مضمار التشريع، فقد نقشت الولايات المتحدة على اللوحة الرخامية اسمه في القائمة لأشهر المشرعين في العالم على الحائط الجنوبي لمحكمتها العليا.
وقد عثر على مسلة هذه القوانين في مدينة شوشان (عاصمة عيلام - فارس)، وهي نصب تذكاري منحوت على صخرة ديورانيت يبلغ وزنها أربعة اطنان، ومكتوبة بالأكادية بخط مسماري، ويسيطر عليها متحف اللوفر. ومن عتبات هذا المدخل، سألج لعرض مدونة قوانين أمورابي (حمورابي)، وبشكل خاص موضوع قوانين الأحوال الشخصية.
التعريف بمسلة أمورابي (حمورابي)
نشاهد في هذه المسلة نقشا لصورة أمورابي (حمورابي) واقفا، يستلم مدونة القوانين والصولجان والختم (رموز السلطة) من شيمش إله الشمس والعدالة البابلي، ليُنْقَش بعدها أن هذا الإله اختاره لينشر العدل في إمبراطورتيه. ويلي ذلك المتن ومدون فيه قوانينه (كودكس)، وتضم 282 بندا، مُرتبة في 303 أسطر. ويختتمها: "أنا أمورابي الملك والعبد الذليل للآلهة، صممت بعملي هذا تلبية رغبة الإله مردوخ (إله مدينة باب - ايل) طرد الأعداء، واقتلاع جذور الشر، وتوفير الأمن والسعادة للسكان، أتوسل إلى جميع الآلهة معاقبة كل من لا يلتزم بهذه القوانين وأعلن أن هدفها توفير العدالة وإحقاق الحق لكل مظلوم، ويتوجب على كل فرد في إمبراطوريتي أن يمثل أمام هذا النصب ويمعن النظر فيه، ليجد الحل الشافي لمشكلته، لأنني سأنصبها في الأماكن العامة ليتمكن الجميع معرفتها". فيكون بذلك أول من طبق مبدأ علنية ومعرفة القانون.

قوانين الاحوال الشخصية في مدونته:
يشكل هذا الموضوع أكثر من رُبْع مدونة قوانينه، والتي تشمل الزواج، والطلاق، والميراث والتبني.
وأول ما يثير الاهتمام في هذا المجال أن النظام القانوني لبلاد ما بين النهرين، لم يسمح للرجل إلا زوجة شرعية واحدة، إلا أنه لم يتطرق لمعاشرته أكثر من عشيقة. ونص بشكل واضح بأنه لا زواج بدون عقد مكتوب ورسمي (بند 128). ولكن لا يمكننا تجاهل نصه، السماح بزوجة ثانية (عُرِفَت باسم "شقتوم" وترجمتها "زوجة من الدرجة الثانية"، إلا أن تشريعه سمح بالشقتوم في حالتين: الأولى إذا لم ترزق العائلة مولودا، فيحق للزوج أن يتزوج جارية، أو "أن تبادر الزوجة العاقر لذلك". وكان هذا القران مشروطا بعدم طلاق الاولى، وإذا انجبت الثانية حُرِّم عليه طردها أو بيعها، أما الحالة الثانية، هي مرضها بداء مزمن يؤدي إلى إعاقتها، فأجاز القانون له الزواج بثانية، بشرط بقاء الأولى في حضانته وبيته، إلا إذا هي اختارت أن يدفع لها بعلها كامل حقوقها المنصوص عليها في العقد لتعود إلى بيت اهلها.
إذًا الأصل في قوانينه للزواج الاحادي "مونوچاميا"، ويعلل بعض الباحثين منعه البوليچاميا (تعدد الزوجات)، لاستحالة توفير العدل والاستقرار بين الزوجات. وسمحت قوانينه أن يطلق الزوج زوجته، إذا توفرت الاسباب الكافية لذلك، مثل إثبات الخيانة، أو المبالغة في إهمال شؤون منزلها. كما منحت قوانينه الحق للزوجة الالتجاء إلى قاض، طالبة الطلاق في حالة قسوته في معاملتها. وإذا أثبتت ما تدعيه، تقرر المحكمة تنفيذ طلب الطلاق وحصولها على حقوقها المنصوص عليها في عقد القران.
أما إذا قررت الزوجة هجر زوجها دون أسباب كافية ومقنعة فتُقْتَل. كما عالجت قوانينه حالة غياب الزوج فترة طويلة نتيجة وقوعه أسيرا أو لأسباب أخرى، فقد نصت عقوبة الموت في حالة غياب زوجها مدة طويلة، وانتقالها إلى رجل آخر، بشرط ثبوت أن الغائب قد وفر لها المصادر لمعيشتها. ولكن إذا أقدمت على هذه الخطوة خوف إملاق، فتكون خطوتها مشروعة ولا تسقط في خانة الخيانة. ويضيف القانون أنه في حالة عودته ورغب أن تؤول إليه، فعليها الانصياع لطلبه (بشرط أن يبقى أولادها من الزوج الثاني عنده).
وقد أكد قانون أمورابي (حمورابي) التحريم القاطع لزواج المحارم (سفاح الاقارب – تابو) وفرض عقوبة الموت لزواج الأب بابنته أو الابن وأمه أو زوجة أبيه الثانية (القانون الآشوري أجاز للرجل الزواج من أخت زوجته). ولم يكن الاختلاف في المركز الاجتماعي أو في الطبقة الاجتماعية في قوانينه حائلاً، يمنع الارتباط الأسري بين أفراد ينتمون إلى مراكز اجتماعية مختلفة، رغم أن الكثير من عقوبات قوانينه تقررت حسب مبنى طبقات مجتمعه، وهي: الاميلو، والمشكينو، والعبيد (وُردوم)، والجندر. والأمثلة لذلك كثيرة، أخص منها بالذكر "اذا كسر"، رجل أسنان رجل مساو له في الانتماء الطبقي، تكسر أسنانه. وإذا كان القيام بنفس الجرم من الطبقة الأدنى، فيعاقب بدفع غرامة مالية.
وعالج بندان في قوانينه النتائج المنوطة والمترتبة على فسخ الخطوبة، فإذا قرر شاب فسخ علاقته بخطيبته، فيفقد كل ما دفعه أو قدمه، أما إذا تقرر الإلغاء من الفتاة أو أهلها، فيتوجب عليهم تعويضه كافة مخاسر الخطوبة.
يتبين مما تقدم براعم وأسس المساواة الجنسانوية (الجندرية)، مثل الحق للمرأة بأن تملك (عدم حرمانها من شروط عقد الزواج - مهر، دوطة)، والطلاق المشروط، وأن تقبل شهادتها ورعاية أولادها في حالة وفاة الاب.

الإرث:
إن القاعدة الأساسية في قوانينه، حق الذكور في تقاسم الإرث بالتساوي، وإلغاء أي امتياز للابن الاكبر في الميراث. وألغى ايضًا حق الأب حرمان أحد ابنائه، إلا إذا ثبت بقرار قضائي عقوقه وفظاظته.
وأغفل هذا القانون حق الابنة في الميراث، إلا أنه عوضها بشرعية امتلاكها الأموال المنقولة لها في الخطوبة (البيبلو)، وهدايا الزوج لزوجته في فترة زواجهما (النودونو)، وهبة الأب لابنته بدل حقها في ميراثه (الترهاتو). وحسب ما ورد في البند "172"، أنه في حالة عدم وجود "الندونو"، فإن للأرملة الحق أن ترث ما يعادل نصيب كل ابن من الأبناء (سَكَتَ قانونه عن حق الإرث للإناث، ولكن عوضها بملكيتها المهر والأموال الأخرى التي كانت تُقَدم لها قبل وبعد الزواج). وتشير الوثائق إلى أن البنت كانت ترث في حالة وحيدة وهي عدم وجود أبناء ذكور للمتوفي. ولم يكن للأرملة نصيب في تِرْكة زوجها المتوفي سوى مكوثها في منزل بعلها، لتعيش من أموال المهر والنودونو، والتي قُنِّن بأنها ملكًا خاصًا بها وتمتع بكامل حرية التصرف به. أما إذا كانت عاقرًا، أي ان لم تلد له ذرية، فتعود ثروتها إلى أهلها ،بعد أن يقوم الزوج بخصم "التيرهاتو"، أي المهر الذي سبق تسليمه عند الزواج.
وشملت أيضًا قوانينه تنظيم التبني، بأن يتم بعقد مكتوب بين عائلتي المُتَبَنى والمُتَبَني، والذي كانت تُفَصل فيه حقوق وواجبات كل من الطرفين. مثل أنه لا يحق لعائلة الطفل نقض عقد التبني ،إلا إذا تأكدت ان المتبني يسيء تربيته، أو يرفض توريثه أو تعليمه حرفة، ويفرض المتبحرون في تشريعات التبني، عودة جذورها إلى أمورابي.


الرقيق في قوانينه
لم يتقرر فيها إلغاء طبقة الرقيق لأسباب منوطة بالتشكيلة الاقتصادية والانتاجية لعصرها، ونجد أن الكثير من العقوبات والغرامات تقررت حسب الانتماء الطبقي. إلا أننا رغم ذلك، نلمس في قسم من بنودها أبعادًا إنسانية، للموقف والتعامل مع طبقة العبيد، والتي لا تكاد أن تكون معدومة في كل المجتمعات القديمة وحتى في مجتمعات معاصرة، تُوَّهِم نفسها بزوال العبودية.
وهناك من يفرض تفسيرا لذلك، لكون غالبية طبقة العبيد في بلاد ما بين النهرين تشكلت من سكان البلاد، في حين كان أسرى الحروب والغرباء منهم أقلية.
والجدير بالذكر أن الرقيق في بلاد ما بين النهرين، كان يتبع أمه دون أبيه، فابن الحرة حر، ولو كان الأب رقيقا، وابن الرقيقة يكون رقيقا ولو كان أبوه حرا.
وقد أشار قانون أمورابي (حمورابي) إلى أن الأطفال الذين يولدون من جارية أميلو (طبقة الاسياد) يُعْتقون بقوة القانون هم وأمهم بعد وفاة الأب، أما الأطفال الذين يولدون من أبوين من طبقة العبيد، فيبقون عبيدا. وخوَّل القانون العبد الحق في الاعتراض أمام قاض في موضوع ثمن بيعه .
رغم أن نظام العبودية طبق في العالم عبر التاريخ البشري، وأنه ما زال مطبقًا حتى يومنا مثل العبودية الجنسية للنساء (هو متفشٍ في دول في منطقتنا)، إلا أننا نقف على بعض النقاط الايجابية في توجه قوانينه للعبودية، وأخص منها بالذكر، عدم إلغائه كافة مظاهر وأسس الشخصية القانونية للعبد، بسماحه الزواج من حرة، وتوفر فرصة الحراك الاجتماعي، لينتمي إلى طبقة أخرى، وبمنع زوج الجارية طردها أو بيعها إذا انجبت أطفالا.

موقف تقويمي لمدونة قوانين أمورابي (حمورابي)
نجد أن الكثير من أحكام قوانينه اعتمدت مبدأ القصاص الصارم لحماية المجتمع من مخالفات جنائية التي تهدد أمنه، ويعتبر خبراء القانون أنه شرّع قانون القصاص lex taliunis كعقاب رادع، ليصبح تعريفه العين بالعين والسن بالسن، وحدد الكثير من العقوبات حسب التقسيم الطبقي في المجتمع.
لكن رغم اعتماده مبدأ الاقتصاص الانتقامي المرفوض جملة وتفصيلا في عصرنا، لكن من الضروري أن ننوه بأن هذه التشريعات كانت نقلة نوعية في بعض فقراتها، وخاصة أنها أسست لأول انتقال في القانون الجنائي، باعتماده قاعدة التغريم المادي، لتحقيق العدل كبديل للاقتصاص الانتقامي. ونقف على ذلك في كثير من بنود مدونته، مثل البند "198"، والذي يحدد غرامة عشرة شواقل للمعتدي على الحامل وإجهاضها، ولكن إذا أدى ذلك إلى موت الحامل، فالعقوبة تنص على قتل ابنة المعتدي، ليكون عَبْرة حسب مفاهيم عصره، لكل من يستهتر بأرواح البشر. ومثال آخر، إذا سبب نطح ثور في مكان عام وفاة المنطوح، يتوجب على مالك الثور التعويض المادي لعائلة الفقيد.
ومما يستحق تأكيده الاتفاق بين باحثي تطورات منظومة قوانين امورابي، أنها أسست لقواعد ولسوابق قانونية ، تركت لنا إرثًا قضائيًا ساهم في تطور أسس القضاء.
ويفرض الباحثون في أسس قضائه بأنه أول من اعترف ببراءة المتهم وحقه في الدفاع عن نفسه، وتطبيقه إجراء خضوع قرار القاضي للطعن والاعتراض. وأقتطف مثالا لذلك، "إذا ثبت خطل قرار قاض، لأنه تأكد تحيزه في حكمه لحصوله على رشوة من المُشْتَكي، (البند الخمسين)، فيصدر القرار بتغريمه باثني عشرة ضعفًا للغرامة التي أقرها هذا القاضي وعزله الفوري من القضاء". وحدد قانونه أيضًا الأجور وحدها الادنى لحرف معينة. حيث حددت في بنودها، أن اجرة الحراث ثمانية "غوران" (مكيال) من القمح، والراعي اربعة غوران. أما أجرة طبيب يعالج مريضا من الطبقة العليا (الاميلو) خمسة شواكل، والمشكينو ثلاثة شواكل، والعبد (وردوم) شيكلين (وبرأيي هذا توجه وتعامل سابق لعصره، إذ تقررت فيه قيمة الأجرة حسب وضع وطبقة الدافع).
ويعترف دارسو تاريخ الفكر القانوني أنه أسس في مدونته لقواعد أحكام التعاقد بتعهد طرفين أو أكثر فيها بالتزامات ووعود متبادلة، وتدخل القضاء لتطبيقها. فمثلًا إذا تعاقد مالك أرض وفلاح بتأجيره قطعة ارض، وثبت للمحكمة بأن المستأجر لا يمكنه دفع الإيجار بفعل قوة قاهرة، مثل فيضان أو زلزال، يقرر القاضي تحريره من الدفع ولكن نقرأ في قوانينه بندًا اخر يلزم الفلاح تعويض جيرانه عن الأضرار التي تأتي من إهماله صيانة السد في ارضه (هذا البند وغيره هو أول تقنين لموضوع الإهمال ومسؤولية الأضرار الناجمة عنه).
ولم تهمل بنود قوانينه تحديد عقوبة التشهير، إذ يشير في أحد بنودها: "إذا أشار شخص إلى امرأة بعيب معين وثبت أنه كاذب، فقد تحدد في قوانينه قيمة المبلغ لتعويض الممسوس بسمعته".
وتتطرق مدونته إلى تدرج قسوة العقاب مع تدرج شدة الجريمة وحيثياتها، فمثلا كانت عقوبة القتل سهوًا، تختلف كليا عن القتل عمدًا ومع سابق الاصرار. ولم تهمل تحديد قضايا الفساد وخيانة الأمانة، وإنكار الودائع وعقوبتها، وغطت أيضا حقوق وواجبات المُداينة والرهن.
إن كل ما ذكرته يثبت بأن الفكر القانوني وكل فكر هو نتاج مجمل الظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية لعصره، لذا فإن قوانينه وفرت لنا المعلومات القيمة لواقع الحياة اليومية في بلاد الرافدين.
ولقد أشاد نوح كريمر (اشهر الباحثين في تاريخ مسيبوتاميا) بأن قوانينه خصصت حيزًا واسعًا لإدارة ومعالجة أمور المجتمع المتحضر، وتحقيق العدالة في حدود حقبتها التاريخية وقياسًا مع حضارات عصرها.
وختاما، لقد قمت بمبادرة محدودة بهدف تحليل وتفسير المركبات الإيجابية والرائدة والبناءة في تشريعات حمورابي، هادفًا عدم حصر تعريف قوانينه في السن بالسن والعين بالعين.



#الياس_خليل_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وأوتاد الثقافة المنفتحة
- نظرة عصرية في ادب ابن العميد
- الحصانة البرلمانية بين الانتهازية والمساواة
- لمحة عن صراع عبدالله اوچلان والنظام الاوردوغاني
- الطب الشعبي في الميزان تعريف الطب الشعبي - التقليدي
- محيي الدين بن عربي، فيلسوفًا ومتصوّفًا!
- بول فيريري وفلسفة التعليم – خلاصات تهمّ مجتمعنا الياس خليل ن ...
- لا إمام سوى العقل!
- موقف الفيلسوف ابن الراوندي من الموت
- الانتهازية الطائفيّة والحمائليّة في الميزان! الياس خليل نصرا ...
- التعريف بمصطلح زندقة
- صوت الفقراء والمعذّبين في الارض - أبو ذَر الغفاري!
- ابن طفيل، رسالة العقل والمعرفة العلمية!
- الدين والحداثة وبناء المجتمع الإنساني، في فكر سلامة موسى!
- قراءة في الفكر المُنفتِح على الآخَر، عند المفكّر المتصوّف،
- جدلية العنف والغيبيات ان انتشار التخلف والتنافس الامبريالي ي ...
- ظاهرة زواج الاقارب، جذورها وعوامل تقلصها
- خطبة قس بن ساعدة الايادي
- جذور الفردانية في الولايات المتحدة ودورها في تحديد سياستها ا ...
- الدين والحداثة وبناء المجتمع الإنساني في فكر سلامة موسى!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الياس خليل نصرالله - الولوج الى العتبات الحياتية في قواني امورابي (حمورابي)