أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حاتم عبد الواحد - صراع النملة والفيل















المزيد.....

صراع النملة والفيل


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 03:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كشفت المواجهات الدموية بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية سذاجة الرأي العام العربي بشقية، الشعبي البسيط، والرسمي ذي القرار.
ولعل من اغبى النداءات التي راجت وطغت في مواقع التواصل الاجتماعي هي الدعوة الى تجييش الجيوش واستغلال حالة الفوضى ـ كما يدَّعى ـ التي عانى منها النظام الدفاعي الإسرائيلي المضاد للصواريخ والمسمى بـ(القبة الحديدية) ، وَكان ما يحدث انما يحدث في فيافي الربع الخالي بين بني القينقاع واتباع محمد بن عبد الله رسول الإسلام.
فلا الحاكم العربي المزنر بالدبابات والسفاحين ومعاهدات الدفاع المشترك مع صناع القرار الغربيين هو محمد رسول الله ولا اتباعه هم أولئك الموعودون بجنة عرضها السماوات والأرض، ولا إسرائيل اليوم هي قبائل بني النضير وبني قريظة.
ما زال التاريخ العربي متجمداً عند الفترة المحصورة بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلادي، وما يزال العرب يغطّون في نومهم اللذيذ هانئين منذ ستة قرون، ولكنهم يصحون لفترات تشبه صحوات الموت فيصرخون متثائبين (حان وقت تحرير القدس).
أيها السادة هل تعلمون ان تحرير القدس يحتاج الى تحرير أنفسكم؟
اولاً، أنتم المكبلون بالهزائم والانكسارات، وأنتم المقموعون والجياع والمؤمنون بالخرافة، وأنتم الذين لا تعرفون سبب وجودكم على هذا الكوكب ولكنكم تستلذون بنشوة تكاثركم البكتيري.
انتم المخنوقون بأقنعة النفاق والمخدوعون بدور عنترة بن ابي شداد، لقد كانت اول دعوة لإقامة السلام مع إسرائيل مبادرة من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ، حتى انه صرح في 11 اذار عام 1965 في مؤتمر صحفي في بيروت عقب انتهاء زيارة له الى لبنان الى اتباع مبدأ ( خذ وطالب) مع الإسرائيليين، وكان قبل أسبوع من هذا التاريخ قد تكلم الى أبناء مدينة اريحا اثناء زيارة له للأردن فدعاهم الى اتباع سياسة المراحل ونسيان مبدأ( كل شيء او لا شيء)، وتمنى لو ان العرب كانوا قد قبلوا قرار التقسيم الذي المرقم 181 والصادرمن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني من عام 1947 والذي ينص على إقامة دولة عربية مساحتها 11 الف كيلومتر ودولة يهودية مساحتها 15 كيلومتر وكيان اخر يتكون من القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة لهما ويكون تحت الوصاية الدولية.
فتم اتهام الرجل بالعمالة لإسرائيل، وجوبه بنداء الغوغاء العرب (لا صوت يعلو على صوت المعركة) حتى حل العام 1973 فقطعت الأردن علاقتها الدبلوماسية مع تونس لان (الموقف التونسي ينسجم مع الموقف الإسرائيلي الذي يهدف الى تكريس الاحتلال للأراضي العربية)!
والان بعد نصف قرن وبعد وفاة الحسين بن طلال سليل الدوحة الهاشمية ووفاة الحبيب بورقيبة ذو الثقافة الافرنجية وترميل عشرات الاف النساء العربيات وتيتيم ملايين الأطفال العرب وتخريب الاقتصاد وضياع المستقبل نجد ان هناك سفارة ترفع نجمة داوود في علمها في عمّان ولا نجد هذا المشهد في تونس العاصمة!!
متى يدرك العرب ان تحرير القدس يحتاج الى تغيير شامل للعالم؟!
هذه الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل عربي، فإسرائيل ليست أولئك الثمانية ملايين يهودي الذين يعيشون في تلك الأرض التي يدعي عائديتها كلٌّ من اليهودي والمسلم، على العرب ان يفهموا ان إسرائيل هي طاقة المصانع الغربية التي تنتج وتبيع لنا ما تنتجه، إسرائيل هي كاتمة اسرار مكاتب ملوكنا وشيوخنا وسلاطيننا ورؤسائنا، إسرائيل هي المال الذي بدونه لا نستطيع ان نفعل شيئا، وهي مصانع الأسلحة التي نستورد منها بنادقنا وذخيرتنا، وهي الجامعات المرموقة التي يتعلم فيها ابناؤنا والمستشفيات الموثوقة التي يتعالج فيها ساستنا اطال الله في أعمارهم وقصر اعمارنا كي نرتاح من هذا الغم والبلاء الجاثم على صدورنا.
وبغض النظر عن المقدس والمدنس، ماذا سيفعل العرب والمسلمون بالقدس لو (حرروها)؟؟؟
بالتأكيد سيجعلونها مراكز لتفخيخ العقول والكراهية، سيغلقون أبوابها ولن يسمحوا لمن يخالفهم عقيدتهم بدخولها وهي ارض الهيكل وارض المعراج وحاضنة تل(الجلجلة).
متى يتعلم الحاكم العربي ان العالم لن يتغير برشاوى المال النفطي، وان الحقيقة لا يمكن شراؤها مهما ساوم عليها المساومون؟
كونوا رجال دولة ولا تكونوا دول رجال وعوائل كي تطمئن لكم قلوب المتعاطفين مع قضاياكم. لقد فقدنا من سبعين سنة قوافل من الفرص التاريخية كي نصبح في ركب البشر المتمدنين ولكن لم نستطع ان نثبت حتى لنسائنا واطفالنا اننا جديرون بالثقة ففقدنا احترام العالم لنا.
الم تقرأوا في كتب التاريخ يا حكامنا ان الملك العراقي نبوخذنصر قد جلب الاف الاسرى من يهود اورشليم في غزوته التي قادها قرابة العام 700 قبل الميلاد؟ الم تسمعوا بالسبي البابلي؟ هذا يعني ان اليهود كانوا هناك منذ ما يقرب من ثلاث الاف سنة، هل واحد منكم يا حكامنا ووعاظنا وائمتنا الاجلاء يستطيع ان يثبت ان نسبه الى الأرض التي يعيش عليها ــ أينما كنتم ــ يمتد لخمسمائة عام؟ هل يستطيع الفلسطينيون أنفسهم ان يثبتوا انتسابهم لهذه الأرض بالوثائق وليس بالجعير السياسي والادعاءات والشتائم وتخوين الاخرين؟
كانت فلسطين لكم دجاجة من بيضها الثمين تأكلون
طوبى لكم
على يديكم أصبحت بلادنا امرأة مباحة فالف تشكرون
احترق المسرح من اركانه ولم يمت بعد الممثلون
رحم الله نزار
ولأنكم لا تعرفون ما هو التاريخ وما هي الجغرافيا فلن يكون لكم مكان في قطار المستقبل ولن يكون لنا ولاحفادنا خيار سوى الانتحار بشكل جماعي تحت شرفة طويل العمر.
ان امام العرب المتنورين فرصة تاريخية لا تعوض، تتلخص هذه الفرصة بمطالبة الأمم المتحدة وإسرائيل بضم القدس ضمن الأراضي اليهودية التاريخية والى الابد، وفي هذا الاجراء خلاص للمستقبل العربي الذي تقرض حبله الواهي فئران القصور الرئاسية والملكية العربية، والازهر والحوزات والمراجع والمرشد الأعلى ومرشد الاخوان وكل السماسرة الاخرين، بإثارة العواطف الدينية للشباب العربي الامي المكبوت المكبل بالجوع والجهل والخرافة، ان هذا الاجراء سيوقف المحرقة المستعرة من سبعين عاما والتي لم يحترق بآتونها قريب من الدرجة الخمسين من أقارب حكامنا الدمى.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الثرى والثريا
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم
- ووترغيت سعودية
- انها جثة ال سعود
- خادم الحرمين القادم مجرم
- الاموات يصوتون في الانتخابات المكسيكية
- الفخ الصدري
- انتخابات ام انتكاسات عراقية
- فرية الاصلاح السعودي
- الجلدة النتنة وحدت اليهود والمسلمين
- الجثة الخليجية
- عن القدس وما يزعمون !
- لا تزعجوا اولاد الله !!
- رفقا يا طويل العمر
- الثقافة السعادية
- قدس سره الشريف
- النفاق الاسلامي
- بابا نوريئيل
- لا تصدقوا اصحاب اللحى


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حاتم عبد الواحد - صراع النملة والفيل