أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بلال عوض سلامة - درس (11) ثرثرة نوستالجيا الانتفاضة الشعبية للطبقة الوسيطة؟















المزيد.....



درس (11) ثرثرة نوستالجيا الانتفاضة الشعبية للطبقة الوسيطة؟


بلال عوض سلامة
محاضر وباحث اجتماعي

(Bilal Awad Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 10:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد كنت أفكر سابقاً بإعطاء حيز في هذا الدرس من الميدان بتتويجه بانتصار فن "حرب الأمكنة" في حي الشيخ جراح باعتباره القضية الأساسية للثلاثية المقدسة "المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود"، التي يجري الصراع عليها وحولها، واعتقدت بالبداية أنني في البداية أكتب نصاً مقدساً وأكاديماً، أو اثنوغرافيا المعاش– ربما غير الممنهجة- للتجارب الميدانية والدروس والعبر منها، في حين أنني اكتشفت في العنوان الثاني في الكتابة كفعل مقاوم أنني أتحول بصورة لا إرادية إلى تأريخ انثروبولوجي ضمن بقعة المكان التي يجري الصراع حولها واستعادتها في ملاحظة عن قرب، وأضحى النص، الذي أحاول تأريخه بعلامة مكتوبة، هو الذي يكتبني أو يكتب من خلالي بالمفهوم البنيوي للكلمة، فالانثربولوجي في السياق الفلسطيني يصبح قريب أو بعيد عن اللحظة وتجربة ومعاينة الحدث- غريباً /أو قريباً- عن ثقافته الخاصة التي يرغب بها، ومخبراً جيداً عن السياق الذي يعيشه شخصاً غريباً عن ثقافته الخاصة والسياق التاريخي الذي يكتبه(42)(ص.44)، ويحاول أن يكون وسيطاً –وليست أعني محايداً- ما بين الخطاب المنتج ميدانياً ذو الأبعاد النقدية والنضالية في تأطيره كمعرفة نضالية، وليس إدانتها أو التنظير عليها في نظرة استعلائية.
في حصة أكاديمية/وطنية قبل اربعة سنوات كنا نعالج فيها البنية الفكرية وتبلور الوعي السياسي ومؤسساته في الانتفاضة الشعبية عام 1987، والأهم الثقافة النضالية والاجتماعية في تلك المرحلة، محاولاً استحضار بعض التجربة والدروس التي تعلمتها من خلال المعايشة، أو التي صقلتها ببعد الاطلاع والقراءة، والحالة كانت تمجيدية –رغم أنني أدرك اننا بحاجة لمراجعتها بصور جذرية ونقدية: سلبياتها قبل ايجابياتها- فإذا بشاب مقدسي يحرجني في ملاحظته وسؤاله بنفس الوقت: "بتظلوا تنظروا علينا في كل شيء عن الانتفاضة الشعبية –استخدم "الانتفاضة الأولى"-، وما حد يقول لنا كيف أدت بالنهاية إلى اتفاقية أوسلو كمنظومة كارثية التي دائماً تهاجمونها؟".
كانت ملاحظته النقدية في مكانها، وما زلت أفكر بها حتى اليوم؛ هل يمكن للتاريخ أن يعود للوراء في رغبة منا لنعيش تاريخ ما، أو مكان/زمان كما يجب أن تكون؟، أو نَحِن إلى الماضي بطريقة رومانسية كما هي رومنطيقية ماركس في رسالئه مع حبيبته؟ في استدعاء عاطفة ثورية، أو نستدعي لحظة ما/ أو قيمة ما؟، كانت تقوم على محو الفواصل في التراتبية الاجتماعية، والأحداث المتسارعة التي نعيشها في حداثة استعمارية مفرطة؟ وفي لحظة تاريخية انفصلنا بها عن التاريخ الحقيقي؟، وهذا الجيل الناشئ والمشتبك في اللحظة والتاريخ، الذي لم ينشأ في الانتفاضة الشعبية أو يعي معنى الثورة بعد، ولكنه يمارسها ويعيشها، كما يستدعي ذاكرة ثورية مختلطة، ما بين اغنية نزلنا على الشوارع ... ونحميكي بإيدنا... "قمرٌ يا سيدنا النبي.. وكلمات أغنية روحك ما يهمها اعتقال" إلى الشعارات المستجدة "يا غزة بشان الله..يلا ... ورجال محمد الضيف " وكأنهم يعيشون التاريخ في وصلة من نوع ما، وبصورة تخلق تواصل ينساب في شكل احتجاجي من نوع فريد، يتجاوز اللحظة والمكان والتاريخ والزمان، لأنهم يصنعون تاريخهم الخاص، كما انسابت أجسادهم الجماعاتية في الجسدي الجمعي، ونعلم أن التاريخ وصلي تراكمي ليس انتقائي، أو يقوم على القطيعة في السياق النضالي كما نفهمه، فما الداعي لهذه الاطالة، دعونا نوصف الحدث لنقوم على تشخيصه.
بدأت الأمور بالتدحرج بصورة متسارعة منذ استجابة قائد الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف في قطاع غزة لنداءات الحضور المشتبك في حي الشيخ جراح، في خطابه الموجه لهم بالمساندة.. وصولاً إلى أخذ قرار دخول الأجنحة العسكرية في خضم الدفاع عن الأماكن لإستعادتها أو تثبيت معادلات جديدة، والمساندة للمعتكفين والمتشتبكين في ساحات المسجد الأقصى، يوم الاثنين، على الساعة السادسة مساءً بتاريخ 10/5/2021، كما حدد موعدها الناطق بإسم الكتائب "ابو عبيدة"، وبمقدوري القول أنه بالرغم من سرعة الاجتياح لقوات الاستعمار الصهيوني لساحات المسجد الاقصى في أقل من ساعة ونصف صباحاً-واستمرارها حتى اللحظة الثالثة صباحاً من الثلاثاء الموافق 11/5/2021 -، لما استدعى من استخدام العنف بصورة كاسحة ومفرطة كانعكاس لصورته الحقيقية ولتلقينهم درس آخر في الخشونة، حتى لا تصبح عادة استعادة الأمكان الفلسطينية عادة، إلا أن المحتجين والحضور استطاعوا فرض معادلة أخرى في خبرة استعادة باب العامود في المسجد الأقصى، وفرض حضورهم وتصورهم للمكان بفلسطينيته.
ومن المهم بمكان، الإشارة إلى أن التقديرات الأمنية والمعلوماتية لمجلس "الأمن القومي" الملل- التي كانت مدركة أن حدوث اقتحام المستوطنين -كما كان مخطط ومعد له- للمسجد الأقصى قد أصبح مستبعد منذ الصباح، كما أن مصير مسيرة الأعلام السنوية لهم في ذكرى احتلال القدس"الشرقية"، الذي يتصادف اليوم بتاريخ 10/5/2021، قد تقرر قبل الساعة الرابعة، بإلغائها بعد التفكير بخيارات ومسارات أخرى أفضت للفشل، في خضم تقدير الموقف باستحالتها في ظل استمرار المقاومة والحضور في المكان المقدس وتشكيل خطر على مليشيات المستوطنين، حيث ابدى الحضور حالة من الاستماتة في الدفاع عن المسجد الأقصى، ونعتقد أن دخول القسام كمنطقة اشتباك مساندة، بل وشريكة، تعد ضرورية لمساندة المواقع المحاصرة في خضم حرب الأمكنة، حتى لو كان معنوياً، مع انني اعتقد ان انتصار مادياً.
فكما قلنا، أننا لسنا في خضم معركة "كسر للعظم" فالمطلوب الحفاظ على الذات، واستمرار التدفق الى الشوارع والأمكنة، ولكن ذلك لا يلغي/يتناقض أيضا مع "أن التضحية التي يدفعها قطاع غزة حالياً جزئي في اطار الرؤية الاستراتيجية التي يؤمن بها الجماهير، -رغم الألم لحجم الخسائر-، بل وينادي بها كضرورة، فالمشتبكون أبدوا الموافقة عليها، بل الاحتفاء بها، فالمشتبك يرى بأعين المقاتل لا المفكر في خضم المعركة، التي ينطبق عليها مقولة "لا تفكر فالتفكير يصنع الجبناء"، فمن يشتبك هو من يحدد طريقة التدخل أو المساندة التي يستدعيها الموقف وأهمية استمراره أو توقفها.
ومن هنا، تأتي أهمية الكتابة في اسكات "ثرثرة العقل" كما تفنيد "الاشاعات أو الشطحات الرغبوية" في خضم استراتيجية"حرب الأمكنة"، ومحاججة الأصوات الي تعلي من حجم الخسائر، التي ترى المشهد من زاويتها الخاصة: كسياسيين أو مثقفين من على مكاتبهم، ولا يروا الصورة بشكلها الكامل، كما يتم تأطيرها في هذه المرحلة التاريخية المهمة، وكإستراتيجية مطلوبة مستقبلياً في حال استدعت المرحلة دخول جميع الأمكنة في خضم الاشتباك "فلسطينين 48، والقدس، والضفة الغربية وقطاع غزة"، وإن تكون جاهزة حين تستدعي المعركة كسر العظم، باعتبارها بروفة قتالية، يقول زياد في تأييده لدخول المقاومة العسكرية إلى المشهد "ما يحدث الآن من فعل؛ هو العقلانية السياسية"، وبحق، فالعقلانية التي ينتقدها هي "العقلانية الواقعية" التي تم هندستها وترويضها ضمن آلية الضبط والمراقبة الاستعمارية في السياق الفلسطيني لدي الطبقة الوسيطة في الأرض المستعمرة عام 48، والأرض المستعمر عام 67، والتطبيع المجتمعي الذي أصبح كجزء من منظومته وخطابه السياسي والمجتمعي، وهنا تكمن مخاطره على المنعة والصلابة المجتمعية فترة الاشتباك.
وبنفس السياق، يقول الأكاديمي عبد الرحيم الشيخ "من العار، في الحرب، أن نمارس غير دعم المواجهة في غزة والقدس وفلسطين كلها، والدعوة إلى الوحدة، وتضميد الجراح. لكن من العار، أيضاً، على عقلانييّ رام الله السعيدة، وبخاصة مثقفي السلطة، أن يحاضروا في أنجع سبل المواجهة، وشرعية امتلاك قرار السلم والحرب... فيما لم يسهموا، فيما مضى، إلا في إلقاء الصمت على معاناة غزة والقدس، وفي تبرير انكفاء قيادة لا تملك من مقوِّمات البقاء إلا سماح إسرائيل بوجودها. هنا، يجب التذكير أن إسرائيل، ومن قبلها عصاباتها الصهيونية، تشن حرب تطهير عرقي على الفلسطينيين هي "حرب 1948 التي لم تنته، ولن تنتهي إلا بتفريغ فلسطين من أهلها". أما الفلسطينيون، ومنذ مئة وعشرين عاماً، فلم يبدأوا الحرب أبداً، بل كانوا دوماً في حالة دفاع عن النفس، وقتال مستمر من أجل التحرر. أما من رضي بسراب التفاوض السرمدي مع العدو، وسفَّه المواجهة، وأجهض منظمة التحرير الفلسطينية، وعطَّل الحياة السياسية خارجها، وشارك في حصار غزة، وعزل القدس، ومنح الوعود بعدم اندلاع انتفاضة ثالثة ما دام في الحكم... فأقل ما يمكنه فعله الآن، هو الاستماع لنصيحة المتنبي: لا خيل عندك تهديها ولا مال....فليسعد النطق، إن لم تسعد الحال"، فكما أن الاستعمار الاحلالي هو تعبير عن بنية وليس كحدث بمفهوم باتريك وولف، فقد أطلق على عدوانه على قطاع غزة عملية : "حارس الاسوار"، في إشارة إلى ربطها بما يحدث في المعركة على القدس، وأهمية اسكات الثرثرة وتفكيك تكلس العقل السياسي الرسمي تصبح مهمة الملتزمين، والدعوة إلى الوحدة والفعل الجمعي باعتباره السلوك الطبيعي والمتوقع فقط، أو على أقل تقدير فلتقف تلك القيادة متأملة في شعر المتنبي، كرد بلاغي.
وفي تحليله العام، وفهمه للمشهد بصورة متكاملة ومتناغمة مع الحضور في الأمكنة كشكل احتجاجي يقول الكاتب زكريا محمد " قضية الشيخ جراح تتحول إلى حرب عسكرية. الطلقات الأولى لحرب الشيخ جراح أطلقت على الإسرائيليين في القدس، نحن الآن مع حرب الشيخ جراح الوطنية...حرب الشيخ جراح، ليهب الشعب كله، لتهب الأجهزة الأمنية للسلطة أيضاً إن كانت أجهزة وطنية للمشاركة في هذه الحرب"، هذ التدفق والمدرك شعبياً ونخبوياً للملتزمين وطنياً وميدانياً، وبصورة تقرأ المشهد وطنياً، بل كضرورة وبصورة موضوعية، يقول في موقع آخر " بالمناسبة، الصواريخ لم تؤثر على تحركات الناس في القدس. والذي يشاهد التظاهرة في الأقصى الآن يمكنه أن يتأكد من ذلك"، فهي تعد معركة رئيسية، ومن المهم توظيفها بالبعد الوطني الشامل والمتكامل لا المتناقض، فالرد العسكري دفع بمواقع متعددة للحضور والنضال بحرب "الأمكنة"، لتدخل مدينة اللد بقوة وعنف لم يشهد لها التاريخ بهذا الحضور من قبل، يؤدي إلى ارتقاء شهيد، ويعلن الإعلام الصهيوني أنه فقد السيطرة على اللد، ويقوم باستدعاء الجيش، فما بدأ في باب العامود كأنه بات مرجعية وطنية ودرس جديد في الفعل، تاريخي ومترابط ومتعاضد، وبأشكال ومشاركة واسعة وبنوعيتها وفرادتها، وتستدعي الذاكرة أحداث عام 2014 من حيث التصعيد والاشتباكات، لكن بوعي وطني مختلف ومتراكم وأدوات ورؤية بدأت تنضج، وبمسار وتأييد وانخراط جماهيري متدفق في الشوارع والأمكنة.
في مقابل هذه الأصوات الملتزمة والمشتبكة، ارتفعت أصوات متخوفة، قد تكون حريصة، وهي بالفعل، ولكن تأثيرها على المشهد العام يخلق نوع من التردد وخلق حالة من التوتر وتنتزع من سياقها، وقد تفهم في سياق التحريض على المقاومة بصورة غير إرادية أو واعية، فيقول أحد الحريصين: "المفروض أن نتبنى خيار الانتفاضة الشعبية، وبنفس سياق الانتفاضات والهبات الجماهيرية والشعبية، فليس بمقدونا تحمل معركة عسكرية مفتوحة، ونخسر التعاطف الدولي"، وفي سياق مختلف، يقول آخر "أن دخولنا الآن في معركة عسكرية سيقود إلى استزافنا، وسرعان ما سيتراجع الحضور الشعبي والجماهير"، حالة الانتقاد مهمة في النضال، وهو أمر ضروري وصحي في "حرب الأمكنة"، فلسنا من أصحاب الدعوة إلى "ركلجة العقول"، خصوصاً الوطنية والحريصة بل ضرورة فكرية ونضالية، ولكن ليس وقتها المناسب في خضم حالة الاشتباك، فنحن أحوج الآن إلى توظيف امكانياتنا في استمرار الحضور وباشكاله المتعددة، وعدم التورط في حوار ذهني يحرف النقاش، وسط سيل من الدماء، ففي المعركة العقل يقول أن العدو قد ارتبك وحين يرتبك من ردود وأصرار الحضور في الأمكنة، فتكون اللحظة المناسبة لتوجيه ضربه له، وتبديد طاقاته على كل الجبهات والأمكنة، فتوسيع الاشتباك الجماهري بالفعل والدعوة له مهم، كما يُنادي بها حناجر والضفة وقطاع غزة "مشان الله ...يا ضفة يلا"، أو مشان الله يا لد ورملة والناصرة والدهيشة ونابلس يلا..، و"بلا سلمية لا بطيخ... بدنا حجارة وصورايخ" في تنوع لأدوات الاشتباك.
ما بين الاصوات الداعمة والحريصة التي سبق استعراضها، كانت هنالك أصوات من "العقلانية المفرطة" في سياق استعماري احلالي، تنادي "بالواقعية السياسية" في "اللامكان"، ويعبر عن خطابها السياسي والثقافي، ويتناغم ضمن قواعد منظومة الهندسة الاجتماعية لفلسطيني 48، وفلسطيني 67، وهي تعيد إلى الاذهان الارتباط مصالحياً "بالنخب المتعولمة المُستحدثة" وكتلاميذ للبنك الدولي في الرقابة الذاتية على خطابها وسلوبكها وكتابتها، والقضايا التي تتناولها من حيث تعزيز "الليبرالية المفرطة" في سياق استعماري احلالي، من؛ خطاب المواطنة، إلى الديموقراطية والحوكمة وحقوق الإنسان والحقوق القانونية، مع مراعاة أحاسيس الرأي العام الغربي "كممول أو شرك" على حساب حقوقنا التاريخية والقومية والوطنية.
ولم يتوقف الأمر كذلك، بل المفجع أنه في بعض كتاباتهم- التي يراد أن تظهر على أنها موضوعية مفرطة!- تستخدم كلمة: "اسرائيل/فلسطين" وحقوق "عرب اسرائيل" كأقلية، وهذا ينسحب على مؤسسة تاريخية فلسطينية تعنى بالأرشفة والدراسات الفلسطينية، فيبهرك لوهلة أيضاً أسماء المؤسسات الناشئة والناشطة مؤخراً في استخداماتهم لمفاهيم: سياق استعماري، علم النفس التحرري، والتنمية التحررية، وباولو فرايري وفرانتز فانون كمفكرين ثابتين في التظير، وحين تدخل نقاشاتهم ومحاضراتهم، تجدها مفرغة من أي محتوى وطني أو تحرري قومي أو حتى نضالي، وإن تورطوا مع أحد المناقشين في ابراز الجوانب الثورية في التحليل، الرد يكون نعم ولكن نريد تسليط الضوء على صور السيطرة والهمينة واعادة انتاج للإنسان المقهور، فتضحي كتاباتهم العالمية وباللغة الانجليزية اليت هي أقرب للأرشفة وحقوق الأنسان.
هذه الشريحة وموقفها ليست وليدة اللحظة، وإنما ضمن سياق تاريخي سأوضحه لاحقاً، الآن دعونا نستعرض مواقف بعضهم في الاشتباكات الحالية، يقول (ب. غ.)، فلسطيني من مناطق 48، وعضو في "الكنيست الاسرائيلي" السابق، عن التجمع "من دروس ملاحم القدس في السنوات الأخيرة، المقاومة الشعبية ثم المقاومة الشعبية ثم المقاومة الشعبية هي الرهان ...لا الصواريخ ولا غيرها تغير المعادلة. فقط الشعب المنتفض والمقاوم يحمي المقدسات والأرض والبيوت ويغير المعادلة ولا نعول إلا عليه" وينسجم أيضا معه في الموقف (أ.ع) عضو حالي في "الكنيست الاسرائيلي" عن القائم المشتركة.
وطبيب فلسطني، آخر يعلق: "صواريخ "المقاومة" ك "خطاب المقاومة" في سورية ولبنان، في نهاية الأمر تختنق فلسطين وشعبها وتهلكه، بينما تستفيد منها سلطة... و"إسرائيل" الرسمية " وتقول احداهن من سكان رام الله، محاضرة جامعية: " دخول حماس هو جر لحرب ومجزرة وضد الحراك الشعبي كما كانت "الانتفاضة الأولى" ، وآخر، محسوب على كقيادي سياسي، يضيف " ما قامت به حماس بعد مراقبة النشاط لأكثر من شهر هو قطف الثمار وتصدر المشهد، وتدفيع أطفال غزة الثمن، وتحييد للاعلام، فالحجر اعاد التضامن الدولي مع قضيتنا"، ومدير منظمة غير حكومية "ما تقوم به حماس هو دعاية انتخابية، يجب العودة للانتفاضة الشعبية "الأولى" كما اختبرناها، وهو الخيار الوحيد والافضل، والسلاح العبثي دمر القضية"، ومن المفيد بالبدء الاشارة أن "الانتفاضة الأولى" ووضعها بين اشارتي تنصيص هي من قبلي، لأن المصطلح الأدق هو الانتفاضة الشعبية، ولأرتباط الأول بتسوية سياسية ضمن مفهوم وخطاب حل الدولتين ومنظومة أوسلو، أو مفهوم المواطنة كإطار تطويعي وكهندسة استعمارية في الأرض المستعمرة عام 48.
تتحول هذه المواقف إلى حالة من التشهير أو الهجوم والنيل في أحيان من المقاومة وبالتحديد على/من حركة حماس بصورة أولى، ولأنها تتبني الكفاح والخيار العسكري في رؤيتها للصراع، أو قد يعود إلى خطابها الاجتماعي "التقليدي"، وفي مجال ثانٍ، تعكس الاقتباسات والأمثلة: أهمية صور التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية ولغة العالمية المؤنجزة، وكأنه بدون التضامن والتعاطف الدولي سيصبح النضال الفلسطيني عدمياً أو بدون معنى، أو أن استخدام السلاح او عدمه؛ سيدفع المتضامن الدولي بدعمك ودعم قضيتك أو لا، رغم أن تجربة الشعوب الحرة دائماً، كانت تدعم النضال والضحية كفاعل وكمقاوم، وليس كضحية فقط، وينسجم ذلك على قضيتنا الفلسطينية تاريخياً، والوجه الثالث: هو الحنين إلى الانتفاضة الأولى في نوستالوجيا الطبقة الوسيطة والحنين للماضي.
فلماذا الحنين للانتفاضة الشعبية عام 1987-1993؟ وهو مبرر بمكان، لكن، هل بالإمكان العودة للماضى أو تكراره؟، أسئلة تُستل من أسئلة أخرى ولا تنتهي، ولا أدعي هنا، أنه بمقدوري الإجابة عنها في هذه الصفحات القليلة لمرحلة تاريخية ومهمة، وبتقديري دراسات قليلة هي من عالجت هذه المرحلة حسب معرفتي المتواضعة، الأهم هنا، هو تخصيص الإجابة بتسليط الضوء على مؤشرات للإجابة عليها وفيما يتعلق بالطبقة الوسيطة الفلسطينية-وليس الوسطى- لأنها تتبع وتتبنى خطاباً يختلف إن لم يكن يتناقض مع السياق التاريخي في جانب، وخارج عن المكان الذي أنتج فيه، ومن جانب آخر، وتعد هذه الشريحة وسيطاً في مجالين، بين مشروع سياسي: بين جماهير ونخبة، او ثقافي بين برنامج ثقافي عالمي وثقافة شعبية، وهو الأخطر بتقديري.
لنوضح أولاً مفهوم النوستالوجيا، الذي يعني الإفراط في المعنى والمتخيل من حيث الحنين للماضي، وبحالتنا الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، فتكون بالعادة مشاعر ايجابية وتوجهات ايدلوجية انتقائية للتجربة والحدث، والمنظومة القيمية التي تبنتها، ولكنه يعد حنين إلى أماكن خالية لم تعد موجودة بالمعنى والدلالة التي كانت فيه، ولا بالامكان العودة له، إلا باعادة الشرط التاريخي وفواعله فيها، أو بالعودة اليه وبنفس المعيارية، فحين نتحدث الانتفاضة الشعبية نتحدث بقوة عن علاقاتها الاجتماعية وبساطة الحياة وثقافتها وقيمها من الناحية الايجابية.
لكنها، تعكس ايضاً تخوفاً ضمنياً لما وصلنا إليه وعدم فهم مجريات التغيرات السريعة، او الخطاب الذي نتبناه منفصم عن الواقع الذي نعيش به، وهو ناجم عن التحولات القيمية والاخلاقية والاقتصادية التي اختبرناها ضمن السياق الاستعماري، فتسارع الاحداث والتغيرات لم يعد من الممكن توقعها بهذه الصورة المفرطة، جعلت من المرحلة التي وصلنا اليها عاجزة عن تحقيق أهداف الانتفاضة في التحرر وهو الأهم، وفرطت مع الفشل والاخفاق الوطني المنظومة القيمية المساندة كنتيجة للفشل التحرري، وهي كأن أقول كيف يمكن أن يكون مرتبي (3 آلاف إلى 10 آلاف) دولار مثلاً، واطمح بالعودة إلى العمل بالأرض، فلا واقعي وظروف عملي يستجيب لذلك، ولا يوجد لدي حتى أرض أزرعها، لأن الفلسطيني فقد أرضه في الصراع، فتكون النوستالجيا باعتبارها حنين ورغبة بالعودة بالزمان كذاكرة وتمنى فقط أو كخطاب مرغوب، بنفس الوقت الحفاظ على المكتسبات الشخصية والوظيفية والمكانية الاجتماعية التي قد يكون وصل اليها الوسيط من الطبقة المعني بنقاشها، وهو أمر سيكون من وهم العقل أن رضي بذلك، وبنفس الطريقة أستطيع القول: لا يمكن أن تكون مناضل ومشتبك بالطريقة الصحيحة وبممارسة وطنية بحق، وتبقى في وظيفة مؤنجزة، فتصبح النوستالوجيا والحنين إلى الانتفاضة ضرب من التوهم في "اللامكان الحالي"، الذي تم انتاجه في السياق الليبرالي الاستعمار المفرط.
سيكون من المستهجن كيف يتمسك بالانتفاضة الشعبية؟، في حين أننا نختبر لحظة تاريخية وتحديات واكراهات وقيود استعمارية قد تبدلت وتجذرت، وأيضاً لا يمكن أن نكون كذلك في حين أننا ننتظر ماذا سيحدث بالمستقبل دون تكسير وتحطيم هذه البنية الاستعمارية الاحلالية، والتي لن تتم بتبني خطاب اللاعنفي او الطابع الشعبي للنضال فقط، إلا اذا كان تخيلهم هذا وحنينهم ذلك؛ كآلية دفاع نفسية يستخدونها لتحسين الحالة النفسية لعجزهم عن مواجهة صعوبات التحدي، أو ليجدوا لهم أدوار في البنية، فيقوموا بتغيير البنية المختلفة عنها، بدل من تكيفهم معها، أو أن هذه الشريحة أصبحت وحيدة ومنعزلة وتؤنس وحشتها في تخيل الماضي.
إن خطورة إدمان استرجاع ذكريات الماضي في الانتفاضة الشعبية بصورة مفرطة، ومن دون الاجابة عن تساؤلات وتحديات ومتطلبات العيش والنضال والتضحية والأدوات الفعالة، وإلا ماذا يختلف رجل ديني يدعو إلى العودة إلى السلف الصالح دون مراعاة السياق التاريخي التطوري، وبين مثتاقف يدعو للعودة للانتفاضة الشعبية دون قدرته على خلق أدوات النضال لهذه العودة، وكيفية يمكن تطويرها؟ وما هو السقف السياسي لها وهو المهم، أو منظومتها الثقافية المناسبة، سيكونان الإثنان محط سخرية من الناحية العلمية، وكدعوة نكوصية بالمفهوم الفرويدي لممارسة أدوات وسلوكيات لا تتلاؤم مع المرحلة، وفي بعض الأحيان، قد يتقدم الشيخ على الطبقة الوسيطة هذه بقدرته على اعطاء الفتوة، التي لا تجرؤ الطبقة الوسيطة عليها، لأن المرجعية الثقافية لها منفصلة ومنفصمة عن الواقع التي تعيش وبعيدة عن تساؤلات العيش وإكراهاته.
في هذا المجال نستعير مقولة برترناد راسل في مفهوم السعادة(43)(ف.7)، فهي: "ليست هروباً من الواقع ومآسيه إنما التحرر من تأثيره فينا وسيطرته علينا …. والسعادة هي في الحياة الواقعية لأن الإفراط في التفكير بمستقبلنا يهدم لذة الاستمتاع بحاضرنا"، وأيضاً، يقول حسين أمين: "إن جهل الغالبية بالتاريخ يسهل على الناس تزييف الماضي فلو عدنا إلى الماضي بملابساته الحقيقة بعد تقديسه وتفخيمه لأصابتنا خيبة أمل عظيمة"، فما بالنا الحديث عن التخلص من الاستعمار لهروبنا من تحديات الواقع، ولعجزنا عن اجتراح أدوات قادرة على تحقيق السعادة في التخلص من الاستعمار، وبالمقابل أدوات الماضي غير الواقعية في سياقنا الحالي ولم تعد ملائمة، وعليه فلنعش التاريخ الحالي، نستقي منه ما يصلح وتطور الجماهير أدواتها بالاشكال وبالتوجهات التي ترتأئيها، ونترك ديناميكيات حرب الأمكنة ان تقرر فعالية أدواتها، والادوات الثورية كما الشعبية مكون رئيس فيها، ونستطيع القول أن الانتفاضة الشعبية عام 87 عبارة عن أفق لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن العوده اليه او تكرار، نستعير منها ما يصلح، وضروة تطوير ما يحق السعادة والتُير في الواقع الاكراهي الحالي وبادوات ترهق، وتؤلم الاستعمار، وتوسع من دائرة الاشتباك في استنزافه، واعتقد ان مساحة الارباك لم تصل لهكذا اتساع من قبل.
إن تقديس الطبقة الوسيطة؛ من سياسيين، رجال أمن، أحزاب، موظفي المنظمات غير الحكومية، ليبراليين...الخ للانتفاضة الشعبية أيضاً نظراً لسلميتها، حتى إن لم تكن المقاومة الشعبية كذلك يوماً، ولكنها اصبحت بعد منظومة أوسلو تحيل إلى اللاعنف والسلبية المفرطة، يعبر عنها عبر أغنية تعكس الموقف السياسي الرسمي الفلسطيني "إزرع ليمون... إزرع تفاح.." وهي محط للسخرية في الشارع الفلسطيني، إذا فما بال هذه الطبقة الوسيطة تشجع اللاعنف وتحبذه دون غيره.
يفسر ذلك فرانتز فانون(44) "نشاط الأحزاب هو نشاط انتخابي، ولا تلح على ضرورة استخدام القوة، لأن هدفها ليس قلب النظام، في حدود تنادي بالمشروعية لها... وايضاً النخبة عنيفة في الأقوال اصلاحية في الأعمال... واللاعنف من مبتكرات الدفاع الاستعماري، وهو نفس مصالح النخبة المثقفة والاقتصادية التي لديها مصالح مشتركة"(ص.57)، فالسلطة بالمفهوم السيوسيولوجي ترتطها مصالح عميقة مع الاستعمار، وهي تبغي عن أن يتم الاعتراف بها، وأن تستبدل مكان الاستعمار في الاستحواذ على مكاسب ما، وهو بنفس التقاطع مع النخبة الثقافية والاقتصادية كطبقة وسيطة-وليس وسطى- من مصالح مشتركة مع الاستعمار، واذا لم يكن مصالحها متقاطعة معها من المنظومة المتفصله عنها، أو في اقل تقدير انخراطها في المقاومة سيفقدها المكتسبات الوهمية المادية التي حققتها، وسيجعلها تدفع ثمن هي غير مستعدة أن تجفعه، هذا إنقبلت به بالأساس.
في دراسة حديثة تضع سمات لهذه الطبقة الوسيطة في فلسطين المستعمرة عام 1948، تمثل في "تراجع دورها الوطني، وأصبحت جزء من أدوات العقلنة"، والتي قد تتحول كمصدر "لنخبة جديدة تعيد انتاج مفاهيم (الأسرلة) والانتماء" وهم ما يتم تطبيقه من خلال العمل ضمن "الكنسييت الاسرائيلي"، فإذا "...تعد من أكثر الشرائح "قابلية للاندماج بمؤسسات الاستعمار"(45) (ص. 60 و 54، و 8)، هذا الاندماج وهذه العقلنة بما يعنيه من التعامل مع أرض الواقع وموازين القوى، يحمل بجوهره قبول لدولة الاستعمار، نتيجة ضمور الثقافة الوطنية وتفكيكها، التي تقود إلى قبول فكرة التطبيع المجتمعي مع الاستعمار والسبات الاستعماري كسياسة أمر واقع، فرفع شعارات الحقوق والمساواة والعدالة للأحزاب الفلسطينية عبر "الكنيسيت الاسرائيلي" هو تأكيد لهذه الفكرة، بل ويعمقها. ويعكس سياسة التحول من التعايش الى سياسة المطالبة بحقوقهم، مهمشين حقوقهم الوطنية والقومية.
لا تختلف مصير نفس الطبقة في الضفة الغربية وغزة، حيث "إن إنشاء السلطة الفلسطينية مهد لما يمكن تسميته بـ "التطبيع المجتمعي" الذي هو دعوة ضمنية لرفض ثقافة المقاومة، التي تم صياغتها في السبعينيات والثمانينيات وتراجع للأحزاب السياسية، وجدت- الطبقة الوسطى- امام تحديات المستقبل، وقبول مبدأ وعي (ثقافي وسياسي) للتراتبية وبروز أشكال السياسة العادية(46)(ص. 53 و54)، وتبلور من هذه الشريجة طبقة وسيطة تنادي بالعقلانية المفرطة، وكأن المجتمع الفلسطيني لم يعد يرضخ تحت الاستعمار، هذه الطبقة الوسيطة مهدت لأوسلو للحفاظ على استقرارها ومنجزاتها ومكانتها الاجتماعية، من أجل بناء مستقبلها، والتي اصبحت عاجزة وغير قادرة عنل الاستمرا في دفع ثمن نضاليها، وإن كان شعبياً، وفعاليتها ليس على الصعيد السياسي والثقافي فحسب، وإنما ايضاً على صعيد المنظومة القيمية والأخلاقية التي تنادي بها من الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات الفردية، والتي عززت ونشرت قيم الخلاص الفردي بدل الجمعي.
فتعيش هذه الطبقة الوسيطة المسلوبة بالمعنى الفرويدي كتعبير عن الواقع للحالة العامة الفلسطينية بسقفها السياسي الذي تورم بتورم السلطة نفسها، التي تم تشيديها وتشكلها في سياق استعماري، وليبرالية مفرطه تجسد الأولى وتسهل مهمتها في إحكام السيطرة على المجتمع، والتحكم بآليات انتاج اقصاءه ضمن منظومة من الاكراهات، فهذه الشريحة سليمة العقل ولكنها مستلبة، لأنها رضيت العيش في عالم حددت علاقتها بالآخر ضمن قواعدها(47) (43)، فكيف بمقدور طبقة وسيطة كهذه أن تفرض رؤيتها أو تقترح أدواتها النضالية، وهي تعيش كجزء من منظومة تعمل على انتاج شعب تم انتاج عقدة النقص في روحه، ويريد الخلاص بأي وسيلة متاحة.
ومن هنا تأتي أهمية الاستجابة في "حرب الأمكنة" لثرثرة العقل والتحقق من مغزاها، ورصد الاشاعات او المباغلات والتعامل معها، ضمن وفرة مكانية مدعومة بآليات الحضور وفنه، وأهميته في اسناد استمرارية الحضور، وقدرة المقاومة أن تفرض شروطاً، لم تكن تفرضها في السابق، ففي اليوم صباحاً اشترطت المقاومة أن توقف اطلاق صواريخها من قطاع غزة بعد التأكد من فك حصار المرابطين الذين تم احتجازهم في المسجد القبلي في المسجد الأقصى، وهو ما تم بالفعل، وهو بنفس الموقف والقوة الذي اختبرناه في تفاوض الشرطي "الاسرائيلي" مع الشباب في باب العامود، بأن يسمح له الوجود في الساحة وعدم الوقوف على الدرج، فيجيب الشاب "فش فرض شروط بنعقد وين ما بدنا"، ليعكس موقف التفاوض من نقطة قوة، وليس من موقف ضعف، فالتفاوض يكون على المتاريس أو اليد على الزناد مجدي، وذو فعالية بصورة أكبر، وهو ما لم يتم اختباره من قبل/ باعتقادي.
فدور المثقف المشتبك في ايقاف ثرثرة العقل واسكاته أو النوستالجيا في نقد المقاومة تحت ذريعة التغني بالانتفاضة الشعبية، وهي أبعد ما تكون للشعب ومن أرواح الأمكنة التي ينبع منها الحضور والمقاومة الشعبية والتجربة المشتركة التي تراكمها الجماهير في حرب الأمكنة، فعلى المثقف أيضاً أن يكون متصلا بشكل ملموس مع المعركة المحسوسة، ويقرأ ما هو لصالحها.



#بلال_عوض_سلامة (هاشتاغ)       Bilal_Awad_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس (10) وبيان غير رسمي رقم(98) بتاريخ 10/5/2021: المطلوب اس ...
- درس (9) فهم هوية الحضور في باب العامود، لنتعلم الدرس في حي ا ...
- درس (8) ما بعد -التطبيع المجتمعي-: خيار التدفق إلى الشوارع ب ...
- درس (7) واقعة باب العامود؛ استعادة المكان رمزياً،،، فن الحضو ...
- درس (5). في خلفية المشهد والسياق والفعل الفردي/الجمعي في الق ...
- درس (6) ميلشيات المستوطنين؛ استباحة الجسد وطمس الهوية الفلسط ...
- درس (4) في تأطير مكان باب العامود بالقدس: رئة الحياة وشبكة ا ...
- درس (3) اللامكان المقدسي؛ في استلاب المكان ومعناه في البلدة ...
- درس (2) في معنى المكان: القدس كبلدة -الله والفلسطيني- العتيق ...
- درس (1) من دروس شباب باب العامود؛ من الدندرة إلى الجكارة؛ با ...
- محاولة أولية لتفهم الأرقام الكورونية -بين أزمة وتأزيم-‏
- تسعة وستون عامًا على النكبة: الثقافة السياسية والتمثيل للاجئ ...
- الشباب الفلسطيني اللاجئ؛ بين مأزق الوعي/ والمشروع الوطني وان ...
- قنوات العمل للاجئي المخيم: من تعدد التمثيل إلى تمثلات السلطة ...
- العمليات الاستشهادية الفلسطينية: الجسد كأداة مقاومة
- اللاجئين الفلسطينيين ومسألة التمثيل في الخطاب السياسي
- حزب التحرير الاسلامي- فلسطين: من مرحلة الوعي السياسي إلى الم ...
- سوسيولوجيا الكتابة بالحمام: تحليل مضمون كتابة ورسومات المراه ...
- فلسطين: كلمات موجعة وكتابتها مؤلمة... بلد الالتباسات
- الفاعل الاجتماعي( 1) : رؤية نقدية على ضوء تحديات المشهد الفل ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بلال عوض سلامة - درس (11) ثرثرة نوستالجيا الانتفاضة الشعبية للطبقة الوسيطة؟