أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - الكلمة والمعنى والموقف














المزيد.....

الكلمة والمعنى والموقف


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6886 - 2021 / 5 / 2 - 01:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليست نادرة الكلمات التي لها أكثر من معنى في ذات اللغة، وثمة كلمات تحمل معنيين متناقضين تماما، مثل كلمة مولى في اللغة العربية، التي تعني السيد وتعني أيضا العبد. وإذا كان للكلمة أكثر من معنى فأن الجمل، حتى البسيطة منها، أشد تعقيدا، ويمكن ان تفهم الجملة على نحو مختلف من تلميذين يسمعاها في قاعة درس من معلم واحد. أو من طفلين يتعاملان مع نصائح الأبوين، ويفسرها كل منهما حسب تصوراته ورغباته، وأحيانا حسب هواجسه ومخاوفه، وغير مستبعد على الأطلاق، أن فهمهما للأمر أو النصيحة، سيختلف أن كانت صادره عن الأب أو عن الأم، فكل منهما يمكن ان يعني بذات اللفظ شيئا مختلفا عن ما يعنيه الآخر.

أما الأفكار وخاصة التجريدية منها التي ليس لها تجسيد ملموس، وتلك المتعلقة بالغيب والعالم اللامرئي وغير المحسوس، فانها أكثر ضبابية. وتتعاظم ضبابيتها، حين تنتظم في منظومات فكرية، دينية أو فلسفية. ولهذا فان معتنقي تلك المنظومات يختلفون في فهمهم لها وفي تفسيرهم لمعانيها وتجلياتها، وليست الندوات الفكرية والأجتماعات الحزبية، والخطب الدينية، وكتب الشرح والتفسير، ليست سوى محاولات لتقريب الرؤى، والتوصل الى فهم مشترك يجمع عليه معتنقوا تلك العقائد. والإجماع قريب من المحال، وشكل الحديث المنسوب الى النبي محمد: ((إختلاف أمتي رحمة)) محاولة لتجاوز صعوبة الأجماع وربما إستحالته.

وقد أثبتت مسيرة التأريخ أن أية منظومة فكرية سواء نسبت الى السماء، أو إلى جهد علمي أو فلسفي بشري، لا يمكنها إلا أن تتشظى وتتفرع وتتوالد، ويتشظى معتنقوها، وربما تتسع شقة الخلاف فيما بينهم لتصل حد التناحر، والعمل على أجتثاث الآخرالشريك في أعتناق ذات المسمى الإيديولوجي أو الفلسفي، والسعي الى تصفيته ماديا ومعنويا، سواء كان فردا أوجماعة.

وعلى هذا يمكن الأستنتاج أن أي أدعاء عن نقاوة إيديولوجية، أو تمسك بعروة دين أو مذهب وثقى، ينطلق من أتباع ((فرقة ناجية)) أو ((مخلصون لمبادئ)) الإيديولوجيا، أنما هو إدعاء لحمته وسداه التضليل أو التحجر والجهل.
والحال ليس أمامنا سوى تحويل الخلاف الى رحمة عن حق، أي الإعتراف بالرأي الآخر والتفسير الآخر والدين الآخر، واللا دين الآخر، وكف جميع الأطراف عن أتهام الآخرين بالمروق وإدعاء أمتلاك تفويض إلهي أوإيديولوجي لفرض رؤى معينة على الأخرين سواء كانت تلك الرؤى تمثل أكثرية أو أقلية مجتمعية، دينية أو سياسية، فالأقليات والأكثريات حالات متحركة، ما دامت تتعلق بالفكر أو بالمصلحة، وهما ـ الفكر والمصلحة ـ دائما التغير.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواقب إرهاب التأسلم على مسلمي أوربا
- السياسة المقدسة
- يتامى في شارع يتيم
- نحباني للو !!!
- تأملات في الثورة
- تحية لذكرى شيخ التنوير الأول علي عبدالرازق
- ثقافة الشتيمة
- أنانية الطبقة المتوسطة
- حرية إرتداء الحجاب والنقاب والبرقع
- من نحن؟
- أضلع الأزمة العراقية الثلاث
- ((الأرض أم ))
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية
- صراعاتنا الإجتماعية الراهنة
- السديريون يأكلون بعضهم
- الدين والدولة موضوعان مختلفان


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - الكلمة والمعنى والموقف