أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - الإسلام والعنف













المزيد.....

الإسلام والعنف


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 19:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلفت جرائم الأرهاب لدى البعض إنطباعا بأن الإسلام، كدين، منتج تلقائي وبالضرورة للعنف والإرهاب والتمييز بين البشر، وانه لا يمكن ان يستجيب لروح العصر، ويتحول الى طاقة روحية إيجابية تحث على السلام والتعاون والمحبة.

ويستند أصحاب هذه التصورات على نصوص إسلامية مقدسة تستثير العنف، وعلى حوادث دموية طبعت أغلب مراحل التأريخ الأسلامي.

نقطة الضعف الخطيرة في هذا التصور ان أصحابه يغفلون ان الدين، أي دين، ليس كتلة سرمدية صلدة تختفظ بخصائصها بغض النظر عن المكان والزمان. بل هو ظاهرة اجتماعية، تأخذ بالإتجاهات العامة لتطور المجتمع الذي تنشط فيه. فأن ساده التخلف تخلفت معه، وان نشط المجتمع علميا وحضاريا، أضطرت لمجاراته والتطور معه.

تخلف المجتمعات الإسلامية العلمي والحضاري، لم يخلق ظروفا ملائمة لتطور الدين، باتجاه حضاري انساني. ويطبع هذا التخلف بطابعه حتى الديانات الأخرى في الشرق، إذا ما قارنا مسيحيته بمسيحية الغرب. وقد لا يجمع بين المسيحيتين المذكورتين سوى الأسم. وربما يكون المسيحي الشرقي أقرب الى المسلم الشرقي من حيث التزمت والتشدد منه الى المسيحي الغربي. وهنا يستثنى المسيحي الشرقي من الميل الى استخدام العنف الجماعي، ربما إرتباطا بكونه يعيش في مجتمعات لا يشكل المسيحيون فيها إلا أقلية. وأكدت تجربة الحرب اللبنانية في القرن الماضي ان المسيحي ليس أقل ميلا للعنف من مواطنه المسلم، ولا أقل قسوة منه، برهنت على ذلك (مجزرتي صبرا وشاتيلا). وذلك ارتباطا بالتكافوء الديموغرافي النسبي بين المسيحيين والمسلمين في لبنان السبعينات.

وهناك نقطة ضعف أخرى في الطرح الذي يربط العنف بالإسلام أستنادا الى نصوصه، تتمثل في أن أغلب أصحابه، ذوو إطلاع جيد على النصوص الإسلامية والفقه والتأريخ الإسلاميين، لكنهم يفتقرون الى اطلاع ومعرفة مماثلين على لنصوص المقدسة للديانات الأخرى، وخاصة الديانتين "الإبراهيميتين" الأخريين، وتأريخهما، ويبنون تصوراتهم وأحكامهم على الواقع الراهن للمجتمعات التي ارتبط تأريخها باليهودية والمسيحية، غافلين عن التشابه الكبير بين الدعوة الى استخدام العنف وتبريره في النصوص القرءآنية وبين نصوص العهد القديم في الكتاب المقدس، وربما كان الطرح القرءآني نسخ لها مع بعض التصرف. وغافلين أيضا عن ما شهدته المجتمعات المسيحية من صراعات وحركات تنوير وإصلاح هائلة، على خلفية ثورات علمية ومعرفية عظمى أفرزت مفاهيم وقيم سلوكية وأخلاقية، وأنماط ومناهج تفكير، لم يعرف العالم الاسلامي مثيلا لها في قرون السبات التسع الأخيرة.

ولا شك ان قرون السبات في العالم الإسلامي، وإقتصار حقول المعرفة خلالها، في مجتمعاته، على "العلوم" الدينية والفقه الديني، لم تساعد على بناء قاعدة معرفية، لمراجعة تلك "العلوم" وتطويرها، بما يساعد على تطوير النظرة الى الدين وأحكامه، وإكسابها مضامين ومحتويات جديدة. وجعلها تنفتح على مناهج تفكير إنسانية، تخرجها من التفسير الحرفي، وإعادة تحديث خطابها، كما جرى في المجتمعات ذات التأريخ "المسيحي".



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية
- صراعاتنا الإجتماعية الراهنة
- السديريون يأكلون بعضهم
- الدين والدولة موضوعان مختلفان
- بغداد على أعتاب ولاية الفقيه
- لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
- في يوم المرأة العالمي رسالة اعتذار الى أمي
- ما مدى قدرة إيران على مواصلة تحمل العقوبات؟
- تحولات جمال عبدالناصر
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا
- هل ثمة عملية سياسية في العراق؟
- فرط الرمان
- هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟
- ثورة فيروز والرحابنة في الموسيقى والغناء العربي *
- في الوطن والوطنية
- رؤية مكثفة للتيار الصدري


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - الإسلام والعنف