أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - الدين والدولة موضوعان مختلفان














المزيد.....

الدين والدولة موضوعان مختلفان


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والسياسة ليسا موضوعا واحدا، ولا الدين والدولة في الإسلام شيئا واحدا، كما يريد المتأسلمون أن يرسخوا في الأدهان. السياسة كانت موجودة قبل الدين في أنظمة الحكم السابقة للدين، ورافقته خلال فترات طغيانه، واستخدمته واستخدمها، وظلت السياسة موجودة بعد انحسار تأثير الدين في كثير من المجتمعات.

السياسة أمر يتعلق بتنظيم علاقات البشر فيما بينهم، بغض النظر عن معتقداتهم. والدين يتعلق بعقيدة الأنسان وتصوراته عن الوجود والحياة، وما بعدها، وماتفرضه تلك التصورات على المؤمن بها من واجبات وفروض تتعلق به شخصيا ولا صلة لها بالآخرين.

وفي سعيهم لترسيخ هذا الفهم للعلاقة بين الدين والسياسة يؤكد المتأسلمون أن النبي محمد كان رئيسا لكيان سياسي، ودولة مركزية يقف هو على رأسها، وواصل خلافائه الراشدون قيادة تلك الدولة. وحقيقة الأمر أن أي شكل من أشكال الدولة لم يؤسس على زمن النبي. وأن قبائل شبه الجزيرة العربية ظل كل منها يحتفظ باستقلاله السياسي، وتأسست بينها علاقات قائمة على التعاون، بدل علاقات الغزو المتبادل التي حكمت علاقاتها قبل إنضوائها تحت جناح العقيدة الإسلامية الفتية حينها.

كان ما يجمع تلك القبائل في حياة النبي أبعد مايكون عن السياسية، بمعنى وجود هيئات مشتركة مقررة للحياة العامة، تضع القوانين، وتنشيء الأجهزة الإدارية لتنفيذها، لم يكن بين القيائل ما هو مشترك أحكام الدين التي ترتبط بالجانب الروحي ((العبادي)) مثل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان، والحج لم استطاع إليه سبيلا.

الكيان الإسلامي الذي وجد على عهد النبي ــ إن كان ثمة ما يمكن أن نطلق عليه نعت كيان ــ كان كيانه بالغ بالمرونة، ولا يتطلب من أطرافه، ــ رؤساء القبائل ــ أكثر من الذهاب إلى النبي لإشهار إسلامهم شخصيا ونيابة عن أفراد قبائلهم، ثم العودة الى ديارهم، حاملين رايات يعقدها لهم النبي، لمواصلة دورهم في قيادة قبائلهم ومواصلة تدبير شؤونها.

وهكذا فان التأريخ الأسلامي، حتى وفاة النبي، لم يحفظ لنا أسم وال أو حاكم عينه النبي محمد على منطقة أو قبيلة. ولم يتبوا النبي قيادة جهاز دوله مركزي يقف، على رأسه ويعين موظفيه ويعفيهم.

وبوفاة النبي محمد فك الارتباط بين الدين والدولة، ودليل ذلك ان المهاجرين والأنصار دخلوا في تنازع حول شكل الكيان الإسلامي، فور وفاة عميده وإمامه، حيث قال الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" ولم يقولوا منا إمام ومنكم أمام. وكان رد المهاجرين: "بل منا الأمراء ومنكم الوزراء" وهنا أيضا لم يرد أي ذكر للإمام والإمامة الدينية، بل تركز الحديث عن مناصب سياسية، أمراء ووزراء.

وفي خطبة الخلافة قال الخليفة الأول أبو بكر: (( وليت عليكم ولست بخيركم، فأن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني ))، وفي هذا إقرار بانه يقوم بمهمة سياسية تحتمل الخطأ والصواب، وانه كسياسي يمكن ان يخطئ ويصيب، ويتحمل نتائج سياسته خطأ أو صواباً. ولو كان يجمع بين السلطتين الدينية والسياسية، وممثلا للسماء، ما كان ليسمح لأحد بتقويمه والأعتراض عليه.

لكن أبو بكر إضطر الى إضفاء الطابع الديني على سلطته، بعد بروز خطر تفكك الكيان الذي استخلف عليه، وذلك حين رفضت قبائل عديدة وشخصيات من الصحابة الأعتراف بسلطته، وامتنعت عن دفع الزكاة وهي المصدر الأساسي لخزينة الكيان السياسي الذي كان يقوده. فأطلق على حربه ضد المتمردين على سلطته أسم حرب الردة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد على أعتاب ولاية الفقيه
- لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
- في يوم المرأة العالمي رسالة اعتذار الى أمي
- ما مدى قدرة إيران على مواصلة تحمل العقوبات؟
- تحولات جمال عبدالناصر
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا
- هل ثمة عملية سياسية في العراق؟
- فرط الرمان
- هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟
- ثورة فيروز والرحابنة في الموسيقى والغناء العربي *
- في الوطن والوطنية
- رؤية مكثفة للتيار الصدري
- شرط الوطنية الحاسم
- لماذا رفض قاسم تسليح مقاومي إنقلاب شباط؟


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - الدين والدولة موضوعان مختلفان