أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟














المزيد.....

هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 10:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تعاني مجتمعاتنا من فقر كبير في الجوانب المتعلقة بفهم المفاهيم والمصطلحات الحديثة التي أفرزها التطور الفكري في حضارتنا المعاصرة. وما تزال أذهاننا تحمل تصورات مشوشة عن مفاهيم ومصطلحات نتداولها أو نبحثها في نقاشاتنا، أمر يؤدي ولا شك الى الخروج بنتائج خاطئة لتلك النقاشات.
من أكثر المصطلحات غموضا في الأذهان مصطلح إيديولوجيا. الذي تم تداوله بشدة بعد أنهيار التجربة الإشتراكية في أوربا الشرقية، بما أوحى بأن الأيدولوجيا رديف للماركسية، ولهذا جرى حديث كثير عن موت الإيدولوجيا. وأستخدم البعض من متواضعي الثقافة الإيدولوجيا سبة وشتيمة، واعتبار من يهتدي بإيديولوجيا مثالا للتحجر والجمود.

فما هي الأيدولوجيا؟ ... وهل أنتفت الحادة إليها حقا؟

إيدولوجيا تركيب من كلمتين هما أيديا وتعني فكرة و لوغوس وتعني علم، ومن دمجهما نحت مصطلح إيدولوجيا الذي يعرفه دوتراسي على أنه (( العلم الذي يدرس الأفكار، بالمعنى الواسع لكلمة أفكار، أي مجمل واقعات الوعي من حيث صفاتها وقوانينها وعلاقتها بالعلائم التي تمثلها)).
ومع تطور الفكر الاجتماعي صارت الإيدولوجيا وسيلة لقراءة الواقع والأحداث والتأريخ وشخصياته الفاعلة، و حتى أستشراف المستقبل وفق نسق معرفي يبتعد عن النظرة الجزئية إلى مظاهر الحياة الأجتماعية، التي تهمل الترابط الممكن بينها والتأثير المتبادل فيما بينها، ويعتمد بدلا من ذلك بحث الواقع في حركته الدائمة وتحليل سلوك الجماعات والأفراد وعلاقاتهم وردود أفعالهم، ليس فقط على أساس الظروف الخاصة بالفرد والجماعة، بل كذلك بترابط الأفراد والجماعات في علاقات متشابكة ومصالح مشتركة، وبما يفصل بينهم من تناقضات وتصادم مصالح. نسق يربط بين الأحداث والوقائع ويبحث في أساسها الاجتماعي، وليس النظر اليها كتعبير عن نوازع شخصية أوفئوية بحتة.

أستخدام إيدولوجية معينة في التحليل لا يعني بالضرورة أنها أصبحت تحكمنا، ولا يشكل دليلا على تحجر من يستخدمها، إن كان ينطلق في قراءة الواقع الاجتماعي وفي التعامل معه من نظرة شمولية تستند الى مبادئ إنسانية عامة، لا تهمل المتغيرات المستمرة في الواقع دائم الحركة، ولا تشيح عن جديد المنجز العلمي أو تفسيره تفسيرا إرادويا ينطلق من قيود الإيديولوجيا.

نعم لا ينبغي للإيديولوجيا ان تحكمنا، وتتجاوز دورها كأداة مساعدة في تحليل الواقع واتخاذ الموقف منه، ولنا بعدها ان نختار ما إذا كان موقفنا ينطلق من المصلحة العامة للمجتمع، أو من مصلحتنا الفئوية، القومية، الطبقية، أو مصالحنا الشخصية.

وليست هناك ايديولوجيا خالية من العيوب، لكنها تظل كمنظومات فكرية للتعامل مع الوجود والواقع الإجتماعي بترابطة وتشابكه، اكثر قدرة على تحليله من النظر الى مفاصله كأجزاء منفصلة عن بعضها، وينبغي ان يجد حامل الإيديولوجيا في السعي الى اكتشاف جوانب الخلل فيها، والتخلي عما لم يعد نافعا فيها بحكم حركة الحياة. وإلا أصبحت قيدا فكريا يحول بينه وبين إدراك الواقع المتجدد.

ويتعين عدم نسيان ان هناك إيديولوجيات مختلفة، ومتعارضة، بعضها بالغ الخطورة كالإيديولوجيا العنصرية، التي تقوم على التمييز بين الناس على أساس انتماءاتهم الإثنية، وفق تراتبية تضع الاثنيات بعضها فوق بعض من حيث القيمة.
ومثل هذه الإيدولوجيا غير ضرورية بالتأكيد بل هي مدمرة ومهينة وماسخة للحياة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة فيروز والرحابنة في الموسيقى والغناء العربي *
- في الوطن والوطنية
- رؤية مكثفة للتيار الصدري
- شرط الوطنية الحاسم
- لماذا رفض قاسم تسليح مقاومي إنقلاب شباط؟


المزيد.....




- ترامب عن محادثات وقف إطلاق النار: سنستعيد 10 رهائن من غزة قر ...
- واشنطن تلغي تأشيرات 8 قضاة برازيليين دعماً لبولسونارو
- -الأمير النائم- يغادر الحياة
- العشائر تتقدم في مدينة السويداء في ظل تعثر التهدئة
- بريطانيا تعتقل 55 شخصا خلال مسيرة لحركة -فلسطين أكشن-
- رئيس الوزراء السوداني: عودة المؤسسات التنفيذية إلى الخرطوم خ ...
- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟