أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - من نحن؟














المزيد.....

من نحن؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 03:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعاني مجتمعات منطقتنا من مشكلة حقيقة تتعلق بوعي الهوية، أي مشكلة الأجابة على السؤال المطروح في كل مجتمع من مجتمعاتنا مجتمعة وعلى حدة وهو: من نحن؟ وتتفرع منه أسئلة لا حصر لها مثل: هل نحن إمتدادا عرقيا لشعوب الحضارات الأولى المعروفة التي نشأت على المساحة الجغرافية التي نعيش فيها اليوم؟ هل هوية كل منا ثابتة مصمتة لا تتغير رغم ما ما شهدته أوطاننا من تغيرات ديموغرافية؟ ورغم ما أعاد التمازج الأثني بين الشعوب والعناصر التي تصارعت وتعايشت على أرضنا، ما أعاد تشكيله من صفات في الشخصية الأجتماعية والفردية لكل منا؟ خاصة وأن هذا التمازج كان واسعا وعميقا بما قطع الجذور التي تربطنا بالحضارات الأولى ثقافيا وربما حتى جينيا. ولابد أن أي منا سيدهش وربما سيصعق أذا ما أجرى تحليلا لمكوناته الجينية، فقد يكون ممن يكنون كراهية عميقة للأتراك ويكتشف أن نسبة كبيرة من جيناته تركية، أو ينظر باحتقار الى العرب ويكتشف انه عربي جينيا بنسبة 60 بالمئة. أو يتوهم أنه عربي قح فأذا هو سليل لأحد أسر المماليك.
أما على صعيد الثقافة والوعي وعصبهما الرئيسي، اللغة، فأن القطيعة اكبر، ومهما حاولنا التبروء من اللغة العربية، فانها من تشكل وعينا، إذ بها وبتفرعاتها ـ اللهجات المحلية ـ نفكر ونحلم وتتشكل ميولنا وأحاسيسنا، أعتدالنا وتطرفنا، حبنا وكراهيتنا، تسامحنا وضغينتنا، بها نحب العرب والعروبة، وبها نحتقر العرب وننفي وجود شيء أسمه العروبة، بها نصبح متأسلمين متطرفين إرهابيين، وبها نهاجم الإرهاب والتأسلم والأسلام، وبها أيضا نصبح ليبراليين متحررين، وكذلك لا أدريين ولا دينيين. هي أطار صراعاتنا الفكرية وخلافاتنا القيمية والأخلاقية، لأنها إطار ثقافتنا المكونة من عناصر متناقضة ومتصارعة.
المتأسلمون الذين يحاولون إقناعنا بأن الأسلام هو أطار الوجود يحاولون أيهامنا أيضا، بأن اللغة العربية هي لغة الأسلام، لكنها في الحقيقة لغة محايدة وجدت قبل الأسلام وتطورت معه، ويمكن أن تتطور بالضد منه، والدليل على ذلك أنها استوعبت ترجمة الفكر اللا ديني، كما أن الأرث الثقافي العربي، ليس مقصورا على الفقه الديني الأسلامي، فضمن هذا التراث الفكري الفلسفي، والنتاج الإبداعي شعرا وفنونا وأساطيرا وسردا فولكلوريا، وأستوعبت العربية التراث الديني المسيحي، فالمسيحية عربت مفاهيما ولغة وطقوسا، والأنشاد والترانيم الدينية المسيحية مصاغة بالعربية ما عدا بعض تعابير خاصة برجال الدين، لا تختلف عن الألفاظ لعربية التي يؤدي بها البوسني أو التركي أولإيراني المسلم طقوسه الدينية، دون أن يفقه معانيها على نحو واضح.
إذن نحن أبناء الحاضر بتشابكاته وتعقيداته بوحدته وتناقضاته، ولسنا أبناء الماضي دينيا أو ثقافيا أو تركيبا جينيا. نحن ما نحن عليه الأن وما سنكونه مستقبلا، ولسنا مجرد أنتماء للماضي، وأي دعوة للأنعزال، وبناء الجدران بين مكونات مجتمعاتنا ليست أكثر من مسعى رجعي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضلع الأزمة العراقية الثلاث
- ((الأرض أم ))
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية
- صراعاتنا الإجتماعية الراهنة
- السديريون يأكلون بعضهم
- الدين والدولة موضوعان مختلفان
- بغداد على أعتاب ولاية الفقيه
- لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
- في يوم المرأة العالمي رسالة اعتذار الى أمي
- ما مدى قدرة إيران على مواصلة تحمل العقوبات؟
- تحولات جمال عبدالناصر
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا
- هل ثمة عملية سياسية في العراق؟
- فرط الرمان


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - من نحن؟