أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - أنانية الطبقة المتوسطة














المزيد.....

أنانية الطبقة المتوسطة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسباب عديدة تقف وراء حالة الضعف التي يشعر بها الأنسان حاليا أمام فيروس كورونا الذي يحصد مئات الآف الضحايا في بلدان ((العالم المتطور)). وربما من بين أهم تلك الأسباب نوازع وعقلية الفرد الذي ينتمي الى الطبقة المتوسطة في هذه المجتمعات. نوازعه الى زيادة دخله، وحرصه على دفع أدنى نسبة ممكنة من ذلك الدخل كضرائب لتمويل قطاعات الرفاه الأجتماعي، وأهمها التعليم والصحة ورعاية المسنين والأطفال وغيرها.

وفيما يتعلق بالعقلية، ميله الى التعاطف مع رب العمل على حساب الشرائح الأضعف، ونظرته الى أفراد تلك الشرائح كطفيليين وعالات تعتاش على جهده وجهد رب العمل، وتستنزف أو تسرق ما هو أحق به منهم، وعدم الإنتباه الى تراكم ثروات المليارديرات، وربما قبوله بفكرة أن ما يجنوه من ثروات مهولة، ليس سوى حقا من حقوقهم.

هذا الموقف من جانب الطبقة المتوسطة وهي تشكل حوالي ثلثي السكان في ما يسمى ببلدان منظومة الرفاه، ينعكس في إنحياز أفرادها المتزايد، عاما بعد آخر الى سياسات أحزاب اليمين، التي تستجيب لهذه التطلعات من خلال تقليص الأنفاق على مجالات الصحة والتعليم والرعاية الإجتماعية، ويدفع حتى الأحزاب الديمقراطية الأجتماعية التي قامت على اسس أيديولوجية تعبر عن تطلعات الضعفاء، يدفعها الى تبني سياسات تقترب من سياسات أحزاب اليمين حتى لم يعد ممكنا، في بعض الأحيان، التممييز بين برامج أحزاب اليمين واليسار، أما اليسار الأكثر جذرية فلم يعد يحصل على أكثر من 10% من الأصوات في أحسن الأحوال.

وصارت الحكومات بغض النظر عن جذرها الأيديولوجي تنهج سياسات تتساوق مع ميول الطبقة المتوسطة التي أصبحت أكثر محافظة من المحافظين، وتتجه الى تقليص الإنفاق على قطاعي التعليم والصحة، بما أدى الى بقاء أجور العاملين فيهما في أدنى المستويات، وأفضى ذلك إلى إتجاه عديد من الممرضات السويديات الى العمل في البلدان المجاورة كالنرويج على سبيل المثال. كما أدت تلك السياسات الى عدم الألتفات الى ضرورة توفير فائض من المعدات والمستلزمات لمواجهة الطواريء. بحيث أن بلدا كالسويد، واجه في بداية أزمة كورونا صعوبة في توفير معدات الوقاية للعاملين الصحيين الذين يتعاملون مع ضحايا وباء كورونا، ناهيك عن توفير الكمامات للأفراد العاديين. وعلى صعيد التعليم لجأت البلديات الى تعيين غير المؤهلين، أي غير الحاصلين على شهادة التعليم، في المدارس، جراء أنصراف الشبيبة عن الألتحاق بمعاهد إعداد المعلمين، بسبب تدني أجور المعلمين. وأفضى ذلك بدوره الى تدني مستويات الأداء التعليمي في المدرسة السويدية، مقارنة بالمدرسة الفنلندية لا بل حتى بمستوى مدارس في بلدان لا تصنف كبلدان متطورة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية إرتداء الحجاب والنقاب والبرقع
- من نحن؟
- أضلع الأزمة العراقية الثلاث
- ((الأرض أم ))
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية
- صراعاتنا الإجتماعية الراهنة
- السديريون يأكلون بعضهم
- الدين والدولة موضوعان مختلفان
- بغداد على أعتاب ولاية الفقيه
- لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
- في يوم المرأة العالمي رسالة اعتذار الى أمي
- ما مدى قدرة إيران على مواصلة تحمل العقوبات؟
- تحولات جمال عبدالناصر
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا


المزيد.....




- زفاف -شيرين بيوتي-.. تفاصيل إطلالة العروس والمدعوّات
- وابل من الصواريخ البالستية الإيرانية يستهدف شمال ووسط إسرائي ...
- سوريا.. زفاف شاب من روبوت يتصدر منصات التواصل
- -قافلة الصمود- تواصل تقدمها نحو مصر
- لندن تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين
- سفيرة إسرائيل بموسكو تؤكد أن تل أبيب لا ترى أي إمكانية لحل ا ...
- -إسرائيل دمرت سمعتها في غزة، وهجومها على إيران محاولة متأخرة ...
- ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ اختبار حاسم لقدرة أوبك+ على ا ...
- كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات ...
- بيسكوف يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية بـ-الدرس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - أنانية الطبقة المتوسطة