اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث
(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)
الحوار المتمدن-العدد: 6872 - 2021 / 4 / 18 - 22:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذُكر في القران " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" سورة البقرة الآية 106...
والنسخ في المعجم العربي | نسَخ الكتابَ: نقله وكتَبه حرفًا بحرف, هو نقل ذات الشيء من مكان الى اخر دون تغيير, ولا يعني حذف او تعديل كما هو شائع!!!
النَّسخ الشَّرعيّ: (مصطلحات فقهية) إزالة ما كان ثابتًا بنصٍّ شرعيّ ويكون في اللَّفظ والحكم كنسْخ ذبح إسماعيل بالفداء.
وفي اللغة الانكليزية - copy كرر نسخ ضاعف– withdraw - انسحب
في القرن الحادي عشر الميلادي بعد ترجمة القران للغات اخرى اصبح هو مصدر ومعجم اللغة العربية رغم اخطاءه اللغوية الشائعة (المصدر | أخطاء القرآن الكريم اللغوية والإنشائية - الكاتب د.سامي الذيب) لذلك اصبحت كلمات غير متعارف على معناها بالعربية في قاموس اللغات الاخرى, اخذت كلمة (نسخ) الوارد ذكرها اعلاه معنيين, تماشيا مع مفردات القران التي زُجت في اللغة العربية.
حتى ان معجم اللغة العربية افرد لها معنى مٌغاير في باب خاص بالمصطلحات الفقهية ليجد لها تبويب يخلصه من مأزق عدم فهمها ضمن سياق الآية 106 من سورة البقرة وورودها في غير مكانها لأن ليس لها معنى في العربية سوى المذكور (نسَخ الكتابَ: نقله وكتَبه حرفًا بحرف).
من المُستحيل ان اقول (نسخ رامي رأيه) او (نسخ رامي قوله) ولا تكون هذه الكلمة مفهومة للمُستمع الا اذا قُلت (سحب رامي قوله) او (غير رامي رأيه)...
ان آيات القران لم ترد بالتسلسل الزمني للنزول (حسب المفهوم الاسلامي) فمن الصعب معرفة ايهما الآية التي نسخت الاخرى (الآيات وليس السور فقط) فنرى فقهاء الاسلام يؤكدون ان سورة (العلق) هي اول وحي نزل على نبي الاسلام "محـمد" بينما نجد تسلسلها (96) المفروض ان تكون هذه السورة تسلسل رقم (1) وهكذا, كما لا يوجد مصدر يختصر ويوضح الآيات المنسوخة على سبيل الحصر فقد تُركت لأجماع فقهاء الاسلام.
ذكر مُفتي الحداثة الإسلامية المصري مـحمد عبده (1849 - 1905 ) وقد درس في الازهر "لم يعلن القرآن في أي مكان أن آية فلان هي نسخ، أو أن آية كذا وكذا هي منسوخ".
لؤي فتوحي حاصل على الدكتوراه في علم الفلك من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة عام 1998. باحث في التاريخ الاسلامي والدراسات القرآنية نشر 25 كتابا بالعربية والانكليزية يؤكد في ورقته البحثية (لمحة عامة عن "النسخ في القرآن والشريعة: دراسة نقدية لمفهوم" النسخ "وأثره") التي نُشرت بالإنكليزية ، "لم يظهر مصطلح النسخ أبدًا في القرآن بالمعنى الذي اكتسبه في الشريعة الإسلامية". يُظهر الفحص التفصيلي للآيتين القرآنية "التي يرى العلماء أنها تدعم مبدأ النسخ" أن أيًا منهما لا يشير في الواقع إلى "مفهوم النسخ"
لا يذكر الوحي الإسلامي عدد الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية التي تم نسختها، وقد اختلف المفسرون والفقهاء المسلمون حول أي من الأحاديث والآيات القرآنية التي تم شمولها بالنسخ وكم عددها, مع تقديرات متفاوتة. و ما إذا كان من الممكن نسخ آيات من القرآن على الإطلاق، بدلاً من إعادة تفسيرها وتعريفها بشكل أضيق - وهو نهج تفضله أقلية من العلماء. كان مفهوم الناسخ والمنسوخ سائدا حتى القرن التاسع عشر، جادل علماء الحداثة والإسلاميين ضد مفهوم النسخ، مدافعين عن الصلاحية المطلقة للقرآن.
تشمل قضايا الخلاف الأخرى ما إذا كان القرآن (النص الديني المركزي للإسلام) يمكن نسخه بالسنة (مجموعة العادات والممارسات الاجتماعية والقانونية التقليدية للمجتمع الإسلامي)، أو العكس -خلاف بين المذهبين الفقهيين الشافعي والحنفي.
يقول إسرار أحمد خان هو عالم عقيدة إسلامية باكستاني وفيلسوف وعالم إسلامي في كتابه "مناهج معاصرة للقران والسنة" باللغة الانكليزية، أن الذين قرأوا "مؤلفات أبي عبيد والنحاس ومكي وابن العربي وابن الجوزي والزرقاشي والسيوطي والضلاوي في موضوع النسخ. سيتم الخلط فيما يتعلق بتعريفه (ليس له تعريف واضح)...
"جون بيرتون" عالم بريطاني مُختص بدراسة القران في مقال له بعنوان "تفسير سورة البقرة الآية 106 والنظريات الإسلامية في النسخ" يشكو في مقاله من أن "أكبر ارتباك يمكن تخيله يسود فيما يتعلق بتعريف مصطلح النسخ" ، وأن "درجة مروعة من التشويش" تحيط بمعنى الآية 106 من سورة البقرة "آية النسخ". وأن "الخلط المستمر بينها يسبب للقارئ" صعوبة لا نهاية لها "
"لا توجد آية واحدة" في القرآن "تشير بشكل واضح لا لبس فيه إلى نسخ أي آية مكان اية أخرى" ، (ولا يشير أي حديث "غير قابل للنقض" إلى "أن أي آية واحدة إما خضعت أو نفذت النسخ ").
يقول أحمد علي الإمام وهو عالم دين اسلامي سوداني في كتابه " القراءات المُختلفة للقرآن دراسة نقدية " الصادر باللغة الإنكليزية "معظم علماء الاسلام يختلفون في عدة نقاط" ، من النسخ "، لا سيما في معناه وأسلوبه وأمثلته.
كتب أبو القاسم هبة الله بن سلامة سنة (1019م) في كتابه الناسخ والمنسوخ ، ص 4-5 ، 8؛وأحمد بن محمـد النحاس (حوالي 1515م) في كتابه الناسخ والمنسوخ، ص 4-12, كتب ديفيد بوكاي في صحيفة الشرق الاوسط الفصلية في خريف عام 2007 مقالا بعنوان (سلام ام جهاد, النسخ في الاسلام).
رابط المقال
https://www.meforum.org/1754/peace-or-jihad-abrogation-in-islam
عن التخيير والالزام في صيام شهر رمضان ...
( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة: 184هذه الآية لا تلزم الصيام وتجعله اختياري.
ثم تأتي اية الاخرى لتنسخ الآية التي سبقتها فتقول.. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.. وهنا الزام المسلم بالصيام فريضة (سورة البقرة 185) ..
وهذا ما رواه البخاري, ومسلم, ومعاذ, والبراء, وسلمة بن الأكوع , وأبي ذر الغفاري, وعبد الله بن عباس .
بالتأكيد التخيير افضل من الالزام والصيام يؤدي الى ارهاق جسدي وتعب ونقص في السوائل وتعثر في العمل وصعوبة الاستمرار في انجاز الواجبات اثناء ارتفاع درجات الحرارة والاضرار بالمصالح الشخصية والصالح العام, وهذا يخالف مضمون الآية نأتي بخير منها او مثلها!!!
عدة المرأة المتوفى عنها زوجها في سورة البقرة..
الآية 234 من سورة البقرة (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
الآية 240 من سورة البقرة (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ۚ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). الحول يعني سنة كاملة..
من المفترض ان الاحدث ينسخ الاقدم ويلغيه (فالآية 240 تنسخ وتُلغي حُكم الآية 234 من سورة البقرة) فتصبح عدة المرأة المتوفى عنها زوجها حول كامل (سنة) وليس اربعة اشهر وعشرة ايام.
في عقوبة الزنا جاء في سورة النساء عددها (92) حسب النزول الآيات 15- 17
( 15 وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً 16 وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا 17 إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا). وهذه عقوبة مُخففة لفعل الزنا والفاحشة.
نسختها (الغتها) الاية 2 من سورة النور عددها (102) حسب النزول
(2 الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).وهنا تكون العقوبة اشد وهي تتعارض مع مضمون الآية 106 من سورة البقرة "نأت بخير منها" خير منها المفروض تكون العقوبة اخف شدة وليس اكثر شدة وقساوة!
في باب التعامل مع الكتابيين سورة البقرة الآية 2 – 256
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
سورة المائدة 69
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)..
نُسخت (الغتها) الآيات 85 – 86 من سورة ال عمران والاية 73 من سورة التوبة
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 86 كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)...
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
ايضا هذه الآيات المنسوخة من ال عمران والتوبة تُناقض صريح الآية 106 من سورة البقرة "نأت بخير منها او مثلها"!
ومن المُثير للانتباه انه لا توجد فواصل زمنية طويلة بين الآيات الاصلية والآيات المنسوخة حيث يدعي فقهاء الاسلام ان التحريم او المنع جاء بالتدريج لكننا نلاحظ في الآيات 184 و 185 من سورة البقرة ان الاولى جعلت الصيام اختياري والثانية بعدها مباشرة وجعلت الصيام الزامي دون مراعاة لأي مدة زمنية!
الكاتب لا ارى فكرة الناسخ والمنسوخ الا طريقة قديمة حديثة من طرق "الترقيع" لتلافي الاخطاء والتناقضات التي وقع فيها نبي الاسلام محـمد او مؤلفو القران فبدل التخلص من دوامة التناقضات القرآنية ادخلوا انفسهم في دوامة تعريف الناسخ والمنسوخ وهل يمكن ان يُنسخ القران بالحديث والخ...
لا يوجد اية واحدة في القران ذكرت انها وردت لنسخ اية سبقتها, لا يوجد حديث "غير قابل للنقض" وواضح يذكر الآيات المنسوخة, لا يوجد تعريف مانع جامع للناسخ والمنسوخ, ولا يوجد مصدر واحد مُتفق عليه يحصر الآيات المنسوخة كما ان الآيات التي ذُكرت في صحيح البخاري ومسلم على انها منسوخة الا انها لا تنال الاجماع, كما انها لا تتفق مع مضمون اية النسخ في سورة البقرة 106 "نأت بخير منها او مثلها".
#اسعد_ابراهيم_الخزاعي (هاشتاغ)
Asaad_Ibrahim_Al-khuzaie#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
