أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - بيت الامام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق















المزيد.....

بيت الامام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 23:22
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


بيت الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق
في هذا اليوم المواقف 11/4/2021 تشرفت بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) كما وقفت على داره في الكوفة وهو خليفة المسلمين، وقد جال خاطري في ثنايا البيت وغرفه التي لا تكاد تتسع لساكنيها، ولاحظت تدافع الزوار للتبرك بها، على الرغم من تواضع بنائها وصغر حجمها، إلا أن وجود الأمام علي (ع) فيها أضفى عليها الشرف والرفعة والقداسة، كما تذكرت كلمات الإعلامي المصري (محمود سعد) بعد زيارته إلى بيت الإمام علي (ع) في الكوفة فيقول في وصفه (بيت متواضع في دولة غنية) ثم يسرد مناقب الإمام، وكان مندهشاً من إن رئيس اكبر دولة وكانت من الدول الغنية في حينه، يسكن هذا البيت وله القدرة على أن يشيد قصوراً كبيرة وله في الفضل اكبر من سواه ونسباً عز على غيره الانتساب إليه فهو ابن راهب قريش وجده شيبة الحمد من كرام القوم وأهله من أمناء بيت الله، لكن زهده في الدنيا كان مانعا من السير معها او خلفها، وناصراً ومؤيداً له في قيادة الأمة بالعدل والإنصاف وإحقاق الحق، دولته لم تبنيها جعجة السلاح وإنما بنتها رمزيته لأهل زمانه بزهده وعدله ونزاهته واستقامته، ثم امتد ليكون مثالا يهتدي به واليه أهل الفطنة والاستقامة والإيمان ويبغضه أهل الأهواء والجشع وحب الدنيا، حتى وان اعلنوا انهم من محبيه ومن مواليه لان أعمالهم تنفي عنهم زعمهم وادعائهم، وهذه السجايا العلوية لم تكن صنيعة البشر وإنما من زينة الله التي تزين بها الإمام علي (ع) وتروي لنا كتب الحديث ان الرسول الأكرم (ص) قال في الإمام علي قولاً بارك له زينة الزهد في الدنيا بقوله الشريف (إنّ الله قد زيّنك بزينة لم يُزيّن العباد بزينة أحبّ منها، هي زينة الأبرار عند الله: الزُّهد في الدُّنيا، فجعلك لا ترزأ من الدُّنيا ولا ترزأ الدُّنيا منك شيئاً، ووهبك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً) ومن هذا الحديث الشريف نرى إن قيادة الإمام علي (ع) للأمة وتمسك الأمة به قائداً وزعيماً طالما الزمان قائم، لم يكن بكونه قائداً عسكرياً او زعيماً سياسياً رئيساً لطائفة من القضاة أو الوزراء أو الدهاقنة أو غيرهم، وإنما لأنه كان زاهداً في الدنياً مما جعل الله المساكين من محبيه ويرتضونه إماماً وقائداً ويرضى هو بهم أتباعاً وأشياعا، وبيته الصغير جداً لم يكن هو مسكنه بل قلوب المؤمنين المخلصين والمحبين كانت وما زالت بيته الحقيقي الذي حفظ ارثه وخلد ذكره وسيرته الإيمانية العطرة، وهو الذي تمـثّلت له الدنيا في هيئة جميلة، فقال لها (غرّي غيري)، مما دعا بعض الكتاب يدعون ان الامام علي (ع) كان اول اشتراكي في الاسلام فهو ذو نزعة اشتراكية وانه زعيم اليسار ومؤسه الاول وعلى وفق ما ذكره الكاتب المصري احمد عباس صالح في كتابه الموسوم (اليمين واليسار في الإسلام ـ منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ طبعة بيروت الثانية عام 1973 ـ ص 88 وما يليها)، وفي أيامنا هذه ونحن نطالع وسائل الإعلام نشاهد علامات الثراء الفاحش على من يتولى أمر البلاد في العراق، وبعضهم كان لا يملك شروى نقير قبل أن يتقلد أمور البلاد ويتحكم برقاب العباد، وبعضهم سكن قصور الطغاة ممن سبقهم، الذين أسقطهم طمعهم وظلمهم وحب الدنيا المتجذر فيهم، كما تمسك بعضهم بالقرآن زوراً ونفاقا عندما وضع على جدار بيته (هذا من فضل ربي) ونسى إن الله حذره من الظلم والفساد في مقدرات البلاد والعباد عندما خاطبهم بالآية الكريمة (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال)، وفي زيارتي اليوم للبيت الشريف سألت احد القائمين على خدمته كم من ولاة الأمر في العراق من الموجودين والغابرين زاروا هذا المقام الشريف ،فكانت إجابته بأنها من القلة القليلة، وقال ان خوفهم من أن ينبزهم زائراً أو مواطناً حاضراً ويذكرهم بفسادهم وظلمهم، لكن كما خلد الله مولانا الإمام على (ع) لزهده ونصره على الظالمين والفاسدين فان الله لن ينسى العراق ولن ينسى أهله المظلومين ممن سرقت أموالهم ونهبتهم مقدراتهم على أيدي الفاسدين، وكما عصف الطغاة من قبلهم سوف يعصف بهم بفضل دعوات المخلصين الصادقين وقد يجعل مقتل بعضهم على أيدي بعض لان الفساد سرطان ينخر قلوبهم فيجردها من الرحمة وكما قال احمد شوقي (تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا ....... مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما)، وفي طريق العودة إلى بغداد وتزامنا مع ذكرى استشهاد آية الله العظمى محمد باقر الصدر(رض) كان للشيخ كانت إحدى محطات الإذاعة التابعة لبعض من يتولى زمام الأمور في البلاد، تبث مرثية تلاها المرحوم الشيخ الدكتور المرحوم الوائلي، فكانت مرثية من كبيرٍ في رثاء شهيدٍ كبير، ومن شواهد مرثيته قولً لشاعر لم يذكر اسمه، كان معبراً عما أنا في دوحة عرضه وعلِقَ في ذهني بيتاً منه يطابق ما نحن فيه وما صار اليه العراق فيقول (فداءُ مَجدِكَ عُصبةٌ مَنهومةٌ .... باعت مقاديرَ البلادِ بمقعدِ)، فكم من عصابات الفساد باعت العراق للحصول على مقعد زائل او يسكن في قصرٍ لغيرهم آيل، وشهدنا قبل أيام زوبعة الموازنة وإقرارها فكان الخلاف بينهم على أشده في الإعلام وبعضهم يخون بعض ويزعم انه هو من يمثل حق الشعب وسواه يسعى لإفقار الشعب وهكذا صدعوا رؤوسنا عبر إعلامهم ، ثم ظهرت الموازنة باتفاقهم ولم يكن لخلافهم المزعوم إلا استعراضات إعلامية كذلك في قانون الانتخابات وغيرها من الأمور المفصلية في الحياة العامة العامة، ووجدت ان الشاعر احمد شوقي قد وصف بعضهم في إحدى قصائده عن حال مصر وولاة أمرها فكأنه يصف ما حصل في زوبعة الموازنة فيقول (و لينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ .... فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما( ثم يوصفهم عندما يغمز بعضهم بعض بألقاب الفساد فيقول (جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً ....وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما) ثم يعيد وصفهم في أسلوبهم في الحكم والإدارة فيقول (وَسُسنا الأَمرَ حينَ خَلا إِلَينا ... بِأَهواءِ النُفوسِ فَما اِستَقاما) لكن عاقبتهم وعاقبة كل ظالم وفاسد ستكون كما قال الشاعر ابن المقري (يا ظالماً جارَ فيمنْ لا نظير له... إلا المهيمن لا تغتر بالمهلِ، غدا تموت ويقضى الله بينكما .... بحكمة الحق لا زيغ ولا مِيلِ)
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخالفات الدستورية في مشروع قانون تعديل قانون المحكمة الاتح ...
- الشطارة في العمل السياسي
- حقوق الإنسان في العراق وضعف النشاط الإعلامي
- الطبائع والقانون
- مجلس النواب وغوستاف لوبون
- رد الدكتور امين عاطف صليبا حول قرار المحكمة الاتحادية العليا ...
- رد على تعليق الدكتور امين عاطف صلبيا على قرار المحكمة الاتحا ...
- قانون المحكمة الاتحادية العليا جدلٌ دائم
- قانون السلطة القضائية والحاجة إليه
- الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة
- العالم والحاكم ... الدكتور منذر الشاوي إنموذجاً
- هل يجوز إثبات المستند الالكتروني بالبينة الشخصية (الشهادة) ؟
- الدولة الكنافقة
- من نوادر أحكام قضاء الأحوال الشخصية في العراق (هل يفسخ النكا ...
- هل يجوز رجوع الشاهد عن شهادته في الدعوى الجزائية؟
- عدم إجراء الانتخابات المبكرة .... السيناريو المحتمل
- هل يجوز أداء الشهادة دون حلف اليمين؟
- مَّن يفسر الحكم القضائي؟
- الخط الوهمي للنزاهة
- النظام القانوني لإنشاء صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي (في ض ...


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - بيت الامام علي بن أبي طالب (ع) وبيوت من تقلد الحكم في العراق