الحرب مستمرة!

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 19:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عام 2002 وعقب هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة ، خرجت نخبة مكونة من حوالى ستين مثقفا أمريكيا ببيان طويل يؤكدون من خلاله عدالة الحرب ضد (الإرهاب الإسلامى) الأمر الذى كان أحد أهم الخطوات التى مهدت لغزو العراق عام 2003 ؟ثم توالت الوقاحات والتطاولات والرسومات التى تسخر وتستهزئ بأقدس مقدسات الإسلام والمسلمين وبأيدى وألسنة وأقلام أوروبية مباشرة ،بعد أن كانت تتم فى السابق من خلال عناصر مسلمة إسما كسلمان رشدى وغيره ، كذلك بدأت حقبة المفكرين الأمريكان مثل فوكياما وفريدمان وصامويل هنتنجتون وفكرة صدام الحضارات ونهاية التاريخ و التى كان ملخصها إنهم وقد انتهوا من العدو الشيوعى، فانه لم يبق أمام العالم الغربى سوى سحق العدو الإسلامى، لكى يتوقف التاريخ وينتهى ويسلم للرأسمالية العالمية راية النصر النهائية ؟ ثم وصلت الأمور إلى التدخل المباشر فى الشئون والتعاليم والمقدسات الإسلامية نفسها ، مرة بحجة المرأة ومرات بحجة الدفاع عن حقوق الأقليات والشواذ ؟ حتى وصل الأمر إلى قيام أكثر من 300 مثقف فرنسى عام 2018 بإصدار بيان عنصرى يطالبون فيه بوقاحة بحذف مئات الآيات من القرآن الكريم ، بحجة أن تلك الآيات تدعو للإرهاب وتدعمه ؟ وهو ما يشبه الحرب الممنهجة المتعمده لسحق الثقافة الإسلامية وتشويهها والقضاء عليها ، الغريب أن كل تلك المعارك الوقحة ضد الإسلام كديانة وثقافة وتراث ومرجعية للعرب وللمسلمين ، لم تحرك ساكنا لدى مثقفى الغفلة فى عالمنا العربى، فلم يتفضل أحدا منهم بالرد على تلك المزاعم والإعتداءات الممنهجة من المثقفين الغربيين لدحض ترهاتهم وتفنيد إتهاماتهم الباطلة ، و خصوصا تلك التى وردت فى بيان مثقفى فرنسا الذين أهانوا القرآن الكريم مباشرة ؟ صحيح أن الازهر قام بواجبه واصدر بيانا شديد اللهجة ضد تلك الهرطقة الفرنسية فى ذلك الوقت ،لكن الكثيرين هنا لم يصمتوا فقط على تلك الوقاحة الغربية ، بل ساهموا فى دعمها وتبنى مفرداتها عن طريق إستمرارهم فى إختلاق المعارك الداخلية ضد ما يسمونه على سبيل ( التقية ) بالإسلاموية أوالإسلام السياسى أو المتأسلمين أو حتى الإرهاب؟ وبالتالى فلم يكن غريبا على هؤلاء النفر أن ينتفضوا حزنا ولوعة لوفاة إحدى أهم الأدوات المناصرة للحملات الغربية المعادية للثقافة و للتراث والمقدسات الإسلامية ، والتى عاشت وماتت وهى تحارب فى الداخل من أجل تحقيق ذات الأهداف التى توحد مثقفوا الغرب وسياسيوه ورجال أعماله وعسكره وعوامه من أجل تحقيقها ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات