فيلم قناة السويس

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحية إلى أجدادنا من العمال المصريين الذين قاموا بحفر قناة السويس منذ بدأت بها أعمال الحفر عام 1859 وحتى انتهائها وإفتتاحها بعد عشر سنوات فى 17 نوفمبر عام 1869، فقد تم حفر القناة بطول 165 كم و عرض 190 متراً وعمق 58 قدماً و تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال بواسطة مليون عامل وفلاح مصري كانوا يعملون بالسخرة وتحت أسوأ الظروف ،فى الوقت الذى كان عدد سكان مصر أصلاً أقل من 4 ملايين نسمة ،وقد مات أكثر من 120 ألف مصرى فى أثناء الحفر من الجوع والعطش والأوبئة والحشرات السامة والمعاملة السيئة و سوء الرعاية و العلاج ، كما أن معظم من ماتوا لم يستدل على جثامينهم ودفنوا فى الصحراء أو ذابوا فى مياه القناة ، مائة وعشرون ألفا من المصريين ماتوا ولم يحتفل بذكراهم أحد على أرض مصرحتى فى الأزمنة الثورية ؟ كمالم يخلد ذكراهم فيلما سينيمائيا ولا مسلسلا تليفزيونيا واحدا، ولم يوضع لهم تمثال(رخام) فى وسط القاهرة أو فى منطقة القناة ، ولا حتى أقيم لهم نصب تذكارى من( الطين) فى أى قرية مصرية من القرى التى أتوا منها سيرا على الأقدام ؟ ثم يتحدث بعض المأفونين والمرتزقة بلا خجل عن فيلم أو عيد قومى أو جائزة لعملية تعويم سفينة غرزت أو جنحت ؟
كل التحية إلى أجدادنا الفلاحين البسطاء الغلابة الذين لاقوا الأمرين وواجهوا الأهوال ، فإزدادت البلاد بفضلهم وبفضل تضحياتهم عزة وثروة ومنعة وأهمية ومقاما عالميا ، بينما لم ينالوا وهم أصحاب الفضل الأول سوى الموت والتنكيل والقهر والإستعباد والتجاهل، ومن بعدهم شرب أبنائهم و أحفادهم من نفس الكأس ؟ فيما إستولى السياسيون على كافة المغانم و سرقوا كل الأضواء ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل